الحلقة الثامنة فرية البعثي الوهابي الكذاب تعاون الشيعة مع المحتلين،

نعيم الهاشمي الخفاجي

يقول بكتابه السيء التعاون مع أعداء الأمة ص٢٠٨
يقول من المؤسف أن المذهب الشيعي يسمح بالاستعانة بالنصارى واليهود وبقية الملل ضد أهل السنة ويعتبرون أهل السنة هم أعدائهم دون بقية خلق الله،
يقول كان رأي مراجع الشيعة في حكم الانكليز للأمة الإسلامية القول إنه يفضل أن يكون الانكيليز حكاما على الأراضي المقدسة على ابن سعود المنار مجلد ٩ ص ٦٠٥
منذ عام ١٩٢٣ بدأ الشيعة يعبرون عن رأيهم بأفضلية أن يكونوا تحت سيطرة الاحتلال الانكيليزي للعراق على أن يكونوا تحت حكومة سنية كتاب شيعة العراق ص٢١٤
يقول إن هناك سيد اسمه رضا جواد الوائلي هو من حوزة النجف وعرف نفسه انا شيعي عربي من العراق اعمل في أرشيف المرجع أية الله السيد علي السيستاني سر وثيقة توقيع ٣٦ مرجع من كبار مراجع الشيعة على احتلال العراق وهم آية الله الدكتور عبدالهادي الفضلي وآية الله السيد السيستاني والسيد وحيد الخرساني والسيد ايه الله علي خامنئي وشيخ مكارم الشيرازي والكلبايكاني وآية الله محمد حسين فضل الله ….أية الله السيد كاظم الحريري
يقول في مذكرات رامسفيلد أنه تربطه علاقة مع السيستاني منذ عام ١٩٨٧ بريطانيا نصبت السيستاني مرجع

الحسين انتحاري ص ٢١٥ لأنه خرج بمجموعة صغيرة للانتحار
علي بن ابي طالب لم يسأل النبي من يخلفه ويقول لوسأله فأجابه ص٢١٧
لهنا اكتفي بذكر تفاهات هذا السيء
عبر تاريخ الشيعة رغم تعرظهم للظلم والاضطهاد لكن الشيعة يقفون مع الأنظمة والدول التي تضطهدهم للتصدي للمحتلين، وبسبب هذه المواقف النبيلة والشريفة تعرضوا للقتل والذبح ولو نظرنا لمصالح الناس عند البشرية دائما البشر يفضل مصالحه الخاصة على حساب المبادىء والقيم، في حقبة الحكم التركي العثماني تعرض الشيعة للقتل والاضطهاد وبشكل خاص شيعة العراق دفعوا ثمنا غاليا بسبب الصراع العثماني التركي الصفوي الايراني، ورغم الاضطهاد لكن عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى وقف الشيعة بالعراق والشام ضد غزو العراق والشام ونفسه حلمي بيك القائد العثماني قال لقد اخطئنا عندما اضطهدنا الشيعة وعندما تعرضنا للغزوا وقف الشيعة معنا بينما قادة السنة العرب تعاونوا مع المحتل البريطاني والفرنسي، وقد ذكر عبدالله النفسي التفاصيل بكتابه الشيعة ومقاومة الاستعمار وهذا الكتاب تسبب في إصدار حكم إعدام ضده من سلطات نجد، والكتاب لازال موجود في المكتبات، عندما أعلنت بريطانيا وفرنسا
الحرب العالمية الأولى 1914-1918 بدأت مقاومة الشيعة للقوات البريطانية المحتلة عندما احتلت الفاو، وقفت مرجعيات وشيوخ قبائل الشيعة ضد استيلاء الإنجليز على البصرة واعاقوا تقدمهم صوب بغداد مدة ثلاث سنوات ونيف، ما أن وطأت ارجل المحتلين ارض العراق أثار حفيظة علماء الشيعة في النجف والكاظمية مما أدى الى إصدارهم الفتاوى الدينية التي تطلب من ابناء الطائفة الشيعية الجهاد ضد الغازي الأجنبي ومناصرة العثمانيين بالرغم من ظلمهم الشديد لشيعة العراق وكان الموقف العام للشيعية هو الوقوف ضد الكافر الغازي المتمثل بالجيش البريطاني والتطوع في فرق جهادية شعبية خفيفة السلاح وقد وفر إعلان الجهاد للجيش العثماني أكثر من واحد وعشرين ألفاً 18 ألف عربي من العراق أغلبهم من شيعة الفرات و3 آلاف رجل من شيعة الاحواز اضافة الى عشرات الالاف من الذين سجلوا اسماءهم في مدينة النجف وكربلاء ومدينة الكاظمية وبغداد كجنود احتياط وذلك بسبب عدم توفر السلاح لهم ويمكننا أن نستقرئ من ذلك نجاح فتاوى الجهاد في تحقيق أهدافها والدليل على ذلك أن جميع المجتهدين من علماء الشيعة الذين أفتوا بهذا الجهاد وتقدموا مع المجاهدين في ساحة القتال، وكان الجميع يحاربون ليس دفاعاً عن الإسلام بل لان علماء المسلمين الشيعة كافة أفتوا بضرورة الجهاد وأمروا المشايخ أن ينضمّوا الى صفوف المحاربين ويروي الاباء والاجداد للاحفاد ماجرى من معارك
أن بعض رجال القبائل الشيعية كانوا يبيعون ما لديهم من متاع وأثاث قليل [وكانوا من أفقر فئات المجتمع في ذلك الوقت بسبب السياسة الطائفية البغيضة التي اتبعتها الدولة العثمانية في حكمها للعراق وأفقارها المقصود للشيعة بفرض الضرائب التي ما أنزل الله بها من سلطان على فقراء الشيعة من الفلاحين أو اولئك الذين كانوا في طور البداوة منهم الذين كانوا يعتاشون على الرعي وخدمة القوافل في الطرق الرئيسية من العراق] وبثمن ما يبيعون مما يملكون كانوا يشترون سلاحاً طاعة للفتوى التي أصدرها المجتهد الأكبر في النجف الاشرف، والدليل الاخر على نجاح دعوة الجهاد تلك ان المجاهدين لم يتقاضوا أجراً مالياً أو عينياً، والجيش التركي لم يقدم لهم حتى الطعام وكان لكل مجاهد ما حمله معه من طعام كالتمر وأرغفة الخبز اليابس ا وحلوى مفضلة تصنع من تمر الزهدي والسمسم تسمى ب[المدكوكة] وايضا يأخذون معهم السمك واللحم المجفف
كذلك لم يكن هناك نظام مالي لتعويض الأهل عن أستشهاد المجاهدين في المعارك، فلا تعويض للزوجات والأرامل ولاإعانة لأطفال من قتل في المعارك، وعلى الرغم من ذلك فقد أستجاب أبناء الشيعة لفتوى الجهاد وحاربوا وماتوا في في ساحات المعارك.
في السادس من شهر تشرين الثاني 1914 نزلت كتيبة تابعة لفيلق المشاة السادس عشر بقيادة الجنرال دلامين في ميناء الفاو وبعد نزولها بدقائق رُفع العلم البريطاني وأزيل العلم العثماني وكان ذلك إيذاناً ببدء احتلال العراق وخلال 15 يوما من بداية نزول القوات البريطانية في الفاو استطاعوا احتلال مدينة البصرة وفي يوم 23 تشرين الثاني أجرى الجيش الغازي أستعراضاً كبيراً لقواته في البصرة، وقد وقف على جانبي الشارع المؤدي الى كورنيش شط العرب والموازي لنهر العشار القناصل الأجانب ووجهاء مدينة البصرة من الشخصيات السياسية والدينية السنية الذين كانوا يمثلون البصرة في اسطنبول ويديرون شؤون المدينة ومن وجهاء البصرة الزعيم السني طالب النقيب ووجهاء القبائل السنية بزعامة آل السعدون والذين قدمهم القنصل البريطاني المستر بولارد الى الجنرال السير بارت كما تقتضي متطلبات التعاون المستقبلي بين المحتل وأهل المدينة، لم يكن للشيعة قادة يعملون مع العثمانيين الأتراك، الحقيقة لم تكن هناك معارك كبيرة عند احتلال المدينة عدا مقاومة محدودة من المواطنين الشيعة و من قبل شرطة المدينة المحليين واجهوا بها قوة مدربة من جنود [ الكوركا] وهم جزء من قوات هندية تم تدريبها بما نسميه الان بتدريب القوات الخاصة ويتم الاستعانة بهم في المعارك الصعبة، وقبل احتلال المدينة في أيام أرسل العلماء الشيعة من أسرة السادة ال عبدالحكيم الصافي الكرام في البصرة برقية الى المجتهد الاكبر في كل من النجف وكربلاء والكاظمين يطلبون فيها مساندتهم ضد الانجليز، وفي إحدى اعداد مجلة الاقلام العراقية لسنة 1964 نشر الاديب المعروف محمد الياسين نص تلك البرقية في مقال كتبه عن تاريخ الكاظمية، وقد ارسلت البرقية الى احد المجتهدين البارزين لدى الطائفة الشيعية هناك، السيد مهدي الحيدري الذي كان يسكن في الكاظمية ويشير كاتب المقال ان تلك البرقيات ُقرئت علناً في ساحات النجف وكربلاء والكاظمين حيث بُدىء فوراً بتجنيد كتائب المجاهدين. وبعد صدور فتوى الجهاد تحرك السيد محمد سعيد الحبوبي الذي صحب كتيبة من المجاهدين واتجه صوب منطقة الشعيبة جنوب العراق وكان على رأس كتائب مجاهدي مدينة الكاظمية المجتهدون الثلاثة : شيخ الشريعة الاصفهاني والسيد مصطفى الكاشاني والسيد علي الداماد أما الشيخ مرزا محمد تقي الشيرازي الذي كان يقيم بسامراء فقد ارسل أبنه الشيخ محمد رضا مع كتبية من مجاهدي المدينة.
كانت أولى المعارك الحقيقية الضارية التي اشترك فيها المجاهدون ضد الإنجليز هي معركة الشعيبة في القسم الغربي من مدينة البصرة وقد دامت المعركة اربعة أيام متواصلة من 12 نيسان وحتى 15 منه عام 1915 أما في القسم الشرقي فقد تمركز الجيش التركي وكتائب من المجاهدين العراقيين في منطقة الروطة وصخيرجة مابين القرنة وناحية العزير حيث هاجموا الجيش الانجليزي من جهتين، حهة القرنة ومنطقة الأحواز في عربستان وكان الجيش البريطاني في الجبهات الثلاث 14400 جندي مع أربعين مدفعاً وكان يواجههم 7600 مقاتل تركي و 18 ألف مقاتل من المجاهدين الشيعة ومدفعان ودارت رحى معركة ضروس خسر الانجليز في أيامها الاربع الاولى 1297 رجلاً بين قتيل وجريح أما الاتراك وكتائب المجاهدين فقد خسروا ضعف هذا العدد بسبب سلاح المدفعية الحديث واستخدام البريطانيين الرشاشات سريعة الطلقات التي لم يكن الأتراك يمتلكون ما يوازيها بشدة النيران وسرعة الفتك بالمقاتلين هذا ما دار في القسم الغربي من ساحة المعركة أما في الجانب الشرقي فإن قبائل الاحواز وهم قبائل شيعية ساعدوا الاتراك في طرد الإنجليز عن منطقة أنابيب البترول وقطعها عن منطقة الأهواز وقد سبب ذلك للانجليز متاعب جمة و اضطرهم الى جلب المزيد من القوات العسكرية الى تلك المنطقة لتأمين منطقة البترول. وخلال المعارك الشرسة هرب العديد من الجنود البريطانيين وخلعوا ملابس الجندية واختفوا في البساتين وقريباً من الأنهار مما حدا بالجيش البريطاني أن ينشر اعلانا عن جائزة مالية قدرها 500 روبية لكل عراقي يعيد جندياً فاراً من أرض المعارك، كما توعد ذلك المنشور البريطاني القبائل العربية الشيعية من أيواء أولئك الجنود البريطانيين الفارين من الخدمة[ يمكن الاطلاع على مجموعة كبيرة من الإعلانات البريطانية التي صدرت في الفترة الواقعة بين 31 تشرين الاول 1914 و31 نيسان 1919 بغداد مطبوعات واعلانات الجيش البريطاني مطبعة الحكومة الرسمية سنة 1919] اما معركة الكوت فقد صمدت العشائر الشيعية وهزمت القوات الغازية ورحم الله جدي خال والدي كاطع كطفان البدري من البوحمد من بيت الإمارة اصل وفصل فقد قص لوالدي رحمههم الله كيف استطاع أن يقتل عشرين جندي بريطاني بسلاحه البسيط ويقول لم لقتل جندي ضعيف وانما قتلت أصحاب الاجسام البدينة، وكل هذا ويطل علينا الرذيل علي الشوك البعثي الطائفي ليتهمنا بالخيانة ويتغافل هذا الاعمى عن خيانة مفتي مكة زعيم السنة العرب الشريف علي بن الحسين ليتعاون مع المحتل، معركة الشعيبة هي أكبر معركة اشترك فيها المجاهدون من أبناء الشيعة في العراق ولكن المقاومة استمرت للاحتلال بالرغم من انسحاب الجيش التركي وفرارهم تجاه العمارة والناصرية بعد أن استطاع الانجليز بفضل سلاحهم المتطور إيقاع أكبر الخسائر، فر الاتراك من ساحة المعركة وبقي عرب العراق الشيعة لمقاتلة المحتل ، أن مسألة الجهاد في الاعراف الشيعية هي ليست دعوة للقتال بسبب سياسي أو لغرض نفعي أو دعوة للموت بسبب العقيدة الدينية
رغم مقاومة الشيعة للمحتل لكنهم ابعدوا لأسباب منها بسبب تحريم مرجعيات الشيعة إقامة حكم شيعي، بل المرجعيات الشيعية سلمت الحكم للسنة، وذكر المستر هنري فوستر بكتابة نشأة العراق والذي صدر عام ١٩٣٢ قيام طالب النقيب في المطلب من السير كوكز في إبعاد الفرس وحسب قول هنري فوستر الأمريكي كان يقصد ابعاد الشيعة
في ظل الأحداث التي جرت في العراق منذ سقوط النظام البعثيّ، أصبح للشيعة، الذين يمثلون غالبية سكان العراق ويتركزون في المحافظات الجنوبية والوسطى ولهم وجود في كركوك ونينوى بعد أن عانوا من الاضطهاد والتهميش على مدى التاريخ نظرًا الإيديولوجية المختلفة عن تيارات العالم السُنـّي. وكلما زادت الضغوط والقيود الاقتصاديّة والاجتماعية، كلما ساعد ذلك بظهور الحركات السياسية في هذه المجتمعات. وكانت هذه نقطة مؤثرة في تغيير الجغرافية الاجتماعية-السياسية في الشرق الأوسط، إذ تشكلت تكتلات سياسية جديدة للخروج من هذه الظروف الصعبة، بعد مقاومة المحتل بالحرب العالمية الأولى ظهرت الحركة السياسية في المجتمعات الشيعية منذ الحركة الجهادية في بداية القرن العشرين، أي عندما كان العراق في ظلّ الاحتلال العثمانيّ. كان العالم حينها يعيشُ اضطرابات كبيرة بسبب الحرب العالمية الأولى. وكجزء من خطة القوى الغربية لاستعمار العالم،

