كل حالة فساد الا ورأسها مسئول في الدولة

هذه حقيقة اصبحت واضحة لا يمكن لمن يملك عقل ان ينكرها او يتجاهلها ومن يحاول ان ينكرها او يتجاهلها فانه منهم اي من زعماء عصابات الفساد التي كثر عددها وتفاقم امرها واصبح الشعب والوطن تحت رحمتها

من شبكات الدعارة والرذيلة الى عصابات السرقة والقتل الى تجار الحشيشة الى مجموعات الرشوة والاحتيال واستغلال النفوذ الى منظمات الارهاب الوهابي ومجموعات العقود الوهمية والصفقات التجارية وبيع المناصب الى العسكريين والموظفين الفضائيين الى الكثير من قضايا الفساد والانحراف والشذوذ بكل انواعه كل هذه البؤر والشبكات والمنظمات والمجموعات المتنوعة والمختلفة يديرها ويشرف عليها ويحميها وبدافع عنها مسئولين كبار في الدولة

منذ فترة طويلة والجميع تصرخ وتدعوا الى الاصلاح والقضاء على الفساد والفاسدين ومع ذلك لم نر فاسد واقع احيل على العدالة ومع ذلك يزداد تفاقم الفساد ويزداد الفاسدون قوة وعدد ونفوذ وعند التدقيق في هذه الاصوات الصارخة ضد الفساد أتضح لك بشكل واضح وجلي ان اعلى الاصوات هي من اكثر اهل الفساد فسادا واكثر اهل النفاق نفاقا

ولله لو كانت هناك مجموعة قليلة من المسئولين الشرفاء المخلصين في كل محافظة من محافظات الوسط والجنوب لتمكنوا من نشر الاصلاح والقضاء على الفساد في محافظاتهم وتمكنوا من بناء محافظاتهم وسعادة ابنائها الا انهم جميعا لصوص وفاسدين مهمتهم الوحيدة وهدفهم الاول هو مصالحهم الخاصة منافعهم الذاتية بل من خستهم وحقارتهم اخذوا يرون الغنى من خلال فقر الناس والراحة من خلال تعب الآخرين والسعادة من خلال شقائهم

والغريب رغم الخلافات والصراعات بين المسئولين طبعا حول حصة كل واحد منهم من الكعكة ويقصدون بها ثروة العراقيين الا انهم يتوحدون واحدهم يدافع عن الآخر ويغطي سلبيات ومفاسد الآخر عندما يواجهون غضب الجماهير المنهوبة المسروقة المحرومة ويتهمون الشعب بالخيانة والعمالة ويتصدون له بحملة ذبح واعتقال

ما تبدده الطبقة السياسية من اموال ارقام خيالية لا يتصورها عقل من رواتب عالية لا مثيل ولا شبيه لها في كل بلدان العالم ومن امتيازات ومكاسب وحمايات ونثريات لهم ولافراد عوائلهم و لمن حولهم تعادل ميزانية سوريا والاردن ولبنان لو استخدمت نصف هذه الاموال لخدمة المواطن العراقي لانفذته من كل آلامه ومعاناته لاوجدت له العلاج والدواء والطعام وهيأت له المدرسة والكتاب والمعلم الصالح والعمل والمعمل والمسكن الملائم والكهرباء والماء الصالح للشرب واشعرته انه انسان وان الحكومة حكومته هدفها خدمته وتحقيق أمنياته ومستقبله

لكنه خاب ظنه وتحطمت احلامه كان يرى في تحريره من بين انياب الطاغية الوحش وزمرته الوحشية الانتقال من النار الى الجنة من العبودية الى الحرية من الموت الى الحياة حتى انه استقبل كل المعارضين للطاغية ورحب بهم بل انه استقبل جنود الحرية والتحرير الجنود الامريكين بالزهور والورود والقبل لانهم رسل الحرية والحياة الجديدة حياة الحرية والكرامة والشرف

للاسف الشديد ان القوى التي عارضت صدام كانت ليست بالمستوى المطلوب كان همها ان تحل محل صدام وزمرته لتتنعم وتترفه بالاموال والقصور والنساء والنفوذ وكأن صدام كان على علم بذلك فقام قبل هروبه بسرقة كل الاموال وتوزيعها على اتباعه فلم يجدوا شيئا فتوجهوا لسرقة عرق وتعب الشعب العراقي الذي بقي عظم وجلد الا الذين تجمعوا حولهم ففتحوا لهم ابواب الفساد والسرقة بدون حسيب ولا محاسبة بدون خوف ولا خجل

وهذا ما جعل المرجعية الدينية ان تتوجه الى مواجهة المسئولين بالدرجة الاولى حيث دعت الى تشريع قوانين صارمة توقف انتشار المخدرات بين اوساط المجتمع كما دعت الى فرض عقوبات رادعة ضد المسئولين الذين يسعون الى ترويجها وانتشارها وحماية التجار الذين يتاجرون بها والدفاع عنهم وفتح كل الابواب امامهم

وهذا يعني ان المرجعية الدينية اتهمت المسئولين هم وراء انتشار المخدرات هذا الانتشار الواسع في العراق

وهذه دعوة موجهة للمسئولين بانهم وراء انتشار المخدرات في البلاد وعلى المسئول الذي يبرئ نفسه من هذه الجريمة ان يثبت ذلك من خلال التحرك الجدي والصادق بكشف وفضح هؤلاء المسئولين الفاسدين ومن ثم القاء القبض عليهم واحالتهم الى القضاء وتطبيق العقوبات الرادعة بحقهم اخفها الاعدام ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة وبسرعة وبدون تغطية على هذا دون هذا

فالمرجعية والشعب لا يقبلان اي عذر او سبب فالعناصر الفاسدة معروفة وواضحة وكشفها لا تحتاج الى تعب وعناء بل تحتاج الى جرأة ونكران ذات والا فالجميع فاسدة ومشتركة في عملية ذبح الشعب والوطن

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here