إعتذار متأخر لأديب عراقي

خضير طاهر
الزمان كان في منتصف الثمانينات ، والمكان في مقهى حسن عجمي ببغداد الذي كان يتجمع فيه الأدباء ، كنا مجموعة نجلس وبيننا أديب عراقي أكبرنا سنا ، صدمني ذلك الأديب حينما شكى من ان ولده يتعرض الى تشويه فكري وأخلاقي من معلم التربية الدينية الذي علمه وأقنعه بإداء الصلاة الصوم !
كنت في العشرينات من العمر وغارقا في أوهام الدين ، وكان كلام الأديب فوق طاقة إستيعابي وإحتمالي ، كيف يكون الدين خطرا على فكر وأخلاق الإنسان ؟ صدمني بعنف مما جعلني أسخط على كلامه وأشكك بقواه العقلية !
واليوم بعد تبدل قناعاتي وجلاء الصورة عن معنى كلام الأديب وتأكيد صحته وصدق تشخيصه ، فالأديان تقود الى المشاعر العنصرية ضد الآخر المختلف والكراهية والعنف ، وتمارس القمع للحرية وتضع قيودا على العقل ، وتحول الشخص الى كائن مؤمن بكل ماهو خرافي ينافي مصالح الإنسان وفرحه وتطوره ، والمطلوب للبشر الإلتزام بالقيم الأخلاقية الإنسانية وليس الأديان .
بودي ان أعتذر من ذلك الأديب الراحل .. وأعتذر كذلك من نفسي على ضياع العمر في خرافات الأديان !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here