في الزمن الديمقراطي..تضاعف حالات الانتحار في العراق”(3)

عبد الرضا حمد جاسم

يتبع ما قبله لطفاً

مقدمة: هذا الجزء في غالبه بخصوص العلاقة بين شكل نظام الحكم والانتحار…اشعر إني لم أتمكن من اعطاءه حقه والسبب كما اتصور ان حالات الانتحار في تزايد في كل المجتمعات والدول باختلاف نُظم الحكم والموقع الجغرافي والحالة الاقتصادية والدين والعرق والمساحة وعدد السكان والتطور العلمي/الاجتماعي. عليه أتمنى ان يأخذ هذا الجانب اهتمام القراء الكرام لإضافة المفيد لنستفيد جميعاً. وشكراً.

………………………………

لا يمكن ان نُبْعِدْ هذا الجزء من العنوان “في الزمن الديمقراطي” عن المقطع الأول من المقالة حيث كتب أ. د قاسم حسين صالح التالي: [ان يعيش شعب تحت حكم دكتاتوري جاء بانقلاب عسكري يكون فيه الفرد عاجزا عن تغيير حاله، فان اقدامه على الانتحار مسألة فيها نظر، لكن أن تتضاعف اعداده في زمن ديمقراطي جاء بحاكم في انتخابات حرة فتلك مفارقة ما حدثت الا في العراق!] انتهى

تكلمتُ في الجزء السابق عن: “تضاعف” “تضاعفت” “تتضاعف” “مضاعفة” وبينتُ فيه بوضوح خطأ هذا الطرح والان أتكلم عن “الزمن الديمقراطي” وعلاقته بالانتحار وزيادة حالات الانتحار وتضاعف حالات الانتحار وقول “فتلك مفارقة ما حصلت الا في العراق”!!!!!!!!

ان “حشر” “الزمن الديمقراطي” يفتح المجال للكلام عن كيفية الكتابة عن الانتحار و”حشر” الأمور التي قد تُبْعِدْ عن الغرض الأساسي الذي هو كما افهم بيان هذه الحالة “الانتحار” او تسليط الضوء عليها بغرض تقديم الفائدة لبيان حجمها و محاولة دراسة بعض أسبابها بأمل المساهمة في معالجة ما يمكن معالجته منها، ويمكن القول ان هذا الطرح “الحشر” هو جزء من عملية “تسييس” او محاولة “تسييس” الموضوع ان صح القول بقصد او دون قصد، أي “تسييس” موضوع اجتماعي وبذلك نخرج عن الطريق الصحيح كما اعتقد لدراسة حالة او موضوع اجتماعي مع معرفتي ويقيني ان لنظام الحكم تأثير بهذا الشكل او ذاك على حالة المجتمع وأحوال الجماعة…

افهم ان للسياسة تأثير على “الانتحار” لكن لا اعتقد ان للانتحار تأثير على السياسة، هو موجود و”قائم” و الحال السياسي ايضاً قائم و الكلام عنه لا ينفع لان المتكلم مهما كان موقعه لا تأثير له على الوضع السياسي، وقد يُفَسَرْ ذلك على ان المختص بعلم النفس و المجتمع يقول فلنترك الانتحار و نعمل على تغيير النظام السياسي او نترك الانتحار الى حين تغيير النظام السياسي…و هنا كما اعتقد إشكالية ستضع الباحث الاجتماعي في تصادم مع وضع سياسي قائم سواء كان هذا النظام وفق “وطن حرٌ…” أو” امة عربية…” أو “الإسلام هو الحل…”او “ممهدون…” حيث جميع النُظم تقول و تدعي انها لخدمة الانسان و تحسين اوضاعه…وتأكيداً على النفس السياسي الذي حاول بقصد او بدون قصد أ. د قاسم حسين صالح ربط موضوع لانتحار به وبذلك يكون من ضمن القلة التي زجت بشكل نظام الحكم في هذه المشكلة /الحالة الاجتماعية النفسية…طبعاً حسب اطلاعي المحدود…اليكم ما كتبه بعد ذلك بزمن ليس بالقصير حيث كتب عن الموضوع بصورة أوضح او أكثر تحزباً أن صح القول و اعتذر على هذا القول وذلك في مقالته: [المرجعية الموقرة مع التحية: ما هكذا تحلل وتعالج مصائب الناس] بتاريخ 20/05/2019 …اي بعد سنة واحدة و تسعة اشهر و (12) يوم تقريباً نشر خلالها عدة مقالات عن الانتحار… الرابط

