قضية تقاعد الرفحاويين الضخم : تؤجج المشاعر سخطا و استفزازا

بقلم مهدي قاسم

لا يمر يوم تقريبا دون أن يلتقي المرء مجددا مع مسألة
التقاعد الضخم والكبير الخيالي الذي مُنح لغالبية سكنة معسكر الرفحاء من اللاجئين العراقيين في السعودية والذين هربوا من بطش وتنكيل الطاغية البائد بسبب اشتراكهم ــ بشكل أو آخرــ في الانتفاضة ” الشعبانية ” التي كادت أن تطيح بأركان النظام السابق ..

و مثلما أسلفنا ــ أعلاه ــ أن اعتراض غالبية العراقيين
على هذا التقاعد ليس نابعا من عملية منح التقاعد ذاتها ، إنما الاعتراض قائم على طبيعة التقاعدالضخمة ذاتها والمتنافية أصلا مع قانون التقاعد العراقي ، فضلا عن إنها لم تشمل الفرد لوحده فقط ، أنما جميع أفراد عائلته أيضا ليصبحوا في اعداد المتقاعدين ، وهو أمر مخالف
لقانون التقاعد ومواده المشرعة والمنظِمة لظروف وشروط كيفية الحصول على التقاعد بعد إكمال السن القانوني ، وهنا لابد من توقف قليلا لتوضيح مسألة مهمة إلا وهي الاعتراض على منح التقاعد لأسباب سياسية من جانب آخر وعلى سبيل المثال وليس الحصر الاعتراض على منح البعثيين
تقاعد بعد بلوغهم السن القانوني بحجة أنهم كانو بعثيين و خدموا النظام السابق ، و هذا الاعتراض هو الآخر يقوم على فهم خاطيء لمسألة التقاعد من حيث ربطها بمواقف سياسية أو فئوية ، في حين أن مسألة التقاعد أمر يخص يندرج ضمن حقوق المواطنة بالدرجة الأولى و الأخيرة ،
فإذا المرء وبغض النظر عن انتمائه موقفه السياسيين ــ قد عمل أو خدم سواء في قطاع الدولة أو الخاص وقد أكمل التزاماته المالية و الخدمية وبلغ سن التقاعد المحدد في قانون التقاعد فهو ــ و بشكل تلقائي ــ سيكون متقاعدا ، أما إذا اتضح أثناء ذلك أنه قد اشترك أو تورط
في جرائم ذات طابع سياسي أو حزبي أو مهني ووظيفي فأنه يجب أن يُعاقب على ذلك ــ حصريا ــ طبعا دون أن تمس العقوبة الافتراضية حقه في الحصول على التقاعد إذا أكمل كل الشروط و الالتزامات التي حددها قانون التقاعد ..

و كان من المفترض أن ينسحب قانون التقاعد هذا على الرفحاويين
أيضا ، أي أن تُحتسب لهم فترة وجودهم في معسكر رفحاء السعودي كعمل و خدمة ، ذلك إكمالا و امتدادا للخدمة التقاعدية المفترضة ، و في الوقت نفسه منح ممن لم يعملوا سابقا أو حاضرا مبلغا ماليا مقطوعا كتعويض لمعاناتهم هناك ، فضلا عن إدراج ممن بلا دخل شهري أو عاجز عن
العمل بسبب مرض أو تقدم في السن فيجبإدراجه إلى شبكة الضمان الاجتماعي لتأمين معيشته ..

فلو عولجت مسألة تقاعد الرفحاويين بهذه الصيغة القانونية
والنظامية وحسب القواعد و النظم التقاعدية ـ أعلاه ــ فلا نظن أن أحدا كان قد اعترض على ذلك ، أو على الأقل ليس بهذه الزخم و العودة الدائمة إليها بين وقت و آخر ، لأن قانون تقاعد الرفحاويين الذي صوّت عليه مجلس النواب العراقي المشكوك بنزاهته وإخلاصه الوطنيين ،
قد هيّج مشاعر كثير من العراقيين الذين تعرضوا هم أيضا إلى بطش وتنكيل النظام السابق و هربوا إلى الخارج وعانوا من عذابات الغربة والشتات ـ ككورد الفيليين مثلا والذين صادر النظام السابق حتى ممتلكاتهم ــ لذا فكثير من العراقيين شعروا و يشعرون بالسخط والغبن والتمييز
الظالمين بهذا الخصوص مع أن بعضا منهم لا يسعى إلى المعاملة بالمثل أي الحصول على تقاعد ضخم مماثل لتقاعد الرفحاوي ، بقدر ما يتمنى إعادة النظر في قانون تقاعد رفحاء و ذلك وفقا لقانون التقاعد العام وشروطه الملزمة قانونا ..

*أحد شهود عيان من سكنة معسكر رفحاء و اسمه عدنان الزرفي
يصرّح بمعلومات مثيرة عن حسن المعاملة و الطعام الجيد و الراتب المقدم إلى اللاجئين في المعسكر المذكور، على عكس تماما مما قرأنا عن وجهة نظرة مغايرة بخصوص الظروف السائدة حينذاك من عمليات قمع وتجويع و تمييز طائفي والخ ..

فيما يلي رابط فيديو أدناه :

الرفحاوين عدنان الزرفي واخوه عماد الزرفي يتكلمون عن الكرم السعودي مع الرفحاويين راتب وبناء بيوت ودارسه واكل درجه اولى ؟ اين الاضطهاد الذي يتكلمون عليه الرفحاويين ؟؟

Geplaatst door ‎يوميات غربالي‎ op Vrijdag 14 december 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here