برهم صالح وواقع العراق الجديد

مالك المالكي

يقف السيد برهم صالح على عدة مرتكزات تمنحه القدرة على إدارة ملفات الدولة, بصفته رئيسا للجمهورية العراقية، منها داخلية وأخرى خارجية تضاف لها سماته الشخصية.

السيد برهم صالح ينتمي لأسرة كوردية عريقة لها تاريخ اجتماعي وسياسي معتد به..فواصل السيد برهم طريق أسرته والتحق بفصائل الكفاح المسلح ضد النظام البائد، وهذا الدور منحه علاقات واسعة وطيبة مع القوى السياسية التي كانت معارضة للنظام، لهذا تجده الأن محط قبول القوى السياسية ولا توجد لديه أي خلافات حقيقية مع أي جهة منها, على غرار سلفه الراحل مام جلال الطالباني.

خارجيا تقدر دول المنطقة والإقليم الدور النضالي للسيد صالح الأمر الذي جعل مهماته مع دول المنطقة سهلة وميسرة.. عالميا يحظى السيد رئيس الجمهورية بمقبولية كبيرة وواضحة، هذه الأسباب مجتمعة تضاف لإنسجام الفريق الحكومي، أعطت للعراق دور كبير وواضح في المرحلة الحالية حيث تغلي المنطقة على صفيح ساخن، حتى اصبح العراق اليوم محطة للآراء التي تسعى لنزع فتيل اللازمة بين أيران من جهة وبين أمريكا وحلفائها في المنطقة من جهة أخرى.

مع اشتداد الأزمة تحرك برهم صالح بشكل سريع إلى الأردن فمصر وعاد ليلتقي أمير الكويت وقبله وزير خارجية عمان، إضافة للوفود الغربية التي وصلت للعراق وكان من أهم محطاتها اللقاء مع السيد صالح، الأمر الذي يؤكد أن هناك دور كبير تقوم به الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية بشكل خاص، هذا الواقع الذي يعرف السيد صالح أهميته أعطى وسيعطي للعراق كثير من الإيجابيات ليس أقلها حرص الدول على امن واستقرار العراق، وانعاش وضعه الاقتصادي لتمكينه من أداء الدور الذي تحتاجه دول المنطقة ودول العالم الكبرى.

هذا يؤكد ما ذهبنا إليه سابقا بأن الآمال يجب أن تعقد على الفريق الحكومي الحالي برئاساته الثلاثة، واستثمار الانسجام الموجود الذي غاب طيلة المراحل السابقة، والإفادة بكل الممكن من المؤهلات التي يمتلكها أعضاء هذا الفريق لصالح البلد لإخراجه من حالة التخبط التي يعيشها ووضعه على السكة الصحيحة لينطلق منها في هذه الدورة والدورات اللاحقة.

هذا الأمل تعزز بإعلان جناح الديمقراطية الثاني(المعارضة) التي سوف تسهم “إن تمت إدارتها كما يجب من المعارضين وحظيت بالدعم الحكومي المطلوب” في إرساء قواعد الديمقراطية في العراق.

وفق المعطيات أعلاه, ينبغي على النخب السياسية والثقافية في المجتمع, نفض غبار السلبية التي تمكنت من نفوس العامة وتمكنت من النخب قبلهم، والانطلاق في دعم التوجهات الجديدة في العراق وتعضيد الإيجابيات, والسماح لها بالتراكم، بعيدا عن المراهقة السياسية والتجارة بالعمل السياسي، الذي تمارسه بعض القوى بوعي أو بدونه.. ودعم رئيس الجمهورية للعب دور مؤهل له في ترسيخ واقع جديد بالبلد مبني على الحرص على المصلحة العليا، والشعور الوطني وتفعيل الاعتزاز بالهوية الوطنية، فالفرص في العادة لا تتكرر بإستمرار، والعراق يعيش كما تقول المعطيات فرصته الأخيرة لينجوا لا بل وينطلق…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here