الشيعة هم ابناء العراق الأصليين وهم فرقة مسلمة رغم انف البعثيين والوهابيين يؤمنون بأحقية الإمام عليّ عليه السلام وذريّتـه بالخلافة بعد النبيّ “ص”. وأن آخر الأئمة هوالمهديّ عجل الله فرجه الذي غاب في سنة 879 للميلاد. وكما يعتقد الشيعة فإن المهديّ سيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا. وفي السياق التاريخي، لطالما ارتبط العراق باسم الشيعة نظرًا لكثرة الأحداث في هذه المنطقة. إذ قام الإمام عليّ عليه السلام خلال فترة خلافته بتغيير العاصمة من المدينة في الحجاز إلى الكوفة في العراق، ويعود ذلك للاضطرابات السياسية وبيعة أهل الكوفة له عليه السلام. وفي العام 661، قتل الإمام عليّ عليه السلام في الكوفة ودُفن في النجف وكذلك قتل ولده الإمام الحسين عليه السلام وآل بيته وأصحابه بكربلاء في العام 680. وقد ضمت أرضُ العراق قبورَ الأئمة الطاهرين، الإمام موسى الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام في الكاظمية المقدّسـة، والإمامين عليّ الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في سامراء.

وعلى مرّ الأعوام ظلت قبورهم أضرحةً شامخة يزورها الشيـعة بالملايين، ومركزًا للبحوث والدراسات الشيعية “الحوزات الدينية”، إذ توفر هذه الحوزات التعليم في مختلف المواضيع والمجالات التي كانت ولا تزال ضروريّةً ليصلَ طالب العلم إلى مرتبة “الاجتـهاد الدينيّ”.

الصعوبات التي عاشها شيعة العراق في ظل الحكم العثماني

ظلّ العراق تحت الحكم العثماني لمدة أربعة قرون، أي منذ عهد السلطان سليمان القانوني في العام 1534. وقد عم الفسادُ والفوضى فيه بسبب انعدام الحكومة المركزية وانعدام المسؤولية العامّة، وتكرر الاعتداءات من قِبَل النظام العثمانيّ.

وبدأت الانقسامات الطائفيّة بين الشيعة والسنة بالظهور بشكلٍ واضحٍ في العصر العباسي ، بالحكم العثماني للعراق استطاعوا رفض طلب أي شيعي للدخول إلى المدارس العسكرية، وكذلك منعوا التلامذة الشيعة من البعثات الدراسية إلى الخارج.

ذكر كامل الجادرجي ، أحد أبرز السياسيين السُنّة العراقيين خلال النصف الأول من القرن العشرين، في إحدى مذكراته عن أحوال الشيعة في العراق أن سياسة العثمانيين منعت إعطاء المناصب الحكومية لأتباع المذهب الشيعيّ، كما أنهم لم يسمحوا للشيعة بالوصول إلى مناصب عليا في الجيش. وبشكلٍ عام فقد حرم الشيعة من إحراز التقدم على كافة الأصعدة واختلفوا المشاكل والعقبات لمنع الشيعة من دخول المدارس الحكومية.

ولم يكن الوضع الاقتصادي للشيعة بأفضل من الاجتماعيّ، إذ وزع العثمانيون الأراضي الخصبـة الصالحة للزراعة للقبائل السُّنّـية، أما الأراضي الخصبة في جنوب العراق فقد بقيت للدولة العثمانية التي منعت المزارعين الشيعة من شرائها، بل عمد الاتراك العثمانيين لعمل تحالفات قبلية لضرب الاصل القبلي العربي الاصيل من خلال جعل تحالفات تحت زعامات سنية لحكم قبائل الشيعة بالحديد والنار،

في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1911 احتلت القوات الروسية والبريطانية شمال وجنوب إيران، فدعا علماء الشيعة إلى الدفاع عن الأرض ضد هذا العدوان، ومنهم آية الله السيد كاظم اليزدي من النجف، الذي أصدر فتوى الجهاد ضد القوات الإيطالية ايضا التي احتلت طرابلس الليبية وذهب المجاهدون الشيعة للقتال في ليبيا وايضا لمقاتلة القوات الروسية والبريطانية في إيران.

وقد لبى الشيعة نداء المجتهدين واستعدوا للجهـاد. وقد انتشر بين الشيعة أن واحدًا من عظماء رجال الدين، آية الله الشيخ محمد كاظم الخراساني، سيقود المجاهدين في إيـران بمساهمة زعماء القبائل الذين قاموا بتسليح المجاهديـن. اتُّخذت كل الإجراءات اللازمة، ولكن الوفاة المفاجئة لآية الله الخراساني ليلة الانطلاق للجهاد أضعف الروح المعنويّـة، وأُلغيَت الحَملة.

قررت الدولة العثمانية أن مع بداية الحرب العالمية الأولى أن مصلحتهم تقتضي الوقوف إلى جانب ألمانيا ضد فرنسا وبريطانيا، لكن الحرب بدأت ولم يستطع الألمان الوقوف ضدّ الفرنسيين والبريطانيين، فبدأت الدولة العثمانية تشعر بالخطر الذي يهددها. وفي السادس من نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1914 انتشرت أول الوحدات البريطانية جنوبيّ العراق وفي الثالث والعشرين من الشهر نفسه احتلت بريطانيا مدينة البصرة.
معركة العمارة ضد الانكيليز بقيادة المرجع السيد الحيدري
من العمارة أرسل آية الله الحيدري برقيات لعدة مناطق عراقية طالبًا المساعدة على الخطوط الأمامية للمعركة، وأرسل كذلك برقيات لعدد من رجال الدين الذين لبوا نداءه، مثل حجة الإسلام شيخ الشريعة الأصفهاني، السيد مصطفى الكاشاني والسيد علي الداماد الذي تأخر في بغداد بسبب الفيضانات.

في غضون أسبوعين، احتشد حوالي 40 ألفًا من المجاهدين في العمارة، وعين العثمانيون الجنرال سليمان عسكري بيك بدلًا عن جاويد باشا. واتجهت الحشود الشيعية إلى القرنة في البصرة لاستردادها ورابطت على مشارفها. زار الجنرال سليمان بيك آية الله الحيدري وسلَّمه رسالة شكر من الدولة العثمانية تكريمًا للوجود الشيعي ودوره في الدفاع عن الأرض، وقام الجنرال بعرض مساعدات غذائية ومالية للقوات الشيعية ولكن آية الله الحيدري رفضها قائلًا أن الشيعة قادرون على الدفاع عن أنفسهم.

وفي خطوةٍ منه لتشجيع من معه من المجاهدين قرر آية الله الحيدريّ النزول إلى الجبهة بنفسه بالرغم من رفْضِ علماء الدين ومن معه لهذا القرار باعتباره الزعيم الروحي لحركتهم، إلا أنه لم يتراجع مشيرًا إلى حاجة الجبهة إلى وجوده ولغرس الشجاعة في قلوب الشباب الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذه القضية، ومؤكدًا أن هؤلاء الذين احتشدوا تلبية لنداء الجهاد لن يقفوا بخط المواجهة مع الأعداء ما لم نرافقهم في السراء والضراء.

ومع ذلك ظلَّ الجدلُ قائمًا فقرر آية الله أن يقوم باستخارةٍ قرآنية، فكانت الآية: وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ . سورة العنكبوت، 6. فابتهج المجاهدون وزاد ذلك في إيمانهم وتقدموا للجبهة الحربية بشجاعة.

معركة الشيعة ضد المحتل البريطانيّ

حين بدأ الليل يسدلُ ستارته أمر آية الله الحيدريّ القوات بالتوقف في منطقة صخريّة بالقربِ من البصرة، أقاموا الليل هناك وأدوا صلاة الفجر و قرروا الالتحاق بالجيش العثمانيّ عند الصباح، لكنهم فوجئوا بوجودهم بالقرب من القوات البريطانية التي ما إن لاحظت وجودهم حتى بدأت بشنّ غاراتها عليهم، ومداهمة المعسكرات الشيعية. وحين أراد البعض التراجعَ رفض آية الله الحيدري وأمرهم بالقتال. وحين اشتدت المعارك بين الشيعة والبريطانيين حمل آية الله سلاحه وقرآنه ومشى إلى حيث الخطوط الأمامية للمعركة مرددًا: “لا تخافوا! ولا تحزنوا! إن الله معنا ضد هؤلاء الكفرة، أيها المجاهدون دافعوا عن حرمة الإسلام، وأنا أدعو الله أن لا تحرفكم هذه النار.” حارب الشيعة ببسالة وكبدوا العدو خسائر فادحة تقدر بـ 2000 قتيل وجريح، بينما استشهد من الشيعة حوالي 14 مجاهدًا وجرح 50. 20 واعتبر هذا نصرًا كبيرًا بقيادة آية الله الحيدريّ وبفضل دعائه واستخارته التي بثت الشجاعة في روح المجاهدين، وذكر أحد المجاهدين فيما بعد أنه عندما حميَ الوطيسُ في المعركة قرر بعض المجاهدين الانسحاب، ولكننا كلما نظرنا إلى خيَم آية الله الحيدري وإليه حيث يقف إلى جانبنا على الخطوط الامامية في الجبهة كلما شعرنا بالخجل من الانسحاب وقررنا أن نكمل القتال والمواجهة.

وفي هذه المعركة نفسها، أُصيبَ الجنرال سليمان عسكري بيك بجروح نقل على إثرها إلى مشفى في بغداد. وقام أحد رجال الدين السنة في بغداد بزيارته للاطمئنان عن حاله، فقال له الجنرال العثماني بخيبة أمل: نحن نجلس هنا باسترخاء وراحة ونتلقى راتبًا حكوميًا كبيرًا في حين أن السيد الحيدري لا يزال على الخطوط الأمامية وهو شيخٌ كبيرٌ ويرفض قبول أي مساعدة مالية من الحكومة

العراق بعد حركات الجهاد

في الكاظمية رفض آية الله الحيدري التواصل مع البريطانيين ولم يقبل بأي مساعدةٍ مالية منهم لأنه كان مؤمنا أن الاحتلال البريطاني هدفه تدمير العراق والمسلمين. تراجعت صحته وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1917 توفي في مدينة الكاظمية،

بعد الاحتلال البريطاني للعراق، كانت بريطانيا تفكر في حكم العراق بشكلٍ مباشر ولكنها واجهت رفضًا كبيرًا من العراقيين بشكل عام والشيعة منهم بشكل خاصّ، إذ رفضوا هذا الخيار نهائيًا وحاربوا لإقامة حكومة عراقية. وفي العام 1917 تشكل حزبٌ سياسيٌّ في النجف حمل اسم حزب النهضة الإسلاميّة وكان مسؤولًا عن الانتفاضة التي حصلت في النجف في العام 1918 والتي كبدت المستعمر البريطاني خسائر فادحة، وأحدثت فوضى كبيرة في المنطقة لعدة أسابيـع.

خلال هذه المدة غير المستقرة التي عاشها العراق، كان اليهود والمسيحيون يرغبون بحكم بريطاني للعراق وأن تكون البلاد جزءًا من الإمبراطورية البريطانية، لكن علماء الدين الشيعة نبهوا الشعب مرارًا على أهمية إقامة حكومة عربية إسلامية، وأيدوا فكرة تتويج أحد أبناء الحسين بن علي، شريف مكة، ملكًا على العراق. طالي علماء الشيعة أن تكون سلطة الملك مقيدة بدستور ومجلسٍ تشريعيّ. وقد فضّل بعض السياسيين النظام الجمهوري آنذاك إلا أنهم كانوا أقليةً.

حين يتفكر الإنسان بالأحداث التي جرت في بداية القرن الشعرين تأتي العديد من الأفكار إلى ذهنه، وأكثرها أهمية هو قدرة علماء الدين الشيعة على حشد وتعبئة الجيوش الشيعية في وقت عصيبٍ للغاية. وهذا يدلّ على مدى احترام الشعب وطاعته لرجال الدين آنذاك، ولنا في فتوى الجهاد الكفائي للسيد السيستاني التي أسقطت محاولة انقلاب وقبرت محاولة تقسيم العراق في عام 2014

وهناك نقطة أخرى جديرة بالذكر هو أن حركة الجهاد في العام 1914، كانت أول حركة سياسية حقيقة للشيعة في التاريخ الحديث. إذ كان الشيعة قبل هذه الأحداث مسالمين جدًا بسبب الاضطهاد الذي تمارسه عليهم السلطات على مدى التاريخ، اما بعد حركة الجهاد هذه عادت الحركة السياسية الشيعية بالظهور وقادت إلى انتفاضات مختلفة ومنظمات لها طموح سياسي وتشكيل حكومة عراقية مستقلة وإن كانت حكومة سنيّة.

