لا نستغرب إذا عادل عبد المهدي و أعضاء حكومته يصبحون في المعارضة أيضا !!

بقلم مهدي قاسم

كان يجب علينا أن ننتظر 16عاما
لكي يدرك و يستوعب الساسة المتنفذون و أحزابهم الفاسدة والفاشلة معنى و مبنى المعارضة حتى يبدأوا إطلاقا بممارستها حتى ولو شكليا .

لأن هذا الرهط الفاسد و التخريبي
لم يعجبهم حتى الآن سوى البقاء في جنة السلطة والحكم و قرب مصادر و خزائن المال العام بهدف نهبه وفرهدته ، فكانوا يرفضون فكرة المعارضة البرلمانية رفضا مطلقا ومتشنّجا لكون ذلك كان سيحرمهم من ممارسة اللصوصية المنظمة والمتواصلة للمال العام ، و الآن بعدما وصلت سمعتهم
السياسية والأخلاقية إلى الحضيض في نظر غالبية الشعب العراقي والعراق وصل إلى حافة الإفلاس والفشل وقمة الفساد أخذ غالبيتهم يهددون بانتقالهم إلى المعارضة !!، محملين بعضهم بعضا مسؤولية الفشل و التلكؤ في إكمال الحكومة الناقصة و العاجزة عن الشروع في عمليات البناء
و تقديم الخدمات الجيدة و النوعية ، حيث الحكومة الخامسة أو السادسة كحكومة عادل عبد المهدي تدور وتراوح هي الأخرى في فلك سلفها من فساد و فشل ، فيريدون الهروب ، حالهم في ذلك كحالة جرذان تحاول الهروب من سفينة توشك على غرق بطيء ، ربما ليحصلوا على براءة ذمة عن مسؤوليتهم
التاريخية و المتجسدة في تدمير العراق ، ليلتفّوا مرة أخرى و أخرى على قاعدتهم الجماهيرية و الانتخابية تضليلا و خداعا ونفاقا ، ليظهروا من خلال تلك الخدعة و بمظهر حريص و مخلص أمين ، كأنهم حريصون على مصلحة العراق و على رفاهية شعبه ، بينما هم في حقيقة الأمر لم
يكونوا كذلك قطعا ولا في أي يوم من الأيام ..

في حين يتحتم على من يريد
أن يكون في المعارضة أن يتمتع ــ على الأقل ـ بحد أدنى من حرص وطني متجذر و أصيل وهو يراقب سلوك السلطة و يحثها على القيام بتحقيق إنجازات و خدمات و نقلات حضارية و علمية في مجالات تطوير و تحديث و امور تنموية أخرى فضلا عن تقويم و تصويب أخطاء و تلكؤات وعثرات أو
مظاهر فساد داخل دهاليز حكومية ومرافق دولة أخرى..

علما إن المعارضة البنّاء
و الحريصة على مصالح الشعب و البلد غالبا ما تجري عملية مكافأتهم من قبل ناخبين كثيرين تقديرا و تثمينا لجهود كل معارضة بنّاءة و حريصة ؟ بعدما تثبت لهم بأنها فعلا معارضة بنّاءة وحريصة ليس من أجل السلطة فحسب إنما لخير الشعب و الوطن أيضا .

وهو الشيء الواضح من تلقاء
نفسه ، والذي لم تشأ أحزاب المحاصصة الطائفية الفاسدة إدراكه أو أخذه بنظر الاعتبار لأنهم كانوا ولا زالوا في هوس مزمن بالسلطة و اللصوصية دون أن يهتموا بأي شيء آخر ما عداه .

والآن فجأة يريدون أن يصبحوا
جميعا في المعارضة وكل ما نخشاه أن تلتحق بهم حكومة عادل عبد المهدي أيضا مع افراد حكومته لتعارض نفسها بنفسها !! .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here