الحلقة 20 ردا على افتراءات البعثي الوهابي الكذاب،السحر والطلاسم عندكم وعند سلفكم والامام علي مدينة العلم,

نعيم الهاشمي الخفاجي

هذا الكذاب نسب السحر والطلاسم الى أئمة ال البيت ع كذبا وقال عند الشيعة بيوت للحسين وليس مساجد والامام
علي يجهل الحكم الشرعي …….الخ

خلال تتبعي لماذكره هذا البعثي الوهابي الكذاب الاشر سجلت بعض افتراءات هذا المفتري الكذاب الاشر حيث

نسب إلى أئمة ال البيت ع السحر والطلاسم وهذه كذبة أئمة ال البيت ع تركوا لنا رصيد ضخم من الأدعية التي تتطابق
مع القران الكريم.

ايضا يقول لايوجد عند الشيعة مساجد وانما توجد حسينيات وهذه بيوت للحسين وليس لله؟ صفحة ٥٠٣

يقول الامام علي يجهل الحكم الشرعي صفحة ٤٣٣ حيث ذكر حديث أن الإمام علي ع أمر الامام الحسن وعندما اقبل
شهر رمضان أن لا يصلون الصلاة بالمسجد جماعة؟ وان الناس رفضوا وقالوا ياسنت عمراه؟ هذا الكذاب يقصد نهي الإمام علي ع عن صلاة التراويح المبتدعة التي ابتدعها عمر بن الخطاب حسب ما نقله أئمة الحديث السنة.

حديث رسول الله محمد ص انا مدينة العلم وعلي بابها باطل؟

العصمة بدعة عند الشيعة صفحة ٥١٤ واستشهد في قول الوهابي محب الدين الخطيب صاحب كتاب الخطوط العريضة والتي
أعاد نشر اكاذيبه هذا الجاهل علي الكاش.

يقول الامام علي ذكر أن للمهدي غيبة وحيرة، وقال عندما سئل الإمام علي قال يغيب ستة ايام، ستة شهور، ست
سنوات؟.

يقول في صفحة ٥٢٢ أن العمليات الانتحارية شيعية وهم أوقفوا الجهاد عندما غاب أمامهم المزعوم في السرداب.

أوردنا جانب من افتراءات هذا المفتري ونبدأ في تفنيد اكاذيبه بالدليل بإذن الله سبحانه وتعالى

أئمة آل البيت والسحر

فرية هذا الكذاب الاشر يفندها ما تركه أئمة ال البيت ع الينا من كنوز معرفية وروحية التعبد الروحي ما بين
العبد وربه، تركوا الينا أدعية تمتاز بالبلاغة والفصاحة بعد لغة القرآن الكريم، وصدق قول ابن أبي الحديد المعتزلي عندما قال كلام أئمة ال البيت ع فوق كلام البشر وأقل من كلام الله سبحانه وتعالى، الشيعة في ليلة كل جمعة يقرأون دعاء الامام علي ع الذي علمه لصديقه كميل
بن زياد النخعي وهذا الدعاء يشمل أفصح الكلام للعبودية ما بين العبد والله سبحانه وتعالى، ناهيك عن دعاء الصباح للامام علي ع والذي بات تقرأه صباح كل يوم القنوات والمواقع الشيعية، الامام الحسين ع ترك لنا دعاء عرفة العظيم والذي ترك من خلاله أصول عقائدية صلبة في
التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى، الامام الحسن ع وبشهادة كتب السنة ذكروا أنه كان يقنت في الركعة الثانية ويدعوا الله في الدعاء لا اله الا الله الحليم الكريم …….الخ. الامام علي بن الحسين ع ترك لنا الصحيفة السجادية بها أدعية أيام الأسبوع والشهر والمناجات الصباحية
والمسائية مابين العبد وربه وكذلك الحال لبقية الأئمة ع فقد تركوا لنا من الأدعية لايمكن احصائها وقد ألف الكثير من علمائنا الابرار كتب ضخمة تحتوي على أدعية أئمة ال البيت ع

مصطلح طلسم ماذا يعني

almaany.com

طلسم

ابحث

تعريف و معنى طلسم في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي

طَلسَمَ: (فعل)

