مشكلتنا نحن بعض العراقيين : نبدو ملكيين أكثر من الملك نفسه !!

بقلم مهدي قاسم

خيم الصمت على الشارع العربي
قاطبة ، و من ضمنه الشارع الفلسطيني أيضا ، و الذي يتوقع منه ــ كأضعف الإيمان ــ أن يحتج على صفقة القرن الجارية في البحرين للمتاجرة ما تبقى من بقايا فلسطين :

إذ لا تظاهرات ولا احتجاجات
ولا هم يحزنون ، حتى ولا إدانات عمت الشارع العربي ، ولو لرفع العتب ، طبعا ما عدا الشارع العراقي ، و كيف لا ؟ و ما أدراك ما الشارع العراقي ؟ وهو الشارع المكوّك إيرانيا ومحرك خامئنيا ، و موّجه ميليشياويا بخضوع مطلق للقيادة الإيرانية ، ضمن إيعاز و أوامر تأتي
بنبرة تنفيذ فوري للقيام بتظاهرات ” حاشدة ” ، وهي جاهزة على الدوام كعناصر ناشطة ضمن هذه الميليشيات المتحكمة بمصير العراق حاليا ، تظاهرات تلو تظاهرات ، فمرة بمناسبة يوم القدس و مرة أخرى بمناسبة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، و مرة ثالثة بمناسبة عقد اجتماع
” صفقة القرن ” في المنامة بكل صفاقة بدون ندامة ، و الشرع العربي صامت و صامت و ربما بعضه شامت ، بينما بعض العراقيين وهم من عديمي الإرادة و عبيد القيادة يصرّون أن يصبحوا ملكيين أكثر من الملك ، بل و يزايدون على الملك نفسه ، في أكثر و أوضح صورة صارخة لنفاق و
دجل سافرين وفاضحين بالمرة ..

فهل تعلم لماذا عزيزنا
القارئ هذا النفاق السافر ؟ ..

إذا كنت لا تعلم فمهلا !..

بعد سقوط النظام السابق تعرض
الفلسطينيون في العراق عموما ، و لكن في بغداد خصوصا ، لعمليات تضييق و تنكيل من قبل بعض من هذه المليشيات ذاتها ( و التي تؤمر ــ أحيانا ــ بعض عناصرها لتظاهرات من أجل فلسطين ؟!!) ، و قد وصلت عمليات التضييق و التنكيل بغالبية الفلسطينيين ـــ القاطنين في العراق
منذ عام 1948 و كذلك ممن جاءوا فيما بعد ــ للهروب الجماعي نحو الحدود العراقية الأردنية ، ومكثوا هناك لسنوات طويلة انتظارا للفرج ـــ تحت ظروف شاقة ومضنية ـــ بقصد المغادرة والخروج النهائي من العراق ..

فكيف يمكن لهؤلاء أن يحبوا
فلسطين ويعشقونها عشقا صوفيا !!، في الوقت الذي ازدروا و كرهوا بل وقاموا بملاحقة فلسطينيي العراق و نغصوا عيشهم نغصا مزعجا لحد إجبارهم على ترك العراق ؟..

و بماذا أفضل و أجمل فلسطينيي
الأراضي المحتلة من فلسطيني العراق المغضوب عليهم ؟

أليس هذا أحد أوجه النفاق
الصارخ الذي امتاز به كثير من العراقيين الذين يتصرفون كقطيع مُقاد بأوامر خارجية وهم يسيئون إلى سمعة بلدهم من خلال قصف أو مهاجمة مقرات دبلوماسية معتمدة في بغداد يُفترض أنها تتمتع بحماية السلطات العراقية ، كما تقتضي الأعراف و المواثيق الدولية ، فيفعلون ذلك
خدمة لمصالح دولة إيران ولكن في الوقت نفسه ضررا بمصالح العراق و سمعته الدولية ، والتي بدون ذلك وهي متضعضعة و هزيلة ؟..

هامش ذات صلة :

*(
محتجون ينزعون علم البحرين من سفارتها في بغداد احتجاجا على مؤتمر
ترامب للسلام

اقتحم أكثر من 200 متظاهر ساحة السفارة البحرينية في بغداد ونزعوا علم المملكة مساء يوم
الخميس احتجاجا على المؤتمر الذي قادته الولايات المتحدة وقال متظاهر عرف نفسه بأنه عضو في جماعات المقاومة الإسلامية، وهو مصطلح كثيرا ما تستخدمه الفصائل الشيعية المدعومة من إيران، إن الهدف من الاحتجاج هو توجيه رسالة قوية.

وأضاف أبو مرتضى الموسوي ”قمنا بإنزال العلم البحريني لإرسال رسالة واضحة إلى كل من شارك
في مؤتمر البحرين بأننا نرفض بشدة تطبيع العلاقات مع الاحتلال الصهيوني ولن نتنازل عن دعم الفلسطينيين ،، نقلا عن صحيفة صوت العراق ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here