لماذا تخشى معظم الفتيات السويديات الزواج من الشبان المهاجرين؟

إيهاب مقبل

لاتوجد إحصائيات رسمية توضح أعداد الشبان المهاجرين الذين تزوجوا فتيات سويديات، ولكن من الواضح إجتماعيًا بأن نسب مثل هكذا زيجات في البلاد ضئيلة جدًا. وبالتأكيد، هناك أسباب عديدة تُفسر هذه الظاهرة، ولكن جميعها يسقط في الفضاء الثقافي.

تظهر الفجوة الثقافية على السطح في الشوارعِ والمدارسِ، حيث يطلق بعض المراهقين السويديين على الشبان المهاجرين مصطلح “شيكر”، ويعني أصحاب الثقافة البالية، في اشارة إلى تقاليدهم أو ملابسهم أو قصات شعرهم، بينما يطلقون على الشابات المهاجرات مصطلح “فرج”. ولا يفرق السويديون بين التقاليد العربية والديانة الإسلامية، ولذلك يعتقدون أن جميع الفتيات المُسلمات أو جميع الفتيات العربيات بغض النظر عن ديانتهن محرومات جنسيًا ومضطهدات من أسرهن. ولعل سبب هذا الاعتقاد الخاطيء، وسائل الإعلام السويدية التي ربطت صورة الرجال المسلمين بجرائم الشرف، وهي تعكس في الغالب الصورة النمطية الغربية للرجال الشرقيين، كما يقول الكاتبان السويديان فيليب لالاندر وتوماس يوهانسون في كتابهما “مجموعات المراهقين من الناحية النظرية والممارسة” الطبعة الرابعة لسنة 2012م. ويقصد كلا الكاتبين بمصطلح الصورة النمطية، الإساءة إلى ثقافة الشعوب الأخرى، ويرجع تاريخها تحديدًا إلى حقبة الإستعمار الأوروبي في آسيا وأفريقيا قبل القرن الثامن عشر الميلادي، حيث حملت معظم الغزوات الاوروبية حينذاك شعارات الحرية والفتح وتحرير المجتمعات من الثقافات البالية في تلك القارتين، بينما كانَ هدفها الحقيقي السلب والنهب والسيطرة والإغتصاب والتدمير كما تشتهر هذه الغزوات تاريخيًا. وبالتالي، تخشى الفتاة السويدية الزواج من الشاب المهاجر خوفًا من اضطهادها.

ويعيش الشبان المهاجرون في البلاد حالة من التخبط في البحث عن هويتهم. وحول هذا الموضوع، تقول الكاتبة السويدية فاني أمبورنسون في كتابها “الجنس والطبقة بين الفتيات” الطبعة الأولى لسنة 2008م، بأن معظم الفتيات السويديات يخشن من إقامة علاقة مع الشبان المهاجرين بسبب نظرة الشبان المهاجرين للفتيات السويديات على إنهن عاهرات، وذلك لأن المهاجرين غير معتادين على رؤية فتيات يخرجن في الليل دون رفقة رجل، وغير معتادين كذلك على رؤية الملابس الضيقة أو فتاة تمارس الجنس قبل الزواج. وعلى الجانب نفسه، تضيف أمبورنسون بأن الفتاة السويدية نفسها تخشى من الشائعات أو الحصول على سمعة سيئة في مجتمعها، في حال ارتبطت بعلاقة عاطفية مع شاب مهاجر، لأنه بات من المعروف بانه لن يتزوجها.

وأخيرًا، لابد من تقديم نصيحة للشبان عامةً: “كُن وفيًا مع الفتاة كوفاء الزعيم الألماني الراحل أدولف هتلر لعشيقته إيفا براون”. وذلك لأن هتلر في آخر لحظات حياته، ووسط انفجارات الصواريخ الامريكية والروسية على مقره في برلين، لمْ يكن يُفكر إلا بالحفاظ على سمعة عشيقته بعد وفاتهما، فتزوجها 40 ساعة فقط، ثم انتحرا معًا، فكانت الأربعين ساعة كافية لحفظ كرامة وشرف إيفا براون ليومنا الحالي.

https://1.top4top.net/p_1268ei11w1.jpg

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here