نظرات في كتاب: “مقالة في السفالة” للدكتور فالح مهدي الحلقة الحادية والعشرون

كاظم حبيب

الأسباب الفعلية وراء الحرب الأمريكية لإسقاط دكتاتورية البعث عام 2003 في العراق

طرح الدكتور فالح مهدي في كتابه الموسوم “مقالة في السفالة: نقد حاضر العراق” وجهة نظر صائبة، حين أكد إن وهماً كبيراً هيمن على المجتمع العراقي مفاده أن الولايات المتحدة جاءت بحربها الدولية خارج إطار الشرعية الدولية لتحرر الشعب العراقي من ربقة النظام العبودي والاستبدادي الذي أقامه نظام صدام حسين. ثم أشار إلى العواقب التي نجمت عن ذلك في المجتمع العراقي. (راجع: فالح مهدي، مقالة في السفالة، نقد حاضر العراق: دار سطور، بغداد 2019، ص 173). وهنا بودي أن أشارك الزميل رأيه وأتوسع في الإجابة عن السؤال التالي: ما هي الأسباب الحقيقية والفعلية التي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى شن حرب دولية ضد النظام العراقي حتى دون العودة إلى الأطر الدولية الشرعية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، واعتماد الأكاذيب ونشر المعلومات المزيفة والتزوير من أجل إقناع الشعب الأمريكي بأن الحرب ضد النظام العراقي ضرورية لإنها السبيل الوحيد للخلاص من أسلحة الدمار الشامل في العراق وحماية أمن الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل؟ لم يكن الأسلوب الذي استخدمه جورج دبليو بوش لإقناع الشعب الأمريكي بعيداً عن قول غوبلز “اكذبوا ثم اكذبوا ثم اكذبوا، لعل بعض افتراءاتكم تعلق بأذهان الناس”, وقد تحقق ذلك وابتلع الشعب الأمريكي الطعم، وشعوب ودول أخرى أيضاً، فوقعت الحرب بكذبة كبيرة بسبق إصرار.

أهمية الإجابة عن هذا السؤال تكمن في ضرورة حصول وضوح رؤية صادقة ومدققة لما حصل في العراق بعد إسقاط الدكتاتورية البعثية وعجز الشعب العراقي عن مواجهة الوضع الجديد ودفع الوضع بالاتجاه الذي يخدم حقوقه ومصالحه التي داست عليها النظم السياسية المتتالية طيلة العقود الخمسة المنصرمة وزاد عليها الاحتلال الدولي بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

لقد خاضت الولايات المتحدة الأمريكية على مدى نيف وعقد من السنين حربين تدميريتين وحرب تجويع إضافية عبر فرض قرار الحصار الدولي الإجرامي ضد الشعب العراقي، ولم يكن في حقيقة الأمر ضد النظام الدكتاتوري، إذ لم يكن النظام البعثي هو المستهدف في الحرب الأولى، بل الشعب، أما في الحرب الثانية فكان الشعب والنظام الدكتاتوري هما المستهدفان معاً. وبيقين تام أؤكد بأن الحربين لم تكونا ضروريتان لتحرير الكويت في الحرب الأولى (1991) ولا الحرب الثانية لتدمير أسلحة الدمار الشامل

(2003)، إذ لم تكن هناك أسلحة دمار شامل،بل كانت هناك أهداف مشتركة في الحربين كانت تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها، منها أهداف قديمة ومنها أهداف جديدة، يمكن الإشارة المكثفة إليها، علماً بأن هذه الأهداف قد طرحتها بتفصيل واسع في مقالات ودراسات ومحاضرات نشرتها وقدمتها في برلين ولندن وباللغتين العربية والألمانية وعبر ندوات عراقية أو لقاءات تلفزيونية في ألمانيا خلال الفترة الواقعة بين 1990-2003 وما بعدها.

