عربة العراق الخامدة في سراب الوقت الضائع

بقلم مهدي قاسم

بما أن العراق لم يُعد دولة عصرية
بمعنى الكلمة ، أنما أشباه دولة ، ولا يحكمه رجال دولة حريصين ومخلصين من أصحاب هواجس تقدم و تطور ذات رؤية مستقبلية واضحة مخططة ، فأنه تحصيل حاصل أن لا توجد لا خطط سنوية ولا خطط خمسية في جعبة هذه الحكومة ، مثلما لم تكن في جعبة أسلافها الغابرة والمغبرة ، إنما
ما يجري هو البقاء على قيد الحياة قدر الإمكان ، و الحفاظ على ما موجود من مرافق وبنى تحتية ، على الرغم من حالات التهرؤ و العطب السائدة ..

و إذا عرفنا أن زعماء و قادة
أحزاب الإسلام السياسي ” الشيعية” هم صناع القرار في التغيير الافتراضي ، فعلينا أن لا نستغرب من عدم حدوث أي تغيير أو تطوير أو تحديث في العراق تحت هيمنتهم و نفوذهم السياسي ، لأنهم لا يريدون أصلا أن يستعجلوا أو يسرعوا ، ولو بربع خطوة حتى يتقدموا إلى الأمام ،
لكيلا يتقاطعوا مع مجيء ” صاحب الزمان ” الذي هم يعوّلون عليه و ينتظرون مجيئه ، حتى يقوم هو وحده بعملية الإصلاح والتغيير و فرض العدل و القسطاط بحد سيفه البتار !!، طبعا دون أن يعنيهم أمر دقة وقت مجيئه سواء جاء غدا أو بعد مليون سنة !!

هذا إذا جاء أصلا

و بسبب هذا الموقف الاتكالي و
الغيبي و اللامبالي تمضي الأيام و السنين هدرا و عبثا ومجانية رخيصة ، حيث يتهرأ كل شيء و ينهار و يتعفن في العراق ، بينما هي أوقات غالية و ثمينة في حياة شعوب أخرى التي تحاول استغلال كل دقيقة منها للتعمير و التحديث و التطوير و الاكتشافات التقنية الجديدة و
توظيفها من أجل إسعاد الإنسان و رفاهيته و راحته الكاملة بل و التخطيط لأجل ضمان مستقبل جيد و مزدهر لصالح الأجيال القادمة أيضا .

إذن فالعراق ، تحت حكم هؤلاء
اللصوص الخرافيين و الحرامية الغيبيين ، لم يخسر ماله و ثرواته فحسب أنما خسر أوقاته الثمينة والغالية أيضا وهي أوقات لا تعوّض بسهولة ، بالمقارنة من سرعة تقدم و تطور شعوب أخرى ، وهي جريمة شنيعة تضاف إلى الجرائم السياسية الكثيرة على حساب هؤلاء الساسة الخرافيين
!..

فالعراق منذ السنوات الست عشرة
الماضية يعيش في وقت ضائع ، بل و كأنه خارج التاريخ أيضا منكفئا على نفسه نازفا أخر ما تبقى من قطرات و بقايا طاقته و قوته لينتهي كأية بلدة أفريقية متخلفة و مهددة بكل أنواع مجاعة و أمراض و تخلف وكوارث أخرى غير متوقعة ! ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here