الصافع والمَصفوع وأمة الدموع!!

الصافع والمَصفوع وأمة الدموع!!

صَفَعَ: ضرب على الخد بيد مبسوطة

الصافع مَن يقوم بالصفع والمصفوع مَن يتلقى فعل الصفع.

والصفع في بعض اللهجات المحلية يسمى “راشدي” أو “سَطرة” , ويُقال ” إصفعه” وكذلك يُقال “يتلقى الصفعات” و ” مصفوع ومخروع”.

والصفع قد يكون باليد أو بالكلمات أو بالإجراءات الأخرى , التي تشير إلى أن الصافع متمكن من المصفوع ومتحكم بإرادته , فما عليه إلا أن يستسلم للصفعات بأنواعها , لكي يبقى كالدمية الحمقاء في قبضة أهوال الصفعات.

والعلاقة ما بين الصافع والمصفوع إمتهانية الطباع والتوجهات , وفيها هدر أخلاقي وإعتداء نفسي وجسدي وفكري وإستلابي , وقد يحصل التصافع بين المتزوجين والمتخاللين والمتعارفين والذين في علاقات أخرى.

ويمكن أن يتحقق السلوك التصافعي ما بين الدول والقوى الفاعلة في الأرض , فبعض الدول صافعة والأخرى مصفوعة , والصافع منها يمرر أجنداته وبرامجه وما يريده , وعلى المصفوع أن يذعن ويلبي , وإلا فأنه سيتلقى الصفعات المتواليات.

وفي منطقتنا معظم الدول إستلطفت الصفع وتعودت عليه , ولهذا فأن الصافع ما عاد يقيم لها إعتبار فيمرر ما يريده , وإن حركت رأسها أو حدقت بعيونها جاءتها الصفعات من حيث تدري ولا تدري , ويتم رهنها وتكبيلها بما لا تطيق , فتجد نفسها في محنة الحفاظ على وجودها , كالغريق الذي يتشبث بما ينقذه من الموت.

ويمكن القول بأن دول المنطقة مصفوعة على وجهها وقفاها وكل مفاصل حكمها المتنوعة , فهي لا تحيص ولا تفيص , وعليها أن تقول لبيك ياصافعي المَهيب , وافعل ما تشاء فأنا العبد المطيع , والتابع الحبيب.

ومن المعروف أن الصفعة يمكنها أن تصبح صفقة , وفي عالم القوة والإقتدار وعقلية المال والإستثمار , يكون القول بالصفعة تعبيرا متلبسا بصفقة , والمصفوع يتحول فيها إلى موجود معلب في أوعية الصفقات الكبرى.

ولهذا فأن المنطقة المصفوعة تتزاحم في ربوعها الصفقات والإستثمارات الإستلابية التدميرية , التي ترهن أنظمتها بمعادلات إقليمية ودولية لا قِبل لها على إستيعاب فحواها , لكنها تجد نفسها مصفوعةً بها ومصفودة بشروطها وحبائلها , التي تقبض على مصيرها وتمسك بعنق وجودها.

ووفقا لآليات الصفع الخلاق فأنها مرهونة ومحكوم عليها بالتنفيذ , وذلك حال دولٍ أنكرت جوهر ذاتها وفقدت عزتها وكرامة أمتها!!

فتصافعوا فيما بينكم , وتلقوا صفعات آكلكم السعيد بتصافعكم!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here