أكثر من أربعة آلاف مصاب بالسرطان في ذي قار لا يحصلون على نصف حاجتهم من الأدوية

ذي قار- بغداد / حسين العامل

كشف مركز الأورام السرطانية في ذي قار يوم الاحد ( 16 حزيران 2019 ) عن تسجيل أكثر من أربعة آلاف مصاب بمرض السرطان ،

وإن معدل الإصابات السنوية بالمرض تتراوح ما بين 900 الى 950 إصابة ، وفيما أشار الى وفاة نحو 500 مصاب بالسرطان سنوياً ، أكد إن تجهيز الأدوية للمرضى لا يغطي الحاجة الفعلية وإن نسبة العجز تتجاوز حاجز الخمسين بالمئة من الاحتياج الفعلي.

وقال معاون مدير مركز الأورام السرطانية ومدير شعبة السيطرة على السرطان في دائرة صحة ذي قار الدكتور باسم عبد الرزاق حمود للمدى إن ” اجمالي المرضى المصابين بالسرطان المسجلين في مركز الأورام السرطانية في ذي قار يبلغ 4200 مصاب وإن معدل الإصابات السنوية بمرض السرطان يتراوح ما بين 900 الى 950 إصابة “، مبينا أن ” مركز الأورام السرطانية في ذي قار يقدم العلاج الكيمياوي ويهتم بمعالجة ومتابعة الحالات المرضية الأخرى ، وإن عدد المرضى المسجلين سنوياً لتلقي العلاج الكيمياوي فقط يتراوح ما بين 600 الى 700 مريض”.

وأشار حمود الى أن ” المرضى الذين يحتاجون الى العلاج باليود المشع يرسلون الى مستشفيات بغداد ولاسيما المصابين بأمراض الغدد الدرقية في حين يتم إرسال بعض الحالات التي تحتاج الى العلاج الاشعاعي الى مستشفيات البصرة وميسان “، منوهاً الى ان ” هناك اعداداً أخرى قليلة من المرضى يتعالجون في خارج البلاد”.

وأضاف معاون مدير مركز الأورام السرطانية إن ” معدلات الوفاة بين المصابين بأمراض السرطان في ذي قار تتراوح ما بين 400 الى 500 حالة وفاة سنوياً”، مبينا إن ” حالات الوفاة بين المصابين بأمراض السرطان لا تعود جميعها للإصابة بالمرض المذكور فبعض الوفيات تحصل نتيجة حوادث السيارات أو العمليات العسكرية أو إصابة بأمراض أخرى كأمراض القلب والجلطة الدماغية وغيرها”.

وأردف حمود إن ” معدلات الإصابة بمرض السرطان في العراق هي مساوية تقريباً لمعدلات الإصابة التي تحصل في بلدان منطقة الشرق الاوسط كون النظام الغذائي وطبيعة المعيشة تكاد تكون متقاربة ولا تختلف كثيراً”، وأضاف ” إن الإصابة بمرض سرطان الرئة في العراق والعالم يعد الأول ويشكل 20 بالمئة من عدد المصابين ، فيما يشكل سرطان الثدي عند النساء 18 بالمئة من بين عدد المصابين في حين يشكل سرطان القولون 5 بالمئة وسرطان الغدة الدرقية يشكل 3 بالمئة فيما تعد الإصابة بسرطان الجلد في العراق هي الأقل من معدلاتها في دول العالم”.

ونفى حمود أن “يكون التلوث البيئي هو السبب في ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان ، مشيراً الى ان ” معدلات الإصابة بالسرطان في عام 2016 كانت أقل من معدلات الاصابة في 2011 إلا أن هذه المعدلات سجلت ارتفاعاً ملحوظاً فيما بعد عام 2016 “.

واستطرد معاون مدير مركز الاورام السرطانية إن “مرض السرطان في العراق وحتى عام 2016 كان يأتي بالمرتبة الثالثة في قائمة الامراض التي تتسبب بالوفاة وهو يأتي بعد الجلطة الدماغية وأمراض القلب”.

وعن نقص الأدوية قال حمود إن ” مركز الأورام السرطانية وضمن السياقات المعمول بها يقدم طلباً الى الوزارة باحتياجاته من الأدوية قبل سنة أو سنتين وبكميات تأخذ بالحسبان الارتفاع المتوقع بعدد الإصابات”، وإضاف إن ” المركز يعمل وفق ما يصرف له من الأدوية التي طلبها في القائمة فأحياناً تقوم الوزارة بتجهيز المركز بخمسة وعشرين بالمئة من المواد أو العقاقير الطبية المطلوبة أو 50 بالمئة وهذا الأمر يتفاوت من مادة الى أخرى”. وأضاف ” عموماً التجهيز قليل جداً ولا يغطي الحاجة الفعلية وفي كثير من الأحيان وتتجاوز نسبة العجز بالأدوية حاجز الخمسين بالمئة من الاحتياج الفعلي “، وأردف إن ” ادوية السرطان المتوفرة في المركز على قلتها هي من مناشئ عالمية رصينة وإن ثمن إبرة واحدة قد يعادل ثمن علاج مريض السرطان في خارج البلاد”.