منذ إنشاء مجلس عصبة الأمم برز الاهتمام الكبير للولايات المتحدة في العراق لثلاثة عوامل جوهرية في حينها، وهي الموقع الاستراتيجي السياسي والعسكري للعراق أولاً، والأرض التي تحمل الذهب الأسود، النفط الخام والغاز ثانياً، وسوق العراق الواعدة لاستثمار رؤوس الأموال الأمريكية وتصريف السلع المصنعة ثالثا. ولكنها لم تحظ بما ترغب، إذ كانت بريطانيا هي السباقة في الهيمنة على العراق وعلى نفطه وتوزيعه، بل تحقق للولايات المتحدة حصة من النفط وجزءاً من أهدافها. وقد ازداد اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية في العراق في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبرزت في العديد من الزيارات ومحاولات ربط العراق بعموم مشاريعها في منطقة الشرق الأوسط، ومنها مشروع النقطة الرابعة ومشروع الشرق الأوسط لأيزنهاور وجون فوستر دالاس، وحلف بغداد (السنتو). ولكنها لم تحظ بالكثير من ذلك. ثم جاء الانقلاب البعثي-القومي-الأمريكي في عام 1963، حيث أطلق عليه “جاء البعثيون بقطار أمريكي” لاحتلال بغداد وتصفية النظام الوطني والإجهاز على الحركة الديمقراطية وعلى الحزب الشيوعي العراقي، حيث تمكنت الولايات المتحدة تحقيق مجموعة من الأهداف دفعة واحدة، لاسيما زيادة نفوذ ودور وكالة المخابرات المركزية في العراق.

ولكيلا أطيل على القارئات والقراء الكرام أعود لأشير إلى أهداف الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق، وهي:

أولاً: فرض الهيمنة السياسية والعسكرية الفعلية على العراق وربطه باتفاقيات تجسد مصالح الولايات المتحدة فيه وفي منطقتي الخليج والشرق الأوط.

ثانياً: فرض الهيمنة الفعلية على قطاع النفط الخام والتحكم بإنتاجه وتسويقه بما يسهم في تعزيز اقتصاد إسرائيل ووصول نفط العراق إليها وبكل السبل المتوفرة، وإذ كنت أؤكد في محاضراتي ولقاءاتي وكتاباتي على موضوع وأهمية النفط في حرب الخليج الثانية والثالثة، فأن العديد من الكتاب رفضوا هذه الموقف بإصرار مخل وغير مفهوم وأحياناً مريب. والآن لنقرأ ما كتبه غاري فوغلر (ضابط سابق في جيش الولايات المتحدة ومن خريجي أكاديمية ويست بوينت العسكرية، وشغل أيضاً مناصب إدارية في إكسون وموبل أويل كورب لأكثر من 20 عاماً ومؤلف كتاب العراق والسياسات النفطية: وجهة نظر مطلع. نشرته جامعن كنساس عام 2017)، في دراسته الموسومة: “خطوط أنابيب النفط

ودورها في غزو الولايات المتحدة الأميركية للعراق”: “إن العديد ممن تطوعوا عام 2003 ظنوا إن أسلحة الدمار الشامل كانت سبب الحرب مع العراق، لكن لا بد للتاريخ أن يذكر على نحو لا لبس فيه أن هناك وراء حرب العراق أجندة لتوفير نفط العراق لإسرائيل. كانت تكاليف تلك الحرب هائلة: أكثر من (4500) أميركي (عسكري ومدني) قتلوا (33000) أصيبوا بجروح خطيرة، وأنفقت أكثر من ترليوني دولار من الأموال الأميركية. وتكبد العراق خسائر جسيمة أيضاً فعدد العراقيين الذين قتلوا أو جرحوا تتضاءل أمامه أرقامنا.” (راجع: غاري فوغلر، خطوط أنابيب النفط ودورها في غزو الولايات المتحدة الأميركية للعراق، ترجمة مصلح النقدي، نشرت الدراسة في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين، تحت باب أوراق السياسة النفطية، بتاريخ 20/06/2019)

ثالثاً: إضعاف شديد للقوى الديمقراطية والتقدمية واليسارية واللبرالية العلمانية في العراق لصالح القوى اليمينية والشوفينية والدينية والطائفية المتطرفة.

رابعاً: تركيع الشعب العراقي الذي أبدى مناهضته الدائمة للسياسات والأحلاف الغربية، لاسيما الأمريكية منها. وقد عبر عن ذلك قائد عمليات عاصفة الصحراء عام 1991 حين قال جئنا لنعاقب العشب العراقي على تأييده لنظام صدام حسين في إسقاط صواريخه على إسرائيل، كما إن العراق لم ينه حتى الآن حالة الحرب التي بدأت عام 1948 مع إسرائيل.