هناك وجهات نظر مختلفة في بحث حركة الجهاد ونجاحها،. فمن وجهة النظر العسكرية فإن القوات البريطانية كانت أقوى من العراقية بكثير ومسألة الاحتلال كانت مسألة وقتٍ لا أكثر، ولكن حين يمعن الإنسان النظر والتفكر بحركة الجهاد، يرى أن هذه الحركة كانت تقض مضاجع بريطانيا بشكل خاصّ. إذ تمكن المجاهدون الشيعة بالمشاركة مع القوات العثمانية من محاربة القوات البريطانية طوال أربعة أعوام متتالية حتى سقطت العاصمة بغداد بيد المحتلّ. وقد تكبد العدو خسائر فادحة في العراق بالمقارنة مع المناطق التي احتلها العدو البريطانيّ مثل الأردن وفلسطين، للاسف مشايخ وجماهير السنة استقبلت المحتلين وقتلوا الجنود الأتراك المنهزمين بطرق شنيعة وايضا المحتل الفرنسي احتل سوريا من خلال جماعات عربية مسلحة تابعة للمفتي للديار المقدسة الشريف علي بن الحسين الذي خان ووقف مع المحتلين وأرسل نجله فيصل ليحتل دمشق ويسلمها للقوات الفرنسية المحتلة ووقف الشيعة والعلويين والدروز ضد قوات الاحتلال الفرنسي وتزعم الثورة العربية السورية الزعيم الدرزي من أصل شيعي اسماعيلي الأمير سلطان الأطرش ومفتي الشيعة العلويين الشيخ صالح العلي دون غيرهم وقدم الشيعة والدروز اكثر من ٤٥٠٠ شهيد واستشهد ٥٠٠ شخص سني فقط وبلغ مجموع شهداء الثورة السورية ٥٠٠٠ شهيد منهم ٤٥٠٠ شيعي علوي و درزي، مقاومة الاحتلال الفرنسي كانت بفضل فتوى المرجعية الشيعية بالعراق لمقاومة المحتلين، وكل هذا النكرة البعثي الوهابي القذر علي الشوك يفتري ويزعم أن الشيعة بالعراق تعاونوا مع المحتل، بينما ذكر الدكتور علي الوردي حقيقة ضاري الزوبعي كان يحرس قوافل قوات الاحتلال البريطاني المتجهة للأردن مقابل المال وذات يوم جاء ليستلم اجر حمايته من الجنرال لجمن وضرط ضحك عليه لجمن ردة ضاري الزوبعي قام بقتل الجنرال لجمن وضرطة ضاري سرقة جهاد الشيعة وقدموه قائد ثورة العشرين، بينما من قاد الثورة الزعيم الوطني الخالد السيد نور الياسري رحمه الله،
اقول لهذا المجرم رغم أنفك يا طائفي

في نهاية المطاف تمكنت حركات الجهاد هذه مع الانتفاضات التي قام بها الشيعة من إجبار بريطانيا على تسليم السلطة لحكومة عراقية بدلًا عن جعل العراق جزءًا من الإمبراطورية البريطانية. ظلّ ولاءُ النظام الملكي في العراق لبريطانيا، ولكنه كان الخيار الأفضل للعراقيين مقارنةً مع الاحتلال الرسميّ والمباشر، في الحرب العالمية الأولى لم يسجل التاريخ أن الزعامات السنية العربية بالجزيرة العربية والعراق قامت لمقاتلة المحتل البريطاني بل زعماء السنة من خلال زعيمهم الأكبر الشريف علي بن الحسين وقف مع المحتلين وايضا تبعه عبدالعزيز بن سعود وهم من باعوا فلسطين، وسجلت كتب التاريخ وقوف مرجع الشيعة الامام محمد حسين كاشف الغطاء مع الشعب الفلسطيني , مواقف الامام الشيخ كاشف الغطاء كانت مع فلسطين وكذلك الدفاع عن القرآن في مصر
ولذلك علينا أن نعطي
لمحات عن مواقف علماء النجف من قضية فلسطيـن
نقولها وبفخر واعتزاز إنّ لأسرة آل كاشف الغطاء اليد الطولى في محاربة اليهود، فقد حاربهم في العراق جدهم الأعلى الشيخ الكبير الشيخ جعفر صاحب كتاب كشف الغطاء (1156 هـ – 1228هـ) بفترة ضعف الدولة العثمانية يوم احتلوا أراضي الحلة الفيحاء قرب مرقد ذي الكفل _ وحاولوا تهويد أهاليها وقاربوا ذلك لولا أن ينبري الشيخ للسفر لأهلها مع مجموعة من تلاميذه، وما انفك الشيخ جعفر يحارب اليهودية بيده ولسانه وقلمه كما جاء في كتابه كشف الغطاء في الرد على اليهودية بعدما أتقن اللغة العبرية ودرس التوراة حرفا حرفا لملاحقة اليهودية، وقد أسلم على يده منهم رهط كثير.
ثم قامت أسرة آل كاشف الغطاء جيلا بعد جيل بالمحاربة لهذه الفئة بأقلامهم وألسنتهم ونفوسهم فقد استنهض آية الله العظمى المرحوم الشيخ هادي كاشف الغطاء (1290 هـ – 1361هـ) المسلمين واستنفرهم في دفع اليهود عن فلسطين في جمادي الثانية سنة 1356هـ في فتوى نقتبس منها: (أما بعد فقد بلغكم وملأ أسماعكم ما أفتى به علماؤكم الروحانييون زعماء الدين وأئمة المسلمين وحجج الله على العاملين من وجوب الجهاد على كل مسلم في شرق الأرض وغربها.
العربي والفارسي والهندي والتركي من سائر الأقطار والأمصار والشعوب [وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ] بالكتب والكتائب والخطب والرسائل والاستنهاض والاستنفار والترغيب والترهيب واللسان والسنان والأموال والرجال وغير ذلك من شتى الوسائل التي يحصل بها النصر على أعداء الدين المعتدين الآثمين من اليهود في فلسطين الذين يريدون أن يستعبدوا الأحرار ويملكوا نواصي العباد ويأبى الله ورسوله وأنوف حمية وشيم عربية.
فيا أبطال الوغى ويا ليوث الهيجاء ويا قادة جندنا ويا أباة الضيم ويا حماة العرين طيبوا عن أنفسكم نفساً وسيروا إلى الموت سيرً سجحاً وأعيروا الله جماجمكم ساعة حتى ينجلي عمود الحق وأنتم الأعلون واعلموا أن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الواقية فمن تركه رغبة عنه البسه الله ثوب الذل والهوان وشمله البلاء والخسران) وقد أنهى فتواه بقلب مكلوم وصدر مألوم. وللشيخ هادي رحمه الله قصيدة يتعرض فيها لقضية فلسطين قال فيها:
واسأل فلسطيناً وما صنـــــعوا به مما يضيق بوصفه التعبيرُ
والاعتداء على الضعيف سجية فيهم وأمر ظاهر مشهورُُ

وقد وقف المرحوم آية الله الكبرى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء مواقف مجيدة للدفاع عن فلسطين فَوَثَب وِثْبَة الأسد البطل الذائد عن حياض أشباله، فسافر إلى المؤتمر الإسلامي في فلسطين وبمعيته العلامة الشيخ عبد الرسول كاشف الغطاء صاحب مجلة لواء الوحدة الإسلامية ومؤسس جمعية الوحدة الإسلامية وحسس العالم الإسلامي بخطر الصهيونيين وخطب الخطب العديدة في محافل حاشدة واجتماعات حافلة بعبارات كلها آيات بينات مستنهضا هممهم.وقد صدرت منه عدة نداءات حول قضية فلسطين، منها ما نشرته جمعية الدفاع عن فلسطين رقم (11) بغداد/ السبت في 6 آب 1938 م في 5 جمادى الآخرة 1357هـ نصه (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم أيها العرب أيها المسلمون، إن الجهاد أصبح واجباً عليكم في سبيل الوطن).
وقد وجه الإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء نداء عاما إلى الأمة الإسلامية وجعل يوم الجمعة 5 آب سنة 1938م يوم فلسطين وقد جاء في هذا النداء ما نصه: (أيها العرب وأيها المسلمون؛ بل أيها البشر وأيها الناس أصبح الجهاد في سبيل فلسطين واجبا على كل إنسان لا على العرب والمسلمين فقط.نعم هو واجب على كل إنسان لا بحكم الأديان والشرائع فقط؛ بل بحكم الحس والوجدان ووحي الضمير وصحة التفكير والخطة العملية في ذلك أن من يستطيع اللحوق بمجاهدي فلسطين بنفسه فليلتحق بهم ولا أقول: إني ضمين له أنه كالمجاهدين مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بدر. فإنّ المقام أجلى وأعلى من ذلك المقام مقام شرف وغيرة وحس وشعور لا مقام طلب أجر وثواب وإن كان ذلك بأعلى مراتبه ومن لم يستطع اللحوق بنفسه فليمدهم بماله إما بتجهيز من لا مال له ليلحق بهم أو بإرسال المال إلى المجاهدين وعيالهم وأطفالهم، ومن عجز عن ذلك فعليه أن يجاهد ويساعد بلسانه وقلمه ومساعيه جهد إمكانه وهذه أدنى المراتب، وليكن كل أحد على علم جازم أنّ القضية قضية موت العرب وحياتهم).
ثم قام بعد ذلك مؤسس الجامعة آية الله العظمى المرحوم الشيخ علي كاشف الغطاء (1331 – 1411هــ) فأفتى بوجوب الجهاد عن فلسطين في سنة 1376هـ في نداء وجهه لعامة المسلمين الذي نشرته الصحف العراقية والعربية تحت عنوان النداء العام في الجهاد عن فلسطين ونقتطع بعضا من نصوصه: (أيها المسلمون إنّ من هزل الدهر أن يتطاول على أمة محمد صلى الله عليه واله وسلم شرذمة لفظها الغرب على شاطئ البحر وقاءتها اليهودية في فلسطين، ومن أغلاط الزمن أن يشين كرامة أبناء الضاد تحت سمائهم فئة باغية تعد بالأصابع.يا أمة محمد صلى الله عليه واله وسلم إن الدفاع عن فلسطين باب من أبواب الجنة فمن تركه ألبسه الله ثوب الذل والهوان ومني بالبلاء والخسران، فجاهدوا في سبيل الله أعداء الله المعتدين الآثمين الذين يريدون أن يستعبدوا أحراركم ويسلبوا دياركم وأراضيكم، فسارعوا إلى كبح جموعهم بعزم ثابت وقدم راسخ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. فإنّكم [إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ] حتى ينجلي عمود الحق وأنتم الأعلون [وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ].
وعند زيارة الشيخ علي كاشف الغطاء في 19 محرم المصادف 20/5/1965م إلى غزة الذي كان يترأس الوفد العراقي لمؤتمر البحوث الإسلامية في القاهرة وبمعيته العلامة شيخ الأزهر حسن مأمون ورهط كبير من رجال الدين وعندما وصل بهم السير إلى دار حنون حيث كانت الحدود الفلسطينية والحدود اليهودية المغتصبة، فتأثر الشيخ كاشف الغطاء كثيراً على ضياع أرض الوطن العربي بيد اليهود المغلولة، فأنفجر سماحته كالبركان ثائر بشقشقة هدرت، فتصاعدت من صدر سماحته الحسرات والأنات بخطبة حماسية ارتجالية وكان لها وقع عظيم في ذلك الجمع الحاشد أبكت الجميع وخشعت لها القلوب والنفوس وذهب للقدس وصلى بالمسجد القدسي وصلى خلفه مائة ألف فلسطيني واصطحب الزعيم عزالدين القسام الخفاجي للعراق واجتمع مع مراجع النجف وتبرع الشيعة في أموال الخمس والزكاة للشعب الفلسطيني بينما كان اراذل الوهابية ومنهم علي الشوك أجداده وعلمائه عملاء للمحتل البريطاني والفرنسيء
وفي أيام حرب سنة 1967م كان الشيخ علي كاشف الغطاء يحرض الجماهير على مغتصبي فلسطين ويبعث الحماس فيهم بقلمه ولسانه، وقد أعلنت الصحف مثل المنار في عددها 22/3759 في يوم الثلاثاء 4 ربيع الثاني 1387هــ المصادف 13 حزيران 1967م صوم الشيخ علي كاشف الغطاء نصرة للعرب والمسلمين على الصهاينة المجرمين وقد طلب من رجال الدين أن يستغلوا جميع إمكانياتهم للمساهمة في نصرة الجيوش العربية وأن يبينوا للمسلمين أبعاد المؤامرة الصهيونية التي حيكت لضرب الأمة العربية والإسلامية بالاشتراك مع أعدائهم ومتربصين الدوائر بهم.
ثم بعد هذا أقام مجلس الفاتحة على أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن فلسطين في جامعته في النجف الأشرف ثم أصدر نداء عاما للمسلمين نشرته الصحف العراقية بتاريخ 16 جمادي الثانية سنة 1387 هــ المصادف 20 أيلول سنة 1967م تحت عنوان الإمام كاشف الغطاء يدعو المسلمين لتحرير الأراضي المقدسة، وقد طلبت منظمة فتح فتوى بالجهاد من الشيخ علي كاشف الغطاء بتاريخ 15/1/1969م وقد أرسلت نص الفتوى.كما احتج سماحة علي كاشف الغطاء لدى الأمم المتحدة وجمعية حقوق الإنسان على الجريمة التي اقترفتها الصهاينة بدفنها عددا من العرب الأحياء بتاريخ 23/2/1969م كما استنكر سماحته جريمة الصهيونية بإحراق المسجد الأقصى الشريف، وناشد سماحته كافة الشعوب الإسلامية والجيوش العربية والفصائل الفدائية بتشديد الضربات الساحقة إلى الصهاينة والمستعمرين لارتكابهم الجريمة البشعة النكراء بحرق أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد المقدس لدى أهل الشهادتين وقد جاء ذلك في برقية بعث بها سماحته ردا على برقية تلقاها من الاتحاد العام لطلبة فلسطين والاتحاد العام لعمال فلسطين واتحاد المرأة الفلسطينية وجاء في برقية سماحته (لقد كان لبرقيتكم الأثر البليغ في نفوسنا فقد زادت بها لواعج الأشجان والأحزان، وإنّ عبراتي في هذا المجال تسبق العبارات، وإنّ زفراتي تمتزج بالحسرات على العمل الإجرامي الذي ارتكبه الصهاينة بانتهاكهم حرمة المسجد الأقصى. فيا لله وللمسجد الأقصى من هؤلاء العتاة المردة فأين ذوي النجدة من الصلحاء والأبرار ومنشدي العدالة الإنسانية في شرق الأرض وغربها من استرجاع الحق لأهله وتطهير الأرض وقد أجاد الشاعر في قصيدته لاستنهاض الأمة العربية للدفاع عن فلسطين بقوله:
يا مصر منك تفهم الأحرار درس النضال وأهلك الثوارُ
ما بالها رقدت ونامت عينها والذل خيم واستبيح الجارُ
نهضا بني قومي فإنّ على الأذى لبني العروبة لا يقر قرارُ
أتقاعست للظل راية عزكم أم منكم الهمم الكبار صغارُ
ما العرب بالنزر القليل وهذه ثرواتكم غصت بها الأمصارُ
لكنما داء التفكك داؤها إن التفكك للديار دمارُ
تقضى فلسطين أسى ما بينن ويجد في إهلاكها الجبارُ
وتغل أيدينا وألسننا معا وتظل ترمق موتها الأبصارُ
أبني العروبة والعروبة وحدة والضاد أصل والإباء شعارُ
لا حكم للأقلام تنقذ هالكا منا إذا لم يحكم البتارُ
فمتى ترى للعرب جيشا واحدا وشعاره يوم الهجوم الثارُ
بهدى رسول الله سار وعزمه في النائبات يمنه الكرارُ
ويعيد وقعة مرحب وصريعها في تل أبيب عجلها الخوارُ

