“…من مضغةٍ مُخلّقةٍ وغير مُخلّقة…”؟!!

هذه قراءة لما جاء في الآية الخامسة من سورة الحج , ربما يصح تسميتها بالعلمية لمُخلقة وغير مُخلّقة.

مُخلّق: إسم الفاعل من خلّقَ.

مُخلّقة: مستبينة الخلق مصورة.

خَلَقَ: أنشأ , صوّرَ , صنع , أبدعَ , إبتكر.

عندما يتم تخصيب البيضة أو البويضة تبدأ تفاعلات إنشطارية وفقا لخارطة تصويرية تبلغها لتمامها , وعندها يحين المخلوق للإنطلاق في الحياة فوق التراب.

ويبدو أن الطاقة الإنشطارية لا تشمل كل مكونات البيضة المخصبة , وإنما القسم الأعظم منها , وفي مسيرة الإنشطارات المتواصلة بقوة خلقية متوثبة , تُعفى بعض الخلايا من الإنشطار , وكأنها تصاب بالكمون , خصوصا عندما يبلغ الإنشطار مراحله التصويرية والتخصصية , فيكون في كل جزء من الصورة المُخلقة بعض الخلايا الكامنة الغير مُخلّقة , أي الغير مساهمة في عملية الإنشطار التخليقي (التكويني) للكائن الحي.

يؤيد هذا الإقتراب ما توصلت إليه العلوم المعاصرة من أن في كل عضو من أعضاء الجسم , هناك خلايا يمكن تحفيزها لكي تتخلق وتأتي بذات العضو أو الجزء المصاب من الجسم , والبحوث على أشدها لإبتكار الوسائل الكفيلة بمعرفتها والعمل على تنشيطها , ودفعها إلى التخلق والتكون المتجدد للعضو أو النسيج التالف.

وتتركز الأبحاث على الخلايا الدماغية التالفة أو التي ماتت بسبب جلطة دماغية , وتبشر التجارب بنتائج إيجابية , كما حصل للقرود التي شلت أطرافها وإستعادت قدرتها على تحريكها بتنشيط الخلايا الغير مُخلقة الكامنة في الأدمغة.

أي أن البيضة المخصبة عندما تقدحها التفاعلات التخليقية الإنشطارية , لا تساهم بكل ما فيها في هذه العملية , وإنما تبقي لها ذخيرة تستعين بها على مواجهة المعوقات , التي قد تتسبب بإتلاف إرادتها التعبيرية عن كينونتها الحياتية المتفقة والطاقة المتولدة فيها , مما يعني أنها تؤمّن سلامة مواكبتها وقدرات بقائها بهذه الخلايا الغير مُخلقة والمؤهلة للتخلق في أوانها.

وهذا أيضا ربما يفسر النشاطات السرطانية للخلايا الغير مُخلقة , والتي تحفزت وتخلقت بلا هدف أو ضابط وصورة , فتنفلت ولا يمكن التحكم بسلوكها , ويبدو أن الوقاية من السرطان يمكن أن يتحقق بالتوصل إلى معرفة الخلايا الغير مُخلقة , ومحاولة منعها من التخلق والإنشطار المنفلت , وهذا ليس ببعيد , فقد توصل عدد من العلماء إلى تعيين بعض هذه الخلايا , ويتم إستعمالها في تجديد بناء الخلايا والمراكز التالفة في الجسم.

ولو أن الأبحاث في بداياتها لكنها ستصل إلى مرامها في هذا القرن حتما.

“يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث….” 22:5

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here