طلسمَ يطلسم ، طلسمةً ، فهو مُطلسِم

طَلْسَمَ الرَّجُلُ : أَطْرَقَ ، عَبَسَ

طَلْسَمَ الشَّيْءَ : عَمِلَ لَهُ طِلْسَماً

طَلْسَمَ الساحِر ونحوهُ : كَتبَ طِلَّسْمًا

سِرّ مُطَلْسَمٌ ، وحِجابٌ مُطَلْسَمٌ ، وذاتٌ مُطَلسَمٌ : غامض

طِلَسم: (اسم)

لغز ، شيء غامض ومبهم طلاسم غريبة ،

طِلَسْم عجيب

فكَّ طلاسمَ الشَّيء : وضَّحه وفسَّره وكشف أسراره

خطوط وأعداد يزعم كاتبها أنه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية بالطبائع السفليّة لجلب محبوب أو دفع أذى

نسمع الكثير من افتراءات الوهابيين على الشيعة حول الطلاسم رغم أن الطلاسم وكتب السحر في أجمعها لعلماء سنة
وليس شيعة وقبل أن نورد اسماء كتب السحر ومؤليفها السنة علينا أن نلقي نظرة بسيطة حول الطلاسم وماذكرة السيد الخوئي رضوان الله عليه

أولاً: ليس ثمة آيات قرآنية في الطلاسم، وما ترينه من الاشكال والهياكل الحرفية والأوراد المكتوبة في بعض
الكتب كضياء الصالحين وغيره، ليست هي طلاسم خالصة، وإنما هي أوراد وأوفاق واسماء إلهية وآيات قرآنية قد تم تركيبها طبقاً لأوقات خاصة وقرانات فلكية، وذلك للحصول على بعض الثمار الروحانية حيث أن في مزج هذه العناصر ـ كما يزعمون ـ ربط بين العوالم وحصول تسخيرات وتأثيرات
لحاملها أو ناظرها…

وبطبيعة الحال لا يمكن لنا الثقة بجميع هذه الأشكال أو الأعمال ما لم تأتنا بطريق معتبر.. فمسألة الوثوق
بها موكولة إلى المصدر الذي أخذت عنه، مع الأخذ بنظر الأعتبار أن كثيراً من الشروط الواجب توفرها في هذه الأشكال مفقودة ومن أهمها الحبر المستعمل ووقت العمل والبخور المناسب… وبفقدان أي شرط من هذه الشروط لا تأتي النتائج المرجوة. ثم إن الآيات القرآنية والأسماء
الإلهية المستعملة في هذه الأشكال والهياكل الحرفية تبقى من جهة جواز المماسة وعدمه تابعة لما ورد في الشريعة المقدسة، فلا يجوز مسها إلا مع الطهارة.

ثانياً: علم الحروف من العلوم الشريفة التي وردت الإشارة إليها من قبل أهل البيت عليهم السلام، ويعتمد علم
الحروف على قوانين خاصة لاستخراج روحانية الحروف وقواها الباطنة، ومن تلك القوانين.

الاستنطاق: وهو جعل القيم العددية حروفاً بحساب الجمل الكبير أو حساب الأبجدية، وعلى هذا فإن العدد (22)
يستنطق (بك) و(59) يستنطق (طن) و(1411) يستنطق (ايتغ) وهكذا.

ومن جملتها: البسط، والتكسير، ومعرفة طبائع الحروف فهنالك حروف رخوه وحروف شديدة: وحروف جهرية وحروف مهموسة،
وحروف نورانية وحروف ظلمانية، وحروف علوية وحروف سفلية … وغير ذلك.

وللبسط والتكسير تطبيقات يستفاد منها في فن الزايرجة: وهو قوانين صناعية لاستخراج الغيوب من خلال تنظيم جداول
وفقية تنزل فيها الحروف بحسب قواعد خاصة ثم يُلتقط منها الجواب على السؤال المطروح.. ولابد في ذلك من معرفة نظائر الحروف وكيفية الاسقاط المتكرر واستخراج الزمام…الخ.

وينبغي لأجل الاستفادة التامة من علم الحروف أن يكون المرء على معرفة كافية بعلم التنجيم لأن لكل حرف طالع
خاص يستفاد منه في معرفة الأوقات واستخراج ملائكة الحروف وما إلى ذلك.

