ما ذا يعني الانتقال الى المعارضة

عند التدقيق في هذه الظاهرة الجديدة والغير مألوفة والغير معروفة خاصة من قبل الطبقة السياسية المعروفة بتشبثها بالحكم وعشقها للكرسي الى حد الموت لانها ترى بالكرسي هو الشرف والكرامة و القوة والنفوذ والمال والحياة في الدنيا والوسيلة الوحيدة التي تدخلها الجنة بغير حساب بل ترى في المعارضة رجس من عمل الشيطان لهذا ترى المعارضة خطر كبير على الكرسي الذي استحوذت عليه بالصدفة

منذ تحرير العراق في 2003 وهم يتصارعون ويتنافسون على الكراسي وخاصة على الكراسي التي تدر اكثر ذهبا ودولارات لان الجماعة لا يتعاملون بالعملة العراقية لان حملها متعب وكل متعب حرام وبما ان استمرار الصراع على الكراسي التي تدر اكثر ذهبا اذا استمر سيؤدي الى ضياع الكراسي وما تدره لهذا اختاروا حكومة المحاصصة المشاركة الشراكة اي حكومة اللصوص والفاسدين وقسموا ثروة العراق مناصب الدولة العراقية بينهم وكل واحد اخذ حصتة وتنعم بها في الوقت نفسه نسوا الشعب وتخلوا عنه تماما بل أخذوا ينظرون اليه كعدو يريد ان يشاركهم النعمة التي حصلوا عليها بالصدفة ايضا في حين الشعب يعاني الجوع والمرض والجهل والفقر والحرمان والبطالة وسوء الخدمات الا من اصبح من ضمن حاشية حماية اقارب المسئولين

منذ تحرير العراق في 2003 وحتى الآن والعراق ينحدر تدريجيا الى الهاوية والعراقيون تتفاقم مشاكلهم ومعاناتهم وهكذا نرى المسئولين يعيشون في جناة ونعيم والشعب يعيش في نار الجحيم

لهذا ادعوا كل من يريد من يرغب ان يرى الجنة ونعيمها والجحيم وعذابها من خارج العراق ان يأتي الى العراق فمن يرى حياة المسئولين ويرى ترفهم وبذخهم وقصورهم وغلمانهم وحورياتهم لا شك انه يرى الجنة ومن يرى حياة الشعب العراقي ويرى عذابه وفقره ومعاناته وحرمانه لا شك انه يرى جهنم

لهذا اقترح على الحكومة على الهيئات الشعبية ان تشكل هيئة وزارة سياحية مهمتها دعوة من يرغب في مشاهدة الجنة او النار فانها ستسهل له الامر ذلك مقابل مبلغا من المال لا شك سنحقق مورد مالي كبير لكني اخشى ان يستولي عليه مجموعة حكومة المحاصصة ويعتبروه من ضمن الكعكة التي خصصت لهم وحدهم والمقصود بالكعكة هي ثروة العراق

لا اعتقد هناك انسان عراقي او غير عراقي لا يرى ان حكومة المحاصصة هي السبب الاول والوحيد وراء كل معانات وآلام ومصائب العراق والعراقيين ومن اكثر الناس معرفة بهذه الحقيقة الواضحة هم عناصر الطبقة السياسية لانها اي حكومة المحاصصة هي جنة لهم وجهنم للشعب والذي يعيش في الجنة لا يفكر بالذي يعيش في جهنم

لهذا نرى تصادم كبير بين رغبة الشعب الذي يطالب بالغاء حكومة المحاصصة اي الغاء جهنم وبين رغبة الطبقة السياسية التي تطالب ببقاء حكومة المحاصصة اي بقاء الجنة التي يعيشون بها لانهم يعتقدون ان الغاء حكومة المحاصصة يعني الغاء جنتهم وبالتلي الغاء وجودهم

المعروف ان بعض الجهات السياسية رفعت شعار حكومة الاغلبية السياسية قبل الانتخابات اي الاغلبية تحكم والاقلية تعارض هذه هي الديمقراطية واستبشر الشعب خيرا وذهب الى الانتخابات وكله امل بأنه سينتقل من حكومة المحاصصة الى حكومة الاغلبية السياسية اي الكتلة الاكبر ستشكل الحكومة والكتلة الاقل ستشكل المعارضة وفجأة وبدون مقدمات يظهر علينا تحالف جديد بين الصدر والعامري ويختاروا السيد عادل عبد المهدي الشخصية المستقلة والتي تخلت عن السياسة تماما وهذا يعني انهم خيبوا آمال الشعب وقالوا باي الكتلة الأكبر باي حكومة الاغلبية السياسية ايها السياسيون جنتكم باقية وايها الشعب نارك باقية

وهذا يعني ان الجماعة اي الصدر والعامري وصلا الى طريق مسدود وان العراق بدا ينحدر الى القاع لهذا اخذوا يقفزون يتطافرون لينقذوا انفسهم لا يدرون انهم وراء ذلك وهذا القفز لا ينقذكم ابدا ولا ينظف وجوهكم ولا يزكيكم ابدا بل اكبر دليل على انكم وراء هذه الفوضى وهذا الفساد وسوء الخدمات

ثم نسأل اذا الصدر الحكيم العامري انتقلوا الى المعارضة الستم انتم الذين أتيتم بهذا المسكين عادل عبد المهدي ووضعتموه على كرسي رئاسة الحكومة ثم خذلتموه

هل تدركون نتيجة التخلي عن عادل عبد المهدي في هذه المرحلة يعني الفوضى يعني تقسيم العراق الى دويلات كل عشيرة دويلة يعني الحرب الاهلية الطائفية والعنصرية والدينية والعشائرية والمناطقية

لهذا على الكتل المجموعات التي تريد القفز من السفينة التي بدأت تغرق ان تدرك ان هذا القفز لم ولن ينقذها بواسطة الانتقال الى المعارضة

بل عليها ان كانت صادقة مخلصة للعراق والعراقيين ان تجتمع معا وتشكل جبهة واحدة وتدرس وضع العراق والعمل معا بصدق واخلاص ونكران ذات وتتنكر لمصالح الخاصة والمنافع الذاتية تماما و التوجه لمصلحة العراق والعراقيين فقط

مثلا ان تعملوا بدون رواتب ولا امتيازات ولامكاسب لمدة ثلاث سنوات وهي المدة المتبقية من فترة ولاية عادل عبد المهدي

ان تعملوا في اليوم 48 ساعة وليس 24 ساعة

هذا ان كنتم فعلا تريدون للعراق والعراقيين خيرا

اما القفز من السفينة او العزلة او الانسحاب او الانتقال الى المعارضة فهذا دليل واضح وبرهان ساطع على فشلكم وسوء نيتكم

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here