إلى المفتي مهدي الصميدعي : لم نسمع سكرانا فجّر نفسه في الأسواق و الساحات

بقلم مهدي قاسم

يعتبر مفتي العراق السيد مهدي الصميدعي ــ بشكل من الأشكال ــ ضمن
تشكيلة الوضع السياسي الهجين و المزري الحالي في العراق ومن ضمن المستفيدين منه والمنتفعين من وجوده الفاسد و القائم ، وإن كانت ” مهامه ” على رأس مؤسسة فقهية ذات تفكير سلفي ــ على أخوانجي على الأرجح ، لذا فهو لا يرى في مظاهر الفساد والخراب والفقر و الجهل التي
تعم العراق قاطبة ، و ربما حتى لا يشعر بها ، لكونه متخما بما رزقه الله من مال و سلطان ، سيما بعد حصوله على صك غفران إيراني بعد دعوته إلى الوقوف إلى جانب النظام الإيراني في حالة تعرضه لهجوم أمريكي ــ فهو يعيش في بحبوحة محاطا بأضواء السلطة الدينية، ربما لهذا
السبب لم نسمع منه دعوات إلى مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين و مقاضاتهم ، والعناية بالفقراء و الضعفاء و المرضى ، بل الأهم من ذلك ولا دعوة منه إلى مكافحة الأفكار التكفيرية و التطرف الديني و عمليات التجنيد الإرهابي والدعم اللوجستي و الحواضن والمضافات التي لا
زالت تجري في بعض المساجد والجوامع في أنحاء العراق ، بل عدم دعوته إلى القيام بحملة توعية و ندوات جماهيرية واسعة بين الناس بهدف اجتثاث هذه الآفة العقائدية التكفيرية الخطيرة و الهدامة للنسيج الاجتماعي و المكوّناتي العراقي ، ومن ثم تنقية الرؤوس و الأذهان الملوثة
ـــ وما أكثرها في العراق ــ من جرثومة العقيدة التكفيرية و الإرهابية المنتشرة على نطاق واسع حتى الآن ، بفضل نشاط و همة هيئة علماء المسلمين الضاريين ــ من حارث الضاري وأيتامه العقائديين ــ العراب الروحي للإرهابيين في العراق ..

فمفتي السيد مهدي الصميدعي لا يهتم إطلاقا ، بهذه المشاكل والآفات
الاجتماعية الخطيرة ، إنما ما يقلقه ويقض مضجعه هو وجود محلات بيع كحول مفتوحة في بغداد ، حيث بالنسبة له تبدو هذه المحلات أخطر بكثير من من عمليات غسل العقول و الأذهان بطاعون التكفير و الإرهاب ؟!!، لذا فأول شيء مهم بالنسبة له هو طلبه من وزير الداخلية الجديد
بغلق محلات الخمور هذه ، طبعا دون أن يهمه أن أصحاب هذه المحلات أو بائعي الكحول هؤلاء هم من غير مسلمين فيسمح لهم دينهم شرب و بيع الكحول ، فهنا نجد العقل التكفيري و الخوانجي السني ـــ الشيعي يلتقي في عملية إقصاء غير المسلمين من العراقيين دون أي اعتبار لحق وحرية
المواطنة اللتين تضمنتهما مواد الدستور على هذا الصعيد ، فكهذا نجد جبهة تكفيرية واحدة بذهنية سنية و شيعية مشتركة أو مختلطة على النحو التالي :

أن الصميدعي ” السني ” يدعو إلى غلق هذه المحلات و المخازن من جهة
بينما ” المليشيات الشيعية ” الوقحة” تهاجم هذه المحلات و تقوم بعمليات إعدام فورية ضد العاملين فيها أو تنسفها على رؤوسهم دفعة واحدة ..

في الوقت الذي لم نسمع أن سكرانا خارجا من الحانة أو محلات بيع
الكحول قد قام بتفجير نفسه على أناس مسالمين في الشوارع أو الساحات أو الأسواق ، بينما خرج من جوامع ومساجد عشرات آلاف من انتحاريين وإرهابيين الذين فجروا أنفسهم بين الناس و قتلوا أو جرحوا آلافا مؤلفة من الناس الأبرياء .

هامش ذات صلة :

مفتي العراق يدعو وزير الداخلية الجديد لإغلاق
محال بيع المشروبات الكحولية

دعا مفتي الجمهورية العراقية مهدي الصميدعي يوم الجمعة
وزير الداخلية الجديد ياسين الياسري الى اغلاق محال بيع المشروبات الكحولية في العاصمة بغداد.

وقال الصميدعي في خطبة صلاة الجمعة ببغداد “اتعجب الاحزاب
الاسلامية اليوم تحكم البلاد ومحال الخمور مفتوحة بشكل علني والذين يحمونها للاسف قوات الشرطة”.

واضاف “نريد من الوزير الجديد للداخلية الذي ينتسب
لآل البيت ان يتق الله ويغلق تلك المحال”.

يذكر ان العراق ومنذ قيام دولته الحديثة في بدايات
القرن العشرين، لم يقيد استيراد وبيع واستهلاك الخمور، في وقت ازدهرت فيه تجارة تهريب الخمور إلى العراق بعد 2003 غير ان البرلمان صوت في عام 2016 على مشروع قانون يحظر استيراد وبيع وتصنيع تلك المشروبات الا انه لم يدخل حيز التنفيذ.

علما بأن تقرير لمنظمة الصحة العالمية صادر عام 2014،
عن استهلاك الأفراد في دول العالم للكحول، ذكر ان العراق احتل المرتبة 11 عربيا في استهلاك الخمور.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here