http://www.almothaqaf.com/a/aqlam2019/936996

كتب التالي: [ان الدور الرئيس في حصول ظواهر سلبية في اي مجتمع كان هو نوعية النظام السياسي. ولك ان تقارن ما حصل للإنسان العراقي في زمن حكومات المحاصصة والنظام الدكتاتوري والأنظمة الجمهورية الخمسة والنظام الملكي. لتصل الى نتيجة بأن كثرة حالات الانتحار والطلاق (الذي وصفته المرجعية بانه ارهاب آخر)، وشيوع تعاطي المخدرات، وتعرّض الضمير الأخلاقي لضربات موجعة، والألحاد الناجم عن التطرف الديني، وتحول الفساد من فعل كان يعدّ خزيا الى شطارة. هي، في قناعة أغلب العراقيين، حصيلة حكم احزاب محسوبة على المرجعية بما فيها قائمة (555) التي دعمتها ثم تخلت عنها. وأن ما تؤاخذ عليه المرجعية هو انها خبرت كل المواقف. من النصح الهادئ للسياسيين، الى بح الصوت، الى الابتعاد عن السياسة وفواجع الناس، الى الرجوع اليها والتعاطف معها. الا موقفا واحدا هو الانتصار للشعب بفعل صريح يخيف السياسيين. بدونه تبقى مصائب الناس تزداد سوءا. مع وافر التقدير والاحترام] انتهى.

تعليق: طرح مرتبك غير مترابط يُسيس الموضوع ويزج ب(555) ويعود بنا الى قرن من الزمان حيث تشكيل العراق والحكم الملكي وخلط للأمور فالإلحاد في العراق ناتج عن التطرف الديني حسب أ. د قاسم حسين صالح، لكن ما هو سبب انتشار الالحاد في بلد العلمانية فرنسا والدول الديمقراطية الأخرى؟ هل هو التعصب الديني ايضاً؟ وتهداد نظم الحكم في العراق دليل على ان الانتحار جاري في كل اشكال نُظم الحكم.

أعرف ان زج هذا الموضوع من قبلي سيبعدنا بعض الشيء عن موضوع الانتحار لكنه لا يُخرجنا عن المجتمع، واود ان أقول للأستاذ قاسم حسين صالح متى كانت الامراض/الحالات/المشاكل الاجتماعية تُحسم بفتوى من مرجعية دينية…ان الفساد ينخر كل المرجعيات بما فيها المرجعيات الدينية والسياسية وما مشاريعها الا دليل على هذا وذاك. ثم كل العالم يعرف ان انتشار الفساد والمخدرات وكل اشكال الانحراف يكون او كان وسيكون في كل المجتمعات باختلاف نُظم الحكم وامامك الولايات المتحدة الامريكية ودول الغرب الديمقراطي حيث ينتشر الالحاد والانحراف الجنسي والمخدرات وكل اشكال الانحراف والفساد في اغلب المستويات العمرية والاقتصادية والمواقع السياسية وحتى السيادية وفي كل او اغلب المنظمات والجمعيات من اللجنة الأولمبية الدولية الى الاتحادات الدولية الى المنظمات الاقتصادية الكبرى الى البرلمانات وغيرها…والحديث طويل ومتشعب. والفساد في العراق كما اعرف ان أ. د قاسم حسين صالح يعرف ليس بجديد، يعني ليس في “الزمن الديمقراطي” لكنه فيه “تطور بقفزات

نوعية” فمن عاش سنوات الحصار يعرف جذور الفساد والإفساد وحتى قبل الحصار، لكن الفرق هو ان الحالي مكشوف ويُنشر ويُعلن وسابقاً كان ممنوع التطرق اليه حتى همساً.

