في عراق الخراب .. مافيا الفساد تحارب وتهدد وزير الإتصالات !

خضير طاهر 
في العراق وبلدان الموز الكارتونية .. تكون الميليشيات وعصابات المافيا أقوى من الدولة وتتحكم بمفاصل الدوائر الحكومية ، بل هي من يعين الوزراء وكبار الموظفين !
السيد وزير الإتصالات الدكتور نعيم ثجيل قام بعمل إنتحاري وتصدى الى مافيا الفساد المدعومة من قبل الأحزاب وميليشياتها ، فضجت ضده الدعايات والإشاعات التسقيطية ، وتحرك النواب المرتبطون بمافيات الفساد ، ولن أستغرب إذا ما تحركت قوى الفساد حتى على القضاء لإقالة الوزير من منصبه في حال فشلوا في البرلمان من إزاحته!
الوزير الذي هو خبير في مجال الإتصالات وضعت الدولة ثقتها به وعمل عدة أعوام في جهاز المخابرات الوطني بعد سقوط نظام صدام مسؤولا عن جانب إتصالات المخابرات ، وبعد أدائه ذلك العمل الأمني الخطير بأمانة ونجاح  ، تأتي اليوم مافيا الفساد وتثير ملف إنتماءه سابقا الى صفوف حزب البعث ، ولاأدري لماذا لايتحدثون عن ماضي رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حينما كان عضوا في ميليشيا الحرس القومي البعثي الإرهابي وتلك الميليشيا  إرتكبت جرائم القتل والإغتصاب ؟!.
ثم ماذا قدم المجاهدون الذين كانوا يعارضون حزب البعث وجاءوا بديلا له .. من أسس الميليشيات والمافيات وفكك الدولة وأشاع الفساد والعمالة ودمر كيان البلد غير هؤلاء الذي يطلقون على أنفسهم مجاهدون أسلاميون .. علما معظم ضباط الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب الأبطال الذين تصدوا للقاعدة وداعش وضحوا بحياتهم هم من البعثيين سابقا ، فالبعثيون ليسوا كلهم مجرمون ، وأكثرهم إنتمى للبعث من أجل البقاء في الوظيفة أو تم الضغط عليه ، ومثلما قال وزير الإتصال : (( لماذا نركز على الماضي ولانسأل عن الحاضر وماذا قدم هذا الشخص وماذا سيقدم في المستقبل للبلد )).
والسؤال : لو لم يكن الوزير شريفا ونزيها ويريد خدمة بلده .. هل كان سيحارب الفساد ويعرض نفسه الى المشاكل وهو أصلا مستقل بدون سند ولاحماية من الأحزاب ؟
ولو لم يكن الوزير نزيها وطنيا .. أليس من الأفضل له السكوت على الفساد والمشاركة به وأخذ حصة والعيش بسلام داخل الوزارة ؟!
مفجع جدا الإنهيار الشامل في العراق ، وتفكك الدولة ، وغياب القانون ، والأهم ضعف المشاعر الوطنية ، لقد نُكب العراق في صميم وجوده عندما ضُربت الوطنية ، وأصبحت السرقة والعمالة تمارس بشكل علني دون خجل أو خوف !
شخصيا لست متفائلا بنجاة الوزير من مؤامرات مافيا الفساد ، فرئيس الوزراء عادل عبد المهدي ضعيف وخائف ولامبالي بمصالح البلد إن لم يكن متواطيء مع الفساد .. لذا سيكون وزير الإتصالات فريسة سهلة للمافيا  في ظل غياب رأي عام وطني فاعل ووجود شعب ميت لايدافع عن حقوقه ولايحمي الشرفاء .
تنويه : شكرا لجهود برنامج بالحرف الواحد ولمقدمه السيد أحمد ملا طلال والى قناة الشرقية على تسليط الضوء على مشكلة السيد وزير الإتصالات مع الفساد .
اليكم رابط مقابلة السيد الوزير

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here