الضابط علي شياع

رحمن خضير عباس
علي شياع ضابط عراقي برتبة رائد. مهمته كمهمة أي شرطي من شرطة الحدود في جميع دول العالم. والمهمة:
مراقبة وضبط البضائع التي تدخل وتخرج من البلد . ومصادرة الممنوع منها، وإحالة المخالفين إلى القضاء .
وفي كندا التي هي جنة الديمقراطية . يتشدد شرطة الحدود في المطارات والمنافذ. وهناك برنامج تلفزيوني يسجلون جميع المخالفات ويصورون الأشخاص المخالفين. ويذيعون ذلك في برنامج تلفزيوني اسمه
Canadian border Security

وما فعله علي شياع من تصوير المشتبه به موجود في كل المطارات. حيث قام بترصد شخص من جنسية ايرانية. هذا الشخص يعتمر العمامة السوداء. فقام الضابط علي شياع بتفتيش المشتبه به ،بعد أن طلب منه أن يخلع عمامته بنفسه ، احتراما للعمامة.
انتهت الحادثة أما تداعياتها فبقيت مستعرة لحد هذه اللحظة.
وأول التداعيات تهديد أحد زعماء الميليشيات واثق البطاط والذي هدد الضابط بالقتل والتمثيل قائلا :
” اشلع عيونك واسوي رأسك منفضة جگاير ”
والذي أثار حفيظة البطاط هو نزع عمامة المهرب الايراني ، على أنّها مقدسة. ولا يمكن نزعها حتى وان شكلت خطرا على الوطن!
وقد اعتقد البعض ، أن الحكومة العراقية ستعاقب البطاط وتحاكمه على تهديداته واهانته لمن يمثلها. وتقوم بمكافأة وتشجيع علي شياع ليكون قدوة لغيره . ولكنها بدلا من ذلك اعتقلت الضابط وعاقبته ، وقد ذكر بانه تم ضربه وإذلاله في المعتقل.
حينما أجرت أحدى الفضائيات العراقية مقابلة مع الضابط المعني ، وقد أفاض مالديه من معلومات صادمة، عن تهريب المخدرات من إيران إلى العراق.
كما تحدث عن انتهاك الحدود من قبل المتنفذين.
وحينما انتهت المقابلة التلفزيونية. ظهر علي شياع في يوتيوب ، ليؤكد أن وزارة الداخلية تسعى لاعتقاله مرة أخرى.
السؤال الذي يُلحّ على المواطن العراقي.
وهو أن ما جرى لعلي شياع من تهديدات واعتقالات ومتاعب. سيكون درسا قاسيا لجميع موظفي الحدود من مدنيين وعسكريين. هذا الدرس مفاده
( لا تكونوا حريصين على الوطن ،وإلا سيكون مصيركم كمصير علي شياع.
لا تتعرضوا ( لسادتنا وأسيادنا الإيرانيين ، وإلا سيكون مصيركم كمصير علي شياع
كونوا موظفين مثاليين وذلك بأغلاق عيونكم أمام الخطأ. ولكم نصيب من الكعكة على هيئة رشاوى وامتيازات. وبعكس ذلك سيكون مصيركم كمصير علي شياع )
هذا الدرس وجهته الحكومة العراقية -مشكورة- إلى جميع الموظفين. من خلال معاقبة هذا الضابط الشجاع. ومن خلال إذلاله.
لذلك فلا اعتقد بان هناك موظفا عراقيا سيكون وطنيا وأمينا وصادقا ومتفانيا في عمله ،
لأن ذلك ببساطة سيؤدي إلى المخاطرة بمستقبله وبخبز أطفاله.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here