مصيبة كارثة جريمة العشرين

من اعظم واخطر المصائب والكوارث والجرائم التي حلت بالعراق والعراقيين في كل تاريخه المليء بالمصائب والكوارث والجرائم هو جريمة ومصيبة العشرين التي سميت بثورة العشرين

كان العراقيون يواجهون المواقف الصعبة بروح متفائلة وثقة بالنفس وكانوا هم الذين يحددون الموقف رغم انهم لم يحققوا الاهداف لم يحققوا الانتصار الا انهم متفائلون بالنصر لم يصابوا باليأس لهذا فانهم متشبثون بأقامة العدل وأزالة الظلم لهذا كان ايمانهم بمجيء المنقذ المخلص الامام المهدي ايمان ثابت راسخ لا يتزعزع ابدأ مهما كانت التحديات التي تواجههم والتضحيات التي يقدموها

لكن تحركهم في جريمة العشرين او ما سموها بثورة العشرين لم ينم عن عقل ناضج ولاعن نية صادقة بل ينم عن غباء وجهل وعن مصالح ضيقة وانانية مفرطة لبعض رجال الدين وشيوخ العشائر وكانت نتيجة ذلك التحرك وتلك الخطوة جريمة بحق العراقيين هاهم يدفعون ثمن تلك الجريمة دماء وارواح والمؤلم ان جريان هذه الدماء وأزهاق هذه الارواح يزداد بمرور الوقت وليس العكس

كان المفروض بالعراقيين ان يعلنوا الثورة على اعدائهم على الذين اذلوهم واحتقروهم وقسموهم الى اقسام والوان وزرعوا بينهم التخلف والجهل والنزاعات الطائفية والعنصرية والعشائرية وكانوا السبب وراء معانات العراقيين منذ تاسيس الدولة العراقية وحتى الآن وهم ال عثمان الدولة العثمانية احتلوا العراق اكثر من 400 عام لم يجن العراقيين منهم غير الذل والوحشية والعبودية والفوضى والفقر والجهل والنزاعات المختلفة

وعندما تقدمت القوات الانكليزية نحو العراق لانقاذه من ظلام وعبودية ووحشية ال عثمان كان المفروض بهم ان يقفوا الى جانب الحرية الحياة لا ان يقفوأ الى جانب العبودية الموت الى جانب ال عثمان وخلافتهم الفاسدة المعادية للاسلام للانسان للحياة

الغريب نرى المجموعات التي كانت تخدم فساد وجرائم ال عثمان هي نفسها تنضم الى جانب الانكليز ويغيروا من جلودهم من الوانهم الا انهم لم يغيروا من حقيقتهم المعادية للعراقيين المعادية لوحدة العراقيين للعراق الواحد الموحد

مثلا انهم حرموا الشيعة من الانضمام الى الحكومة رغم ان الشيعة يمثلون أكثر من 70 بالمائة من نفوس العراق بحجة انهم فرس وخونة وعملاء لا يمكن ان نثق بهم فحرموا عليهم المدارس العسكرية والمناصب العليا في الدولة

وعندما بدأت حصون الطغيان تنهار وبدأ ظلام ال عثمان يتبدد وقف الشيعة الى جانب حصون الطغيان ومنعها من الانهيار والى جانب الظلام ومنعه من التبدد والزوال واعلنوا الثورة ضد الانكليز اعلنوا الثورة ضد انفسهم اولا وليس ضد الانكليز لا شك ان الانكليز وصلوا الى قناعة تامة انهم اغبياء وجهلة لهذا أبعدوهم تماما وبنو عراق على باطل وقديما قيل كل ما بني على باطل فهو باطل لكن هذا الباطل اخذ يترسخ في الارض بمرور الزمن من الصعوبة جدا قلعه لا بد من تضحيات ودماء

حتى عندما جاءت ثورة 14 تموز وارادت ان تغير ولو شيئا قليلا من هذا الباطل هبت عواصف الظلام من الجزيرة وتوحدت بدو الجبل مع بدو الصحراء رغم التنافر والتباعد بينهما واعلنوا الحرب على العراقيين الاحرار وتمكنوا من منع اي تغيير في هذا البناء الذي بني على الباطل حتى ذبحوا التغيير وكل من يدعوا اليه في يوم اسود في 8 شباط 1963 وهكذا فتحوا ابواب جهنم على العراق والعراقيين حتى تمكنوا من ادخالهم في جهنم على يد الطاغية صدام حسين وزمرته وكان لسان حاله لن نسمح للشيعي ان يكون عراقيا الا اذا اقر انه عبد ذليل لا شرف له حتى انه اطلق عليهم عبارة الغوغائية وكتب عدة مقالات يصفهم بعبارة انهم لا يملكون شرف ولا كرامة ويزنون بمحارمهم وان جده هو الذي اتى بهم مع الجاموس واسكنهم في جنوب ووسط العراق الجدير بالذكر ان صدام لا يعرف من هو اباه كيف عرف جده

في 9-4 -2003 نهض الشعب العراقي وبمساعدة ومناصرة المجتمع الدولي فحطم حصون البغي والعبودية التي رفضها الطاغية معاوية على العراقيين في هذا اليوم شعر العراقي انه عراقي انه حر بدون اي خوف في هذا اليوم تحررت عقول العراقيين للاسف لم نكن بمستوى الحرية لكن مع ذلك دخلنا بحر الحرية وسنتعلم العوم وسنكون من انصارها ومن محبيها ومن المبدعين فيها

حاول احفاد جريمة نكبة العشرين ان يلعبوا تلك اللعبة الخبيثة ويخدعوا ويضللوا البسطاء من العراقيين ويعودوا بهم الى عصر العبودية لا يدرون ان الشعب العراقي تقوده مرجعية دينية حكيمة وشجاعة لم تحركها اي نزعة خاصة الا النزعة الانسانية الرحمانية لهذا تمكنت من انقاذ العراق والعراقيين من اخطر الهجمات الظلامية الوحشية

نعم العراق سار في طريق الديمقراطية والتعددية الفكرية لكنه لم يجتاز حالة الخطر فأحفاد جريمة العشرين لا زالوا مستمرين في لعبتهم الخبيثة من اجل ان يستمر عراق الباطل ويمنعوا بناء عراق الحق

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here