وأشار معاون مدير مركز الأورام السرطانية الى أن ” مركز الأورام السرطانية يستعين في بعض الأحيان ببعض المنظمات الإنسانية المهتمة بدعم مرضى الإصابات السرطانية ولاسيما حملة أمل الخيرية التي يديرها الصيدلاني مازن الحمداني وهذه الحملة قدمت الكثير من المبادرات الانسانية الناجحة ودعمت مرضى السرطان بالأدوية الضرورية “.

حملة أمل الخيرية لدعم مرضى السرطان بمحافظة ذي قار أعلنت يوم الاحد ( 26 أيار 2019 ) عن إطلاق حملتها التاسعة لجمع التبرعات لشراء الأدوية لمرضى السرطان وذلك إثر مناشدة تلقتها من مدير مركز الأورام السرطانية في المحافظة يدعو فيها المواطنين الى التبرّع بأموال الخُمس والزكاة لشراء الأدوية المنقِذة لحياة المرضى ، فيما أشار مدير الحملة الى أن مركز الأورام السرطانية يمر حاليا بأزمة غير مسبوقة في نقص الأدوية وإن أكثر من أربعة آلاف مصاب بالسرطان في ذي قار يواجهون حالياً مخاطر شح الأدوية المنقِذة للحياة.

وكان أطباء وباحثون، كشفوا مؤخراً عن “ارتفاع ملحوظ” في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في المنطقة الجنوبية من العراق، وبينوا إن “مرض السرطان هو واحد من أخطر ثلاثة أمراض تؤدي إلى الوفاة في المنطقة المذكورة”.

وكانت لجنة الصحة والبيئة في ذي قار، كشفت في كانون الأول الماضي، عن تزايد الإصابات بسرطان الثدي بين نساء المحافظة، وعزت ذلك إلى الحروب وما رافقها تلوث بيئي وإشعاعي وتلوث المياه ونوعية الأغذية والحالة النفسية للمريض وطبيعة معيشته.

وكانت دراسات ميدانية أعدها عدد من الباحثين في جامعة ذي قار قد كشفت عن زيادة “مقلقة” في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في محافظة ذي قار ، إذ قال عميد كلية الطب الدكتور مؤيد ناجي الموسوي، في حينها، إن الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين في المحافظة أظهرت وجود زيادة مطردة ومقلقة بنسبة الأمراض السرطانية المسجلة في الدوائر الصحية المتخصصة وبمختلف الفئات العمرية مقارنة بباقي المحافظات

وعرض برنامج تلفزيوني من على قناة روسيا اليوم معلومات مثيرة ، حيث استضاف البرنامج

الدكتور كاظم المقدادي ، المختص بالأثار البيولوجية لاستخدام أسلحة اليورانيوم ومنسق حملة “تنظيف البيئة العراقية وإنقاذ ضحايا المواد المشعة”. الذي أكد أن استخدام القوات الاميركية للأسلحة المصنعة باليورانيوم المنضب خلال حروبها على العراق،أدى الى ارتفاع مرعب في معدل إصابات السرطان بين السكان وبوجه خاص في محافظة البصرة .

وأضاف المقدادي في برنامج (تحقيقات) إن السلطات العراقية تسعى لاخفاء المعلومات والمعطيات الحقيقية عن حالات السرطان رضوخاً لإرادة الولايات المتحدة التي ارغمت منظمة الصحة العالمية على اصدار تقرير مزيف يشوه ويخفي الحقائق عن إصابات السرطان في العراق ومسبباته .

وعرض الدكتور المقدادي لجملة من المعطيات التي جمعها مع فريق دولي من الخبراء على مدى اكثر من عقدين.

وحسب الدكتور جواد العلي عضو مجلس السرطان في العراق الذي تحدث أيضاً الى البرنامج ،فان التلوث في البصرة والادمان على التدخين وعوادم النفط أسباب رئيسة لمرض السرطان، مشيراً الى ان نسبة تطور معدلات المرض في محافظة البصرة،تعتبر عادية قياساً الى دول الجوار والزيادة السكانية منذ حرب الخليج الأولى عام واحد وتسعين من القرن الماضي .وأشار العلي الى أن استخدام اليورانيوم المنضب في الحروب على العراق يمثل أحد أسباب التعرض للاصابة بالسرطان وليس سبباً رئيساً الأمر الذي اتفق معه المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية الدكتور سيف البدر الذي اعترف بأن عملية تسجيل المصابين تتم بطريقة عشوائية مما يسبب بفوضى المعطيات والمبالغة بحجمها .

وعرضت القناة تقريرا من البصرة ،اشتكى خلاله مرضى من نقص العلاج والأدوية .فيما كشف أحد المتحدثين عن ان السلطات تتعمد اخفاء الحقائق وأسباب الاصابات التي تتضاعف بمعدلات كببرة .

وكشف مهدي التميمي مفوض لجنة حقوق الإنسان في البصرة عن أن الإصابات السرطانية في البصرة لوحدها تبلغ الآلاف سنوياً وسط تعتيم حكومي متعمد ونقص قاتل في العلاج.

وظهر في البرنامج تصريح للخبير البريطاني كريس بازبي المتخصص في الأورام السرطانية أعلن فيه إن الجامعةالبريطانية التي يعمل فيها استغنت عن خدماته لأنه أماط اللثام عن الآثار المدمرة لأسلحة اليورانيوم المنضب التي استخدمت في العراق على يد القوات الاميركية، وإن حياته معرضة للخطر بفعل دفاعه عن الحقيقة وكشفه للمستور.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here