خامساً: تدمير القوات المسلحة العراقية التي اتخذت مساراً توسعياً في العدة والعدد والأحدث من الأسلحة الدفاعية والهجومية، إذ بدا خطأً للإدارة الأمريكية أن العراق يهدد مصالحها ومصالح إسرائيل!!!

سادساً: السيطرة على النفط الخام والغاز في عموم المنطقة، لاسيما على قرارات استخراجه وتصديره واسعاره من خلال زيادة التأثير على قرارات منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك).

سابعاً: اتخاذ التدابير الضرورية، بما فيها تكثيف الوجود العسكري والسياسي والاقتصادي لحماية إسرائيل من أي حرب محتملة في المنطقة، إضافة إلى تعزيز قدرات إسرائيل العسكرية باعتبارها الحليف الأساسي والرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.

ثامناً: أن تكون الولايات المتحدة على مقربة من إيران لمراقبة تطور قدراتها العسكرية والاقتصادية ودعم قوى المعارضة فيها، لاسيما في أعقاب ما حصل لسفارتها في طهران وتدهور العلاقات معها، إضافة إلى التصريحات الجوفاء لإيران بإنهاء وجود إسرائيل!

تاسعاً: القرب من حدود روسيا الاتحادية ومراقبة تحركاتها باتجاه الخليج وعموم الشرق الأوسط.

عاشراً: إشاعة الفوضى الخلاقة في المنطقة وتنشيط الصراعات العربية-العربية والعربية مع إيران بهدف إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط. لصالحها وصالح إسرائيل.

أحد عشرة: توفير المستلزمات الضرورية والشروط المناسبة لتصفية القضية الفلسطينية وإنها مشروع الدولتين على الأرض الفلسطينية، من خلال التحكم بسياسات الدول العربية القليلة المعارضة والمناهضة لإسرائيل ولو عبر الخطب الجوفاء.

اثنا عشرة: تأمين العراق وعموم المنطقة موقعاً لاستثماراتها الرأسمالية وفي إعادة تعمير ما دمرته الحروب في خضم المنافسة الرأسمالية الدولية المتفاقمة.

وأخيراً، وعلى وفق تصريحات جورج دبليو بوش، فأن الولايات المتحدة الأمريكية لديها رسالة، وكان مهووساً بها، رسالة “نشر الحرية والنموذج الأمريكي في الحياة” في سائر ارجاء العالم وتخليص العالم من احتمال عودة “قوم ياجوج ماجوج” من أرض العراق لغزو إسرائيل. فكل ما تعمله الولايات المتحدة في العالم، هو تحسبا من قوم يأجوج ومأجوج الذي في نظرهم ونبوءاتهم، الواردة في كتاب حزقيال عن قوم يأجوج ماجوج الذي سوف يزيل مملكتهم، وعليه ترى الولايات المتحدة نفسها أنها الدولة التي تقف أمام زحف يأجوج ومأجوج، وتعد العدة الكاملة والترسانة العسكرية المتطورة لهذا السبب. (راجع: يأجوج وماجوج، موقع المنتدى الثقافي، 14/02/2012).

جاء في كتاب حزقيال الإصحاح 38 عن نبوءة على جوج ملك ماجوج ما يلي:

1 وقالَ ليَ الرّبُّ 2: يا ابنَ البشَرِ، إلتفتْ إلى جوجَ، رئيسِ ماشِكَ وتوبالَ في أرضِ ماجوجَ، وتنبَّأْ علَيهِ 3 وقُلْ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ: أنا خصمُكَ يا جوجُ، رئيسُ ماشِكَ وتوبالَ، 4 فأُديرُكَ وأجعَلُ حلَقةً في فَكِّكَ وأُخرِجُكَ أنتَ وجميعَ جيشِكَ، خيلا وفُرسانا لابسينَ الثِّيابَ الفاخرةَ، وكُلُّهُم مُدجَّجونَ بالتُّروسِ والدُّروعِ والسُّيوفِ 5. ومَعهُم أُخرِجُ جنودَ فارسَ وكوشَ وفوطَ، وكُلُّهُم مُدجَّجونَ بالدُّروعِ والخُوَذِ، 6 ومعَكَ أنتَ أُخرِجُ جومَرَ وجميعَ جيوشِها، وبَيتَ توجرمةَ مِنْ أقاصي الشِّمالِ وجميعَ جيوشِها، وشعوبا كثيرينَ.