اكاذيب الوهابية ضد الشيعة ليست وليدة اليوم، شيخهم ابن تيمية الوحيد الذي افترى على ابن العلقمي ونسب إليه الخيانة بينما كل محدثي وعلماء السنة منهم ابن الفوطي والطقطقي وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي اثنوا عليه، والتتار لم يحتلوا بغداد في اسبوع او شهر وانما احتلوا مدينة مندلي على حدود إيران والتي تبعد عن بغداد في مائة كيلو متر قبل احتلالهم لبغداد ١٢٠ عاما وهم من كانوا ينصبون الخلفاء العباسيين بل جيوش التتار إعادة الخليفة العباسي وطردت جيوش الاسماعيليين عندما احتلوا بغداد

وبما أننا تحدثنا عن سقوط التتار في أيادي التتار نقتبس جزأ من بحث للشيخ الكوراني تحدث في شكل معمق للفائدة

احداث تاريخية لخيانة زعامة الدولة العباسية وتسليم بغداد للتار واتهموا الشيعه زورا وبهتانا من كتاب الشيخ الكوراني

سلَّموا بلاد المسلمين إلى المغول واتهموا الشيعة !

وصلت الخلافة العباسية قبيل الغزو المغولي إلى غاية ضعفها وانحطاطها ، بسبب استغراق الخليفة وبطانته وسلاطينه في اللهو والترف وجمع المال !
وكان خطر المغول ماثلاً أمامهم ، لكن المستعصم بالله كان مستعصماً في لهوه وخمره ونسائه ، حتى بعد أن وصل الزحف المغولي إلى قصره !
وقد شهد بذلك معاصره المؤرخ ابن الطقطقي فقال في الآداب السلطانية / 27 : « وكان المستعصم آخر الخلفاء شديد الكلف باللهو واللعب وسماع الأغاني ، لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة ، وكان ندماؤه وحاشيته جميعهم منهمكين معه على التنعم واللذات ، لا يراعون له صلاحاً ! وفي بعض الأمثال : الحائن لا يسمع صياحاً ! ( الحائن : الذي حان هلاكه بحمقه ) وكتبت له الرقاع من العوام ، وفيها أنواع التحذير ، وألقيت فيها الأشعار في أبواب دار الخلافة ، فمن ذلك :
– – – – – – – – – – [ ابتداى شعر ] قل للخليفة مهلاً * أتاك ما لا تحبُّ
ها قد دَهَتْكَ فنونٌ * من المصائب غُربُ
فانهض بعزم وإلا * غَشَّاكَ ويْلٌ وحَرْبُ
كسرٌ وهتْكٌ وأسْرٌ * ضَرْبٌ ونَهْبٌ وسَلْبُ
– – – – – – – – – – [ انتهاى شعر ] وفي ذلك يقول بعض شعراء الدولة المستعصمية من قصيدة :
– – – – – – – – – – [ ابتداى شعر ] يا سائلي ولمحض الحق يرتادُ * أصِخْ فعندي نُشْدَانٌ وإنشادُ
واضيعةَ الناس والدين الحنيف وما * تلقاه من حادثات الدهر بغدادُ
هتكٌ وقتلٌ وأحداثٌ يشيب بها * رأس الوليد وتعذيبٌ وأصفادُ
– – – – – – – – – – [ انتهاى شعر ] – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – [ 46 ] – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
كل ذلك وهو عاكفٌ على سماع الأغاني ، واستماع المثالث والمثاني ، وملكه قد أصبح واهي المباني ! ومما اشتهر عنه أنه كتب إلى بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل يطلب منه جماعة من ذوي الطرب ، وفي تلك الحال وصل رسول السلطان هولاكو إليه يطلب منه منجنيقات وآلات الحصار ! فقال بدر الدين : أنظروا إلى المطلوبَيْن ، وابكوا على الإسلام وأهله ! وبلغني أن الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي كان في أواخر الدولة المستعصمية ينشد دائماً :
– – – – – – – – – – [ ابتداى شعر ] كيف يُرجى الصلاح في أمر قومٍ * ضيَّعوا الحزمَ فيه أيَّ ضياعِ
فمطاعُ المقال غيرُ سديد * وسديدُ المقال غير مطاعِ » . انتهى .
– – – – – – – – – – [ انتهاى شعر ]

4 – اختاروا خليفةً ضعيف الشخصية ليكون بيدهم !

قال الذهبي في تاريخه : 48 / 259 : « كان ( المستعصم ) متديناً متمسكاً بالسنة كأبيه وجده ولكنه لم يكن على ما كان عليه أبوه وجده الناصر من التيقظ والحزم وعلو الهمة ! وكان له أخ يعرف بالخفاجي يزيد عليه في الشهامة والشجاعة ، وكان يقول : إن ملكني الله لأعبرنَّ بالجيوش نهر جيحون ، وأنتزع البلاد من التتار وأستأصلهم ! فلما توفي المستنصر لم يَرَ الدويدار والشرابي والكبار تقليد الخفاجي الأمر ، وخافوا منه ! وآثروا المستعصم لما يعلمون من لينه وانقياده وضعف رأيه ، ليكون الأمر إليهم ، فأقاموا المستعصم » . انتهى .
وقال ابن العبري في تاريخ مختصر الدول / 226 : « وفي سنة أربعين وست مائة بويع المستعصم يوم مات أبوه المستنصر ، وكان صاحب لهو وقصف وشغف بلعب
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – [ 47 ] – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
الطيور واستولت عليه النساء ، وكان ضعيف الرأي قليل العزم كثير الغفلة عما يجب لتدبير الدول . وكان إذا نُبِّهَ على ما ينبغي أن يفعله في أمر التاتار ، إما المداراة والدخول في طاعتهم وتوخي مرضاتهم ، أو تجييش العساكر وملتقاهم بتخوم خراسان قبل تمكنهم واستيلائهم على العراق ، فكان يقول : أنا بغداد تكفيني ، ولا يستكثرونها لي إذا نزلت لهم عن باقي البلاد ! ولا يهجمون عليَّ وأنا بها ، وهي بيتي ودار مقامي ! فهذه الخيالات الفاسدة وأمثالها عدلت به عن الصواب ، فأصيب بمكاره لم تخطر بباله » . انتهى .
أقول : هذه هي شخصية الخليفة ، وهذه هي بطانته التي جاءت به ، ثم أدارت أموره ! فهل ترى فرقاً بين منطقهم ومنطق مدمني الخمر والمخدرات ؟ ! فاعجب للذين يريدون تبرئة هؤلاء السكارى الخوَّارين ، ويلقون بجريمتهم على شيعي تقي نزيه ، لا يسكر ولا يسرق ، هو محمد بن العلقمي ( رحمه الله ) !
فأين كان ابن العلقمي عندما كانت مقدرات الخلافة بيد ( الدويدار والشرابي والكبار ) على حد تعبير الذهبي ، وعندما فرضوا مستعصمهم الخمار سنة 640 ، قبل سقوط بغداد بخمس عشرة سنة ؟ ! قال في النجوم الزاهرة : 6 / 345 : « وخطب له يومئذ بالجامع حتى أقبل شرف الدين إقبال الشرابي ومعه جمع من الخدام ، وسلم على ولده المستعصم بالله أمير المؤمنين ، واستدعاه إلى سدة الخلافة ، ثم عرَّف الوزير وأستاذ الدار ، ثم طلبوا الناس وبايعوه بالخلافة ، وتم أمره » .
وقد تسأل : فكيف استوزروا ابن العلقمي ؟ والجواب : أنهم كانوا محتاجين إلى رئيس وزراء إداري كفوء مخلص ، وكان ابن العلقمي معروفاً بذلك .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – [ 48 ] – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –

5 – قام الخليفة وبطانته بعمل أحمق فحلوا جيش الخلافة !

أجمعت المصادر على أن المستعصم وأباه المستنصر وبطانتهما ، خاصة الشرابي والدويدار قائد الجيش ، أصدروا مرسوماً بتسريح جيش الخلافة ، وكان عدده مئة ألف ، رغم أنهم يعرفون خطر المغول على البلاد والعاصمة !
قال أبو الفداء في تاريخه / 804 : « ولما مات المستنصر اتفقت آراء أرباب الدولة مثل الدوادار والشرابي على تقليد الخلافة ولده عبد الله ولقبوه المستعصم بالله ، وهو سابع ثلاثينهم وآخرهم ، وكنيته أبو أحمد بن المستنصر بالله منصور ، وكان عبد الله المستعصم ضعيف الرأي فاستبد كبراء دولته بالأمر ، وحسنوا له قطع الأجناد ، وجمع المال ومداراة التتر ، ففعل ذلك وقطع أكثر العساكر » .
وقال القلقشندي في مآثر الإنافة : 2 / 89 : « وكان عسكر بغداد قبل ولاية المستعصم مائة ألف فارس ، فقطعهم المستعصم ، ليحمل إلى التتر متحصل إقطاعاتهم ! فصار عسكرها دون عشرين ألف فارس » . انتهى .
أقول : وقد اعترض الجند وثاروا على قرار حل الجيش ، فقمعهم الخليفة بعنف وقتل منهم ! وذلك قبل أن يجئ المستعصم وابن العلقمي ! ( النجوم الزاهرة : 6 / 345 ) .
فكيف نصدق المتعصبين الذين حمَّلوا مسؤولية حل الجيش لابن العلقمي ؟ ! والصحيح أنه ( رحمه الله ) حاول إعادة تشكيل الجيش فعارضوه ! وقد شهد بذلك الذهبي وغيره ، واعترفوا بأن الخليفة لم يكن يسمع لابن العلقمي رأياً ! فقد قال في تاريخه : 48 / 290 ، عن ابن العلقمي ( رحمه الله ) : « كان وزيراً كافياً ، قادراً على النظم خبيراً
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – [ 49 ] – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
بتدبير الملك ، ولم يزل ناصحاً لمخدومه حتى وقع بينه وبين حاشية الخليفة وخواصه منازعة فيما يتعلق بالأموال والاستبداد بالأمر دونه ، وقويت المنافسة بينه وبين الدويدار الكبير ، وضعف جانبه حتى قال عن نفسه :
– – – – – – – – – – [ ابتداى شعر ] وزيرٌ رضي من بأسه وانتقامه * بِطَيِّ رُقاعٍ حشوُها النظمُ والنثرُ
كما تسجع الورقاءُ وهي حمامةٌ * وليس لها نهيٌ يطاعُ ولا أمرُ » . انتهى .
– – – – – – – – – – [ انتهاى شعر ] لكن تعال وانظر إلى ما قاله أعداء الشيعة ! قال ابن كثير في النهاية : 13 / 234 : « فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية ، وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة ، لا يبلغون عشرة آلاف فارس وهم وبقية الجيش ، كلهم قد صرفوا عن إقطاعاتهم ، حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد ، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ، ويحزنون على الإسلام وأهله ! وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي » ! انتهى .
ولا تفسير لذلك إلا بمحاولة إخفاءهم المجرمين الحقيقيين : الخليفة المستنصر وابنه المستعصم ، وقادة الجيش ، وبقية البطانة ، ورمي جريمتهم على شيعي !
وقد اضطر الزركلي وهو متعصب كالذهبي ، للقول إن مؤرخين ثقات حكموا ببراءة ابن العلقمي ، قال في الأعلام : 5 / 321 : « محمد بن أحمد . . . مؤيد الدين الأسدي البغدادي المعروف بابن العلقمي ، وزير المستعصم العباسي وصاحب الجريمة النكراء في ممالأة هولاكو على غزو بغداد في رواية أكثر المؤرخين . . . وكان حازماً خبيراً بسياسة الملك كاتباً فصيح الإنشاء ، اشتملت خزانته على عشرة آلاف مجلد وصنف له الصغاني العباب ، وابن أبي الحديد شرح نهج البلاغة . ونفى عنه بعض
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – [ 50 ] – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
ثقات المؤرخين خبر المخامرة على المستعصم ، حين أغار هولاكو على بغداد سنة 656 ، واتفق أكثرهم على أنه مالأه » . انتهى .
ومن تعصب الزكلي قوله : اتفق أكثرهم ، لأن اتهام ابن العلقمي ( رحمه الله ) جاء من ابن تيمية وابن أبي شامة الشاميين ، ولم يسبقهما أحد من المؤرخين الذين عاصروا الحدث !

6 – حاول ابن العلقمي أن يعيد بناء الجيش فاتهموه !

تناقض المتعصبون فاتَّهموا ابن العلقمي بحل الجيش ، ثم اتهموه بأنه حرك الجنود المطالبين بإعادة تشكيله ! قال الذهبي في تاريخه : 47 / 63 : « وفيها ( سنة 648 ) ثارت طائفة من الجند ببغداد ومنعوا يوم الجمعة الخطيب من الخطبة ، واستغاثوا لأجل قطع أرزاقهم . . . وكل ذلك من عمل الوزير ابن العلقمي الرافضي » ! انتهى .
فقد أراد الذهبي أن يذم فمدح ، واعترف بأن ابن العلقمي ساند حركة الجنود لإعادة تشكيل الجيش للدفاع عن البلاد والخلافة ! وهي شهادة كافية لتبرئته وإدانة الخليفة والدويدار والشرابي وسليمان السلجوقي ، الذين أصدروا مرسوم حل الجيش قبل وزارة ابن العلقمي ، ليأكلوا ميزانيته ونفقاته ، بحجة أنهم يجمعون المال لإهدائه إلى المغول لينصرفوا عن غزو بغداد !
فالميزانية كانت بيدهم وقرار حل الجيش بيدهم ، ومع اتهم المغرضون ابن العلقمي بأنه يريد إعادة الجيش ليعطوه ميزانيته !
وقد شهد مؤرخو عصره بنزاهته وبراءته ، قال في الآداب السلطانية / 233 : « وكان
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
مؤيد الدين الوزير عفيفاً عن أموال الديوان وأموال الرعية متنزهاً مترفعاً . قيل إن بدر الدين صاحب الموصل أهدى إليه هدية تشتمل على كتب وثياب ولطائف قيمتها عشرة آلاف دينار ، فلما وصلت إلى الوزير حملها إلى خدمة الخليفة وقال : إن صاحب الموصل قد أهدى لي هذا واستحييت منه أن أرده إليه ، وقد حملته وأنا أسأل قبوله فَقَبله . ثم إنه أهدى إلى بدر الدين عوض هديته شيئاً من لطائف بغداد قيمته اثنا عشر ألف دينار ، والتمس منه ألا يهدي إليه شيئاً بعد ذلك ! وكان خواص الخليفة جميعهم يكرهونه ويحسدونه ! وكان الخليفة يعتقد فيه ويحبه ، وكثروا عليه عنده فكفَّ يده عن أكثر الأمور . ونسبه الناس إلى أنه خامر ( تآمر ) وليس ذلك بصحيح » .
* *
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – — – – – – – – – – – – – – – – – – –

7 – آخر محاولات ابن العلقمي عندما وصل المغول

عندما اقترب المغول من بغداد ، استشار الخليفة وزيره ابن العلقمي فأشار عليه أن يرسل إلى طاغيتهم هولاكو هدايا وفيرة ، ويطمئنه بأنه يعترف به سلطاناً كالسلطان البويهي والسلجوقي ، ليعترف هولاكو بالخليفة ولا يهاجم بغداد ! واقتنع الخليفة بهذا الرأي وأمرهم فباشروا بتهيئة الهدايا ، لكن القائد السني المتعصب الدويدار وبقية البطانة استكثروا الهدية ، ومنعوا الخليفة من إرسالها فأطاعهم ، وأحبطوا بذلك محاولة إنقاذ الخلافة !
قال في تاريخ مختصر الدول / 240 : « وفيها في شهر شوال رحل هولاكو عن حدود همذان نحو مدينة بغداد ، وكان في أيام محاصرته قلاع الملاحدة قد سيَّر رسولاً إلى الخليفة المستعصم يطلب منه نجدة ، فأراد أن يسيِّر ولم يقدر ، لم يمكنه الوزراء والأمراء وقالوا : إن هولاكو رجل صاحب احتيال وخديعة وليس محتاجاً إلى نجدتنا ، وإنما غرضه إخلاء بغداد عن الرجال فيملكها بسهولة ! فتقاعدوا بسبب هذا الخيال عن إرسال الرجال !
ولما فتح هولاكو تلك القلاع أرسل رسولاً آخر إلى الخليفة ، وعاتبه على إهماله تسيير النجدة ، فشاوروا الوزير فيما يجب أن يفعلوه ، فقال : لا وجه غير إرضاء هذا الملك الجبار ، ببذل الأموال والهدايا والتحف له ولخواصه . وعندما أخذوا في تجهيز ما يُسَيِّرونه من الجواهر والمرصعات والثياب والذهب والفضة والمماليك والجواري والخيل والبغال والجمال ، قال الدويدار الصغير وأصحابه : إن الوزير إنما يدبر شأن نفسه مع التاتار وهو يروم تسليمنا إليهم ، فلا نمكنه من ذلك !
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – — – – – – – – – – – – – – – – – – –
فأبطل الخليفة بهذا السبب تنفيذ الهدايا الكثيرة ، واقتصر على شئ نزر لا قدر له ، فغضب هولاكو وقال : لا بد من مجيئه هو بنفسه أو يسيِّر أحد ثلاثة نفر إما الوزير ، وإما الدويدار ، وإما سليمان شاه ! فتقدم الخليفة إليهم بالمضي فلم يركنوا إلى قوله ، فسيَّر غيرهم مثل ابن الجوزي وابن محيي الدين ، فلم يُجديا عنه » .
وقال الذهبي في تاريخه : 48 / 32 : « فأصغى إليهم وبعث هدية قليلة مع عبد الله بن الجوزي ، فتنمر هولاكو وبعث يطلب الدويدار وابن الدويدار وسليمان شاه فما راحوا ، وأقبلت المُغُل كالليل المظلم . وكان الخليفة قد أهمد حال الجند وتعثروا وافتقروا وقطعت أخبازهم ، ونظم الشعر في ذلك ! فلا قوة إلا بالله » . انتهى .
فلماذا يتعامى هؤلاء المتعصبون عن أن القرار والميزانية كانا بيد الخليفة وبطانته ، ويضعون المسؤولية على وزير شيعي مدني ، لا يملك القرار ؟ !
ولمذا لا يُدينون الخليفة المنهار الذي أرسل محتسب بغداد الفقيه السني ابن الجوزي إلى هلاكو في خراسان ، ثم أرسله إليه ليسلمه الأهواز التي كانت خاضعة له مباشرة !
قال الذهبي في سيره : 23 / 374 : « وقد أرسله المستعصم إلى خراسان إلى هولاكو ، ثم رجع وأخبر بصحة عزمه على قصد العراق في جيش عظيم فلم يستعدوا للقائه ! ولما خرج المستعصم إليه طلب منه أن ينفذ إلى خوزستان من يسلمها ، فنفذ شرف الدين هذا بخاتم الخليفة » ! انتهى .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –

8 – بكى الخليفة الخمَّار وقال : قتلوا راقصتي فكثّفوا الستائر !

واشتد الخطر وعسكر جيش هولاكو قرب بغداد ، وظل المسمى خليفة مستغرقاً في خمره حتى أحاط جيش هولاكو بقصره ، وأصابت سهامهم راقصته فكان جوابه أن قال : كثفوا الستائر ؟ !
قال ابن كثير في النهاية : 13 / 233 : « وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب ، حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه ، وكانت من جملة حظاياه وكانت مولَّدَةً تسمى عَرَفة ، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة ! فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعاً شديداً . . ! فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز وكثرة الستائر ( لعلها الجُدُر ) !
فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية ، وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة ، لا يبلغون عشرة آلاف فارس ، وهم وبقية الجيش كلهم قد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد ، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله ، وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي ( ! ) وذلك أنه لما كان في السنة الماضية كان بين أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ محلة الرافضة حتى نهبت دور قرابات الوزير ، فاشتد حنقه على ذلك ، فكان هذا مما أهاجه على أن دبر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرُخّ أبشع منه منذ بنيت بغداد وإلى هذه الأوقات . ولهذا كان أول من برز إلى التتار هو ! فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه فاجتمع بالسلطان هلاكو خان لعنه الله ، ثم عاد
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – — – – – – – – – – – – – – – – – – – –
فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه ، لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة ، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبع مائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤس الأمراء والدولة والأعيان ، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكوخان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفساً ، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين ، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم ، وأحضر الخليفة بين يدي هلاكو فسأله عن أشياء كثيرة ، فيقال إنه اضطرب كلام الخليفة من هول ما رأى من الإهانة والجبروت ، ثم عاد إلى بغداد ، وفي صحبته خواجة نصير الدين الطوسي والوزير ابن العلقمي وغيرهما ، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة ، فأحضر من دار الخلافة شيئاً كثيراً من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة ، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة ، وقال الوزير : متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عاماً أو عامين ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك . وحسَّنوا له قتل الخليفة ، فلما عاد الخليفة إلى السلطان هولاكو أمر بقتله » . انتهى .
أقول : يعترفون بفساد خليفتهم وبطانته وجبنهم ، ثم يريدون تغطية عوراته باتهام الوزير الشيعي بأنه بادر إلى لقاء هولاكو بعد انتصاره ، وكان هولاكو أحضره قبل إحضار الخليفة !
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – — – – – – – – – – – – – – – – – – – –

9 – كان سلاطين الخلافة كلهم سكارى مثل الخليفة !

كان سلطان سلاطين الخلافة محمد خوارزم أسوأ من إمامه الخليفة ! فهو مع فساده الأخلاقي سخيفٌ إلى حد الجنون ، ومُقَزِّز إلى حد القَرَف !
قال ابن الأثير في الكامل : 12 / 495 : « وكان جلال الدين سئ السيرة قبيح التدبير لملكه ، لم يترك أحداً من الملوك المجاورين له إلا عاداه ونازعه الملك وأساء مجاورته ، فمن ذلك أنه أول ما ظهر في أصفهان وجمع العساكر قصد خوزستان ، فحصر مدينة ششتر وهي للخليفة فحصرها ، وسار إلى دقوقا فنهبها وقتل فيها فأكثر ، وهي للخليفة أيضاً ، ثم ملك آذربيجان وهي لأوزبك فملكها ، وقصد الكرج وهزمهم وعاداهم ، ثم عادى الملك الأشرف صاحب خلاط ، ثم عادى علاء الدين صاحب بلاد الروم ، وعادى الإسماعيلية ونهب بلادهم وقتل فيهم فأكثر وقرر عليهم وظيفة من المال كل سنة ، وكذلك غيرهم .
فكل الملوك تخلى عنه ولم يأخذ بيده . . . وانضاف إلى ذلك أن عسكره اختلفوا عليه ، وخرج وزيره عن طاعته في طائفة كثيرة من العسكر ، وكان السبب أن ظهر من قلة عقل جلال الدين ما لم يسمع بمثله ! وذلك أنه كان له خادم خصي وكان جلال الدين يهواه واسمه قلج ، فاتفق أن الخادم مات فأظهر من الهلع والجزع عليه ما لم يسمع بمثله ولا لمجنون ليلى ! وأمر الجند والأمراء أن يمشوا في جنازته رَجَّالة ، وكان موته بموضع بينه وبين تبريز عدة فراسخ ، فمشى الناس رَجَّالة ومشى بعض الطريق راجلاً ، فألزمه أمراؤه ووزيره بالركوب ، فلما وصل إلى تبريز أرسل إلى أهل البلد فأمرهم بالخروج عن البلد لتلقي تابوت
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
الخادم ، ففعلوا ، فأنكر عليهم حيث لم يبعدوا ، ولم يظهروا من الحزن والبكاء أكثر مما فعلوا ، وأراد معاقبتهم على ذلك ! فشفع فيهم أمراؤه فتركهم !
ثم لم يدفن ذلك الخصي وإنما كان يستصحبه معه أينما سار وهو يلطم ويبكي ! فامتنع من الأكل والشراب ! وكان إذا قدم له قدم له طعام يقول احملوا من هذا إلى قلج ، ولا يتجاسر أحد يقول إنه مات ، فإنه قيل له مرة إنه مات فقتل القائل له ذلك ! إنما كانوا يحملون إليه الطعام ويعودون يقولون إنه يقبل الأرض ويقول إنني أصلح مما كنت !
فلحق أمراءه من الغيظ والأنفة من هذه الحالة ، ما حملهم على مفارقة طاعته والإنحياز عنه مع وزيره ، فبقي حيران لا يدري ما يصنع ، لا سيما لما خرج التتر فحينئذ دفن الغلام الخصي ، وراسل الوزير واستماله وخدعه إلى أن حضر عنده ، فلما وصل إليه بقي أياماً وقتله جلال الدين ! وهذه نادرة غريبة لم يسمع بمثلها » !
ثم تحدث ابن الأثير المعاصر لتلك الأحداث ، عن الوضع المزري لسلاطين الخلافة العباسية ومدى فسادهم وجبنهم ، ومما قاله :
« وصلوا إلى تبريز وبها صاحب أذربيجان أوزبك بن البهلوان ، فلم يخرج إليهم ولا حدَّث نفسه بقتالهم لانشغاله بما هو بصدده من إدمان الشرب ليلاً ونهاراً لا يُفيق ! وإنما أرسل إليهم وصالحهم على مال وثياب ودواب وحمل الجميع إليهم ، فساروا من عنده يريدون ساحل البحر ، لأنه يكون قليل البرد ليشتُّوا عليه والمراعي به كثيرة » ! ( الكامل : 12 / 374 ) .
وقال في الكامل : 12 / 502 : « في أول هذه السنة أطاع أهل بلاد آذربيجان جميعها
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
للتتر . . . وملوك الإسلام منجحرون في الأثقاب ! فإنا لله وإنا إليه راجعون » !
أقول : يظهر للباحث أنه بعد الغزو المغول لخراسان سنة 617 ، انتشرت قصص وحشيتهم وتدميرهم وقتلهم العام للناس فانتشر الرعب ، وكان الشعور بالعجز عن مقاومتهم مسيطراً على الخليفة وقائد جيشه الشرابي وبقية البطانة ، فسرى منهم إلى ابنه المستعصم وقائد جيشه الدويدار ، ثم سرى منهم إلى الناس ! وقد رأيت وصف المؤرخين لرعب الناس من فرقة جيش المغول التي اتجهت إلى بغداد من جهة تكريت ، وأن الناس هربوا كالمجانين ! ( الآداب السلطانية / 231 ) .
بل انتشر الرعب قبل عشرين سنة من سقوط لبغداد ، فترك الناس الحج خوفاً من المغول ! والسبب في ذلك أن الترف الذي انغمس فيه الخليفة وبطانته وجهازه الإداري ، سرى إلى الناس ، والناس على دين ملوكهم !
ولا شك في أن الظلم الذي تركز على الشيعة خاصة ، جعلهم ينقمون على السلطة ، ولكنهم لم يطلبوا من المغول احتلال بغداد كما زعم خصومهم !

