اوقفوا العنف عن الكوادر الصحية والطيبة ..

كثيرة هي مشاكل العراق وكثيرة هي المعاناة والآلام التي مر ويمر بها الإنسان بسبب الاهمال الحكومي وابتعاد المسؤول عن القيم والمبادئ التي يجب أن يتمتع بها حتى وصل الحال لما نحن عليه اليوم من قلة الخدمات وانتشار الأمراض وتردي الوضع الاقتصادي والمعيشي لدى الفرد والمجتمع مما أدى إلى فقد ثقة المواطن بمؤسسات الدولة وجميع العاملين فيها وانعكس ذلك أيضا على المؤسسات الصحية حتى أصبح الاعتداء على الكوادر الطبية والصحية والتمريضية ظاهرة يومية ولابد من القضاء عليها أو التخفيف منها باتباع بعض الطرق والأساليب التي تحول دون ذلك …ولابد من تعاون المؤسسة الصحية والدينية والعشائرية والإعلامية في هذا المجال ونشر الوعي وثقافة المحبة والتسامح بين المواطنين فالاعتداء على الكوادر الصحية والطبية ظاهرة غير حضارية تؤثر سلبيا على الخدمات التي تقدمها الدولة فلايمكن ان يعمل الطبيب او الممرض في اجواء يسودها الخوف والرعب …فرغم أن الأخطاء الطبية واردة حتى في أرقى المستشفيات العالمية إلا أن الحد منها وتقليل نسبتها واجب انساني وديني وأخلاقي فهناك عقد غير مكتوب بين الدولة ممثلة بمؤسساتها الصحية وكوادرها الطبية والمواطن يلتزم بموجبه الطرف الاول بتقديم كافة الخدمات الطبية والعلاجية وفق المعايير المعتمدة بينما يلتزم الطرف الثاني باحترام كافة القوانين والأنظمة والتعليمات التي تحفظ هيبة الدولة ومؤسساتها والعاملين فيها وبعكس ذلك تعم الفوضى في المجتمع ..ولكي يتم القضاء على هذه الظاهرة أو التخفيف منها لابد من اتباع الاتي .

١_ قيام وزارة الصحة بواجباتها الاساسية بتقديم الخدمات الصحية وتطوير خبرات كوادرها من خلال الممارسة والتدريب على أيدي بعض بعض الخبراء في هذا المجال واقامة الدورات واتباع الاساليب الحديثة لاسيما في ردهات الطوارئ والعناية المركزة ..

٢_ بناء جسور الثقة بين المؤسسة الصحية والمواطن وتقديم الخدمات الصحية بما يليق بالمواطن العراقي دون اي محسوبية او تمييز طائفي او طبقي ..

٣_ تجريم حالة الاعتداء الذي يقوم به البعض وخاصة العناصر المسيئة على الكوادر الطبية والصحية واعتبار ذلك خط احمر لايمكن تجاوزه

٤_ قيام المؤسسة الدينية والاعلامية والعشائرية بدورها في نشر الوعي لدى المواطن ..

٥_ منع الدخول لغير المرضى في ردهات الطوارئ والعناية المركزة ..بحيث يتم الفصل بين مكان وجود المرضى والمرافقين ومنع اي احتكاك قد يقع بين الطرفين .

٦_ توفير الكوادر الطبية المختصة والكفوءة والمالية وخاصة في ردهات الطوارئ.

٧_ قيام المؤسسات الصحية بأخضاع منسوبيها بدورات تثقيفية بكيفية التعامل مع المريض والواجبات الوظيفية الملقاة على عاتقه والعقوبات التي سيتعرض لها عند وجود أي مخالفة أو تقصير ..

٨_ ضمان حق المريض بالتعويض في حالة وجود أخطاء طبية غير مقصودة وتدون هذه الأخطاء في سجلات خاصة تحفظ في وزارة الصحة وتعمم على الأطباء في كافة المؤسسات الصحية واعلام نقابة الاطباء بها للاستفادة منها من خلال اقامة الدورات لمنع تكرارها ..
وهناك أمور أخرى يجب الالتزام بها ولا تتسع المساحة هنا لذكرها لكي يتم القضاء على ظاهرة الاعتداء على الكوادر الطبية والصحية …

#سامي_الفرطوسي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here