التفاوض ما زال معلقا.. ترامب يهدد وروحاني يرد

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته لإيران، وأبقى مسألة التفاوض رهنا باستعداد الإيرانيين، بينما أكد نظيره الإيراني حسن روحاني أن بلاده تلقت عشرة طلبات للتفاوض، معتبرا أن الظروف غير مواتية للمفاوضات.

وقال ترامب للصحفيين بالبيت الأبيض إن إيران ستواجه “قوة هائلة” إن هي حاولت فعل أي شيء ضد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مضيفا أنها أبدت عدائية شديدة تجاه واشنطن.

وأضاف أنه لا يزال مستعدا لإجراء محادثات مع الإيرانيين “عندما يكونون مستعدين”.

وقبل ذلك بساعات، وصف ترامب التقارير الإعلامية بشأن سعي واشنطن للتفاوض مع إيران بالكاذبة، مؤكدا أنه إذا أرادت طهران التفاوض فيتعيّن عليها القيام بالخطوة الأولى.

وفي تغريدتين على تويتر قال ترامب إن الاقتصاد الإيراني يواصل انهياره، مضيفا أن ذلك أمر محزن للغاية بالنسبة للشعب الإيراني.

في المقابل، قال الرئيس روحاني إنه من أشد داعمي الحوار والدبلوماسية، لكنه لا يقبل بها في ظل الظروف الحالية.

وأضاف في كلمة له أمام علماء دين بالعاصمة طهران أن إيران تلقت أكثر من عشرة طلبات من واشنطن للتفاوض مع الإدارة الأميركية الحالية، مؤكدا أن الظروف الحالية ليست مناسبة للمفاوضات.

وقال إن الظروف التي تعيشها طهران هي ظروف مقاومة الضغوط التي تفرضها الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن بلاده تواجه مشاكل صعبة في مجال التعاملات المصرفية وبيع نفطها وتعيش حالة حرب اقتصادية، ودعا إلى الوحدة والانسجام في إيران لمواجهة الظروف التي تمر بها البلاد.

وحثت إيران الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على اتخاذ تدابير لتعزيز أمن واستقرار منطقة الخليج العربي، وجددت الدعوة إلى إنشاء منتدى جماعي للحوار في منطقة الخليج لتسهيل الاتفاق على نطاق واسع من القضايا، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وضمان حرية الملاحة والتدفق الحر للطاقة.

جاء ذلك في رسالتين متطابقتين بعثهما المندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إلى كل من غوتيريش ورئيس مجلس الأمن الدولي السفير الإندونيسي ديان تريانيسيا دجاني الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري.

تصعيد متبادل
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمال وندي أن بلاده زادت إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب بمعدل أربعة أضعاف ما كانت تنتجه قبل قرارها خفض بعض التزاماتها في الاتفاق النووي.

وفي وقت سابق، نفت الوكالة وجود أي نية لدى طهران للانسحاب من الاتفاق النووي، مؤكدة أنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك.

وقال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن هذا القرار يعد خطوة أخرى تتخذها إيران عقب إعلان الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي.

وفي تطور آخر للأزمة، قال السيناتور الأميركي ليندسي غراهام المقرب من ترامب الاثنين، إن إيران مسؤولة عن الاعتداءات التي وقعت خلال الفترة الأخيرة في منطقة الخليج، ودعا إلى “رد عسكري ساحق” إذا تعرضت المصالح الأميركية للخطر.

وأوضح غراهام أنه تبلّغ بهذه المعلومات من مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون بولتون المعروف بمواقفه المتشددة ونزعته نحو الحلول العسكرية.

وكتب في تغريدة على تويتر “من الواضح أن إيران هاجمت أنابيب نفط وسفنا لدول أخرى، وهي المسؤولة عن هذا الكم من التهديدات ضد مصالح أميركية في العراق”.

وتابع “إذا تحولت التهديدات الإيرانية ضد أشخاص أميركيين أو ضد مصالح أميركية إلى أفعال، فلا بد أن يكون لنا رد عسكري ساحق”.

اتهامات
وكانت السعودية اتهمت إيران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف أنبوب نفط سعوديا بواسطة طائرات مسيّرة وجهها الحوثيون.

كما جاء هذا الهجوم في أعقاب “أعمال تخريب” أخرى -لم يتبن مسؤوليتها أي طرف- استهدفت ناقلات نفط في مياه الخليج.

ولم توجه الولايات المتحدة رسميا أصابع الاتهام إلى إيران، لكنها سبق أن اتهمت طهران مرارا بالعمل على تدبير اعتداءات، خاصة عبر التنظيمات التابعة لها في منطقة الشرق الأوسط.

ورفع ترامب الأحد درجة التهديد بتغريدة حذّر فيها من أنه ستكون “النهاية الرسمية لإيران” إذا ما هاجمت الولايات المتحدة.

وكتب ترامب في تغريدته “إذا أرادت إيران خوض حرب فستكون تلك نهايتها.. لا تهدّدوا الولايات المتحدة مجدّدا”.

وردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تغريدة ترامب، مؤكداً أن “تبجحات” الرئيس الأميركي “لن تقضي على إيران”، ومضيفا “لا تهددوا إيرانيًا أبدا. جربوا الاحترام فهو أفضل!”.

وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة مذ أدرجت إدارة ترامب الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء “للتنظيمات الإرهابية” وشددت عقوباتها على طهران، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني قبل عام.

وارتفع منسوب التوتر أكثر بعد نشر الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات “بي-52” في الخليج الأسبوع الماضي للتصدي لما قالت واشنطن إنها “تهديدات” مصدرها إيران.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here