سيكون ردي على “الزمن الديمقراطي” و “الزمن الدكتاتوري” من كتابات أ. د قاسم حسين صالح نفسه لكن قبل ذلك هناك ما يستدعي ان أقول رأي في موضوع الدكتاتورية حيث اعتقد ان ربط الانتحار ب”الدكتاتورية” و “الانقلاب العسكري” و”الزمن الديمقراطي” هنا غير دقيق، لقد بينت بعض الشيء عن نظام الحكم هنا وفي الجزء السابق والمتمم له هنا هو ان “الدكتاتورية” لا أقول انها تُحَّرِمْ/تَمنع الانتحار لكن اعتقد ان الانتحار قد يُفسر في النظام الدكتاتوري على انه شكل من اشكال الاعتراض على النظام يستوجب التحقيق فيه مع عائلة المنتحر مما قد يثير لها المتاعب مع السلطة او المجتمع حيث ستظهر اشاعات كثيرة تُزعج اهل المنتحر.

اطرح السؤال العام التالي: ما علاقة ” الحكم الدكتاتوري” و”الزمن الديمقراطي” بل ما علاقة ” الدكتاتورية والديمقراطية” بموضوع الانتحار؟ .ان الكثير من المعلومات التي يتحفنا بها “غوغل” تؤكد ان معدلات الانتحار في “شتى نُظم الحُكم” “الدكتاتورية و الديمقراطية و ما بينهما” مرتفعة و متصاعدة وربما أن اعلى معدلات الانتحار وقعت وتقع و”ستقع ربما” في بلدان النُظم الديمقراطية، ربما لأن النظم الدكتاتورية تمنع تداول ارقام الانتحار وكما اسلفت تعتبره نوع من الاعتراض السياسي،

اليكم مما كتبه أ. د قاسم حسين صالح في مقالته: [الانتحار…حوادثه وأساطير عنه و حقائق..-القسم الأول] 12/06/2007 ] …الرابط

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=99464

أولاً: […ما متوفر من إحصاءات يشير إلى أن عدد المنتحرين في أمريكا يكون سنوياً بين (25.000 إلى 60.000) وما لا يقل عن (200.000) محاولة انتحار فاشلة (Epstein , 1974) وهناك إحصائية أحدث تشير إلى مليوني أمريكي يحاولون الانتحار سنوياً (Bootzin , Acocella , 1984) ، وأن الانتحار يعد الآن في أمريكا أكثر الأسباب المؤدية إلى الموت .وحسب الإحصاءات التي ذكرها ، الدباغ ، فان أعلى نسبة للانتحار في العالم هي في السويد والدانمارك وهنغاريا وفنلندة (الدباغ ، 1986 ، ص178)، فيما تذكر إحصائية منظمة الصحة العالمية بان ألف شخص ينتحرون كل يوم في العالم. وتشير إحصاءات أحدث إلى أن حوالي (30) ألف يقدمون على إنهاء حياتهم سنويا في الولايات المتحدة. وأن أعلى نسبة للانتحار هي في هنغاريا إذ تصل إلى (9،32) لكل مائة ألف (ثلاث مرات ما يحدث في أمريكا). تليها الصين وعدد من دول آسيا وأوربا الشرقية. فيما يعد الانتحار السبب التاسع للموت في أمريكا] انتهى.

#تعليق:

*الأستاذ قاسم حسين صالح ينشر في عام 2007 أرقام منُشورة في عام 1974 و1984 و1986 وهذا خلل كما اعتقد يمكن ان يدفع لسؤال قد يكون مغرض وهو لماذا؟ او اين الدقة والمتابعة اللازمة او الواجب توفرها في مقالات المختصين عندما يتصدون لتسليط الأضواء على حالة اجتماعية يقولون عن تفاقمها، فما قيمة تلك المعلومات التي كانت من قبل ما يقرب اكثر من ربع قرن من الزمان؟ والأستاذ الفاضل على تواصل مع منظمات وجمعيات عربية وعالمية تهتم بمثل هذه الأمور. والملفت هنا ان هذا المقطع ورود فيه الغريب التالي:

أولاً:” وأن الانتحار يعد الآن في أمريكا أكثر الأسباب المؤدية إلى الموت”.

