حزب عائلة جلال طالباني اختار امرأة علمانية متحجبة لتكون على رأس برلمان إقليم كوردستان!

محمد مندلاوي

رشح حزب ما يسمى بالاتحاد الوطني الكوردستاني لصاحبه نجلي جلال طالباني امرأة علمانية الانتماء إسلامية المظهر لرئاسة برلمان إقليم كوردستان، بما أن مظهرها خلاف مكنونها، يعني أن أفعالها ستناقض أقوالها في البرلمان، وإلا كيف بسيدة تظهر بزي صار في أيامنا هذه رمزاً لانتماء سياسي لا يتوافق مع الأفكار العلمانية التي تتبناها ظاهراً هي وحزبها المذكور؟!. لكننا تعودنا على هفوات هذا الحزب.. الذي فيها شطحات غير المتجانسة كثيرة، مثال سكرتيره جلال طالباني، الذي لا يزال يقود الحزب من داخل قبره، لقد أصدر في التسعينات القرن الماضي قراراً كان له حكم القانون في المنطقة التي حكم فيها حينها حزبه.. ومنع بموجبه الزواج بأكثر من امرأة، وهذا خلاف العقيدة الإسلامية، لكنه في حديث آخر أدلى به للصحافة قال: إن الإسلام خط أحمر. كأنه لا يعلم أنه بذلك القرار.. جاوز خط الإسلام الأحمر ونصاً قرآنياً صريحاً يقول في سورة النساء آية 3: فانكحوا ما طاب لكم مثنى وثلاث ورباع.

دعونا نقارن بين الحزبين البارتي والاتحاد كيف أنهما يتشابهان في المشاين. لقد رأينا في سبعينات القرن الماضي الأول تفاوض مع النظام العراقي ونتج عنه بيان آذار عام 1970 عن حل القضية الكوردية. وحين سنحت الفرصة قام الثاني (حزب طالباني) بذات الشيء عام 1983 وفاوض نظام حزب البعث المجرم لكنه كالعادة لم يتمخض عن شيء. الأول دعا الجيش العراقي إلى أربيل عام 1996 لإخراج غريمه منها الذي هو الثاني. الثاني دعا الجيش العراقي إلى كركوك عام 2017 ومعه ميليشيا الحشد الشعبي.. . في أواسط التسعينات القرن الماضي، الأول شكل إدارة حكم في أربيل وهي الشرعية. الثاني شكل إدارة حكم في السليمانية بعد أن طرده الأول من أربيل بمساعدة جيش الاحتلال العراقي. إن تشطير الشعب الكوردي ووطنه كوردستان خزي وعار يلحق بمن يقوم به أبد الدهر. الأول صار قلبه يدق نحو الحدود الشمالية (تركيا). الثاني صار قلبه يدق نحو الحدود الشرقية، عجمستان (إيران). الأول وضع نجله في قيادة الحزب. الثاني جاء بنجليه وزوجته وأبناء أخيه وأقاربه لقيادة الحزب. الأول منذ عقود أصبح رئيساً للحزب وباقي فيه إلى الآن. الثاني بقي رئيساً للحزب حتى رحيله الأبدي عام 2017، لكن منذ ذلك التاريخ منصب رئيس الحزب شاغر، لم يسمح لأحد ما أن يمليه، كما أسلفت أعلاه أنه لا زال رئيساً هلامياً لهذا الحزب!!. الأول نصب امرأة علمانية قلباً وقالباً رئيسة للبرلمان. الثاني رشح امرأة

