في ذكرى ما يُسمى زوراً و بهتاناً ” ثورة العشرين “

تحل علينا اليوم الذكرى المشؤمه لما يُسمى زوراً و بهتاناً ” ثورة العشرين ” التي مازلنا نعاني من تداعياتها الكارثيه إلى اليوم و هي لا ثوره و لا بطيخ و لا هم يحزنون و لكنها عمل من أعمال الغوغاء و التخريب قامت بها جموع من الجهله المتخلفين بقيادة رجال الدين الشيعه في النجف الأشرف و كربلاء المقدسه.

حقائق التاريخ تقول إن الأحتلال العثماني هو أسوء الأحتلالات في التاريخ حتى أسوء كثيراً من الأحتلال النازي و كان العثمانيون ينظرون إلى العرب على إنهم ليسوا سوى كلاب سائبه و للشيعه منهم خصوصاً على إنهم كلاب سائبه جربانه.

كُره العثمانيين و أحتقارهم الشيعه الجعفريه سببه كون المذهب الجعفري يحصر إمامة المسلمين و هي هنا الزعامه الدينيه و الدنيويه بآل بيت النبوه و هذا يُسقِط عنهم – العثمانيين – مشروعيتهم في السلطه و في خلافة المسلمين لذا أختاروا المذهب الحنفي كمذهب رسمي للسلطنه لانه يجيز إمامة المسلمين للأصلح منهم كافه دون شرط أن يكون من آل البيت أو قرشياً كما جرت العاده.

السؤال الذي يفرض نفسه، لماذا لم يثوروا الشيعه على من كان يعاملهم ككلاب سائبه جربانه و ثاروا على من ” حررهم ” من هذه المعامله الأسوء في التاريخ البشري و عاملهم على إنهم بشر لهم حقوقهم الآدميه كباقي البشر التي كانوا محرومين منها طيلة التسلط العثماني عليهم و الذي أمتد لما يقرب من خمسة قرون.

لقد بدأ البريطانيون بأقامة مرتكزات الدوله الحديثه و أولها كان (( أنشاء المدارس )) و هذه هي الطامة الكبرى لرجال الدين جميع رجال الدين من جميع الأديان و المذاهب و في جميع العصور و الأزمنه حيث التجاره بالأديان هي التجاره الرائجه في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل و التعليم عدو الجهل و هو عدو كل المستفيدين من الجهل و على رأسهم رجال الدين.

كان غوبلز وزير دعاية هتلر يقول (( كلما سمعت كلمة ثقافه تحسست مسدسي )) و على نفس المنوال فإن رجال الدين كلما سمعوا كلمة ” تعليم ” تحسسوا عمائمهم و قلنسواتهم و كيباههم و صلبانهم.

بعد أن فشلت أعمال التخريب و الغوغاء التي ذهب ضحيتها الآلاف من بسطاء الشيعه و فقرائهم للحفاظ على مصالح رجال الدين لم تيأس المرجعيه الشيعيه حينها من تحقيق هدفها بأبقاء الشيعه يسودهم الجهل و التخلف فلجأت إلى سلاح ” الدين ” حيث أصدرت فتوى بتحريم المدارس على أبناء الشيعه و فتوى ثانيه بتحريم العمل في دوائر الدوله الوليده لذا نرى توجه الشيعه حينها للأعمال الحره من زراعه و صناعه و تجاره.

ليس من المستغرب و للحفاظ على مكاسبها و أمتيازاتها الدنيويه أن تضطر المرجعيه الشيعيه حينها إلى مخالفة فتوى لمرجع من أهم مراجع الشيعه عبر تاريخهم و هو (( أبن الطوسي )) صاحب الفتوى التي تستحق أن تُكتب بماء الذهب حين أفتى (( إن حاكم كافر عادل خيرٌ من حاكم مسلم جائر )) و هل هناك من هم أكثر جوراً من العثمانيين الأتراك في التاريخ.

بعد هذا أليس زوراً و بهتاناً أن نسمي أعمال الغوغاء و التخريب التي بدأت في مثل هذا اليوم قبل 99 سنه ب ” الثوره ” ؟؟؟؟؟

عامر الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here