ترمب وقادة اوروبا،

نعيم الهاشمي الخفاجي
ترمب يريد من الاوروبيين مقاطعة روسيا لكن الاوروبين يرفضون خطط ترمب في مقاطعة روسيا اقتصاديا لان اوروبا تنظر لروسيا دولة اوروبية لعبت دورا مهما في محاربة النازية وكسر شوكة هتلر وانقاذ شعوب كثيرة من سيطرة هتلر، وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض سنة 2017 احدث زلزالاً في العلاقات الدولية وفي صورة القيادة الأميركية، تعامل مع العالم بعقلية تجارية، يمتاز بالحده مع الخصم والصديق، . لا يقيم وزناً للتحالفات التقليدية التي ربطت واشنطن بحلفائها الأوروبيين وبجيرانها لسنوات مديدة، لايتقيد بالاتفاقيات الموقعة بين الادارات السابقة ودول العالم،
أن ترمب هدفه الأساسي هو قاعدته الانتخابية داخل الولايات المتحدة، وهي القاعدة التي يدغدغها بشعارات مثل «أميركا أولا» أو «أميركا عظمى من جديد»، في انتقاد لا يتضمن أي التباس لسياسات أسلافه، التي يعتبر أن مهمته الأساسية هي إصلاحها، ووضع الولايات المتحدة من جديد على الطريق الصحيح، كما يراه.

مع إعلان دونالد ترمب ترشحه لولاية ثانية، وبدء التنافس بين الديمقراطيين على اختيار المرشح الذي يرون أنه الأفضل لكسب السباق،

في 15 يوليو (تموز) من العام الماضي، وبلغة استفزازية، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس»، طرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب رؤيته «العميقة» للاتحاد الأوروبي. هذا الاتحاد هو في نظره «العدو الرئيسي» للولايات المتحدة، وهو بذلك يكون أخطر من روسيا والصين اللتين وصفهما ترمب أيضا بأنهما عدوتان.، فقد وصف ترمب الاتحاد الأوروبي بأنه «صعب المراس والمنافس الأول لأميركا في العالم اليوم». ولا يأخذ الرئيس الأميركي على الأوروبيين فقط أنهم لا يساهمون بما يتوجب عليهم للحلف الأطلسي (2 في المائة من الدخل القومي الخام) بل ينظر للاوروبيين إنهم يمولون روسيا التي يطلبون منه حمايتهم منها، عندما اصبحت امريكا تصدر ١٢ مليون برميل نفط يوميا واصبح عند الامريكان غاز ترمب رجل ملياردير يريد يبيع اوروبا البترول والغاز الامريكي وانتقد مساهمة ألمانيا في مشروع الغاز الروسي الجديد، وطلب من الالمان شراء النفط والغاز الامريكي بدل الروسي وبذلك يضعف روسيا اقتصاديا،

لم يسمع الأوروبيين من رؤساء الولايات المتحدة السابقين احدا فرض ضرائب وهدد بفرض عقوبات اقتصادية ضد الشركات الاوروبية مثل مافعلها ترمب، رئيس يمارس الدبلوماسية على طريقة التغريدات الصباحية والمسائية،
ترمب حلاب الابقار العربية واخذ اموالهم بالقوة لايمكنه التعامل مع الاوروبيين بنفس عقلية حلب الابقار ولا في فرض اوامره بمقاطعة البترول والغاز الروسي، وشراء الغاز والبترول الامريكي،
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يطالب نظيره الأميركي، في حديث إلى مجلة «نيو يوركر» هذا الأسبوع بأن «يوضح موقفه» من الاتحاد الأوروبي بعد الذي قاله في مسألة «بركسيت» ودعوته بريطانيا إلى قطيعة مع شركائها الأوروبيين. ولم يتردد ترمب في التدخل المباشر والفاضح، خلال زيارته الأخيرة لبريطانيا، وماكرون اقترح تشكيل جيش اوروبي في شهر تشرين الثاني ولايمكنه أن ينسى ماكرون السهام التي وجهها ترمب إليه بسبب مطالبته تشكيل الجيش الاوروبي،
وكان رد ترمب لماكرون جاف إذ ذكّر ماكرون بأنه «لولا تدخل القوات الأميركية (في الحرب العالمية الثانية) لكان الفرنسيون يدرسون الألمانية» في إشارة إلى احتلال القوات النازية لفرنسا.

ما يحرج الأوروبيين في سياسة ترمب الخارجية تعامل ترمب مع كوريا الشمالية بالتهديد بالضغط على ازرار النووي، لمحو كوريا الشماليه من الوجود، مع الملف الفلسطيني تبرع بالقدس والجولان الى اسرائيل،
تعامل ترمب مع ايران ، سحب ترمب توقيع بلاده من الاتفاق النووي مع إيران وعرض العالم للخطر، ترمب سحب اعتراف بلاده وفق مزاجه الخاص وطمعا بالمليارات الترليونية الخليجية الباغضة لايران لاسباب مذهبية،

ترمب نام واستيقظ ليفاجىء الاوروبيين أعلن ترمب أنه سينسحب دون تشاور مسبق من اتفاقية الحد من الصواريخ المتوسطة المدى الموقعة مع الاتحاد السوفياتي في التسعينات.
وأن هذه الصواريخ تهم الأوروبيين ومصيرهم بالدرجة الأولى وهم غير مستعدين لدخول بحروب نووية، قادة اوروبا يخدمون شعوبهم ويوفرون لهم الحياة الكريمة وهم غير ملزمين لطموحات ترمب العدوانية والانتقامية ضد الشعوب الفقيرة والضعيفة التي هو نفسه اعلن انهم ابقار حلوبه يحلبهم وان جف لبنهم يقوم بذبح الابقار ليأكل لحمهم،
ترمب مع هيكلة الاتحاد الاوروبي واسقاط اليورو ليبقى هو الاسد والمهمين الذي لايقهر.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here