يعتبر ”الدم الأزرق“ المستخرج من دماء ”سلطعون حذوة الحصان“ علاجًا فعالًا للالتهابات التي تحدثها حتى أدق أنواع البكتيريا الضارة.
وللذين لم يسمعوا عن ”الدم الأزرق“ أو لم يستخدموه للوقاية من الالتهابات، فإنهم مقبلون على فترة سيسمعون فيها الكثير عن هذا الموضوع من خلال حملة دولية تحت عنوان ”أنقذوا سلطعون حذوة الحصان من الانقراض“.
وفي ستينيات القرن الماضي، اكتشف العلماء أن دم سمكة ”سلطعون البحر من فئة حذوة الحصان“وهو الكائن الوحيد الذى يملك الدم الازرق في العالم يمكن أن يقي من الالتهابات ، ومنذ ذلك الحين أضحت صناعة المستحضرات الصيدلانية تستخدم دماء هذا السلطعون للتأكد من خلو الحقن واللقاحات وزراعة العمليات الجراحية من التلوث.
وتعتبر السواحل الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية من أكثر المناطق نشاطًا في تحصيل دم سلطعون حذوة الحصان، لأن سعر الغالون منه يصل إلى 60 ألف دولار.
وتقدر وكالة ”بلومبيرغ“ أن نصف مليون سلطعون من هذه الفئة يجري جمعها سنويًا من هذه المنطقة ، علمًا بأن هناك نشاطًا مماثلاً في شواطئ المكسيك والصين لكون الطلب العالمي مرتفعًا جدًا على هذا الدم المشبع بالنحاس.
وما يحصل مع هذه السلطعونات ، بحسب بلومبيرغ ، هو أن ”متعقبيها وتجارها يجرحونها ويستخرجون منها حوالي ثلث دمائها ثم يعيدون إلقاءها في البحر لتعيش، لكن نسبة 15% منها تموت بسبب هذه العملية“.
ولذلك أظهرت البيانات أن عدد هذه السلطعونات في العالم تناقص بنسبة 80% خلال السنوات الأربعين الماضية.
يشار إلى أنه قبل حوالي عقدين ابتكر أستاذ في جامعة سنغافورة الوطنية حلاً اصطناعيًا لمنع انقراض ”سلطعون حذوة الحصان“، وتمثل الحل بتركيبة صناعية أكثر فاعلية من ”الدم الأزرق“ في معالجة الالتهابات، وأقل كلفة، لكن صناعة المستحضرات الصيدلانية ظلت تفضل الاستمرار في نهج استنزاف دماء السلطعونات.
وتقود كالة ”بلومبيرغ“، في جهد دولي تحت عنوان ”الاقتصاد الحديث“، حملة توعية وتحفيز دولية من أجل الحفاظ على الدم الأزرق من مصدره الطبيعي، وهو سلطعون حذوة الحصان، باعتباره أيضًا مصدرًا للتشغيل وموردًا ماليًا يعرفه أصحاب الاختصاص بأنه ”الذهب الأزرق“.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط