ليس من مصلحة العراق ضرب أهدافا إيرانية محدودة

بقلم مهدي قاسم

ذا كنا قد اعتبرنا احتمال قيام تصادم عسكري بين إيران وأمريكا أمرا  ضعيفا في الوقت الحاضر لأسباب كثيرة ،إلا أن هذا الاحتمال الضعيف لا يعني إنه مستبعدُ قطعا و تماما، إذ يمكن حدوثه في أية لحظة ، إذا تطلبت المصالح الاستراتيجية الأمريكية  والضرورية و الآنية القيام بذلك ، بغض النظر عن تداعياته الإقليمية و الدولية في آن ، سيما إن إدارة ترمب تشعر بالحرج أمام عوامل الاستفزاز و التحدي الحالية للنظام الإيراني والذي يريد جر إدارة ترامب إلى  مثل هذا التصادم العسكري لكي يصمد بطلا أو يسقط شهيدا أمام أنظار الشعب الإيراني ، هذا ، افتراضا إذا كانت أصابع النظام الإيراني تقف خفف تفجير نقلات النفط فعلا و ليس من ترتيبات محمد بن سلمان وتابعه آل النهيان أو الموساد ، لذا فربما ستقوم الإدارة الأمريكية بتوجيه بضع ضربات صاروخية مستهدفة بعض المواقع و الأهداف  العسكرية والمدنية الإيرانية ، بغية الحفاظ على ماء الوجه من ناحية والبروز أمام الحلفاء الخليجيين المحتمين بالحماية الأمريكية بمظهر الحامي و المدافع الأمين عن هؤلاء الحلفاء من ناحية اخرى ، إلا أنه يجب أن نعرف أن ضربات صاروخية “محدودة ” كهذه والتي سوف تُخدش جلد التمساح الإيراني فقط ، ولكن  لن تقضي عليه قضاء مبرما و كاملا ، أي إنها سوف لن تؤدي إلى إسقاطه ، و بالتالي فإن ضربات صاروخية ” محدودة ” كهذه ، لن تكون لصالح العراق قطعا ، بل أن نتائجها ستنعكس وخيمة وسلبية على العراق بالذات ، ضمن تداعيات سياسية و أمنية و اقتصادية ومالية واجتماعية سيستغلها ويستثمرها النظام الإيراني عبر وكلائها و شبكات عملائها  وعديد من ميليشياتها الكثيرة والناشطة في العراق لتقوية نفوذها السياسي أكثر فأكثر بغية امتصاص الضربات الصروخية و من ثم التعويض عن العقوبات الأمريكيةة بالمال العراقي..

لذا ففي الوقت الذي يجب الترحيب بأي هجوم أمريكي  شامل ضد النظام الإيراني و الذي يهدف بالأساس إلى إسقاطه بشكل كامل و نهائي ، فيجب الاعتراض على أية ضربات صاروخية ” محدودة “و رفضها رفضا كاملا و مطلقا ، ليس الآن فقط إنما في المستقبل أيضا ..
و ذلك انطلاقا من مقولة تالية مفادها إن :

ــــ ” الضربات التي لا تميت شخصا   فإنها ستجعله قويا ” ..

هامش ذات صلة :

مناقشات لإرسال تعزيزات.. ودعوات إلى ضرب أماكن محددة

الخيار العسكري الأميركي ضد إيران يتقدم

جواد الصايغ

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو

لم تعد سرًا مناقشة الإدارة الأميركية مجموعة من الخيارات، بعضها عسكري، والهدف منها الرد على تصعيد إيران والجماعات المتحالفة معها في منطقة الخليج العربي، بعد سلسلة خطوات عقابية اتخذتها واشنطن.

إيلاف من نيويورك: رغم أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أكد أكثر من مرة عدم رغبة إدارته في إشعال حرب في المنطقة، غير أن التصريحات الأميركية والتحليلات لا تستبعد توجيه ضربة عسكرية ضد أهداف إيرانية، بعد الاعتداءات الأخيرة على ناقلات النفط، واستهداف طائرات أميركية بدون طيار، وأيضًا قيام الحوثيين باستهداف المملكة العربية السعودية.

إرسال تعزيزات عسكرية

وكانت ناقلتان يابانية ونروجية استهدفتا في بحر عُمان في الأيام الماضية الأخيرة، ما دفع بكبار المسؤولين الأمنيين في إدارة ترمب إلى مناقشة قرار يقضي بإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الشرق الأوسط.

تتلاقى هذه المعلومات مع تصريح وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان، الذي علق يوم الجمعة الفائت، على سلسلة الحوادث الأخيرة، ومنها استهداف الناقلتين، بالقول: “إننا بحاجة إلى وضع خطط طوارئ في حال تدهور الأوضاع أكثر”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here