10 – واخترعوا للخليفة السكران كرامات ومعجزات !

قال السبكي في طبقات الشافعية : 8 / 270 : « وأما الخليفة فقيل إنه طلبه ليلاً وسأله عن أشياء ثم أمر به ليقتل ، فقيل لهولاكو : إن هذا إن أهريق دمه تظلم الدنيا ويكون سبب خراب ديارك ، فإنه ابن عم رسول الله وخليفة الله في أرضه ! فقام الشيطان المبين الحكيم نصير الدين الطوسي وقال : يُقتل ولا يراقُ دمه ! وكان النصير من أشد الناس على المسلمين ، فقيل إن الخليفة غُمَّ في بساط وقيل
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
رفسوه حتى مات ، ولما جاءوا ليقتلوه صاح صيحة عظيمة » . انتهى .
وهذا من افترائهم على المرجع نصير الدين الطوسي ( قدس سره ) الذي كان أسيراً بيد هولاكو ، وقد استبقاه لأنه طبيب ! وقد قلد السبكي في ذلك ابن تيمية !
ثم أضاف السبكي مقلداً غلوهم في الخليفة ، فقال : « ولقد حكي أن الخليفة كان قاعداً يقرأ القرآن وقت الإحاطة بسور بغداد ، فرمى شخص من التتار بسهم ، فدخل من شرفات المكان الذي كان فيه وكانت واحدة من بناته ! بين يديه فأصابها السهم فوقعت ميتة !
ولله ما فعلت زوجة أمير المؤمنين ! قيل : إن هولاكو دعاها ليواقعها فشرعت تقدم له تحف الجواهر وأصناف النفائس تشغله عما يرومه » !
ثم روى السبكي المسكين أن زوجة الخليفة قتلت نفسها بسيف الخليفة الذي فيه أسرار غيبية ! وقد يكون سبب تلفيقهم لهذه الكرامات ، أن بعض زوجات الخليفة وجواريه كان سلوكهن بالعكس تماماً ، فأرادوا التغطية عليهنَّ !

11 – صنعوا من الدويدار الجبان بطلاً ، لأنه عدو للشيعة !

فقد ترجم له الذهبي بإعجاب فقال في سيره : 23 / 371 : « الدويدار الملك مقدم جيش العراق ، مجاهد الدين أيبك الدويدار الصغير ، أحد الأبطال المذكورين والشجعان الموصوفين ! الذي كان يقول : لو مكنني أمير المؤمنين المستعصم لقهرت التتار ، ولشغلت هولاكو بنفسه ! وكان مغرىً بالكيمياء ، له بيت كبير في داره فيها عدة من الصناع والفضلاء لعمل الكيمياء » !
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
أقول : كانت قيادة جيش الخلافة بيد هذا القائد الغلام المشغول بلهوه وخمره ، ومحاولة تحويل الحديد إلى ذهب ! وقد رويت عنه خيالات في ذلك ، مع أنه كان ثرياً وكان دخله الشخصي وحده كافياً لميزانية جيش ! « وكان دخله في العام من ملكه وإقطاعه خمس مائة ألف دينار » . ( تاريخ الذهبي : 47 / 443 ) .
ثم إنه كاذبٌ في عنترياته بأن الخليفة لو مكنه لهزم هلاكو ، فقد كان الخليفة بيده ولم يمنعه من الدفاع ، لكنه هرب في زورق ، فقبضوا عليه كالدجاجة !
قال السيد الأمين في أعيان الشيعة : 9 / 93 : « ولما حمي وطيس الحرب في بغداد وضاق الحال على الأهالي أراد الدواتدار أن يركب سفينة وأن يهرب إلى ناحية المسيب ، ولكنه بعد أن اجتاز قرية العقاب أطلق جند بوقا تيمور حجارة المنجنيق والسهام وقوارير النفط ، واستولوا على ثلاث سفن وأهلكوا من فيها ، وعاد الدواتدار منهزماً ! فلما وقف الخليفة على تلك الحال يئس نهائياً من الاحتفاظ ببغداد ، ولم يرَ أمامه مفراَ ولا مهرباَ قط ، فقال : سأستسلم وأطيع !
ثم أرسل فخر

ثم أرسل فخر الدين الدامغاني وابن الدرنوش مع قليل من التحف إلى هولاكو ، زاعماً أنه لو بعث بالكثير لكان ذلك دليلاً على خوفه ، فيتجرأ العود ! فلم يلتفت هولاكو إلى هذه الهدايا ، وعادا محرومين !

ورغم كل عمليات التشويه والتضليل لكن ياسبحان الله وقف أحد شيوخ الوهابية موقف مشرف وبشكل عجيب حيث كتب أطروحة دكتوراه للدفاع عن الشيعة وابن العلقمي واليكم نص ما كتبه الشيخ الغامدي

1 – وهابي منصف دافع عن ابن العلقمي والشيعة

ما زال الوهابيون تبعاً لإمامهم ابن تيمية ، يتهمون الشيعة بأنهم السبب في غزو المغول لبلاد المسلمين وإسقاط الخلافة الشرعية ! ويزعمون أن الوزير محمد بن العلقمي الأسدي ( رحمه الله ) كان شيعياً وأراد الانتقام من قائد الجيش الدويدار وابن الخليفة لهجومهما على محلة الكرخ الشيعية في بغداد قبل سنتين من غزو المغول ، فكاتب هولاكو وشجعه على غزو بغداد !
ويجيب الشيعة بأن هذا الكلام من افتراءات ابن تيمية ، فإن ابن العلقمي عالمٌ منزهٌ عن ذلك ، بل عمل للدفاع عن بغداد وبلاد المسلمين فلم يسمعوا كلامه ، ثم عمل لتجنيب دخول المغول إليها وتدميرها ، فلم يسمعوا كلامه !
كما يجيب الشيعة بجواب أشد على الوهابيين يقول : لو سلمنا معكم بأن الشيعة كانوا السبب في سقوط الخلافة العباسية ، فقد قامت بعدها خلافة أقوى منها وأوسع هي الخلافة العثمانية ، فجاء الوهابية وتآمروا عليها مع الإنكليز وحاربوها معهم جنباً إلى جنب سنين طويلة ، حتى أسقطوها !
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – — – – – – – – – – – – – – – – – – – –
بينما قاتل فقهاء الشيعة وعشائرهم في العراق الجيش الإنكليزي جنباً إلى جنب مع جيش الخلافة ، واختلط دم شهدائهم بدم الأتراك ، وسجن مجاهدوهم مع ضباط الجيش العثماني ، وأعدموا جميعاً بيد الإنكليز !
لكن الوهابيين يخفون هذه الحقائق ويرفعون صراخهم باتهام الشيعة وابن العلقمي ونصير الدين الطوسي بالخيانة ، وكأنهم مدفوعون لا شعورياً إلى هذه التهمة ليغطوا على مؤامرتهم مع الإنكليز لإسقاط الخلافة العثمانية .
لكن ظهر في السنوات الأخيرة كتَّاب منصفون رغم القمع الوهابي جهروا ببراءة ابن العلقمي والطوسي والشيعة . ومنهم الباحث أ . د . سعد بن حذيفة الغامدي ، أستاذ التاريخ الإسلامي ، في كلية الآداب قسم التاريخ في جامعة الملك سعود ، فقد ألف كتاب : سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة بين الحقيقة والإتهام ! وهذه رابط موقعه : http : / / www . muslimshistory . net / index . htm
والكتاب في جزءين ، وقد غضب الوهابية على مؤلفه ، فقد كتب سليمان بن صالح الخراشي ، موضوعاً بعنوان : دكتور في جامعة الملك سعود يردد أكذوبة شيعية ! جاء فيه : h / http : saaid . net / / Warathah / Alkharashy / mm / 19 . htm
« سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة بين الحقيقة والإتهام . كتابٌ للأستاذ الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي ، أحد منسوبي جامعة الملك سعود قسم التاريخ ، صدر قريباً وكتب على طرته ( دراسة جديدة لفترة حاسمة من تاريخ أمتنا ) وهذا ما أغراني لاقتنائه منتظراً ما سيجود به قلم الدكتور من جديد في هذه القضية ، إلا أنني تفاجأت عندما رأيته يردد ما ردده الشيعة الرافضة من تكذيب
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
لأي خيانة لأسلافهم ، وهو ما تتابع عليه ثقات المؤرخين ، فهذا الجديد عنده !
يقول الدكتور محاولاً دفع تهمة الخيانة عن الرافضة : ومع هذا فإن سؤالاً يتبادر إلى الذهن وهذا السؤال هو : هل كان هولاكو محتاجاً إلى مساعدة المسلمين الشيعة ضد المسلمين السنة ، حتى نقبل أنهم كانوا أحد العوامل التي أدت إلى سقوط بغداد ؟ في الحقيقة لم يكن هولاكو محتاجاً إلى مساعدة من أي فرد شيعياً كان أم سنياً ، لذلك فإننا نجد كما يظهر لنا أنه من غير المحتمل إن لم يكن من المستحيل أن يكون لهذه الطائفة من المسلمين أي دور فعال ، سواء من داخل أو من خارج بغداد ، في هجوم المغول ضد العاصمة العباسية بغداد وخلافتها السنية !
يقول الدكتور / 333 : إن للمرء أن يقول بأن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ، إذ لم تدعم أو تثبت بأي دليل قاطع ، يقوم أساساً على تقرير شاهد عيان معاصر ، كما أنها لم تظهر هذه الاتهامات أو الشائعات بمعنى أدق ، إلا بعد سنوات طوال من بعد سقوط العاصمة بغداد ، وانقراض أسرتها الحاكمة العباسية ! . . الخ .
ولم يستطع الكاتب الخرَّاش أن يجيب على كلام الدكتور الغامدي العلمي الذي أبطل كلام ابن أبي شامة وابن تيمية ، فلجأ إلى كلام ناصر القفاري ، والقفاري ليس عنده إلا نقل لكلام ابن تيمية في اتهام ابن العلقمي وسبه !
ونشير هنا إلى دفاعات السيد الأمين القوية عن الشيعة وابن العلقمي ( رحمه الله ) في كتابه أعيان الشيعة : 9 / 100 ، ومنها أنه توجد عدة مصادر أصلية معاصرة لابن
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
العلقمي وللحدث ، كذَّبت هذه التهمة ، كتاريخ ابن الطقطقي ، وتاريخ رشيد الدين ، وعبد الرحمن سنبط بن قنيتو الإربلي ، في كتابه الذهب المسبوك وهو عراقي معاصر للحدث ، وكذلك أبو الفرج بن العبري في كتابه تاريخ مختصر الدول ، وابن الفوطي البغدادي الحنبلي ، وكلهم معاصرون للحدث وأصحاب اطلاع واسع ! فهذا يدل على أن التهمة من تدبير المتعصبين ضد ابن العلقمي والشيعة ! خاصة أن الدويدار دبر مع ابن الخليفة محاولة انقلاب على الخليفة فكشفها ابن العلقمي وأحبطها ، ومن الطبيعي أن يحقدا عليه !
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –

2 – لماذا لم يتهموا شخصيات سنية كانت مع المغول ؟ !

