إستياء المرجعية وتهديد الصدر عجّلا باستكمال الحكومة

ساهر عريبي

[email protected]

مرّة أخرى تثبت الكتل السياسية العراقية أنها لم تغيّر طبعهاولا أولوياتها واهتماماتها التي تتمحور حول التكالب علىالمناصب والإمتيازات وعدم إكتراثها للأزمات المتعددة التييمر بها العراق وتمر بها المنطقة. فقد أخفقت تلك الكتل فيإكمال التشكيلة الحكومية بالرغم من إدعاءها انها فوّضترئيس الوزراء الدكتور عادل عبدالمهدي مهمّة إنتخاب أعضاءحكومته, لكنها في الواقع عرقلت إستكمال التشكيلة الحكوميةنظرا لصراعها الخفي حول من يتولى وزارات الدفاعوالداخلية والتربية والعدل.

لقد صمتت المرجعية الدينية طوال الفترة الماضية معطية فرصةلتلك القوى لإصلاح ما قد فسد حتى طفح كيل المرجعية الدينيةبعد مرور سبعة اشهر من تولي عبدالمهدي لمنصبه, إذ بقيتالحكومة غير مكتملة والفساد ضارب بأطنابه والأزمات ظلتمتفاقمة مما دفع المرجعية وقبل أقل من اسبوعين الى دقناقوس الخطر موبّخة الطبقة السياسية ”المتكالبة“ علىالمناصب ومحذّرة من خطورة وضع مشابه لذلك الذي سبقدخول تنظيم داعش الى العراق وإحتلال أرضه, حيث كاد أنيضيع حاضر البلاد ومستقبلها بسبب فشل الطبقة السياسيةوفسادها, لولا أن المرجعية أنقذته بفتواها المباركة التي كتبتبأحرف من نور في صفحات تاريخ العراق الحديث.

وحينها شعرت تلك الطبقة جميعها بانها مستهدفة بخطابالمرجعية لكنها بدأت بالتلاوم والقاء المسؤولية على عاتقبعضها البعض وكل منها يدّعي انه غير مقصود بذلكالخطاب, رغم أن بعضها مسؤول بشكل أساسي عن عرقلةإكمال التشكيلة الوزارية نظرا لأنه يصر على تولي بعضالفاشلين والفاسدين لمناصب سيادية.
بدا ان تحذير المرجعية غير كاف لثني تلك الكتل عن نهجهاالسقيم هذا, فماكان من السيد مقتدى الصدر الذي يملكالشارع العراقي إلا أن وجّه تحذيرا وتهديدا شديد اللهجةلتلك الكتل المعرقلة لإكمال الحكومة, معطيا إياها مهلة عشرةأيام للسماح لرئيس الوزراء بإختيار ما تبقى من وزراءلحكومته وبغير ذلك فإن الجماهير رهن إشارته لإقتحامالخضراء وكما فعلت في السابق. تحذير وتهديد أرجع القوىالسياسية المعرقلة الى صوابها حتى أسقط ما في أيديها, فاضطرت مرغمة على التصويت لصالح مرشحي رئيسالوزراء إلا مرشحا واحدا سيتم التصويت على بديل قبل نهايةهذا الاسبوع.

إنتهت معركة تشكيل الحكومة, واما الدرس المستفاد منها فهوأن المرجعية والسيد الصدر هما الوحيدان القادران على تغييرالأوضاع في البلاد, فهذه الطبقة السياسية لا تخشى سواهماولن تقدم على أي خطوات إيجابية بغير ضغط منهما. حقيقةتؤكد بان عملية محاربة الفساد وفتح ملفات هدر مئاتالمليارات من ثروات العراق طوال السنوات الماضية, لن تنجحبلا ضغوط من المرجعية وتهديد من الصدر.

ومن جانبها فقد عبّرت المرجعية عن استياءها من عدم الجديةفي محاربة الفساد, فأصبحت الكرة في ملعب السيد الصدرالمطالب بإعطاء مهلة لرئيس الوزراء وللهيئات المعنية لفتحملفات الفاسدين الكبار وضمن سقف زمني محدد وبغير ذلكفإن الكلمة الفصل تكون للجماهير التي تقتحم معاقلالفاسدين الكبار كما إقتحمت من قبل وكرهم في المنطقةالخضراء!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here