نحو فكر سياسي جديد .. مفهوم الوطن .. مفهوم عنصري شرير !

خضير طاهر
على العكس من الأغاني والأناشيد وقصائد التبجيل والتقديس للوطن ، وبالضد من الشعار البشع (( نموت ويحيا الوطن )) ، وأيضا بالضد من مفهوم (( الأممية )) الشيوعي ، ومفهوم (( الأمة )) الإسلامي .
ومن منظور إنساني مجرد من الأيديولوجيات .. واقع البشر طوال تاريخهم أثبتوا فشلهم الذريع في إقامة العدالة والمساواة في تقاسم الثروات وحرية السفر والسكن ، بل شهد تاريخ البشر الكثير من فظاعات الغزو والحروب ونهب ثروات الأقوام والشعوب الضعيفة من قبل الأقوياء بإسم القبيلة ثم الأمبراطورية وأخيرا الوطن.
و بخصوص الأوطان الذي أصبح عليه شكل تقاسم الأرض حاليا .. نتج عن مفهوم الوطن واقع عنصري شرير أدى الى إحتكار بقعة من الأرض وثرواتها وإستيلاء مجموعة من البشر عليها ، وتأسيس كيان عنصري أناني يحتكر كل شيء ، بينما أخيه الإنسان بجواره يشكو من الفقر والجوع ومحروم من ثروات الأرض وخيراتها بحجة حدود الوطن وسيادته !
على سبيل المثال : مجموعة من البدو في دولة قطر يستحوذون على ثروات هائلة من النفط والغاز ويبذرونها على كرة القدم والفضائيات وعمل الدساس والمؤامرات … بينما بجوارهم ملايين اليمنيين من الفقراء والجياع هم بأمس الحاجة لقسم من هذه الثروات ، لكن مفهوم الوطن والحدود يمنعهم من التوزيع العادل للثروات !
ماهو الحل ؟
للأسف لايوجد حل لتأسيس نظام عادل يوزع ثروات الأرض على الجميع ويسمح بحرية الحركة والسفر والسكن .. والسبب لأن الإنسان في أصل خلقته وتكوينه هو كائن أناني شرير ومنذ ولادته على الأرض فشل في تحقيق العدالة والمساواة ، ولن يستطيع البشر التطابق مع مباديء العدالة لأنها خلاف تكوينهم وأصالتهم الأنانية الشريرة مثلما ثبت تاريخيا وواقعيا ، والسؤال : أليس من الأفضل لو الله زرع في داخل البشر حب الخير والعدالة والمساواة بشكل قهري إجباري مثلما زرع حبهم للجنس ، وجعل الحياة على الأرض تسير بسلام وسعادة ومحبة ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here