كان التتار مجاورين للمسلمين في شرق خراسان ، وكانت لهم علاقات تجارية واسعة معهم ، ولملوكهم علاقات مع شخصيات سنية عديدة . وكان عدد منهم مع جنكيز في حملته الأولى سنة 617 ، وأرسل بعضهم مبعوثين إلى سلطان خراسان ! ثم كان مع هولاكو عدد منهم قبل أن يقع في قبضته نصير الدين الطوسي ( قدس سره ) ، فلماذا يتهمون نصير الدين وينسون هؤلاء ؟ !
قال الذهبي في تاريخه : 44 / 22 : « وفيها ( سنة 516 ) عاد السلطان خوارزم شاه محمد إلى نيسابور وأقام بها مدة ، وقد بلغه أن التتار خذلهم الله تعالى قاصدون مملكة ما وراء النهر ، وجاءه من جنكس خان رسل : وهم محمود الخوارزمي وخواجا علي البخاري ، ومعهم من طُرَفٌ هدايا الترك من المسك وغيره » .
وفي النهاية : 13 / 236 : « وكان رحيل السلطان المسلط هولاكو خان عن بغداد في جمادى الأولى من هذه السنة إلى مقر ملكه ، وفوض أمر بغداد إلى الأمير علي بهادر ، فوض إليه الشحنكية بها » .
« وفي نفس اليوم الذي قتلوا فيه الخليفة أرسلوا إليها مؤيد الدين ابن العلقمي ليقوم بالوزارة ، وفخر الدين الدامغاني ليكون صاحب الديوان ، وجعلوا علي بهادر شحنة لها ، وعينوا المحتسبين لمراقبة المقاييس والأوزان ، ونصبوا عماد الدين عمر القزويني نائباً للأمير قراتاي ، وهو الذي عمَّر مسجد الخليفة ومشهد موسى والجواد . ونصب نجم الدين أبو جعفر أحمد بن عمران الملقب
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – — – – – – – – – – – – – – – – – – – –
براست دل المخلص ، والياً على أعمال شرقي بغداد مثل طريق خراسان والخالص والبندنيجين . وأمر هولاكو بأن يكون نظام الدين عبد المنعم البندنيجي قاضياً للقضاة » . ( أعيان الشيعة : 9 / 95 ، عن جامع التواريخ : 1 / 262 ) .
« وممن عملوا مع جنكيز خان : فخر الدين محمود بن محمد الخوارزمي ، الذي يقول عنه ابن الفوطي : كان من أعيان وزراء جنكيز خان وعليه مدار الملك في المشرق ، وإليه تدبير ممالك تركستان وبلاد الخطا وما وراء النهر وخوارزم . وكان مع ذلك الذكاء كاتباً سديداً يكتب بالمغولية والخوارزمية والتركية والفارسية الخطائية ( الصينية ) والهندية والعربية ، وكان غاية في الفهم والذكاء والمعرفة ، وبتدبيره الشديد انتظم للمغول ملكهم » . ( الإسماعيليون والمغول / 75 ) .
كما أخفوا ذكر الملوك الأيوبيين الذين قاتلوا المسلمين مع المغول ، كالملك السعيد بن الملك العزيز بن الملك العادل أخي صلاح الدين الأيوبي ، الذي سلَّم لهولاكو الصبيبة ( قلعة قرب بانياس ) وانضم إليه في زحفه » . ( الإسماعيليون والمغول / 121 ) .
وقال أبو الفداء في تاريخه : 3 / 204 : « وكان معهم أيضاً في هذه المعركة الملك الأشرف موسى صاحب حمص ، الذي استطاع الفرار عند حصول الهزيمة فلم يؤسر ، وهو من أحفاد شيركوه عم صلاح الدين الأيوبي . وممن حرضوا المغول على غزو الشام ومصر الملك المغيث فتح الدين عمر بن العادل بن الكامل بن العادل شقيق صلاح الدين الأيوبي » .
كما أخفوا السنيين الذين ذهبوا إلى المغول وطلبوا منهم أن يحتلوا بلادهم ؟ !
قال ابن خلدون : 5 / 529 : « واستقل منكوفان بالتخت ، وولَّى أولاد جفطاي عمه
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
على ما وراء النهر إمضاء لوصية جنكزخان لأبيهم التي مات دونها ووفد عليه جماعة من أهل قزوين وبلاد الجبل يشكون ما نزل بهم من ضرر الإسماعيلية وفسادهم فجهز أخاه هلاكو لقتالهم واستئصال قلاعهم فمضى لذلك ، وحسَّن لأخيه منكوفان الاستيلاء على أعمال الخليفة فأذن له فيه » . انتهى .
ويطول الكلام لو أردنا سرد أسماء السنيين الذين تعاونوا مع المغول ، خوفاً ، أو طمعاً ، أو خيانة . وبعضهم استعانوا بهم على خصومهم من مذهب سني آخر ! قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : 8 / 237 ، عن أصفهان التي كانت سنية متعصبة ! « اختلف أهل أصبهان في سنة 633 ، وهم طائفتان حنفية وشافعية وبينهم حروب متصلة وعصبية ظاهرة ! فخرج قوم من أصحاب الشافعي إلى من يجاورهم ويتاخمهم من ممالك التتار فقالوا لهم : أقصدوا البلد حتى نسلمه إليكم ! فنقل ذلك إلى قا آن بن جنكيز خان بعد وفاة أبيه والملك يومئذ منوط بتدبيره ، فأرسل جيوشاً من المدينة المستجدة التي بنوها وسموها قرا حرم ، فعبرت جيحون مغربة وانضم إليها قوم ممن أرسله جرماغون على هيئة المدد لهم ، فنزلوا أصفهان في سنة 633 المذكورة وحصروها ، فاختلف سيفا الشافعية والحنفية في المدينة حتى قتل كثير منهم ، وفتحت أبواب المدينة ، فتحها الشافعية على عهد بينهم وبين التتار أن يقتلوا الحنفية ويعفوا عن الشافعية !
فلما دخلوا البلد بدؤوا بالشافعية فقتلوهم قتلاً ذريعاً ، ولم يفوا مع العهد الذي عهدوه لهم ، ثم قتلوا الحنفية ، ثم قتلوا سائر الناس » !
أقول : كان هذا العمل من المتعصبين الشوافع سنة 633 ، أي قبل حملة هولاكو
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – [ 74 ] – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
على بغداد بأكثر من عشرين سنة ! فأين كان ابن العلقمي والطوسي ؟ !
كما أخفى المتعصبون فقيهاً خطيراً جزاراً كان يجرُّ العلماء إلى هولاكو ليقتلهم ! قال السيد الأمين في كتابه الإسماعيليون والمغول / 123 : « وممن يتجاهل ابن تيمية جرائمهم ويتهم الأبرياء . . كبار علماء هولاكو الذين وضعوا أنفسهم في تصرفه فعاونوه على سفك دماء المسلمين ، منهم أبو بكر فخر الدين عبد الله بن عبد الجليل القاضي المحدث ، الذي ذكر صاحب كتاب الحوادث الجامعة إنه كان يتولى إخراج الفقهاء البغداديين ليقتلوا في مخيم هولاكو ! وصاحب الحوادث الجامعة مؤرخ معاصر شهد الأحداث بنفسه ، وأن الذي كان يَدْهَم بيوت فقهاء بغداد ويخرجهم منها ليسوقهم إلى هولاكو ليقتلهم ، هو القاضي المحدث الملقب بفخر الدين !
إن حامل هاتين الصفتين كان جلاد هولاكو الساعي بدماء الفقهاء العلماء إلى السفاك السفاح !
إنه يعرفهم واحداً واحداً ، لأنه منهم ، ويعرف مراتبهم ودرجاتهم ، ويعرف بيوتهم ومجالسهم ، فكان يسهل عليه انتقاؤهم وسحبهم لتهرق دماؤهم !
وابن تيمية يغمض عينيه عنه وعن أمثاله » ! !
* *
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
استطاع الفكر الشيعي المنفتح تقليل إخطار التتار بل واسلم التتار على أيادي الشيعة وتشيع الملك خودا بندا حفيد جنيكز خان وتحولت إيران من سنية الى شيعية، الشيخ الغامدي عربي اصيل أنصف الامام ابن العلقمي والذي هو من قبيلة بني اسد، تاريخنا مشرق وناصع مثل الشيعة نهر جاري ومهما خاضت الكلاب النجسة من بعثيين ومتطرفين يبقى مياه النهر صافي وطاهر، هذا البعثي القذر دلس لكن بلا شك اي منصف يقرأ هذا الرد يكون مع الشيعة وليس مع هذا البعثي الوهابي المتطرف علي الشوك لابارك الله به، يقول مراجع الشيعة تعاونوا مع الأمريكان ونسب ورقة نسبها لمجهول أورد اسم أربعين مرجعا انهم مع احتلال العراق وأشار للسيد السيستاني والسيد محمد حسين فضل الله هههههه والعالم شاهد السيد المرحوم محمد حسين فضل الله عبر قناة الجزيرة أفتى بمحاربة الامريكان اقول لهذا العتل كذب لكن بالمعقول بامسخم فضل الله والسيد علي خامنئي والسيد الصدر واسحق الفياض مواقفهم واضحة ومعلنة والعالم شاهدهم بمعارضة الاحتلال الأمريكي للعراق، مدن الشيعة صمدت واحد وعشرون يوما بوجه القوات البريطانية والأمريكية بينما المحافظات السنية استسلمت بدون قتال، لننظر لبغداد العاصمة وكل قادة الجيش والحرس الجمهوري والأمن الخاص والمخابرات هم سنة دبابتين أمريكيين اقتحمتا بغداد واستقرتا على جسر السنك وهرب صدام زعيمكم لحفرة الجرذان واستخرجوه الامريكان منها ضربا بالبساطيل أما قناة بي بي سي وثقت بكاء رجال تكريت بيوم التاسع من نيسان عام ،٢٠٠٣ وطالبوا مراسل بي بي سي سيف الخياط بسرعة قدوم الجيش الأمريكي لتكريت وسامراء قبل وصول البشمركة وقوات بدر الشيعة، وقناة الجزيرة نقلت بظهيرة يوم العاشر من نيسان مراسيم استسلام حامية الانبار بالصورة والصوت والذي وقع وثيقة الاستسلام العقيد خلف العليان الدليمي وهو موجود حي يرزق ونحن لم نفتري عليه، أحد المترجمين امريكي من اصل عراقي اعرفه قال لي في الفلوجة مللنا من كثرة الرجال والنساء يأتون لقيادة الجيش الأمريكي لبناء علاقات سياسية وترفيهية لكن الكلام ليس للكل وانما شريحة واسعة هذه هي الحقيقة الساطعة، حاول بريمر الاجتماع مع السيد السيستاني لكن رفض طلبه بينما استقبل علماء السنة بريمر وقبله كارنر من قبل الشيخ احمد الكبيسي والشيخ بشار الفيضي وحارث الضاري وفي مجلس الحكم عدنان الدليمي يرحب في المسؤل الأمريكي خليل زاد ويصبح عليه اهلا ابو عمر املنا بك وبشهادة عضو من اعضاء مجلس الحكم السابق، الان نضع اليكم نص مراسلات الخيانة ما بين زعيم العرب ومفتيهم شريف مكة مع الانكليز ويتبعه وثيقة ابن سعود وخلال الأيام الماضية شاهدنا ورشة المنامة للتطبيع مع الصهاينة والتي قبلتها دول الخليج بدون اي ثمن من قبل إسرائيل وبدون اي تنازل

خيانة مفتي العرب السنة وتحالفه مع الانكليز

مراسلات حسين مكماهون
مراسلات حسين مكماهون في ويكي مصدر

المراسلة الأولى

رسالة الشريف حسين من 14 يوليو 1915
بسم الله الرحمن الرحيم

مكة في 28/ رمضان سنة 1333 هـ (14/ يوليو سنة 1915م)

لصاحب السعادة والرفعة نائب جلالة الملك بمصر، سلمه الله.

أقدم لجنابكم العزيز أحسن تحياتي الودية واحتراماتي، وأرجو أن تعملوا كل ما في وسعكم لتنفيذ المذكرة المرسلة إليكم طيه، المتضمنة الشروط المقترحة المتعلقة بالقضية العربية.

وأود بهذه المناسبة أن أصرح لحضرتكم ولحكومتكم انه ليس هناك حاجة لأن تشغلوا أفكاركم بآراء الشعب هنا، لأنه بأجمعه ميال إلى حكومتكم بحكم المصالح المشتركة.

ثم يجب ألا تتعبوا أنفسكم بإرسال الطيارات أو رجال الحرب، لإلقاء المناشير وإذاعة الشائعات، كما كنتم تفعلون من قبل، لأن القضية قد قررت الآن.

وأني لأرجوكم هنا أن تفسحوا المجال أمام الحكومة المصرية، لترسل الهدايا المعروفة من الحنطة للأراضي المقدسة “مكة والمدينة” التي أوقف إرسالها منذ العام الماضي.

وأود أن ألفت نظركم إلى أن إرسال هدايا هذا العام، والعام الفائت، سيكون له أثر فعال في توطيد مصالحنا المشتركة وأعتقد أن هذا يكفي لإقناع رجل ذكي مثلك أطال الله بقاءكم.

حاشية: أرجو ألا تزعجوا أنفسكم بإرسال أي رسالة قبل أن تروا نتائج أعمالنا هنا، خلا الجواب على مذكرتنا وما تتضمنه.

ونرجو أن يكون هذا الجواب بواسطة رسولنا كما نرجو أن تعطوه بطاقة منكم ليسهل عليه الوصول إليكم عندما نجد حاجة لذلك. والرسول موثوق به.

المذكرة: لما كان العرب بأجمعهم دون استثناء – قد قرروا في الأعوام الأخيرة أن يعيشوا وأن يفوزوا بحريتهم المطلقة، وأن يتسلموا مقاليد الحكم نظريا وعمليا بأيديهم. ولما كان هؤلاء قد شعروا وتأكدوا أنه من مصلحة حكومة بريطانيا العظمى أن تساعدهم وتعاونهم للوصول إلى أمانيهم المشروعة، وهي الأماني المؤسسة على بقاء شرفهم، وكرامتهم وحياتهم…

ولما كان من مصلحة العرب أن يفضلوا مساعدة حكومة بريطانيا عن أية حكومة أخرى بالنظر لمركزها الجغرافي، ومصالحهم الاقتصادية وموقفهم من حكومة بريطانيا.

أنه بالنظر لهذه الأسباب كلها يرى الشعب العربي أنه من المناسب أن يسأل الحكومة البريطانية إذا كانت ترى من المناسب أن تصادق بواسطة مندوبيها أو ممثليها على الاقتراحات الأساسية الآتية:

أولاً : أن تعترف إنجلترا باستقلال البلاد العربية من مرسين ـ اذنه، حتى الخليج الفارسي شمالاً ومن بلاد فارس حتى خليج البصرة شرقا، ومن المحيط الهندي للجزيرة جنوبًا يستثنى من ذلك عدن التي تبقى كما هي ـ ومن البحر الأحمر والبحر المتوسط حتى سينا غربا.

على أن توافق إنجلترا أيضًا على إعلان خليفة عربي على المسلمين.

ثانيًا : تعترف حكومة الشريف العربية بأفضلية إنجلترا في كل مشروع اقتصادي في البلاد العربية، إذا كانت شروط تلك المشاريع متساوية.

