(شيعة العراق..لا يخافون من حرب امريكا ايران) لكن (خوفهم..بقاء الطبقة السياسية الحالية بعدها)

بسم الله الرحمن الرحيم

(الغرقان لا يخاف من البلل)..

فمن ماذا يخوفون العراق والعراقيين من (اي حرب محتملة امريكية ايرانية) مباشرة تستهدف ايران.. هل مثلا نخاف على (الصناعة العراقية المتقدمة للنخاع مثلا التي تملئ الاصقاع؟ وقد نضطر للاستيراد مثلا؟؟ لو على الزراعة الوافرة؟؟ لو ان يصبح بالعراق بطالة مليونية؟؟ او ان خريجي الجامعات والمعاهد العراقية وهم بمئات الاف .. لن يجدون فرص عمل ؟؟ او ان المليشيات الخارجة عن القانون ستتشكل بالعراق بدل الجيش وتشرعن بهيئة حكومية؟؟ لو سنفقد (الطبقة السياسية النزيهة الخنفشارية.. ) وتستبدل (بطبقة سياسية فاسدة)؟؟ مثلا؟؟ لو (العراقيين سيشربون ماء غير صالح للشرب او انقطاع للمياه)؟؟ لو ستصبح (ازمة سكن خانقة) لو (سيعم الفساد المالي والاداري وسوء خدمات ووضع امني مزري)؟ لو لو لو ؟؟ فكل ذلك يحصل فعلا اليوم بالعراق بظل الطبقة السياسية الحالي التي تحمي نفسها بعشرات المليشيات التي تجهر بولاءها لايران.

ثم كلنا نعلم (لا تحل الازمات الا بانفجارها)..

فلمدة 40 سنة (خصبت الدنيا ايران بشعاراتها المتشنجة .. ضد امريكا).. واججت المنطقة.. وجندت (مليشيات) تقاتل بالنيابة عن ايران.. و(ايران تمددت) .. على حساب شعوب المنطقة ودولها.. (فاليس لكل شيء نهاية.. اليس الوضع الطبيعي ان يصبح انفجار مباشر بين ايران وامريكا.. لنخلص من هذه الصفحة البائسة المتشنجة).. والتي يحلل البعض ويشير الى ان كلا الطرفين لا يريدون ان تصل (لكسر عظم).. مما يثير تساؤلات (لماذا)؟؟ فاذا امريكا ترامب تريد عبر استراتيجيتها بالحصار الاقتصادي والتضيق على ايران (ان تحصل من ايران ما تحصل عليه بالحرب ولكن بلا حرب).. (وايران تطرح .. لا مفاوضات ولا حرب.. واستغلال الازمات ثم الانحناء تجاه بعضها .. لخدمة مصالحها القومية العليا).. والخاسر بكل ذلك العراق واليمن ولبنان وسوريا..

علما ايران استغلت قيام امريكا (باسقاط نظام صدام بالعراق).. (وحكم طالبان بافغانستان) ودعمت واشنطن الديمقراطية بالدول التي اسقطت انظمتها الدكتاتورية (البعث وطالبان) بالعراق وافغانستان.. لتزج ايران (الموالين لها (الخونة العقائديين).. بالعملية السياسية بتلك الدول وخاصة بالعراق ولبنان).. لينتج عن ذلك مقاطعة كبرى للشيعة العرب انفسهم لانتخابات 2018.. بعد انفضاح هذه القوى الموالية لايران..

مع الاخذ بنظر الاعتبار بان امريكا (دعت العراق لتجنيب نفسه الصراع واكدت بانها لن تجعل العراق قاعدة للانطلاق ضد اي دولة).. ولكن الكارثة بايران (التي تهدد عبر عملاءها بالعراق من مليشيات واحزاب.. بزج العراق بالصراع بالنيابة عن ايران .. باعتراف حسين سلامي قائد الحرس الثوري الايراني الذي اشار بان تأمين ايران داخليا من الصراع هو بنقلها لمجالها الحيوي العراق) بكل خسة ايرانية ورعونة وحقارة مشهود للايرانيين فيها.. مستغلة ايران عدم تفعيل قانوني الخيانة العظمى والتخابر مع جهات اجنبية بالعراق ضد الخونة والعملاء..

ليطرح سؤال (لماذا المجتمع الدولي) لا يتعامل مع الفساد بالعراق (كتعامله مع داعش)؟

فالجميع متفق بان (الفساد بالعراق اخطر من داعش).. والجميع دعم (تدخل دولي خارجي) لخوض حرب عالمية ضد داعش بالعراق.. والجميع متفق بان (الفساد متشعب، وتقوده قوى خارجية اقليمية وداخلية بجنسيات مزدوجة ومافيات وعصابات الجريمة المنظمة الدولية).. فلماذا اذن يرفضون تدخل دولي ضد الفساد بالعراق مثلما قبلوا تدخل دولي ضد داعش؟ لماذا المجتمع الدولي لا يتدخل بتشكيل محكمة دولية كمحكمة لاهاي ولكن هذه المرة ضد اركان الفساد المالي والاداري بالعراق، وتاسس مؤسسة دولية لاستعادة الاموال العراقية المنهوبة منذ 2003 لحساب دولي مخصص لاعادة اعمار العراق..

