والآن!

نـــــــــــــــزار حيدر
هل تأَكَّدتم لماذا نتقهقر إِلى الوراءِ يوماً بعد آخر؟!.
نتراجع ويتقدَّم الآخرون؟!.
فعندما يواجهُ الفاسدُون والفاشلُون الرَّأي الآخر والنَّقد البنَّاء بالتَّسقيط والتَّشهير والطَّعن والتَّهريج!.
فيتستَّرونَ بالمُقدَّسات لتصفيةِ خصومهِم أَو تسقيطهِم!.
وعندما يبدأُ حوار الدَّم بعد أَن ينتهي الحِوار باللِّسان، والذي ينتهي في أَغلب الأَحيان بحوارِ الكراسي والأَحذية!.
وعندما يشغَلُ ذيول [العِجل السَّمين] صاحب نظريَّة [بعد ما ننطيها] وأَبواق القائد الضَّرورة، قائد الحرب على جبهةِ الوِلاية الثَّالثة، يشغلونَ النَّاس بالقيلِ والقال لمجرَّد أَنَّ صاحبهُم تعرَّض للتَّوبيخِ على يدِ قلمٍ وطنيٍّ حرٍّ يرفضُ الخضوعَ للإِبتزازِ ولا يتواجد في سوقِ النَّخَّاسةِ إِلى جانبِ أَغلبِ الأَقلامِ!.
وعندما ينشطُ الإِرهاب الفكري كلَّما نشطَ الرَّأيُ الآخر في السَّاحةِ!.
وقتها، لا تُحدِّثُني عن التقدُّم والتَّنمية والنُّهوض!.
بل لستَ بحاجةٍ إِلى أَن تتحدَّث عن شَيْءٍ، فالواقعُ هو الذي يتحدَّث، واقع التخلُّف والتقهقُر والتَّراجع على مُختلفِ المُستويات!.
إِنَّ الإِرهاب الفكري هو الذي يُنتج الإِرهاب المُسلَّح، فَلَو كان بَعضنا يصغي إِلى البعضِ الآخر لما نما عندنا الإِرهاب الذي يُعشعش ويبيِّض ويفقِّس في حُضن الإِرهاب الفكري.
وكلٌّ يمارسهُ على طريقتهِ وأَدواتهِ؛
الأَنظمةُ بالقمعِ وتكميمِ الأَفواه والسِّجن والإِعتقال والمُطاردة والإِغتيال.
والأَحزابُ والكُتَل والزَّعامات بالتَّضليلِ والتَّشهيرِ وصِناعة الأَخبار الكاذِبة والتَّسقيط السِّياسي إِلى حين يتمكَّنون من أَدوات السُّلطة القَذِرة فيُمارسوا نفس الأَفعال التي تُمارسها الأَنظمة.
إِذا أَراد الرَّأي العام أَن يحمي نموَّهُ وتأثيرهُ فإِنَّ عليهِ أَن لا ينشغلَ بالجُهد الذي يبذلهُ الذُّيول والأَبواق لتغييرِ البَوصلة، بَوصلة الأَولويَّات.
فالتَّأثير السَّلبي لتغيير البَوصلة هو أَحد أَكثر أَدوات الإِرهاب الفكري تأثيراً على الرَّأي العام.
إِنَّهم يستغلُّونَ كلَّ فُرصةٍ لإِنجازِ ذَلِكَ.
فإِذا وخَزَ قلمٌ شريفٌ بطنَ الزَّعيم الأَوحد صرخت الحاشية وولوَلت الأَبواق وقرعَت الطُّبول!.
وإِذا داسَ نزيهٌ على طَرفِ عجلهِم طارت الدَّعايات والشَّائعات والأَكاذيب، وشنَّت الجيوش الإِليكترونيَّة حملةً شعواء من التُّهم والأَباطيل للتَّشويهِ والتَّسقيط، وهي سياستهُم المُفضَّلة ضدَّ خصومهِم منذُ أَن وعيتُ عليهِم عام [١٩٧١] في محاولةٍ من الذُّيول لإِسكاتهِ أَو على الأَقلِّ لتشويهِ سيرتهِ العطِرة ومسيرتهِ الرَّمز لعزلهِ!.
وإِذا فضحَ خبيرٌ مطَّلعٌ جانباً من فضائحِ الفاسدِ الفاشلِ ونواياهُ القذِرة لتدميرِ البلد، أَو كشفَ عن جانبٍ من صفَقات الإِتِّجار بالدَّم التي اعتاشَ عليها الفاسد الفاشل على مدى [٨] سنوات من سُلطتهِ المُطلقة، شمَّرت أَبواقهُ المُنتشرة في وسائلِ التَّواصل الإِجتماعي عن سواعدِها لاغتيالِ [البَطل] سياسيّاً!.
صحيحٌ {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} وصحيحٌ كذلكَ أَنَّ الرَّأي العام أَوعى بكثيرٍ من أَن يخدعهُ التَّضليل، وهذا ما اتَّضح لي بشَكلٍ كبيرٍ وواسعٍ جدّاً في اليَومَين الأَخيرَين، إِذ تلقَّى الذُّيول والأَبواق ردوداً قاسيةً جدّاً في أَكثر من مجموعةٍ [واتس آبيَّةٍ].
صحيحٌ كلَّ ذَلِكَ، ولكن مع هذا ينبغي الإِنتباه والحَذر فالموما إِليهِ وعصاباتهِ الإِليكترونيَّة شكَّلوا الدَّولة العميقة فلا ينبغي التَّغافل عنهم لحظةً لأَنَّهم كالتَّسوُّس تنتقل من سنِّ إِلى سنِّ!.
علينا جميعاً، وأَخصُّ بالذِّكر النخب، أَن نفعل المُستحيل لإِفشالِ خُطط [العُجول السَّمينة] و [القيادات الضَّرورة] التي تُحاول إِعادة عقارب الزَّمن إِلى الوَراء فتُكمِّم الأَفواه وتقطع الأَلسن وتكسِر الأَقلام الوطنيَّة الحرَّة، فهنالكَ جهودٌ تُبذل خلفَ الكواليس وتحت الطَّاولة للعَودةِ بِنَا إِلى المربَّع الأَوَّل وهو الأَمرُ الذي إِذا ما تحقَّق فسيغتالُون {ن ۚ} و {الْقَلَمِ} و {مَا يَسْطُرُونَ}.
فالحَذر الحَذر قبل أَن يخطب بِنَا [العِجل السَّمين] قائلاً {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}.
أقول لكُم، أَحبَّتي، بصراحةِ المُجرِّب الحريص المُشفق؛
إِذا لم يحمِ المُجتمع حريَّة التَّفكير والتَّعبير على حدٍّ سَواء، وإِذا لم يقضِ المُجتمع على فكرةِ [حلُول الذَّات الإِلهيَّة] في البشر، الزَّعامات تحديداً، فستعودُ محاكم التَّفتيش في بِلادنا، تحزُّ الرُّؤُوس! ليسَ باتِّهام المفكِّرين الأَحرارِ بالهرطقةِ والزَّندقة وإِنَّما بتُهم التَّجاوز على ذيلِ [عجلٍ سمينٍ] أَو على قدسيَّةِ [القائد الضَّرورة]!.
تعدَّدت التُّهم والنَّتيجة واحدة، السَّحق المُنظَّم لحريَّة التَّفكير والتَّعبير!.
١٧ حُزَيران ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here