ثالثا: تتعاون الحكومتان الإنجليزية والعربية في مجابهة كل قوة تهاجم أحد الفريقين وذلك حفظا لاستقلال البلاد العربية. وتأمينا لأفضلية إنجلترا الاقتصادية فيها.. على أن يكون هذا التعاون في كل شيء في القوة العسكرية، والبحرية، والجوية …

رابعا: إذا تعدى أحد الفريقين على بلد ما ونشب بينه وبينها عراك وقتال، فعلى الفريق الآخر أن يلزم الحياد. على أن هذا الفريق المعتدى إذا رغب في اشتراك الفريق الآخر معه ففي وسع الفريقين أن يجتمعا معا وأن يتفقا على الشروط.

خامسا: مدة الاتفاق في المادتين الثالثة والرابعة من هذه المعاهدة خمس عشرة سنة. وإذا شاء أحد الفريقين تجديدها عليه أن يطلع الفريق الآخر على رغبته قبل أنتهاء مدة الاتفاقية بعام(*).

هذا ولما كان الشعب العربي بأجمعه قد اتفق “والحمد لله” على بلوغ الغاية وتحقيق الفكرة مهما كلفه الأمر فهو يرجو الحكومة البريطانية أن تجيبه سلبا أو إيجابا في خلال ثلاثين يوما من وصول هذا الاقتراح. وإذا انقضت هذه المدة ولم يتلق من الحكومة جوابًا فإنه يحفظ لنفسه حرية العمل كما يشاء.

وفوق هذا فإننا نحن عائلة الشريف نعتبر أنفسنا ـ إذ لم يصل الجواب ـ أحرارا في القول والعمل من كل التصريحات، والوعود السابقة التي قدمناها بواسطة علي أفندي.

جواب السير مكماهون من 30 أغسطس 1915
من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين 30 أغسطس 1915 إلى السيد الحسيب النسيب سلالة الأشراف وتاج الفخار وفرع الشجرة المحمدية والدوحة القرشية الأحمدية صاحب المقام الرفيع والمكانة السامية السيد ابن السيد والشريف بن الشريف السيد الجليل المبجل دولتلو الشريف حسين سيد الجميع أمير مكة المكرمة قبلة العالمين ومحط رجال المؤمنين الطائعين عمت بركته الناس أجمعين.

بعد رفع رسوم وافر التحيات العاطرة والتسليمات القلبية الخالصة من كل شائبة نعرض أن لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشرف الشعور والاحساسات نحو الإنجليز. وقد يسرنا علاوة على ذلك أن نعلم أن سيادتكم ورجالكم على رأي واحد وأن مصالح العرب هي نفس مصالح الإنجليز والعكس بالعكس. ولهذه النسبة فنحن نؤكد لكم أقوال فخامة اللورد كتشنر التي وصلت إلى سيادتكم عن يد علي أفندي وهي التي كان موضحا بها رغبتنا في استقلال بلاد العرب وسكانها مع استصوابنا للخلافة العربية عند إعلانها.

وإنا نصرح هنا مرة أخرى أن جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة.

وأما من خصوص مسألة الحدود والتخوم فالمفاوضة فيها تظهر أنها سابقة لأوانها، وتصرف الأوقات سدى في مثل هذه التفاصيل في حالة أن الحرب دائرة رحاها ولأن الأتراك أيضا لا يزالون محتلين لأغلب تلك الجهات احتلالا فعليا وعلى الأخص ما علمناه وهو مما يدهش ويحزن أن فريقا من العرب القاطنين في تلك الجهات نفسها قد غفل وأهمل هذه الفرصة الثمينة التي ليس أعظم منها، وبدل أقدام ذلك الفريق على مساعدتنا نزاه قد مد يد المساعدة إلى الألمان، نعم مد يد المساعدة لذلك السلاب النهاب الجديد وهو الألمان والظالم العسوف وهو الأتراك.

مع ذلك فأنا على كمال الاستعداد لأن نرسل إلى ساحة دولة السيد الجليل وللبلاد العربية المقدسة والعرب الكرام من الحبوب والصدقات المقررة من البلاد المصرية وستصل بمجرد إشارة من سيادتكم وفي المكان الذي تعينونه. وقد عملنا الترتيبات اللازمة لمساعدة رسولكم في جميع سفراته إلينا ونحن على الدوام معكم قلبا وقالبا مستنشقين رائحة مودتكم الزكية ومستوثقين بعرى محبتكم الخاصة سائلين الله سبحانه وتعالى دوام حسن العلائق بيننا.

وفي الختام أرفع إلى تلك السدة العليا كامل تحياتي وسلامي وفائق احترامي.

تحريرا في 19 شوال 1333

الموافق 30 أغسطس 1915

المخلص

السير أرثر مكماهون

نائب جلالة الملك

وهذه وثيقة الى ابن سعود في بيع فلسطين للصهاينة

وفيما يلي نص الوثيقة..

بسم الله الرحمن الرحيم
انا السلطان عبدالعزيز ابن عبدالرحمن الفيصل السعود أقر و أعترف الف مرّة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظماء لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود او غيرهم كما تراه بريطانية التي لا أخرج عن رأيها *حتي تصيح الساعة.

وهذه وثيقة المستر همفر الجاسوس البريطاني مؤسس الوهابية للتآمر على المسلمين
https://www.goodreads.com/book/show/12348860

اتفاقية فيصل وايزمان

انا الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية والقائم بالعمل نيابة عنها والدكتور حاييم وايزمن ممثل المنظمة الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنه، يدركان القرابة الجنسية والصلات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي ويتحقق أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية هو في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون سبيل تقدم الدولة العربية وفلسطين ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي بينهما فقد اتفقا على المواد التالية:

1- يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين أقصى النوايا الحسنة والتفاهم المخلص وللوصول إلى هذه الغاية تؤسس ويحتفظ بوكالات عربية ويهود معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما.

2- تحدد بعد اتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرة الحدود النهائية بين الدول العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين المتعاقدين.

3-عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917.

4- يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها وبأقصى مايمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الاسكان الواسع والزراعة الكثيفة. ولدى اتخاذ مثل هذه الإجراءات يجب أن تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين المستأجرين العرب ويجب أن يساعدوا في سيرهم نحو التقدم الاقتصادي.

5- يجب أن لا يسن نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة ما في ممارسة الحرية الدينية ويجب أن يسمح على الدوام أيضا بحرية ممارسة العقدية الدينية والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفصيل ويجب أن لا يطالب قط بشروط دينية لممارسة الحقوق المدنية أو السياسية.

6- إن الأماكن الإسلامية المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين.

7- تقترح المنظمة الصهيونية أن ترسل إلى فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم بدراسة الإمكانيات الاقتصادية في البلاد وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستضع المنظمة الصهيونية اللجنة المذكورة تحت تصرف الدولة العربية بقصد دراسة الإمكانيات الاقتصادية في الدولة العربية وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستستخدم المنظمة الصهيونية أقصى جهودها لمساعدة الدولة العربية بتزويدها بالوسائل لاستثمار الموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية في البلاد.

8- يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم التامين في جميع الأمور التي شملتها هذه الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح.

9- كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة البريطانية للتحكيم وقع في لندن، إنجلترا في اليوم الثالث من شهر جانفي سنة 1919.

يقول هذا التافه أن الحسين عمل عمل انتحار بينما وقف كتاب ومثقفي العالم المسيحي وقفة اجلال واحترام لثورة الامام الحسين ع
واليكم نص ماقاله بعض علماء الغرب المسيحي بحق الامام الحسين ع

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء – مفكرون وعلماء غربيون انصفوا ثورة الحسين ع اكثر بكثير من علماء العالم الاسلامي الذين حاولوا افراغ ثورة الحسين ع من محتواها الاصلاحي وانشاء نظام العدالة والمساواة بين الناس، لكن للاسف الشديد تجد علماء من العالم السني ابن تيمية على سبيل المثال قال الحسين قتل بسيف جده، وقال دم الحسين ليس اطهر من دم عثمان…..الخ نختصر ونضع لكم اقوال بعض المستشرقين المسيحيين حول ثورة الحسين.

قال الآثاري الإنكليزي وليم لوفتس:((لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.))

قال المستشرق الألماني ماربين:((قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.))

قال المفكر المسيحي انطوان بارا (( لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين)).

قال المستشرق الإنجليزي ادوار دبروان (( وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها)).

قال الكاتب الإنجليزي كارلس السير برسي سايكوس ديكنز (( إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام)).

وقال(( الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى اعجابنا وأكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا.))

قال الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون (( هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام)).

قال الزعيم الهندي غاندي (( لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين )).

وقال ايضا ((تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر )).وقال ايضا:((ـ أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيراً من الهندوسية، واني أعزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي. وقال: لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين. وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور: على الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحسين. وهكذا تأثر محرر الهند بشخصية الإمام الحسين ثائراً حقيقياً وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق.. وقد ركّز غاندي في قوله على مظلومية الإمام الحسين بقوله: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر.))

قال المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس ((حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد )).

الباحث الإنكليزي ـ جون أشر:(( إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي.))المستشرق الهنغاري أجنانس غولد تسيهر:((قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد كبير من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً.))

الكتاب الإنكليزي توماس لايل:((لم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية، ولم ينعدم الضبط بين الناس.. فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء وما زلت أشعر بأني توصلت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزا. فيما لو وجّها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين.))

الكاتبة الإنكليزية ـ فريا ستارك:(( إن الشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه، بينما احاط به اعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس إلى يومنا هذا كما كانت قبل 1257 سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة ان يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء، تعمدنا ذكر أقوال منصفي العالم الغربي المسيحي حول ثورة الحسين ع واحجمنا عن ذكر احاديث النبي محمد ص الصحيحة حول أبعاد الامام علي ع عن قيادة الامة وكيف يتعرض ال البيت ع للقتل والسبي والشتم والسب من قبل اشرار الامة الذين وصلوا لسدة الحكم بسبب انقلاب السقيفة المشؤم تحية الى بطل الانسانية الحسين بن علي الخالد في نفوس الانسانية، وسبق لي ان نشرت بحثا عن ولادة نبي الله عيسى ع وولادة النبي محمد ص وولادة الامام المنقذ محمد بن الحسن المهدي ومن التوراة والانجيل وكيف نبي الله داود وسليمان بكوا على ذبيح نهر الفرات وحسب ابحاث المنصفين من المثقفين المسيحيين الشرقيين فقد اكدوا ان ذبيح الفرات الذي ذكر في كتب الحديث العهد القديم والحديث للديانة المسيحية هو الحسين بن علي بن ابي طالب ع حفيد النبي الخاتم محمد ص.
نعيم الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل

عندما كان الشيعة ومرجعياتهم يقاومون الانكليز للدفاع عن الدولة العثمانية كانت الزعامات العربية السنية تتعاون مع المحتلين وعندما كان مراجع الشيعة يطالبون في استقلال العراق زعيم سنة العراق يطلب من السير كوكز إبعاد الفرس ويقصد الشيعة من تشكيل الحكومة وهذا ماذكره المستر هنري فوستر في أطروحته الدكتوراة نشأة العراق الحديث، صدام حكم العراقيين بالحديد والنار وثار الشيعة والاكراد في انتفاضة عام 1991 بينما السنة التفوا حول صدام ورفض قادة الجيش وهم كلهم سنة إسقاط صدام وقمعوا الشيعة وربطوا مصيرهم مع صدام، عندما اتخذ بوش قرار إسقاط صدام عسكريا مدن الشيعة مثل ام قصر والبصرة صمدت ثلاثة أسابيع لمقاومة المحتل بينما تكريت وسامراء تستسلم بدون قتال القوات الغازية ولنا بقضية توقيع العقيد خلف العليان الدليمي وثيقة استسلام حامية الانبار للقوات المحتلة ونقلتها في يوم العاشر من نيسان محطات BBC. و CNN وقناة الجزيرة والعربية والكويتية ، طارق الهاشمي يعلن أنه يذهب للامريكان بينما بريمر يطلب الاجتماع مع السيد السيستاني والسيد يرفض لقائه وكل هذا الرذيل علي الشوك يختلق قصص من مخيلته في الختام العرب والمسلمين في أمس الحاجة للتعاون وإنهاء حقبة الصراعات لكن حقارة البعثيين ونتانة الوهابيين تابى ذلك ونفسه شيخ الحرم المكي الشيخ السديس قالها إذا لم تكن هناك حرب شيعية سنية فنحن نعملها حرب سنية شيعية؟ وصدق قول الامام علي ع الحق أبلج والباطل لج لج، مؤتمر ورشة المنامة الذي عقد بالبحرين مخصص لبيع قضية العرب والقدس في أموال عربية خليجية، الحمد لله الشيعة وقفوا ضده، الذي تعاون مع الصهاينة الم يكن قادة الدول العربية وبشكل خاص الخليجية وأقاموا تحالف مع الصهاينة وعذرهم اقبح من فعلهم، زيارات قادة العرب لتل أبيب ومن ثم للقدس للإجتماع مع الصهاينة هل فعلها الشيعة؟ فلول البعث بالعراق يطالبون بعودة القوات الأمريكية المحتلة للعراق مرة ثانية ووقع وجهاء الأنبار وثيقة لصالح انتشار الجيش الأمريكي في أراضيهم وكلامي لايشمل الجميع لكنه يحظى بقبول الكثيرين بالقوات المحتلة الامريكية، فتوى ابن باز الوهابي بجواز الاستعانة بالنصارى لتحرير الكويت من احتلال صدام فتوى حقيقة وليست من خيال، وصدق قول أمير المؤمنين ع عندما سكت اهل الحق عن حقهم ظن أهل الباطل أنهم على حق، علي الشوك عراقي سني يستلم راتب مليونين ويعيش في بغداد ألف كتاب يكفر ويشوه سمعة الشيعة بطرق مبتذلة وللاسف يفترض تقديمه للعدالة وبالقليل الطلب من عشيرته أن كانت له عشيرة مطالبة في ردعه وتقديم اعتذار من تصرفات ابنهم العار.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here