العاقولي والسياسة الانهزامية

يوسف رشيد الزهيري

سياسة الخنوع والهزيمة والاستسلام
اوإلحاق الهزيمة بأحد الطرفين،يقودنا الى تساؤل موضوعي! هل يمكن أن يكون هناك طرف أو شخص خاسر مسبقا؟، الجواب نعم، وتلك هي الهزيمة النفسية الكبرى

هناك كتاب ذائع الصيت، لمؤلفه
الكاتب الأمريكي دايل كارنيجي، يحمل عنوان (دع القلق وابدأ الحياة)، يقدم هذا الكتاب تصورات واضحة ودقيقة عن حالات الهزيمة والتردد التي قد تصيب الإنسان على كافة مستويات الحياة أو قد يتعرض لها لسبب أو آخر، ثم يؤكد مضمون الكتاب المقولة المعروفة، لا يأس مع الحياة
ولا حياة مع اليأس، ويقدم هذا الكتاب تجارب ووقائع حدثت فعلا لأناس أصابتهم حالة الانهزام قبل أن تتوفر الأسباب المؤدية الى ذلك، بمعنى أنهم هزموا نفسيا، وعندما وعوا الحالة وقرروا كسب المعركة، انقلبت الموازين، وتغلبوا على الهزيمة المعنوية وحتى المادية من خلال إرادة
قوية وإصرار على الانتماء للحياة وجمالها والابداع فيها والعمل الاصلاحي والرسالي التي ترتقي بها الامم من خلال الاصرار والعزيمة والعمل الجاد وطرد حالات الياس والفشل التي قد تسيطر على الإنسان في مثل هذه الحالات، فتدمر كافة قدراته وتجعله خانعا يائسا فاقد القدرة
والسيطرة وقد ركز مضمون الكتاب على ابرز النقاط

وهي الثقة المطلقة بالله إذا
أراد الانسان ان يتخلص من القلق والهزيمة النفسية و يجب أن يقوي الفرد إيمانه بالله تعالى من خلال أداء العبادات، وتادية الرسالة الاصلاحية في المجتمع

ومن هنا ينبغي الحذر من التردد،
وطرد كل اشكال الانهزامية، وعدم السماح لها بالتسلل الى الشعور الذاتي، فهي بمثابة الحاجز في طريق تطور الإنسان وتقدمه في المجالات كافة، وكما يقول علماء النفس، إن الهزيمة النفسية تلحق ضررا بالإنسان (الفرد والجماعة) أكثر مما تلحقه به الهزيمة المادية، فهي آفة تفتك
بقدرات الإنسان وتشل عقله بصورة شبه تامة، وتمنعه عن التفكير في أي شيء إيجابي، سوى تلك المشاهد والمواقف السلبية وعلى الإنسان أن يواجهه بحزم وعزيمة لا تلين، لأن علم النفس أثبت أن قوة الإنسان لا تكمن في ضخامة جسده وقوة عضلاته، وإنما لابد أن يتميز بالقدرة العقلية
والنفسيةعلى طرد الهزيمة النفسية خارج إطار حياته.

لعبت العوامل الطائفية والسياسية
دورا سلبيا على مجمل الحياة المجتمعية في العراق وعلى كافة المستويات واثرت الطبقة السياسية الطائفية الحاكمة في العراق تاثيرا مشوشا سلبيا على المجتمع العراقي الذي يسعى لاحداث ثورة تغيير شمولية من خلال الوسائل السلمية السياسية وبادوات اصلاحية وسياسية جديدة شكلت
منعطفا جديدا في الحياة السياسية بين طبقة السياسيين الإصلاحيين والطائفيين الذي اعتمدوا وكرسوا العمل السياسي على اسس منفعية وطائفية وجعلوا المعيار الاساسي في الحكم واحتكار السلطة على اساس مذهبي وقومي تنتهج مشاريع طائفية بحتة في توزيع المناصب والمسؤوليات تاركين
العراق يغرق في وحل الاقتتال والصراعات والبطالة وسوء الخدمات والفساد المستشري في مؤسسات الدولة بلا حسيب او رقيب .

ومما لا شك فيه ان الصراع الحتمي
السياسي بين نزعة الاصلاحيين لانقاذ العراق وتصحيح المسار السياسي والاخلاقي وبين نزعة القوى الطائفية المستاثرة بالسلطة والقرار في صراع محتدم وعلى القوى السياسية الوطنية ان صح التعبير يجب عليها ادارة الصراع بعقلية ناضجة وارادة قوية بلا خنوع او استكانة او فقدان
الامل على التغيير وعليها المضي بمشروع الجماهير الوطنية التي تسعى وتجاهد من اجل التغيير للعيش بكرامة ومستقبل زاهر يلبي احتياجات وطموحات الشعب العراقي فلا تهادن او تهاون او استسلام او ضعف من اجل مغريات الدنيا ومكاسب دنيوية في الحصول على امتيازات خاصة ويجب تقديم
مصلحة الشعب اولا وكسب ثقته المطلقة ومصارحته بكل ما يدور بكواليس السياسة والصفقات المشبوهة فالسياسي الناجح الواثق من خطواته والمؤمن بمشروعه الثابت على نهحة وقوة قراراته ووقوفه مع شعبه ورفضه امتيازات خاصة على حساب قوت الشعب قادر على استمالة راي الجمهور وكسب
تعاطفه وبذلك يشكل قوة وجبهة سياسية كبيرة يستمد قوتها من الشعب وهنا نشير حول موقف العاقولي رئيس تحالف سائرون وتقديم استقالته الغير مبررة موضوعيا والتي كانت مخيبة للآمال نتيجة ضعفه واداءه السياسي ويأسه النفسي وتدل بالنهاية على استسلامه سياسيا والتخلي عن مشروع
الإصلاح الذي رسمه الزعيم الوطني مقتدى الصدر على اسس راسخة ومنهج ثابت وطريق واضح لتحقيق برنامج الإصلاح والسعي للتغيير بالطرق المشروعة والامكانيات السياسية المتاحة وبالدعم الجماهيري المنشود . فطريق الاصلاح خيار الشعب الأوحد وخيار الشعب لا تنازل عن الحقوق او
مساومة في الغرف والدهاليز المظلمة لا محاصصة مقيتة ولا تدخل خارجي بالقرار ولا انهزام ولا استسلام مطلقا او قد تكون اخر الخيارات تشكيل جبهة معارضة سياسية وهي افضل الخيارات من اتباع السياسة الانهزامية والتخلي عن الدور والمسؤولية الوطنية فالثورة البيضاء خيار الشعب
من اجل التغيير في كافة المسارات يجب تظافر وتوحيد الجهد السياسي والجماهيري من اجل تحقيق اهداف الثورة السلمية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here