(لماذا كل رؤساء الوزراء يرفضون تدخل دولي ضد الفساد) اليس لانهم عرابيه ومتورطين فيه للنخاع.. اليس لان الحرب ضد الفساد بالضرورة يعني حرب ضد الهيمنة الايرانية بالعراق بحكم ان الاحزاب الحاكمة منذ عام 2003 هي الاحزاب الاسلامية وشركاءهم الموالين لايران.

وكلنا نسمع التقارير الدولية التي تكشف الفساد وتحذر منه.. (فقد كشفت مؤخرا عدة فضائح منها ان عقود اعادة الاعمار قد فازت بها شركات عراقية وهمية تعود لسياسيين بارزين واحزابهم، وان هذه الشركات وبكل بساطة اعادت بيع هذه العقود مقابل عمولاة بعدة ملايين من الدولارات لصالح شركات من دول اقليمية رديئة السمعة.. ايران وتركية واردنية ومصرية وصينية.. الخ

ويؤكد ما اكدناه سابقا طرحنا للسؤال التالي:

لماذا الخامنئي (مرجع الولائيين لم ينتقد الفساد بالعراق) كالسستاني (مرجع النجف) الذي سد بابه

ونقصد (لماذا سمعنا من مرجع الشيعة بالنجف.. السستاني) انتقاد للفساد وسد بابه بوجه السياسيين لفسادهم.. وسمعنا (مقتدى الصدر) ينتقد الفساد ويدعو اتباعه للاصلاح والابتعاد عن الفساد.. (بغض النظر عن صدق او كذب ما يطرحه السستاني والصدر) ولكن سنأخذ بالظاهر.. ليطرح السؤال التالي (لماذا مرجع الولائيين خمنئي حاكم ايران) لم نسمع يوما باي خطبه من خطبه ينتقد الفساد بالعراق ولم يدعو اتباعه للكف عن الفساد بالحكم بارض الرافدين.. وايران خامنئي تتدخلت بكل صغيرة وكبيرة حتى عاث الخراب بالعراق بشكل واسع وصل للقيم الاجتماعية التي فككتها ايران بتهريبها للمخدرات للعراق وملئ العراق بالمليشيات ودعم طبقة سياسية اسلامية موالية لايران مشهورة بفسادها..

ونرد على (المتأيرنين) الموالين لايران بالعراق.. الذين ينظرون بعين عوراء:

فهؤلاء يطالبون بمقاطعة امريكا والسعودية.. ومبررهم (بما ان العراق حارب ايران نيابة عن ما يسمى الامة العربية والوطن العربي) فعليه على العراق اليوم نفسه ان (يحارب امريكا والخليج نيابة عن ايران والايرانيين)..

فنقول لهؤلاء.. الا تخافون الله.. لمتى تريدون العراق وخيراته ودماء ابناءه تستنزف لمشاريع خارجية اقليمية قذرة.. فسحقا لايران وسحقا للامة العربنجية.. وسحقا للعرب والعجم الذين ينظرون للعراق مجرد (كلب حراسة لهذه الجهة او تلك ضد هذه الجهة او تلك)..

بالمحصلة: اكبر مخاوف العراقيين وشيعتهم العرب:

هو بان هذه الحرب ان حصلت لن تؤدي لازاحة الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة اليوم.. اي يكون هناك اتفاق تستمر عبره هذه الكتل السياسية المفسدة بالحكم بارض الرافدين.. اذ ان العراقيين مثلما تحقق املهم بازاحة حكم صدام و البعث عام 2003 بحرب امريكا ضد الطاغية صدام.. الذي ادى لاسقط حكم البعث.. يتأملون بان الحرب الامريكية الايرانية ستؤدي لسقوط الطبقة السياسية الفاسدة بالحكم اليوم المشكلة من كتل ومنظمات واحزاب و تيارات معروفة بولاءها لايران ومسنودة من قبل الايرانيين، اي ضعف ايران بالعراق سيؤدي لضعف هذه الطبقة السياسية الرعناء وزوالها.. وهذا ما يتأمله العراقيين الشرفاء وشيعتهم العرب خاصة.

لنتبين بان (الحرب بين امريكا وايران) لا تخيف (العراقيين والعراق).. ولكن تخيف (الطبقة السياسية الفاسدة الحاكمة) التي جاءت كما يحلل البعض.. من توازن (ايراني امريكي).. بعد 2003.. مستغلة ايران الاحزاب والكتل التي دستها بالعملية السياسية وفرضت عبر مخالبها المسلحة اجنداتها بارض الرافدين.. وارسالها رسالة بان القرار العراقي يمر من طهران وليس بغداد، والقرار الشيعي يمر من قم وليس النجف.

بالمحصلة الطبقة السياسية الفاسدة الحالي تعلم بان اي خلل بهذا التوازن بترجيح كفة على كفى اخرى بعد اي حرب مباشرة امريكية ايرانية، سيؤدي بالضرورة لسقوط هذه الطبقة السياسية والنظام السياسي من جذوره.. غير ماسوف عليه..

…………………

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here