الآثار المنهوبة والآلهة نابو العراقية في جلسة أستثنائية للدكتور الحمداني نظمها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين .

/حسين باجي الغزي
الاربعاء 26-6-2019 -8:30 م.
شارك وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني، اليوم الأربعاء 26/6/2019، في جلسة استثنائية نظمها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين بعنوان (الحكمة المنهوبة/ الإله نابو إنموذجاً) في مقر الاتحاد على قاعة الجواهري.
وتناولت الجلسة التي أدارها الدكتور علي حسن الفواز، وحاضر فيها وزير الثقافة الدكتور عبد الأمير الحمداني ورئيس اتحاد الأدباء ناجح المعموري والتدريسي في كلية التربية في جامعة واسط الدكتور طالب الشمري، قضية الآثار العراقية المنهوبة، وسرداً تاريخياً عن الإله نابو في الحضارات الرافدينية.
وذكر الفواز في كلمته الافتتاحية بعد الترحيب بالوزير والحضور، إن “نهب الآثار يعد نهبا للأفكار والحضارة والتاريخ والسياق الذي تشكلت به الحضارة الإنسانية، ولأهميته دخل بإطار الحقوق الدولية وقرارات الأمم المتحدة، لأنه جزء من هوية الشعوب”، متطرقاً في سياق كلمته إلى “متحف نابو في لبنان والذي عرض قطعاً أثرية عراقية منهوبة”.
بدوره عرض الحمداني مقدمة تاريخية عن نهب الآثار العراقية، مبيناً أن “أسوء مراحله كانت خلال فترة الحصار، وفترة ما بعد عام 2003، إذ تم نهب الآثار خلال هاتين الفترتين بشكل منظم”، وموضحاً أن “النظام خلال فترة التسعينات أساء للآثار، بعد أن تسبب حفر النهر الثالث بتحطيم 70 مدينة سومرية ما شجع الأهالي الذين عانوا من الفقر والجوع على نهب الآثار وبيعها، كما تسببت فوضى الاحتلال بعمليات نهب منظمة أدت إلى تعرض 60% من الآثار الموجودة في منطقة السهل الرسوبي إلى السرقة بشكل كلي أو جزئي”.
وأضاف أنه “عمل خلال السنوات الأولى بعد الاحتلال على إرجاع العديد من القطع المنهوبة وصل عددها حتى عام 2005 إلى 30 ألف قطعة”، مشيراً إلى “زيارته للمرجع الأعلى السيد علي السيستاني ودعوته إلى الافتاء بحرمة الآثار، الأمر الذي وافق عليه السيستاني ودفع الكثير من المتاجرين بالقطع الأثرية إلى تسليمها للدولة”.
وحول متحف نابو في لبنان، قال الوزير إن “المتحف أعلن عن وجود مجموعة قطع أثرية عراقية، وأرسل رسالة تفاوض إلى السفارة العراقية، فقمنا بدورنا بإحالة الأمر إلى وزارتي العدل والخارجية، فضلاً عن الشرطة الدولية والعربية لاستعادة هذه الآثار”، مبيناً أن “القائم على المتحف محرج ومحاصر، والحكومة اللبنانية، بكافة تشكيلاتها غير راضية عن هذا المتحف”.
كما تحدث وزير الثقافة عن الإله نابو ونسبه وأهميته في الحضارة الرافدينية، مبيناً أنه “ابن الإله مردوخ وزوج الآلهة نيسابا، آلهة الكتابة والزراعة الأولى، تمت عبادته خلال العصور التي تبعته وصولاً إلى العصر العباسي في القرن التاسع الميلادي”.
وتبعه في الحديث عن ذلك رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب ناجح المعموري، إذ أكد على “الأصل العراقي للإله نابو، إله الكتابة والحكمة في الحضارتين السومرية والبابلية”، مشيراً إلى أن “شخصية الإله معقدة وخطيرة وبحاجة إلى مختصين لدراستها”. فيما أضاف أن “المركزية الغربية تذهب إلى نسب أصل الكتابة إلى حضارات أخرى”، مشدداً على ان “الوركاء أقدم مدينة سومرية، والإله نابو هو أقدم إله للكتابة، وإن كان هناك من سبقه، فقد سُبق من قبل زوجته الآلهة نيسابا”.
واختتمت الجلسة بكلمة للاستاذ في كلية التربية في جامعة واسط الدكتور طالب الشمري، راجع فيها الأصل التاريخي للإله نابو وتسميته ومعاني أسمائه، وعلاقته بالحضارات الرافدينية.
أنتهى .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here