ثانياً:” فيما يعد الانتحار السبب التاسع للموت في أمريكا”.

كيف يُفسر لنا الأستاذ قاسم حسين صالح هذا؟

على كل حال ولدعم تلك الأرقام “ارقام السبعينات والثمانينات من القرن الماضي” وتحديثها نوعما انقل لكم التالي واكيد هناك ما هو أحدث منها اليوم: اليكم من “غوغل وهو أحد المصادر التي اعتمدها الأستاذ قاسم”:

@1. تحت عنوان [الخيار الصعب / معدلات الانتحار تراجعت…والاقبال على طلب المساعدة تزايد] نشرت (سويسرا انفو) بتاريخ 10/09/2013 بقلم كلير أوديا التالي:

https://www.swissinfo.ch/ara/society/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B9%D8%A8_%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D8%AA—%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF/36717392

[انخفضت معدّلات الانتحار في سويسرا على مدى العقديْن الماضيين لتقترب من المعدّل المتوسط في أوروبا، بعد أن كان هذا البلد يحتلّ رأس القائمة السوداء في هذه القارة. وانخفضت نسبة الانتحار في البلد بين عامي 1991 و2011 من 20.7 حالة بالنسبة لكل 100.000 نسمة إلى 11.2 لنفس العدد] انتهى

@2. استحداث وزارة “انتحار” في بريطانيا /10.10.201

https://ar.rt.com/kwq0

باسم وزارة منع الانتحار في محاولة لخفض حالات الانتحار في البلاد…أن حوالي 4500 شخص ينتحرون في بريطانيا كل عام والانتحار هو السبب الرئيس في موت من تقل أعمارهم عن 45 عاماً] انتهى

@3.كما ذكرتُ في السابقات ان معدل الانتحار السنوي في فرنسا وصل الى أكثر من (8800) حالة.

عليه ان أكبر بلدان الديمقراطية: الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وسويسرا من أكثر دول العالم في معدلات حالات الانتحار.

@4.ولمزيد من الفائدة اليكم الرابط التالي:

http://www.bbc.com/arabic/scienceandtech/2015/09/150929_teenage_suicide

ثانياً: في نفس المقال كتب أ. د قاسم حسين صالح التالي: [غير أن الحروب الثلاثة الأخيرة (من عام 1980 إلى عام 2003) التي شهدها العراق، كانت سببا” رئيسا” في زيادة نسبة الانتحار بين العراقيين] انتهى.

#تعليق: هنا أ. د قاسم حسين صالح ربما لأول مرة يتكلم او يشير الى زيادة الانتحار في “زمن الدكتاتورية” يمكن ان يُفسر هذا القول ان أ. د قاسم حسين صالح لا يتهم “الدكتاتورية” انما يضع اللوم على الحروب… وهذا يعني ان لا تأثير للبطالة الهائلة في زمن الحروب وليس للجانب الاقتصادي المنهار وليس للضغط السياسي…لو أضاف لل “حروب” بعض الكلمات/العبارات من قبيل “وما رافقها” او “وما نتج عنها” لكان يمكن ان يتوسع، هذا يعني انها الحرب وليس الدكتاتورية وحتى لا يقول أحد ان الحرب سببها الدكتاتور أقول ان هناك دكتاتوريات بلا حروب.
ثالثاً: وكتب ايضاً: [ويبدو إن الانتحار يشمل مختلف الأعمار، بدءاً من الأطفال إلى الناس المسنين. غير إن اعلى نسبة له تكون بين الخامسة والستين والخامسة والثمانين من العمر وحدوثه في الرجال هو ثلاثة أضعاف حدوثه في النساء، بينما غالبية الذين يحاولون الانتحار هم من النساء] انتهى

