حول تقرير المنجز الحكومي : دخان بلا نار و جعجعة بلا طحين !!

بقلم مهدي قاسم

أصدرت حكومة عبد المهدي تقريرا عن منجزها التاريخي و الحافل !!،
الذي أنجزته في غضون ما يقارب سنة على تشكيلها الناقص ، و بصياغة ومرتبكة مبتسرة و متجزئة ، يبدو أن الغاية منها هي الاحتماء خلف غموض وضبابية بغية إيهام المواطن بأن الحكومة تعمل و تنجز وليست عاجزة أو فاشلة أو تراوح في مكانها ، مثلما هي في حقيقة الأمر و الواقع
، مع أنه يمكن الاستنتاج من هذا التقرير السوريالي ــ بالمعنى الإداري !!ـــ إن معظم هذه ” الإنجازات ” التاريخية !!، هي ذات طابع إداري فحسب ، أكثر منها أن تكون ــ كما ينبغي و يجب ــ إنجازات ملموسة ومحسوسة ومثمرة بالنسبة للمواطن العراقي و التي يجب أن يشعر و يحس
بها في حياته اليومية المثقلة بالعوز و الحرمان والمعاناة ، بالأخص على صعيد الخدمات اليومية الضرورية و الملحة والتي لا غنى عنها اطلاقا ، كتوفير التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب وتحسين المستوى المعيشي المتدهور ، و تقليل من نسبة البطالة المتفاقمة المتصاعدة
إلى أعلى مستويات خطيرة والتي أضحت آفة مهلكة تهدد حياة الشاب العراقي المثقلة باليأس والقنوط ، ومن ثم التفكير بالانتحار خلاصا من هذا النفق المظلم و المسدود الذي يؤطر و يغلف حياة الشباب و الشابات العراقيات :

إذ ــ على الأقل ــ كان يجب أن يكون هناك شيئا من إنجاز نحو تحسن
محسوس في خدمة الطاقة الكهربائية في هذا الصيف الجهنمي القائظ ، بعيدا عن انقطاعات طويلة و مستمرة ، لكي يشعر المواطن بفعالية وفوائد هذه الإنجازات الحكومية المزعومة في مجرى حياته اليومية، فضلا عن ضرورة توفير فرص عمل كثيرة طبعا ليس عن طريق التوظيف في دوائر و مؤسسات
الدولة ، إنما عبر شبكات واسعة من استثمارات مختلفة في القطاعي العام و الخاص ، جنبا إلى جنب مع اتخاذ إجراءات جدية ضد الفساد والفاسدين و استرجاع المال العام المسروق ، ولكن لا شيئا من هذا القبيل ، إنما بعض إجراءات إدارية ، كفتح المنطقة الخضراء ، مصحوبة بوعود
كاذبة و تصريحات تضليلية خادعة بهدف الاحتيال على المواطن وغشه من أجل الحصول على فرصة جديدة و من خلالها على وقت إضافي ضائع أصلا ، مثلما حتى الآن لغرض الاستمرار في المناصب والسلطة لفترة أطول ..

منذ تولي عادل عبد المهدي رئاسة الحكومة العراقية و قبلها أيضا قلنا
ما معناه : أن أحدا من هؤلاء الساسة الإسلاميين الشيعة ( المُقادين من قبل النظام الإيراني من أذانهم ) لا يمكن إلا أن يكون محكوما بالفشل الذريع و الفساد المريع ، وتاليا لا يمكن التوقع منه أي نجاح لحكومة يقودها أشخاص تخادميون من هذا القبيل يفتقرون إلى كاريزما
رجل وطني ونزيه مسكون بهاجس تغيير بناء ، و بطبيعة الحال ولا أي إنجاز تاريخي ملموس ومحسوس لصالح الناس منة قبل هذه الحكومة الجديدة ــ العتيقة ..

و الأيام بيننا ..

و إلا فأين هي الإنجازات التي قدموها للشعب العراقي منذ 16 عاما ؟!
..

لا شيء سوى دفع عربة الفساد و الفشل و الخراب إلى الأمام من عهد
كارثي إلى عهد آخر أكثر كارثيا و هكذا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here