علمانية بزي إسلامي رئيساً للبرلمان كأنها ممثلة عن حزب الدعوة الإسلامي أو مجلس الإسلامي الأعلى!!. لكن للحق أقول، أن المرأة التي نصبها الأول – البارتي- إلا وهي الدكتورة (فالا فريد) كانت ناجحة في أدائها من حيث كلامها الرقيق وأسلوبها العلمي وشخصيتها المتميزة في إدارة جلسات البرلمان والهيئة الأنثوية الجميلة والأناقة والذكاء والأخلاق العالية التي تمتعت بها في فترة تبوئها لرئاسة البرلمان. أي نعم، لا يستغرب أحدكم من هذا الكلام الصريح،إن الأنوثة والجمال والرقة في حديث السيدات مطلوبة هذه الأيام إبان الأداء السياسي أو الوظيفي، لأنها سلاح حاد يخترق قلوب وعقول الرجال ويؤثر في قراراتهم. في حقل الفضائيين (الوهميون) الذين يقبضون رواتب كبيرة شهرياً لكن ليس لهم وجود على الأرض تغلب الثاني على الأول، حيث لديه أعداد كبيرة من الفضائيين موجودين على الورق فقط، ويأتي الأول بعده ومن ثم تأتي بقية الأحزاب الكوردية تباعاً. الأول متهم بسرقة النفط. وهكذا الثاني هو الآخر متهم بسرقة النفط وإنزال المبالغ التي تأتي منها في الجيب الخاص، إنا أنزلناه في الجيب؟. الأول استولى قياداته على أراضي كبيرة دون وجه حق. وهكذا الثاني حيث أن قياداته سيجت أراضي كبيرة في السليمانية وحلبجة و و لنفسها بالأسلاك الشائكة ولا يسمح لأحد أن يقترب منها. الأول حزب علماني لكنه زايد ويزايد على الإسلاميين فيما يخص العقيدة الإسلامية؟. تماماً، الثاني قام بنفس الشيء، في السبعينات والثمانينات حين زايد على الحزب الشيوعي العراقي في تبني الفكر الماركسي والمزايدة عليه، لكن بعد تحرير جنوب كوردستان عام 1991 صار في جميع المناسبات الإسلامية يزايد على الأحزاب الإسلامية، حتى أن سكرتير الحزب الراحل جلال طالباني في بعض المناسبات كان يتحدث في الأمور الإسلامية بحماس كأنه إمام مسجد وليس سكرتير حزب علماني لا يؤمن بالدين!. وفيما يتعلق بقيادات هذا الحزب (العلماني) من النساء يضع في شهر رمضان الحجاب على رؤوسهن ويمتنعن عن التمكيج ربما يتظاهرن بالصوم أيضاً، لكن بعد انقضاء شهر رمضان يعدن كما كن متبرجات ومتمكيجات على 14 حباية. ما هذه التمثيلية..؟ أنهن يتصورن بتمثيلهن لهذه المسرحية.. يستغفلن الشارع الكوردي، في الحقيقة يستغفلن أنفسهن ليس إلا؟ إلا يعرفن أن الشارع الكوردي يعرف جيداً أن الإسلام عقيدة دينية لها شرائعها ومحدداتها التي لا يجوز لمن يعتنقها اعتناقاً صحيحاً الخروج عليها؟، وهي عقيدة ثابتة ليست آنية تلتزم بها شهر في السنة كأنها مودة ومن ثم تعود كما كنتِ بمظهر غير إسلامي؟. لكي لا يترجم كلامي خطأ أنا إنسان علماني أحترم جميع العقائد بقدر احترام أية عقيدة للعقائد الأخرى وللبشرية جميعا. وفيما يتعلق الأمر بالمناطق المستقطعة، التي تسمى في الدستور العراقي بالمناطق المتنازعة عليها، باستثناء خيانة كركوك التي قام بها حزب الاتحاد الوطني لصاحبة عائلة جلال طالباني عام 2017 أن الحزبين مسئولين بالتساوي في كل ما يلحق بتلك المنطقة وسكنتها الكورد الأصلاء من دمار وتشريد وتعريب على أيدي السلطة الشيعية القابعة في بغداد وجلاوزتها من الميليشيات والمستوطنين العرب الذين يجلبونهم من كل فج عميق لتغيير ديموغرافية الأرض الكوردية الكوردستانية.

لكي أكون صادقاً وأميناً فيما أقول، أن الحزبين المذكورين لا يجتمعا في المشاين فقط كما بينا أعلاه، بل هناك أزيان أيضاً قاما بها. لكن هذا المقال خصصته لبعض مشاينهما فقط، التي ألحقت وتلحق الأذى بالكورد وكوردستان.

” لا يمكن لأحد أن ينال الاحترام عن طريق فعل ما هو خاطئ” (توماس جفرسون)

11 07 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here