#تعليق: يُفضل تحديد العمر ف”الأطفال” مفتوح…لكن اعتقد ان أ. د قاسم يعني غير البالغين او الاحداث أو المراهقين وهو يشكل مشكلة لبعض البلدان. اما حصر القول ” غير إن اعلى نسبة له تكون بين الخامسة والستين والخامسة والثمانين” لا اعرف اين وجد أ. د قاسم حسين صالح هذه المعلومة بهذه الصيغة من التعميم، نعرف او هكذا ان هذه الاعمار لا تشكل نسبة عالية من التركيب السكاني للمجتمعات حتى في البلدان قليلة الولادات…قد يكون ان النسبة العليا من الموت في هذه الاعمار يعود للانتحار !!ربما!!…هذا يستحق توضيح من أ. د قاسم حسين صالح كون النص ورد في مقالة له دون ربط ذلك النص بمصدر معين يمكن الرجوع اليه…

رابعاً: وكتب ايضاً في نفس المقالة: [وبالرغم من أن جهوداً كبيرة بذلت لتحديد نمط الشخصية المنتحرة، إلا أنها ما كانت بذي جدوى. فقد حاول (Farberow & Shneidman , 1970) في دراستهما المتمعنة للمنتحرين، استنتاج أنماط الأسباب التي يمكن أن تقود الناس إلى قتل أنفسهم، فوجدا أن النمط الأول هو التفكير المصوّر (Catalogic) الذي يكون أساساً، يائساً وتدميرياً. إذ يشعر الأفراد الذين ينضوون تحت هذه الفئة بالوحدة أو العزلة، والعجز، والخوف الشامل، والتشاؤم المفرط من العلاقات الشخصية. أما النمط الثاني، وهو على الضد من النمط الأول، فقد أطلقا عليه مصطلح النمط المنطقي (Logical) حيث تكون الأفكار في هذه الحالة معقولة. فالشخص قد يكون أرملا ويعيش في عزلة اجتماعية، أو يعاني من آلام جسمية كبيرة بسبب أصابته بأمراض مزمنة. وقد يبدو الموت لمثل هؤلاء الأشخاص، تحريراً من الآلام والأعباء النفسية والجسدية. وقد أطلق شنيدمان وفاربيرو على نمط ثالث من الانتحار مصطلح ” التفكير الملوث Contaminatal ” ينضوي تحته الأفراد الذين تمكنهم معتقداتهم من تصوير الانتحار على إنه انتقال إلى حياة أفضل، أو وسيلة لحفظ ماء الوجه. أما النمط الرابع والأخير في التفكير الانتحاري فهو الأستحثاثي (Paleologic). فالفرد هنا يكون منقاداً من قبل أوهام وهلاوس تستحثه على فعل معين. فالشخص هنا قد يسمع أصواتاً تتهمه بارتكاب أفعال مخجلة، وتدعوه إلى أن ينتحر، وهذا ما يحصل لدى الكثير من الذهانيين] انتهى.

#تعليق: كل النقاط أعلاه وبالذات ما ورد في نقطة رقم (4) حول نمط الشخصية المنتحرة، تفند الكثير مما طُرِح عن أسباب الانتحار
خامساً: أقوال غريبة من نفس المقالة: لابد ان نطلع على بعض الاقوال الغريبة التي وردت لنكون في صورة ولو بسيطة /عابرة عن كيفية تناول الانتحار من قبل بعض الكُتاب و أ. د قاسم حسين صالح مثالاً لكثرة ما كتب عن الموضوع ولموقعه العلمي والوظيفي والصحفي والسياسي/الاجتماعي القريب والمهتم بالموضوع …اليكم بعض الاقوال الغريبة من نفس المقالة أعلاه:

*[وأن الانتحار ليس مرضاً يصيب الأغنياء فقط، ولا وباءً يصيب الفقراء فقط. إنه ” ديمقراطي! ” يكاد يتوزع بالتساوي على جميع الناس. كما أن الدراسات تشير إلى أنه بالرغم من أن المنتحرين تعساء، ولكنهم ليسوا مرضى عقلياً بالضرورة. وقد تندهش أيها القارئ الكريم، إذا علمت بأن أكثر حالات الانتحار وقوعاً هي بين الأطباء النفسانيين، والأطباء، والمحامين وعلماء النفس!!!] انتهى

في هذا المقطع هناك ثلاث عبارات غريبة تدل على بعض عدم الدقة والعبارات هي:

1.[إن الانتحار ليس مرض يصيب الأغنياء فقط ولا وباء يصيب الفقراء فقط. انه ديمقراطي يكاد يتوزع بالتساوي على جميع الناس] انتهى.

