ايجابيات وسلبيات السوريين في السويد

إيهاب مقبل

 

يتواجد في السويد اليوم نحو مئتي ألف لاجئ سوري بحسب الإحصاءات السويدية الرسمية. ووصلَ معظم هؤلاء اللاجئون إلى الأراضي السويدية خلال أحداث الثورة السورية 2011-2019م. وبذلك، تُعد الجالية السورية ثاني أكبر جالية في السويد بعد الجالية الفنلندية.

 

واللاجئون السوريون في السويد فصيل من فصائل البشر، لهم ايجابيات، ولهم كذلك سلبيات، وذلك لعدم وجود نقاء كامل من كل الشوائب لدى البشر. ولقدْ تعرضَ أهلنا السوريين في حياتهم إلى أهوال وشدائد ومعاناة قاسية، ولذلك ينبغي علينا كعرب أن نُشيد بايجابياتهم، ونُصلح لهم السلبيات، وهكذا نُثبت لهم بأننا أمة واحدة.

 

من ايجابيات السوريين في السويد أنهم حرفيون وأصحاب عقل تجاري. على سبيل المثال لا الحصر، لم يكن معظم العرب والمسلمين، قبل عام 2011، يشترون إلا اللحوم المجمدة، ولكن مع وصول السوريين إلى السويد تغير الحال، وانتشرت محال الجزارة السورية في كل مدينة سويدية. وبالمثل، انتشرت المحال الغذائية السورية، التي تحتوي على الزعتر وزيت الزيتون الأصلي والمواد الغذائية العربية الأخرى. وخلال السنوات الأخيرة، احتاجَ سوق العمل في السويد للعديد من المهن والحرف التقليدية، مثل الصباغين وميكانيكي السيارات، ولقدْ غطى السوريون بإمتياز معظم النقص الحاصل في هذه المجالات.

 

ومن ايجابيات السوريين في السويد أنهم شعب متعلم. وطبقًا لمكتب الإحصاء السويدي، فإن نحو 30% من اللاجئين السوريين في البلاد يحملون شهادات اكاديمية، بينما النسبة المتبقية منهم يحملون شهادات تعليمية ابتدائية وثانوية. ومع ذلك، تتواجد بينهم الأمية بنسبة 12% حسب مكتب الإحصاء السويدي.

 

إما سلبيات السوريين في السويد فيمكن حصرها بالتالي: (الأنانية وحب الأنا وليذهب الآخرون إلى الجحيم كجزء من ثقافة الإلحاد التي تربوا عليها في المدارس السورية؛ والانتقاد الجارح للآخرين مع السخرية والإستهزاء الشديد جدًا إلى حد الإفراط كجزء من تأثير الدراما السورية الهابطة؛ وسرعة القذف والاتهام والغضب والإنفعال والعراك والتراشق بالكلام المهين الخارج عن الآداب والأخلاق العربية كجزء من ثقافة النظام البعثي السوري الفاسد؛ وحب التأمر والرئاسة والسيطرة على الآخرين بشكل مفرط لا مثيل له إلا في فرنسا كجزء من الثقافة الفرنسية التي دُرست لهم في المناهج الدراسية؛ وانتشار الكراهية والتشكيك فيما بينهم والحذر والخوف الشديد من بعضهم البعض ومن الأخرين نتيجة ما زرعه النظام الأسدي – العميل لروسيا وإيران – من مخبرين كثر يتجسسون ويشون على بعضهم البعض).

 

وأخيرًا، أن ذكر هذه السلبيات لدى أهلنا السوريين أو بعضهم ليس فيه شين ولا عيب ولا نشر غسيل ولا فضيحة، وذلك لأن الهدف من سردها «الإصلاح»، لكي تأخذ الجالية موقعها الحقيقي ورسالتها الهادفة نحو الإتجاه الصحيح في المجتمع السويدي.

https://3.top4top.net/p_1287ez3tn1.jpg

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here