بلدية الدورة ومأساة حي الميكانيك..ومناشدة لأمينة بغداد ونوابها ومحافظها!!

أحمد الجبوري

كان حي الميكانيك بمنطقة الدورة محلة 836 يضرب به المثل من حيث جمالية شوارعه ومحلاته ونظافتها وطريقة عرضها للسلع والبضائع ، لكن أغلب شوارع حي الميكانيك وبخاصة شارع السوق التجاري تحول الى انقاض وشوارعه خربة يبكي عليها الحجر قبل البشر!!

ويقتصر جل إهتمام البلدية حاليا على جمع الجبايات الباهضة من اصحاب المحال والتجمعات الطبية ، وهي تسومهم بمبالغها الباهضة سوء العذاب، وهم يشكون رب السموات من ظلم يتعرضون له، يوميا من فرقها الجوالة، على يد من كلفتهم الأمانة ، بجباية الضرائب والرسوم الباهضة، واللهث وراء صغار الباعة ، وقلب موادهم على رؤوسهم أمام الأشهاد وحرمانهم من سبل العيش ، بعد ان تقطعت بهم اوصال الحياة وجور وظلم قادة هذا البلد الذين حولوا معظم مواطنيه الى متسولين، ثم تركت الأزبال والنفايات تملأ الشوارع ، في منظر مقزز للأنفس وتشمئز منه الأبصار!!

أجل ..كانت منطقة حي الميكانيك لاتقل جمالية عن مناطق المنصور وحي الجامعة وحتى الكرادة الى ما قبل عشرة أعوام ، ويفتخر سكانها وأهاليها واصحاب محالها التجارية العامرة انها كانت من المدن البغدادية التي تنعم بالنظافة والترتيب ، والبلدية لا تتوقف يوميا عن تقديم الخدمات لها ليل نهار!!

لكن ما إن تزور حي الميكانيك وسوقها التجاري ، هذه الايام، حتى تخيب آمالك رؤيتها ، بعد ان تركت بلدية الدورة شوارعها محفورة منذ أكثر من شهرين والازبال تتراكم على الارصفة ، وتحول السوق الى مرتع للنفايات والقاذورات، واختفى بريق جمالية تلك المنطقة، وسئم الناس احوالها بعد ان تم اهمالها من قبل بلدية الدورة وأمينة بغداد التي لم تزرها من سنوات، وكأنها ليست وسط بغداد، ولم تعرف عن أحوالها شيئا!!

وبدلا من الإهتمام بنظافة حي الميكانيك وتبليط شوارعها التي تم جرفها منذ أشهر وتحولت الى (قرية منكوبة) ، وهناك من القرى ما يضاهيهها من حيث الأنافة والترتيب ، بعد ان حولت امانة بغداد وبلدية الدورة احد مناطقها لتجمع النفايات الى مركز وساحة كبرى لـ (بيع المواد الانشائية) من الرمل والحصى والطابوق والأسمنت وكل مواد البناء الاخرى ، وكأنها تحولت الى مقلع تجاري للمواد الانشائية ولمواد البناء، من قبل مهندسين وعمال من الامانة حولوها الى ساحة كبيرة لبيع تلك المواد ، لم تألفها بغداد من قبل، وترى اللوريات الضخمة التي تزن عشرات الاطنان والشفلات تتجمع قرب الساحة وهي تجوب شوارع الحي ذهابا وايابا، وقد حولت شوارع الحي وأزقته التي تم تبليطها قبل سنوات الى انقاض خربة!!

رحمة بأهل الميكانيك يا بلدية الدورة وامانة بغداد ورفقا بمحالها ومكاتبها التجارية ويبدو انها لاتعلم مايجري قرب احد مواقعها المجاورة لقاعة ما نشستر ، حيث بقيت النفايات تتراكم يوميا على مقربة من تلك الساحة، اما الساحة الرئيسة التابعة للأمانة فقد تحولت كما ذكرنا الى أكبر ساحة في بغداد لبيع الرمل والحصى والطابوق والأسمنت ومواد أخرى بضمنها مخلفات التبليط ، ليتم بيعها للامانة او لجهات أخرى لانعلم من هي، أي ان الأمانة تحولت من تقديم الخدمات للمواطنين الى وسيلة للارتزاق من خلال اقامة (سوق تجاري ضخم) لبيع المواد الانشائية ، تدر على اصحابها عشرات الملايين..والعلم عند الله على ما تخبئه بلدية الدورة من اهمال وتردي واضح وتقصير متعمد للخدمات في حي الميكانيك بعد ان تحول هذا الحي الى قرية خربة كما ذكرنا ..وهي تبرر ذلك في كل مرة بقلة التخصيصات !!

نناشد السيدة ذكرى علوش أمينة بغداد وكل نواب المنطقة ومسؤولي بلديتها ومحافظ بغداد ان يجروا جولات سريعة في حي الميكانيك وشوارعها وسوقها التجاري، وفي داخل احيائها السكنية ، بمحلة 836 ، لكي يطلعوا على أحوال أهلها ، وأكيد انهم سيصابون بالدوار والقيء ، عندما يرون واقع حالها المرير المأساوي ..وأهاليها يتساءلون هل تنفذ السيدة أمينة بغداد طلبهم بزيارتها ، علها تنتشلهم من مرارة ما تعانيه شوارعهم وأسواقهم التي كانت عامرة وجميلة ونضرة قبل سنوات..إنها دعوة ومناشدة سريعة..فهل من ملب للنداء؟!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here