تعليق: نأخذ من هذا المقطع فقط “ديمقراطي” و” يكاد يتوزع بالتساوي على جميع الناس”…هذا يرد على استغراب الأستاذ الفاضل قاسم حسين صالح حول “الزمن الديمقراطي” وكذلك يؤيد ما ذهبتُ اليه “نقلته” من ان الانتحار يحصل في كل المجتمعات والدول وهو هنا يتجاوز موضوع الفقر والبطالة التي/الذي يؤكد عليهما أ. د قاسم حسين صالح في كل كتاباته. لكن الأهم انه لا يوجد من يقول او قال كما قال أ. د قاسم حسين صالح من انه “يتوزع بالتساوي على جميع الناس”!!!

2.[ كما أن الدراسات تشير إلى أنه بالرغم من أن المنتحرين تعساء، ولكنهم ليسوا مرضى عقلياً] انتهى

تعليق: المنتحرين هم من نفذوا عملية الانتحار ونجحوا أي اموات كيف عرف الدكتور انهم تعساء؟ أنا اعرف قصد أ. د قاسم حسين صالح لكن الصياغة الدقيقة مطلوبة لأن مثل هذه الصياغات تعكس حال معين وقد تُفسر ان الكاتب لا يعرف ما يقول ولا يراجع ما يكتب او انه ينقل دون تدقيق…من قال ان “المنتحرين تُعساء”؟ ومن قال انهم مرضى عقليين حتى يقول الأستاذ ان الدراسات “تُشير”؟

3. [وقد تندهش أيها القارئ الكريم، إذا علمت بأن أكثر حالات الانتحار وقوعاً هي بين الأطباء النفسانيين، والأطباء، والمحامين وعلماء النفس!!!] انتهى

تعليق: هذا تصريح خطير لم تُدْرَكْ خطورته على ما يبدو وابسط ما يُقال عنه انه “ملفت للنظر” له معاني كبيرة وكثيرة تنسحب على العلم والبحث والدراسات والباحث الدارس المتخصص. وهو طرح يضع علامات استفهام لا تنتهي. استغرب هذا الطرح ولن اصدقه مطلقاً وأقف محتاراً ومذهولاً أمامه واتعجب للسببين:

1.صياغة العبارة الغريبة “أكثر حالات الانتحار وقوعاً…الخ”” نعم هناك منتحرين من بين هؤلاء حالهم حال كل شرائح المجتمع في كل مجتمع وكل نظام حكم، لكن ليس “أكثر حالات الانتحار” فلو تم إحصاء عددهم على فرض في العراق يمكن ان نجد انه لا يشكل رقم يمكن كتابته امام معدلات لانتحار وهذا ينطبق على كل السنين والمناطق والمجتمعات. صحيح أن ضجيج انتحار واحد من هؤلاء عالي لكنه في الإحصاء ليس سوى رقم يُضاف الى ارقام.

2.إن هذه الصياغة تدحض الكثير مما كُتِبَ عن أسباب الانتحار من (بطالة وكآبة وفقر وخذلان…) وغيرها من الأمور الجاهزة التي وردت في كل المقالات التي تكلمت عن الانتحار في العراق وهو دليل على “القطع واللصق”” أي عدم التحليل والدراسة.

موضوع الانتحار موضوع مهم يجب توخي الحذر في تداوله والكتابة عنه ويجب التعامل معه بدقة سواء في التعبير والارقام والنقل “اللصق” ولو ان الدقة مطلوبة في كل بحث أو دراسة وحتى في المقالات.

……………………………..

الى التالي لطفاً

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here