7« فاستعدَّ أنتَ وكُلُّ جنودِكَ المُجتمعينَ إليكَ وكُنْ لهُم قائدا، 8فبَعدَ أيّامٍ كثيرةٍ وفي سنَةٍ مِنَ السِّنينَ أدعوكَ لغزوِ أرضٍ سُكَّانُها نجَوا مِنَ السَّيفِ وجُمِعوا مِنْ بَينِ شُعوبٍ كثيرينَ وعاشوا آمنينَ في جِبالِ إِسرائيلَ الّتي كانَت مُقفِرةً. 9فتَهجُمُ علَيهِم كعاصفةٍ وتكونُ كسحابةٍ تُغطِّي الأرضَ، أنتَ وجميعُ جيوشِكَ وشعوبٌ كثيرونَ معَكَ. (راجع: كتاب حزقيال، الإصحاح 38 و39).

كما وردت عن يأجوج مأجوج في القرآن أيضاً وعل النحو التالي: “ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)”. (راجع: القرآن، سورة الكهف)

إن من يلقي نظرة فاحصة على أوضاع العراق والعديد من الدول العربية وعموم منطقة الشرق الأوسط سيدرك تماماً مدى صحة التقدير القائل بالنشاط الدؤوب للولايات المتحدة الأمريكية وبكل السبل الممكنة لتحقيق الأهداف الواردة في أعلاه، والتي ينتظر تحقيق ما تبقى منها أيضاً. ليس هناك أبشع من الانتقام الذي تعرض له العراق خلال الفترة الواقعة بين 2003 والوقت الحاضر (2019) ولا يعرف الإنسان إلى متى ستمتد هذه المرحلة المرعبة، حيث أبتلي العراق المعلول بها، على حد قول الدكتور فالح مهدي. لقد ابتلى العراق بالطائفية السياسية المقيتة باعتبارها الهوية الرئيسية المعتمدة بدلاً من هوية المواطنة العراقية الواحدة والموحدة والمشتركة، وبالمحاصصة في توزيع سلطات الدولة ومؤسساتها وهيئاتها على أساس ديني وطائفي، فالإسلام أولاً والطائفة ثانياً والمواطنة لا مكان لها من الإعراب في هذه الدولة المشوهة والهامشية، حيث يسود التمييز الديني بأقسى صوره مشحوناً بالإرهاب الدموي والاجتياحات والاستباحات المستمرة والإبادة الجماعية والاغتصاب والقتل والتشريد للإيزيديين والتهجير القسري والنهب للمسيحيين والتركمان والشبك والتدمير الواسع النطاق والفساد الشامل والخراب والرثاثة المنتشرة في الدولة والمجتمع، والهيمنة الإيرانية الفعلية على مقاليد الحكم في البلاد زائداً السيطرة الأمريكية، والتدخل الفظ واليومي في شؤون العراق الداخلية والخارجية كافة. لقد توقفت عملية التنمية وتوقف نمو قطاع الدولة والقطاع الخاص الصناعي وتراجع الإنتاج الزراعي وهيمن الاستيراد على الواقع العراقي واشتد الطابع الريعي للاقتصاد العراق، إنها نتائج الحربين الأخيرتين والحصار الاقتصادي، إضافة إلى تركة النظم الاستبدادية الشوفينية والطائفية. إنه الانتقام الأكثر بشاعة من الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه الدينية والفكرية والفلسفية في تاريخ العراق الحديث. إنها المرارة التي يتجرعها الشعب العراقي يوميا وفي كل ساعة، إنه السم الزعاف الذي ينبغي الخلاص منه بكل السبل المتوفرة. كما ان الصراع الأمريكي الإيراني يحصل الآن على الأرض العراقية أيضاً ومخاطرها كبيرة على الشعب العراق إذا ما استعلت الحرب بن الطرفين, وهي التي يفترض أن نعل لمنع وقوعها، رغم كرهنا للنظام الإيراني البشع، ولكن خشية على الشعب الإيراني الجار والصديق وعلى شعب العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here