خطورة إستلام أبناء الأرياف والمناطق الشعبية للسلطة

خضير طاهر ….. ليس دائما مباديء العدالة والمساواة والديمقراطية .. تصلح لجميع المجتمعات ، بل قد يسبب ضررا فادحا تطبيق هذه المباديء في المجتمعات التي تتفاوة طبقيا وثقافيا وحضاريا . على سبيل المثال : أبناء الأرياف والمناطق الشعبية في العراق لايوجد في دواخلهم الإيمان الكامل بالديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، ومفهوم المواطنة ، وإحترام القانون والدستور والدولة ، ويعانون من ضعف في مشاعر الإنتماء الوطني نتيجة طغيان الإنتماءات العشائرية والمناطقية والطائفية على تفكيرهم وسلوكهم . في المجتمعات العربية .. (لايصلح فيها إلا الخطأ وليس الصحيح ) ولهذا الكثير من الأفكار الجميلة والشعارات النبيلة ، ليس مكانها المنطقة العربية نتيجة غياب الأدوات المناسبة لها في التطبيق وهو الإنسان ، فالعرب مجتمع قائم على القهر ونظام ( الراعي والقطيع ) إبتداءا من العائلة وصعودا الى السلطة .. لذا لاتزال حياتهم تنطلق من دوافع بدائية غريزية وهم بحاجة ماسة لرفع العصا فوق رؤسهم كي يستقيم سلوكهم ، فلايوجد في الثقافة العربية إحترام لحق الإختلاف والإيمان بالتعددية ، والمشكلة الأكبر ان العقل السياسي العربي مسكون في عبادة الأفكار والأيديولوجيات ويتجاهل مصالح البشر والوطن. لاحظ كيف فشلت كافة التجارب الحزبية في الوطن العربي ، وكانت مجرد حركات تسبب الفوضى والإضطرابات ، وتؤدي بالمتحزبين الى السجون والإعدامات دون تحقيق فائدة تذكر للبلد . ثبت في العالم العربي ان نظام الحكم المناسب لهذه الشعوب هو سلطة العائلة الأورستقراطية في دول الخليج .. وإستعمال القوة لتحقيق الأمن والإستقرار بواسطة الإستعانة بالدول الكبرى مثل أميركا وبريطانيا، ومنع نشوء الأحزاب وإجراء الإنتخابات ، فالطبقة الأورستقراطية لديها مقومات الكارزما والعقلانية والتوازن ، حتى عندما تسرق أموال الشعب مثلما يفعل حكام الخليج فإنهم لايبخلون على شعوبهم بالأموال والخدمات ، أنظروا كيف سرق أبناء الأرياف والمناطق الشعبية في العراق حتى مخصصات إنشاء محطات مياه للشرب في البصرة ، بل أكثر من هذا سرقوا الأموال المخصصة لرفع ( الزبالة ) عن المدن ، وهذا السلوك الحقير لايقوم به الحاكم الأروستقراطي سواء في زمن العهد الملكي في العراق أو في دول الخليج العربي ! ان مفهوم الإصلاح السياسي .. مفهوم غربي غير مناسب للعرب ، ومايناسب العرب هو سلطة دكتاتورية من الطبقة الأورستقراطية حازمة تضبط فوضوية الشعب وتخريبه وتدميره لنفسه .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here