يؤكدون تسرّب أكثـر من 12 ألف كل عام.. ناشطون وأكاديميون يحذّرون من مخاطر تسرّب التلاميذ والطلبة

ذي قار / حسين العامل

حذّر المشاركون في ندوة (تسرب التلاميذ والطلبة من المدارس ) التي نظمها المركز المجتمعي لتعزيز الديمقراطية في ذي قار من مخاطر التسرب في مدارس محافظة ذي قار،

وفيما عزوا أسباب التسرب الى عوامل اقتصادية واجتماعية والى تخلف المناهج الدراسية وتدني مستوى التعليم واكتظاظ الصفوف الدراسية ، أشاروا الى تسرب أكثـر من 12 ألف تلميذ وطالب من المرحلتين الابتدائية والثانوية في كل عام.

وقال الناطق الرسمي باسم المركز المجتمعي لتعزيز الديمقراطية في ذي قار الناشط المدني حيدر سعدي حول الندوة التي عقدت في مقر نقابة المعلمين في ذي قار وحضرها عدد من الناشطين والاكاديميين والمشرفين التربويين ومدراء المدارس وأولياء أمور الطلبة ومفوضية حقوق الإنسان والشرطة المجتمعية فضلاً عن نقيب المعلمين ولجنة حقوق الإنسان التابعة لمديرية تربية ذي قار ان ” الاعوام الأخيرة شهدت اتساع نطاق ظاهرة التسرب الدراسي خاصة في المدن والمناطق التي تعاني من أوضاع اقتصادية واجتماعية متردية “، وأضاف إن ” هذه الظاهرة لها انعكاساتها الخطيرة, فهي كالقنبلة الموقوتة داخل المجتمع فاتساعها يؤدي لزيادة الأمّية وضعف الإمكانيات البشرية والتدهور الأخلاقي وغيرها من المشكلات الاجتماعية”.

وقدر سعدي أعداد التلاميذ والطلبة المتسربين من مدارس ذي قار بأكثر من 12 ألف تلميذ وطالب سنوياً ، وإن نسبة الإناث مساوية تقريبا لنسبة الذكور من المتسربين.

منوهاً الى أن ” أسباب تسرب الطلاب من المدارس يعود الى عدة عوامل من بينها ذاتية تتعلق بالطالب نفسه وهذه تتمثل بعدم اهتمام الطالب بالدراسة ، والرسوب المتكرر ، وضعف الحوافز المجتمعية المشجعة على الحصول على شهادة مهنيّة أو جامعيّة حيث تتفشى البطالة بين الخريجين”، وأضاف ” كما يعد التوجه إلى سوق العمل لإعالة الأسرة وإنقاذها من الجوع والفقر أحد أهم أسباب التسرب وكذلك الخطوبة والزواج المبكّر بين التلميذات”.

واستطرد سعدي إن ” وضع الأسرة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يدخل هو الآخر ضمن عوامل تسرب الطلبة فهناك الكثير من الأسر الفقيرة تعجز أحياناً عن تحمّل تكاليف الدراسة ولاسيما الأسر التي ترتفع فيها معدلات الانجاب”، وأردف ” كما يضطر الفقر الكثير من الأسر الى دفع ابناءهم الى سوق العمل أو تزويج الإناث في سن مبكرة وبالتالي حرمانهم من مواصلة الدراسة”.

وأضاف الناطق الرسمي باسم المركز المجتمعي لتعزيز الديمقراطية إن ” عدم اهتمام العديد من الأسرة بالتعليم ، ناجم عن الأمّية وتدنّي المستوى التعليمي لافراد الأسرة وهو ما مهد الى انتشار مظاهر التسرب في تلك الأسر كون الطالب يفتقد بذلك لمن يساعده على الدراسة وفهم الدروس ، ناهيك عن عدم التواصل الفعّال بين الأسرة وإدارة المدرسة لمتابعة المستوى الدراسي وسلوك الأبناء “.

