نفوس تصدعت على حدود الوطن


نفوس تصدعت على حدود الوطن
فضيلة مرتضى
ذات يوم_
في حضن الظهيرة
في مملكة الرعب الشهيرة
حيث المآسي الكبار
والصراعات البشرية
والنيوب الكثار
وموت الحرية
سيول الدماء
وظلم القضاء
×
في تلك الظهيرة
كانت الجدة خيرية
تضرب الخبز بوجه التنور
والنار في قاعه يفور
لايخطر على بالها
لعبة كانت تدور
خلف كواليس
غير منظور
وجهها محمر
من نيران التنور
جسدها ينز عرقآ
في عز الشتوية
تمسح العرق بفوطتها
تلك المواطنة السومرية
لاتستسلم للتعب
لكونها معطاة عراقيىة
لاتنتظر الشكر
ولا شهادة فخرية
على شفتيها تمتمات_
دعاء وفيض الحنية
في إنتظار لقاء سنابلها
القادمة من المدارس الحكومية
مهمات البيت مراسيمها اليومية
×
أما بدرية أبنة خيرية
معلمة في مدرسة
{الحكمة الأبتدائية}
تعشق الوطن
تضعه في أجمل زهرية
بين شغاف القلب
بعربات الزمن الوردية
تخط أسمه فوق لوحة الحب
الأزلية
تعلم طلابها حب الوطن
ومدارج الصعود للعالمية
لايأتي على بالها
التفرقة العنصرية
وبأنها مختلفة عن البقية
لم تدرك يومآ ..من يعشق الوطن
المكافئة الأقصاء بأصابع وحشية
×
هناء ,ضياء , صفاء
أولاد بدرية
كانوا
يشربون العلم
في مدرسة{الحكمة الأبتداية}
يذوبون مع الأصحاب
في حب الوطن
بإحساس ملائكية
ينشدون الأناشيد
والأشعار الوطنية
تحت سماء عراقية
لم يحسوا يومآ
بفارق الهوية
لأنهم فعلآ من
الأمة العراقية
×
في تلك الظهيرة
الجدة خيرية كانت
تصنع الخبز
يلف جسدها
شمس الشتاء
وفي قلبها
حرارة الحياه
أقراص خبزها
فوق صحن الضياء
تعلم بأن عودة سنابلها
يكون قبل أذان المغرب
وقبل غياب خيوط الشمس
القادمة من السماء
أذن هناك وقت كافي
والزمن لم يشرف على الفناء
خدش سمعها ودون أنتظار
طرقات على الباب ,همجية
وكان البلاء
أرجل تدفع باب الآمان
حناجر تصرح رعناء
احقاد في عيون
رن في سكونها
الخوف والرهبة
مس أوصالها
صدى الوحشية
داهمها في عقر دارها
جردوها من كل أملاكها
في بطن شاحنة باردة
سفروها مع منكوبين مثلها
على حدود الوطن لفظت
آخر أنفاسها
في روحها الباكي
أستغاثات مظلوم
غصات مخنوق
نداء مجروح
والجسد المدمى
بين صخور صماء
في الليل الباكي
رحلت الى عالم دون رجعة
دون أن تفهم معنى التبعية
تلك المرأة الجميلة السومرية
لم تلتقي مع بدرية
تلك الظهرية
ولا أحفادها الزهور العراقية
×
بدرية وزهورها الثلاثة
سفروا فوق طريق الآلام
ببصمة التبعية
رماهم الطغاة فوق أرض الشقاء
دون أوراق ثبوتية
تصدعت أرواحهم
على حدود الوطن
حيرى على شفاههم
أسئلة:
لم أنتحرت الأنسانية
ولم أبعدوا عن الوطن
بأصابع وحشية؟
ولم التوهان على أرض
في تلك الظلمة الغاشية؟
يراودهم ويراودنا
أسئلة كثيرة
نعرف أجوبتها
ولكننا في حيرة!!!!!!!!
11/06/2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here