سياسة التبعيض

ان اغلب سياسي القرن الواحد والعشرين هم سياسي الغفلة لم يتعلموا او يفقهوا معنى السياسة سوى انهم دخلوا هذا المعترك اما من اجل المال او التبجح بالسلطة . هم ببساطة أناس جبناء لا يتملكون الشجاعة من ناحية ومن ناحية أخرى هم اكثر سياسي القرون فسادا ودموية باردة . لهذا نرى خطابات اغلب قادة الدول وسياسيها والعرب خاصة تحتوي على كلمة ( البعض ) .

ان لهذه الكلمة معاني عدة لكن معناها الوحيد لدى السياسيين هما عدم معرفتهم بتلك الجهات او الأشخاص وهذه طامة كبرى , او لجبنهم بانهم فاسدون ويخشون قول الحق الذي من شانه اظهار فسادهم وقبحهم فيتحججون دوما بكلمة البعض التي صار مفهومها اضحوكة لدى ممثليهم والعامة . بسبب ذلك اصبح لدينا سياسة التبعيض التي تكاد لا تختفي من أي خطاب لأي زعيم سياسي او قائد معين .

عندما يكون السياسي او القائد شجاعا ونزيها ترى انه اكثر رعبا لدى اعدائه واكثر مقبولية لدى من يمثلهم . وترى ان خطابه يكون قد خلا من كلمة تخص التبعيض او ما يرادفها من كلمات لأنه محصن بنزاهته وشجاع لا يخشى احد وفي مثل تلك الحالات نادرة في زماننا هذا .

رغم الاختلاف الكبير الذي احمله لسياسة أمريكا ونهجها العدواني الا انني اجد ان الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب هو اكثر السياسيين شجاعة بخطاباته والذي كسبه حب ممثليه وارعب اعدائه بصراحته في كلمة يلقيها او حتى تغريده في مواقع التواصل الاجتماعي .

في بعض الأحيان اجد ان التبعيض يخص الاسرة الصحفية او الإعلامية في خطابتهم ومقالاتهم لانهم يخشون من سطوة من ينتقدوهم او لمصلحة امنية معينة . لكن عندما يكون قائد الدولة او السياسي او حتى رجل الامن لا يستطيع ان يقول الصراحة بسبب جبنه او عدم معرفته تكون النتائج كارثية ويسبب نفورا لدى من يمثلهم وهذا ما يثبت فعليا عند كل انتخابات في أي بلد من بلدان العالم .

ربما هذا المرض انتشر بشكل كبير لكن لا بد للنزيهين ان يكونوا شجعانا لكي يكونوا قدوة يحتذى بها لمن يلحقون بهذا الركب ويكسبوا بذلك حب الجمهور لهم . لان من عادة الناس يحبون الصراحة والجرأة والشجاعة وعندما تضيع تلك الصفات يكون قد ضاع البلد الذي يمثله والجمهور الذي يؤيده .

في العراق خاصة كثرت كلمة ( البعض ) لنفس الأسباب التي ذكرتها انفا وربما سبب الفساد والدموية اكثر من عدم المعرفة فهم يخشون السطوة والفضيحة وانهم في نفس المركب الذي يحملون بها الجهات او الأشخاص الاخرين مسؤولية ما يحدث وما حدث وهذا ما أدى الى نفور الجمهور للسياسيين العراقيين نتيجة الجبن وعدم المصارحة وانعدام الثقة بانهم نزيهين او رجال دولة بسبب الجبن الذي يعتريهم والسكوت والخنوع للمكاسب والمناصب .

وائل الشمري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here