هل لعادل عبد المهدي حق القرار؟

كثيراً ما فكرت بدور عادل عبد المهدي على الساحة السياسية العراقية، وكيفية انتخابه من قبل الاحزاب الاسلامية ومراجعها الدينية، وهل كان انتخابه لنزاهته ام لأنه مستقل ام لأن لشعبيته؟ في حقيقة الامر لم اجد اي ميزة تميزه عن كل الوجوه الكالحة التي تسبح في بحر الفساد من سياسيين الاحزاب الاسلامية والقومية، وصورة مصرف الزوية ماثلة الى الان أمامنا.

يرى الكثيرون ان عادل عبد المهدي ليس سوى دمية بيد التيارات والأحزاب الاسلامية، وانا أيضاً أميل الى هذا الرأي، ولكن قد يتسائل البعض عن ما الذي يجنيه عادل عبد المهدي من منصب دمية ( قرقوز ) بدرجة رئيس وزراء؟ بالطبع لمنصب رئيس الوزراء كثير من الامتيازات ومن ضمنها مرتب عالي، وايضاً بعض الصلاحيات التي من خلالها يستطيع ان يشارك الفاسدين كعكة الفساد، وصلاحياته الصورية وامتيازاته تؤهله ان يكوِّن موالين ومريدين، كما فعل السابقون كحيدر العبادي ونوري المالكي والجعفري وإياد علاوي، وسيمتلك فضائية مواليه له كغيره من الفاسدين ومجموعة من المتملقين من الكتبة والكتاب، وشيوخ عشائر ورجال الدين السائبين الذين لم يحصلوا على لقمة من كعكة الفساد، وقد يؤسس حزب اسلامعلماني ( إسلامي وعلماني )!

فشخصية عادل عبد المهدي لا تصلح لفراش مدرسة ( مع كل الاحترام لكل الفراشين )، ولأنه دمية بيد الآخرين فقراراته لم ولن يتخذها بنفسه، وقرار ضم الحشد الشعبي الى الجيش العراقي، هو قرار الاحزاب الاسلامية (او ولنقل بصريح العبارة هو قرار ايران) لتحويل الجيش الى مؤسسة تثبت أركان سلطتهم، وتحويل الجيش الى اداة لضرب كل المخالفين الذين لا يوافقون على تسلط وفساد هذه الاحزاب، ان هذه العملية تشبه بما قام به المجرم صدام عندما منع العمل السياسي داخل الجيش لغير حزب البعث، وانا ادعو كل العراقيين والعراقيات الأحرار الوقوف ضد هذا القرار الخطير الذي سيقودنا الى نفق مظلم لا يمكننا الخروج منه، وسندفع ثمن غالي لسكوتنا على هذا القرار.

بهاء صبيح الفيلي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here