الحلبوسي والصُباح جيلانِ وأملٌ واحدْ

بقلم / مجبل الناصري

اللقاء الذي جرى بين رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت ، كان أبعد من لقاء سياسي معتاد ، لقد اتسم بالدلالات والموقف الحميمي بين الإخوة والأشقاء والأبناء أيضا ،
جيل الأبناء والأحفاد الذي قرأ الأحداث المريرة في ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الإيرانية والخلافات بين العراق والكويت قراءة تاريخية ومعلومات، وجيل الآباء الذي عاش بنفسه مرارة تلك الأحداث بدمويتها وجحودها وخروجها عن جادة الحق والصواب .
صورة ممثل برلمان العراق الشاب الذي نجح في تصفير المشاكل الداخلية وفتح ملفات بيضاء مثمرة في العلاقات الخارجية لبلاده ،مواليد مفتتح الثمانينات الفترة التي شهدت بعدها مطلع التسعينات قيامةُ احتلال الكويت وماتبعها من حرائق وحروب ودمار ، وهو يحملُ اليوم رايةَ اصلاح التاريخ العربي من الكدمات القومية والهمجية العسكرية وضرب التضامن العربي ، الى جانب عميد الرؤساء والأمراء والملوك الذي كان في قلب حادثة اغتصاب بلاده ، وماجرهُ ذلك على العراق والأمة العربية من نكبات لاحقة .
لقاء الحلبوسي – الصباح في بغداد ، يمكن تسميته بلقاء الأمل المشترك ، وحوار الآباء والأبناء حول المستقبل ، الحلبوسي الذي يحمل عبئا ليس هيّنا من العلاقات المتصدعة ، والقضايا العالقة ، والشيخ الصُباح الذي يحمل عبء الخلافات الخليجية والعربية ،
اثنان من جيلين متباعدين يمدان يديهما للعمل المشترك والتنمية ، ليجعلا من الماضي المؤلم مرحلةً ومخاضاً للغد العربي المشرق ولبلديهما بوجه خاص.
واذا ماترك لنا جيل الآباء حكمته وتجربته في مرحلة تُعَدُ من بقايا قرنٍ حافل بالاحباط والتراجع والفشل ، فان جيل الحلبوسي الجديد ورؤاه الناضجة وبُعدَ نظره خلال الفترة الماضية تجعله جديرا بالرهان على النجاح . فليس الموضوع متعلقاً بالمواقف السياسية ، بل بالايمان بان العراق بحاجة الى ثورة فكرية وثقافية وعلمية من داخل شبابه ، عراقُ عليه ان يلحق بركب الحضارة ، وهذا لايمكن ان يتم دون تنظيم شبابي متطلع لانجاز ذلك ، وعليه فان الاخبار التي تحدثت عن حزب جديد يؤسسهُ السيد الحلبوسي برؤية جديدة مختلفة عن السائد ، انما يشجع كثيرا على الأمل بالمستقبل. ويؤكد على أنّ جيل الأبناء في هذه الأمة ، سيحقق أمل الآباء فيها ، للأخذ بيدها الى شواطيء التقدم والعلم والأمن والاستقلال والسلام .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here