لماذا الصينيون يأكلون ويشربون كل شيء؟

إيهاب مقبل

 

في عام 1832م، زارَ الدبلوماسي الأمريكي إدموند روبرت مدينة غوانزو، جنوبي الصين. وبعد الإنتهاء من رحلته، وصفَ سكان المدينة بالشريهين، قائلًا: «كُل شيء، سواء كانَ بالبحرِ أو على اليابسةِ، والمواد الأكثر إثارة للاشمئزاز للأشخاص الآخرين، يلتهمها سكان المدينةِ بشراهةٍ». وفي المقابل، يتسائل الصينيون دائمًا عن سبب إصرار السياح الأجانب على حرمان أنفسهم من طعامهم الرائع.

 

لا توجد في الواقعِ الكثير من المحرماتِ في طعام الصينيين وشرابهم، بل لديهم المقدرة على أكل زعانف القرشِ وقضيب النمرِ، وشرب دم البطِ وأحشاء الضفدعِ، وذلك لأن الممارسة البوذية لا تضم وصايا دينية بخصوص الطعامِ. والمجتمع الصيني بشكل عام ليس متدينًا، ويحكمه نظامًا إجتماعيًا قائمًا على السياسة العلمانية التي تتخذ من الإقتصاد مركزًا لها.

 

يحدد العهد القديم لليهود قائمة طويلة من المُحرمات من الثدييات والأسماك واللافقاريات والزواحف والطيور. وفي العهد الجديد عند المسيحيين، يرمُز النبيذ إلى دم المسيحِ، وله رمزية كبيرة عندهم، ولذلك غالبًا ما يأتي حظر الخمور في البلدان الغربية من الدينِ. وبالمثل، يحظر القرآن وكُتب السنة النبوية على المسلمين الطعام والشراب غير الحلال.

 

في الصينِ، حظرت سلالة تانغ الحاكمة (618 – 907م) اصطياد سمك الكارب وأكله، وكانَ السبب ببساطة أن كلمة «كارب» باللغة الصينية تماثل اسم عائلة الإمبراطور. وقبلها، حظرت أسرة جين الحاكمة (265 – 420م) الشاي، وكانَ السبب حسب المراجع التاريخية لالحاقه الضرر بالموارد المالية للحكومة. وهذا يعني أن السلطة الحاكمة في الصينِ هي مصدر التشريع الوحيد للصينيين.

 

وربما يرفض الشيوعيون ربط المشكلة بالدينِ، ويربطوها بالإفتقارِ إلى الغذاءِ مقارنة بالتعداد السكاني الكبير للصينيين، حينها عليهم أن يتعلموا من الهنودِ تجويع أنفسهم على أن يكونوا مثل الصينيين، وذلك لأن الهندوسية تحرم أكل اللحوم بتاتًا رغم التعداد السكاني الكبير للهنود.

https://3.top4top.net/p_12766vww11.jpg 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here