استفتاء حول ولاية الفقيه
ورد إلى مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، سؤال حول مسألة ولاية الفقيه، وإليكم نص السؤال وجواب سماحته (دام ظله):
السؤال: لماذا اخترع الشيعة ولاية الفقيه في إيران ولم ينتظروا الامام المهدي (ع)، علماً انها عباده ويدعون له بعد كل صلاة، وهو عقيدة بالنص أيضا حسب ما ورد عن النبي (ص) ان له ١٢ خليفه آخرهم المهدي المنتظر، وهي توقيفية أم لا؟!، حفظكم الله، وتغمد الله والدكم الإمام الشيخ محمد الخالصي برحمته الواسعة، والسلام.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الشيعة لم يخترعوا نظرية ولاية الفقيه، بل هي نفس نظرية ولاية الأمر الإسلامية؛ التي يؤمن بها جميع المسلمين؛ أساسها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) (النساء:59)، ومن شروط ولي الأمر عند جميع المسلمين أن يكون فقيهاً، أو مقيداً برأي فقيه؛ لأنه مكلّف بالحكم بما أنزل الله، ولكن مع تسلّط أمراء الجور الجاهلين على رقاب المسلمين اسقطوا شرط الفقاهة ظلماً وعدواناً، ولمّا وفق الله المسلمين لإقامة الدولة الإسلامية في زمن الغيبة بيد فقيه شيعي، كان من واجبه إعادة الحق إلى نصابه بإحياء شرط الفقاهة فيمن يتولى ولاية الأمر، وليسّد الطريق على سلاطين الجور من التحّكم برقاب الناس؛ “فظن الجاهلون” بأن ولاية الفقيه من مخترعات الشيعة في إيران. ونظرية الولاية من السياسة الشرعية، وليست من العبادات لتحكمها قاعدة التوقيفية، وهي تخص سياسة الحكم في زمن الغيبة، والأمر لصاحب الأمر عند ظهوره (عج).
الراجي عفو ربه
محمد مهدي بن محمد الخالصي
9 شـــوال المكرم 1440هـ
13 حزيـــــــران 2019م
ملاحظة: سبق وان أجاب سماحته (دام ظله) على سؤال مماثل قبل ٢٠ عاماً في حوار مجلة دار السلام مع سماحته (دام ظله)؛ العدد 144، بتاريخ شهر رمضان لسنة 1412هـ – كانون الأول (نوفمبر) سنة 2000م.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط