الإساءة للسنَّة العرب وصمة عار في تاريخ ساسة العراق !

خالد القرة غولي

الطريقة الحديثة التي تم اختيار وزراء جدد للدفاع والداخلية وطريقة فقدان التوازن في عملية منح مناصب ودرجات خاصة لمكون بعيدة عن مكون العراق الاصليين السنة العرب ! هل أدرك البعض من رجال السياسة في العراق أكذوبة تصريحاتهم ! وإن
الجراب والجراب في اللغة ، الوعاء الفارغ أو الذيا يُحفظ فيه الطعام .. والجراب أيضاً غِمد السيف والمكان الذي يحفظ فيه السلاح .. كما يلاحظ في الصورة شكل للجراب الحديث وهو المكان الذي يُحفظ فيه المسدس ! والجراب لا قيمة له أبداً بعد أن يُنتزع منه السلاح لأنه يصبح
جلداً بلا قيمة .. ويطلق العراقيون كلمة جراب على ألد خصومهم أو من يريدون توجيه الإهانة له فيقولون له ( جراب ) !، بمعنى الجبان ، التافه ، الذيل ، العميل ، الخائن ، وغيرها ومفهوم أخر كلمة ( الأوغاد ) التي تعني أناسًا ضعاف العقل، ويقال عنهم أيضًا الأراذل، وهم
فصيل إنساني شاذ ممن يتوغل بشتى الطرق والأساليب للوصول إلى أعلى المناصب وتقلد سلطة الحكم، وقد ابتليت الأرض منذ بدء الخليقة بهذا الصنف الذي تسبب في قتل الرسل والأنبياء والملايين من البشر وتشريدهم وتجويعهم وتهجيرهم من أوطانهم على مر العصور، في وقت كانوا يتظاهرون
فيه بالتدين، والحالة العراقية تمر بنفس الظروف المشابهة , الوغد في اللغة العربية الأحمق وضعيف العقل وفُسّر أحياناً بالرَذِل .. والأراذل لامكان لهم بين الناس فهم فصيلٌ إنسانيٌ شاذ قد يحمل شكلاً مقبولاً أو شهادةً دراسيةً أو يملكُ مالاً ، بمعنى آخر يتوغلون بشتى
الطرق والأساليب والوسائل للوصول على منصب أو حكم أو سلطة .. لذلك فقد إبتلت هذه الأرض بهؤلاء منذ بدء الخليقة والأوغاد قديماً حكموا دولاً وقتلوا رسلاً وأنبياءً وإستعمروا أمماً وظلموا شعوباً ونشروا الرذيلة والظلم والفتن والخراب والدمار والإقتتال بين شعوب الأرض
كان بسببهم في الوقت الذي يدّعون التقوى والصلاح .. ملايين الناس تشردوا .. وملايين جاعوا وملايين أُهينوا وملايين تمرضوا وملايين هُجّروا من أوطانهم إلى بلدانٍ أخرى قد يكون سببها وغدٌ جبانٌ واحدٌ لا أكثر تبوأ منصباً لايستحقه ويحتمي بعددٍ من المنتفعين من سُحته
وظلمه لكنه لايعلم أنَّ يومَ الخلاص منه قريب وقريب جداً .. في دول العالم لايكلفُ إكتشاف ومطاردة الوغد ومن الإنقضاض عليه وطرده من موقعه إلا لبضع دقائق رُغم مايتمتع به من حصانة قانونية وسياسية .. أما في بلدنا المبتلى بالأوغاد فمن أصعب الصعوبات إستئصال الأوغاد
لأنَّ إكتشافهم صعبٌ جداً .. فهم مندسون في أوردة وشرايين الشعب .. وتراكموا في قلوب العراقيين عاماً بعد عام حتى أصبحت لهم أحزاب وكتل ومنظمات ومكاتب ومناصب وسيارات فارهة وحمايات ويدعون أحياناً أنهم بشر يحزنون ويفرحون ويتألمون .. لكنَّ الحقيقة غير ذلك تماماً فالأوغاد
رواقم من النفاق وربايا من الرياء وأودية من الكذب تلتف في أجسادهم .. لذلك فهم مولعون بالمناصب في نفس الوقت الذي يُظهرون فيه للناس أنهم شرفاء ومضحون ومدافعون عن حقوق الناس ! في الآونة الأخيرة بدأت سلسلة معدة جيداً مما يسمى بالتظاهرات والإعتصامات ضد الحكومة والبرلمان
والمؤسسات الرسمية وهي جميعها كاذبة وموزعة بين نفس الأحزاب والكتل والميليشيات التي تقود العراق حالياً .. والقصد في أنها معدة جيداً لأن غرضها الإيحاء للقوى المعارضة الأخرى التي قد تُفكر في التصدي لمشاريع تقسيم العراق أو بسط يد النفوذ الإيراني أو الحصول على أبسط
الحقوق بأنَّ طريق المرور من هنا فقط أي من نفس القوى التي تحكم العراق داخل المكاتب وتُصدر من يمثلها في الشوارع .. الثورة الحقيقية تبدأ بإسقاط أقنعة الأوغاد تباعاً وعلى وفق المتواليات التي رسمها الدستور الآثم .. ما سيحدث سيزيد من قطيع الأوغاد داخل صفوفنا والحل
واضح وبسيط ولايحتاج إلى تفسير أو نظريات أو فلسفة .. وهو الثورة من الداخل وليس كما يُعرض من تمثيليات مضحكة .. فالوزارة أو المحافظة التي يقودها وزير أو محافظ فاسد يبدأ الإنتفاض عليها من داخل المكاتب ومادونها .. القيادات التي تقود الوزارات والمحافظات والدوائر
التي تقودها الوزارات والمحافظات منها تبدأ الثورة فقط لأن أساس التغيير يكون من كهوف الفساد وأقبية الظلم وليس من الشوارع والساحات المضحكة تقليداً للتجربة المصرية المناقضة لكل ظروف وواقع تجربة التظاهر والإنتفاض العراقية .. ولنضع مثلاً بسيطاً لوزارة واحدة لو تظاهر
منتسبوها على وزيرها الفاسد وأسقطوه لتبعتهم جميع الدوائر التابعة لها وتبدأ سلسلة إسقاط الأوغاد خلال ساعات وربما دقائق .. وليتذكر المسؤولون الفاشلون أنَّ موظفاً مظلوماً واحداً يتمكن من الإطاحة وإسقاط من يعتقد بنفسه أنه أصبح كبيراً .. وسيعلم الّذين ظلموا أي منقلبٍ
ينقلبون ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here