حرية الاعلام وحمايته الخطوة الأولى للقضاء على الفساد والفاسدين

المعركة مع الفساد والفاسدين في العراق ليست معركة سهلة بل انها معركة صعبة وقاسية تتطلب وحدة كل الشرفاء الصادقين ووضع خطة دقيقة واحدة والتحرك بقوة لتطبيق وتنفيذ بنود هذه الخطة بروح صادقة مخلصة لا تعرف الغش ولا المصالح والمنافع الذاتية والانطلاق من مصلحة ومنفعة العراق والعراقيين ويجب ان يكون الجميع بعيون مفتوحة وقلوب صافية وعقول واعية حذرة من ألاعيب الفاسدين اللصوص واضاليلهم وخدعهم فهم محترفون مبدعون فنانون في الغش والخداع والتضليل والقدرة على التلوين والتزويق لنشر فسادهم وسرقة ثروة العراقيين بطرق وأسليب مختلفة

فالفساد رحم كل السلبيات والموبقات والمفاسد والجرائم والخيانة والعمالة وكل انواع الارهاب وكل اسباب الفتن والصراعات الطائفية والعنصرية والدينية والعشائرية والمناطقية وحتى العائلية وكل الانحرافات الاجتماعية والخلقية في المجتمع

والخطوة الأولى في معركتنا مع الفساد والفاسدين وكشفهم وتعريتهم والقضاء عليهم هي حرية الصحفيين وتشجيعهم وحمايتهم لانهم النور الذي يبدد ظلام الفاسدين ويكشف عوراتهم ويوضح حقيقتهم امام الناس جميعا

لهذا على الجهات المخلصة وعلى رأسها الحكومة اذا كانت فعلا ترغب وتريد القضاء على الفساد والفاسدين وجادة في تحقيق ذلك ان تقترب من الصحفين الاحرار وتجتمع معهم وبشكل دوري وتطلق يدهم في كشف الفساد والفاسدين وتحميهم من الفاسدين وتدافع عنهم بقوة فالفاسدون بالعراق ليسوا مجرد افراد هنا وهناك بل انهم عصابات قوية ولها قدرة ونفوذ يفوق قدرة ونفوذ الحكومة حتى انهم يأخذون دور الحكومة لان الحكومة مخترقة من قبل العناصر الفاسدة ويمكنهم تغطية فسادهم وانقاذ انفسهم بل يمكنهم اتهام الصالحين وتبرئة الفاسدين

لهذا على الحكومة ان تميز بين الصحفي الحر وبين الصحفي العبد حتى تصبح الامور واضحة ولا يختلط الحابل بالنابل ومن جهة ثانية يمكنها ان تحمي الصحفي الحر وتدافع عنه بكل مكان وبكل الاوقات فالطبقة الفاسدة لها القدرة على تجميل وجه العبد الحقير وتشويه وجه الحر العزيز كما على الحكومة ان تصدر عقوبات صارمة وشديدة اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة وبدون اي تردد اي خوف اي مجاملة مهما كانت منزلة ومكانة الفاسد

فالتهديدات التي توجه من قبل الفاسد لأي صحفي لانه تحدى الفساد والفاسدين وكشف بعض ألاعيبهم وخدعهم هي تهديدات موجهة لكل عراقي شريف لكل عضو في الحكومة شريف وهذا دليل على ان الفساد هو السائد وهو صاحب القوة لهذا على الشرفاء من ابناء الشعب ان يتوحدوا لمواجهة الفساد والفاسدين في كل مكان وفي كل المجالات من القمة الى القاعدة

المعروف ان العناصر الفاسدة في العراق يشكلون عصابة واحدة تملك من القوة والنفوذ يمكنهم القضاء على اي فرد اي مجموعة صغيرة لهذا على العراقيين الشرفاء ان يتوحدوا ضد الفساد والفاسدين بشكل جماعي ويقفوا موقف واحد ضد الفساد والفاسدين لا يعرف اللين ولا المهادنة ولا الخوف ولا المجاملة وعلى الحكومة ان يكون لها موقف حازم وصارم

نعم الصحفي الاعلامي الحر المخلص مهمته كشف بعض النقاط بعض الحالات الفاسدة ربما غير دقيقة لا يملك اي ادلة واضحة هنا يأتي دور الحكومة دور الاجهزة الامنية المسئولة عليها ان لا تتجاهل هذه النقاط هذه الحالات بل عليها ان تدرسها بدقة وتنزل الى اعماقها من كل الجهات ربما تكشف الكثير من الاسرار والسلبيات والمفاسد وتذبحها في مهدها وعلى الحكومة ان تكرم امثال هؤلاء الصحفين وتحترمهم لانهم معرضين للقتل على يد الفاسدين فالفاسد يرى في الصحفي الحر العدو الاول والاخير فهو الذي يبدأ بكشفه وفضحه لهذا لا يخشى حكومة ولا جيش ولا شرطة ولا حتى قانون بل يخشى الاعلامي الحر

لهذا يجب ان يكون هناك قضاء نشط وفعال لا يعرف الخوف ولا المجاملة مهما كان وهذا يتطلب من القضاء ان يدرس ويحقق اي سلبية مفسدة يسمعها يشاهدها في وسائل الاعلام المختلفة واي معلومة يتحدث بها اي مواطن والاخذ وعدم اهمالها وتكريم المواطن العادي والاعلامي وحمايته والدفاع عنه وبشكل علني الذين يكشفون اي سلبية او مفسدة مهما كانت وفي اي مجال وتشجيعهم واعتبار هذه الافعال دليل على وطنية الانسان وانسانيته وصدقه واخلاصه للوطن والشعب

وهكذا يمكننا صنع وخلق اعلامي شجاع حر محب للحياة والانسان وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي تسهل للحكومة كشف الفساد والفاسدين والقضاء عليهم لان المواطن الاعلامي الخائف العبد لا قدرة له على كشف الفساد والفاسدين بل بصبح وسيلة لنشر الفساد والتغطية على الفساد والفاسدين وأداة تضليل وخداع للشعب

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here