وعن دور المدارس والمؤسسات التعليمية في ارتفاع معدلات التسرب قال الناطق الرسمي باسم المركز المجتمعي لتعزيز الديمقراطية إن ” اكتظاظ المدارس والتغيير المستمر في المناهج الدراسية وكثرة المواد الدراسيّة التي تهتم بالموضوعات النظريّة دون الاهتمام بتطبيقاتها العمليّة انعكس بصورة سلبية على العملية التربوية وأسهم في رفع معدلات التسرّب “، مبيناً إن ” البناء المدرسي غير الملائم وازدحام الغرف الصفيّة تُشكّل بيئة طاردة للطالب فهو لا يرغب في البقاء فيها وينفر منها لعدم إحساسه بالانتماء إليها”.

وأضاف سعدي إن ” قلة أعداد المرشدين التربويين في المدارس حرم الطلبة من المساعدة في حل مشاكلهم التربوية والاجتماعية” ، وأضاف كما أن ” افتقار المدارس لأخصائي نفسي فاقم هو الآخر من مشكلات الطلبة النفسيّة هذا ناهيك عن عدم وجود معلمين مؤهلين ومدرّبين للتعامل مع أنماط مختلفة من الطلبة”.

وأشار الناطق الرسمي باسم المركز المجتمعي لتعزيز الديمقراطية الى ان “تفاقم المشكلات المدرسية والدراسية ، ادى إلى نفور الطالب من المدرسة وبالتالي ادى إلى ترك الدراسة “.

وخلص المشاركون في ندوة (تسرب التلاميذ والطلبة من المدارس ) الى جملة من التوصيات من بينها ” تفعيل قانون إلزاميّة التعليم في المرحلة الأساسيّة والثانوية ، ووضع آليّات للمتابعة والتّنفيذ على مستوى المدرسة وتوفير بيئة صفيّة مدرسيّة مريحة ومناسبة للطالب والعمل على توفير قاعات دراسية تفاعلية ، لمواكبة التطور التكنولوجي في مجال التعليم والعمل على تحفيز الطلبة على التعلم عن طريق مخاطبة عقول الطلاب بما يحبون ويرغبون”، وشدد المشاركون بالندوة ” على استخدام المبادئ التربويّة في تقويم سلوك الطلبة وتدريب المعلمين والمرشدين على التعامل مع المشكلات السلوكية والتركيز على دور المرشد التّربوي في معالجة حالات التسرب، والعمل على توفير مرشد تربوي لكل مدرسة مهما كان عدد الطلبة، وتفعيل دوره في مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم التربوية وغير التربوية، بالتعاون مع الجهاز التعليمي في المدرسة والمجتمع المحلي، وعلى الأخص أولياء الأمور”.

كما أوصى المشاركون بالندوة على اهمية ” متابعة غيابات الطلبة بشكل مستمر، والوقوف على أسباب الغياب ومعالجتها، وتعزيز اعداد الطلبة الملتزمين بالدوام المدرسي، ومساءلة الآخرين”، مؤكدين على “ضرورة إعداد ورشات عمل للأهالي لنشر الوعي بأهمية التعليم وتوضيح فوائده المستقبلية لأفراد المجتمع فضلاً عن السّماح للطّلبة المتسرّبين بالالتحاق بالدّراسة، بغضّ النّظر عن سنّهم، وفق شروط محدّدة وميسّرة”.

ودعا المشاركون بالندوة المؤسسات التربوية الى معالجة مشكلة ارتفاع معدلات الرسوب في بعض المدارس والوقوف على تداعياتها المتسببة بارتفاع معدلات التسرب.

وكان الجهاز المركزي للاحصاء، أعلن يوم الاحد ( 19 كانون الثاني 2019 )، إن عدد التلاميذ التاركين في المدارس الابتدائية بلغ 131468 تلميذاً وتلميذة في العام الدراسي 2017- 2018 وإن نسبة الإناث منهم 47.5 بالمئة ، مشيرا الى أن الفترة ما بين ( 2013- 2014 الى 2017- 2018 ) شهدت زيادة في أعداد التلاميذ التاركين بنسبة 28.8 بالمئة حيث كان عددهم 101043 تلميذاً وتلميذة في العام الدراسي 2013- 2014.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here