لصوص صدام والسياسة

المعروف ان حكم الطاغية المقبور الذي استمر اكثر من 35 سنة خلق مجموعات كبيرة مهمتها نشر الفساد والرذيلة وفرضهما على الناس بالضغط من خلال الترغيب والترهيب وهذه المجموعات الفاسدة بعضها فوق بعض تبدأ بعائلة وابناء عمومة وعشيرة الطاغية ثم عناصر الاجهزة الامنية التي تحيط بالطاغية وكانت عناصر هذه الاجهزة بشكل عام من المناطق القريبة من العوجة ومن حولها والعناصر المعروفة بفسادها والتي باعت شرفها وكرامتها ثم العناصر المسئولة في حزب البعث فهذه العناصر طالما انها في خدمة الطاغية ومن حوله وخاضعة لهم فانها محمية وبعيدة عن اي محاسبة او معاقبة الا اذا عارضت رغبات وشهوات الطاغية وأحد ابناء الطاغية او احد اقاربه ففي هذه الحالة يخرج من دائرة الرحمة والحماية الخاصة بالطاغية وزمرته المقربة

وهكذا نشأت زمر عصابات فاسدة منحرفة لكل زمرة مهمة خاصة في الذبح القتل السرقة التزوير انتهاك الحرمات ونهب المال واغتصاب الاعراض وبواسطة هذه العصابات تمكن الطاغية من فرض سيطرته على العباد والبلاد والويل لمن يتنفس بدون علمه ووفق المدة التي يقررها هو لانه يشكل خطرا على حكم الطاغية وزمرته

التقى المعتوه عدي صدام مع مجموعة من الصحفين فبعد ان هددهم وتوعدهم اخرج ورقة نقدية من فئة ال 25 دينار واحرقها ورماها في الارض ثم داس عليها بحذائه وقال اعلموا سنجعل مصير العراق والعراقيين كمصير هذه الورقة النقدية اذا تعرض حكمنا ملكنا لاي خطرا

وهكذا تمكنوا من اغلاق أفواه العراقيين وذبح اي كلمة قبل انطلاقها ومنع اي حركة لاي عراقي من الشمال الى الجنوب من خلال قطع ساقه ويده ودفنه حبا في المقابر الجماعية فكان يهدم البيوت ويذبح عوائل بل عشائر بكاملها حتى انه انِشأ المقابر الجماعية لانهم عجزوا عن اعدام الألوف في كل ساعة فقام بدفن العراقيين وهم احياء حيث وجد في الكثير من المقابر الجماعية المئات من النساء واطفالهن على صدورهن من ضمن الذين دفنوا احياء في تلك المقابر

وبعد الاطاحة بحكم الطاغية وزمرته تحركت هذه الزمر والعصابات ا لصدامية لتنفيذ الخطة التي وضعها الطاغية وزمرته المقربة منه لتدمير العراق وذبح العراقيين فبدءوا بحرق دوائر الدولة ونهب محتوياتها وذبح الشخصيات الناجحة والتي كانت ترفض الانتماء الى حزب البعث او تشارك في جرائمهم ومفاسدهم وبعضهم انتمى الى الاحزاب والحركات السيا سية التي حلت محل صدام وحزبه بعد تحرير العراق فأخذوا يسرقون ويقتلون بأسم هذه الاحزاب وهؤلاء شكلوا عصابات جديدة بلون واسم يختلف عن الوانهم واسمائهم في زمن صدام

وهكذا تحولت كل عناصر شبكات ومنظمات الطاغية التي كانت تقتل وتزور وتحتال وتتعاطى الدعارة وتستغل النفوذ الى عناصر سياسية وكل مجموعة انتمت الى حركة سياسية وقربت حولها عصابات السرقة والفساد وكل مجموعة تعمل وفق تعليمات الطاغية المقبور وقراراته التي اتخذها الطاغية قبيل الاطاحة به وهروبه وبعضها تحررت من ضغوط الزمر الصدامية وأخذت تعمل لصالحها مما ادى الى نشر الفساد وسرقة المال العام والخاص وسيطر الفاسدون واللصوص على اغلبية مرافق الدولة مما جعل هذه الزمر في حالة تفاؤل بعودة حكم الطاغية حتى أخذت تهدد العراقيين الاحرار بشكل علني وتتهمهم بالعمالة

فاذا كان الشرفاء في زمن صدام كانوا يصرخون (فقد العراقي شرفه في زمن صدام )فالعراقي الآن يصرخ العراقي فقد أمنه لان نفس العناصر التي كانت تجلده وتسرقه وتفسده هي نفسها المسئولة عنه

من هذا يمكننا القول ان الفوضى التي يعيشها العراق ستولد كوارث ومصائب قد تؤدي الى اشعال حرب اهلية لا تذر ولا تبقي التي ورائها لصوص السياسة

لهذا على الحكومة على كل القوى الوطنية المخلصة الصادقة التي كان هدفها في معارضة صدام حماية العراق والعراقيين من التجزئة والضياع التي كان هدفها حماية شرف وكرامة العراق والعراقيين التي كان هدفها حماية ثروة العراق والعراقيين من السرقة والتبذير والاسراف والتبديد ان توحد نفسها وتدرس الاوضاع بشكل عميق ودقيق وتضع خطة وبرنامج للتحرك من اجل تنفيذ تلك الخطة وذلك البرنامج بصدق واخلاص وبعيد كل البعد عن المصالح الشخصية والمنافع الذاتية والتوجه فقط لمصلحة لمنفعة العراق والعراقيين وبقوة وتحدي لا خوفا من احد ولا مجاملة لاحد

كشف وفضح اللصوص والفاسدين وهذا ليس صعب ابدا بل سهل جدا اذا طبقنا نظرية الامام علي بهذا الشأن حيث قال

(اذا زادت ثروة المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص فاسد)

وضع عقوبات رادعة ضد الفاسدين واللصوص اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة اعلموا ليس هناك فساد قليل وفساد كثير وليس هناك فاسد صغير وفاسد كبير بل الفساد القليل يصبح فساد كثير والفاسد الصغير يصبح فاسد كبير

كما يجب ابعاد كل من كان في خدمة صدام وخدمة زمرته من اي مسئولية مهما كانت لانه عنصر فاسد والفاسد لا يمكن علاجه الا بقطعه

للاسف ان فتح الباب امام خدم وعبيد صدام لوثوا السياسة والسياسين في العراق وحولوها الى عصابات للسرقة فأفسدوا الشعب وسرقوا ثروته وهتكوا حرمته

لهذا يجب البدء بتجفيف الفساد القليل واعدام الفاسد الصغير سوف يجف الفساد الكثير ويهلك الفاسد الكبير

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here