السحر موروث من الثقافات البشرية القديمة

قال السيد الخوئي في مصباح الفقاهة ج 1 – ص 452 – 458

أقسام السحر: ولا بأس بالتعرض لما ذكره الأصحاب من أقسام السحر, ليعلم هل أنها مشمولة لما دل على حرمة السحر
أم لا, وقد تكلم عليها العلامة المجلسي في البحار وأطال الكلام فيها موضوعا وحكما نقضا وإبراما, وحاصل كلامه في تحقيق أقسام السحر أنه على أنواع شتى:

الاول: سحر الكلدانيين الذين كانوا من قديم الدهر, وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون كونها مدبرة للعالم السفلي
ومبادي لصدور الخيرات والشرور, وقد بعث الله إبراهيم (عليه السلام) مبطلا لمقالتهم وهدم أساس مذهبهم. وهم على فرق ثلاث, فإن منهم من يزعم أن الكواكب هي الواجبة الخالقة للعالم, ومنهم من يزعم أنها قديمة لقدم العلة المؤثرة فيها, ومنهم من يزعم أنها حادثة مخلوقة ولكنها
فعالة مختارة فوض خالقها أمر العالم إليها. والساحر من هذه الفرق الثلاثة من يعرف القوى العالية الفعالة بسائطها ومركباتها, ويعرف ما يليق بالعالم السفلي وحوادثه, ويعرف معدات هذه الحوادث ليعدها, وعوائقها ليرفعها بحسب الطاقة البشرية, فيكون متمكنا من استحداث ما يخرق
العادة – انتهى ملخص كلام المجلسي (رحمه الله) في النوع الأول.

أقول: قد عرفت أن السحر هو صرف الشئ عن وجهه على سبيل الخديعة والتمويه من دون أن يكون له واقعية, فاستحداث
الأمور الخارقة للعادة ليس من السحر, ولو تمكن أحد من إحداث الأمور الغريبة بواسطة القوة النفسانية الحاصلة بالرياضة أو بصرف المقدمات, فلا يقال له أنه ساحر, بل لا دليل على حرمته, فإن هذا شعار أهل الكرامة. نعم لا شبهة في كفر الفرق المذكورة, كما اعترف به المجلسي
(رحمه الله) حتى الفرقة الثالثة القائلة بتفويض أمر العالم إلى الكواكب, فإن قولهم هذا مخالف لضرورة الدين, فإن الله هو الذي يحيي ويميت, ويهب لمن يشاء ذكورا ويهب لمن يشاء إناثا, ويصور في الأرحام كيف يشاء.

الثاني: سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية, فقد ثبت بالوجوه العديدة إمكان تسلط النفوس على جوارح الغير وأعضائه,
فتسخره للقيام بحرمات وتأدية أعمال على غير إرادة منه ومن دون وساطة شئ آخر, وهذه النفوس قد تكون لرياضتها قوية صافية عن الكدورات البدنية, فتستغني في تأثيرها عن الاستعانة بأدوات من خارجها وتصدر عنها الأمور الغريبة الخارقة للعادة, وقد تكون ضعيفة وممزوجة بأوساخ
المواد فتحتاج في اتمام تأثيرها إلى الاستعانة بأدوات سحرية أخرى – انتهى حاصل كلامه في النوع الثاني.

أقول: لا شبهة أن بعض النفوس لصفائها بالرياضات تؤثر في الأمور التكوينية وتصرفها عن وجهها صرفا حقيقيا,
كايقاف الماشي عن المشي, والمياه الجارية عن الجريان, بل قيل إن هذا المعنى مكنون في الأسد بحسب الغريزة والطبيعة. فإنه إذا نظر إلى حيوان أوقفه عن المشي والحركة, إلا أنه لا دليل على حرمته بعنوان الأولي ما لم يترتب عليه شئ من العناوين المحرمة, بل نمنع عن صدق السحر
عليه, وإنما هو نحو من الكرامة إن كان بطريق حق, ومن الكفر أو الفسق إن كان بطريق الباطل. ولا نظن أن يتوهم أحد أن تصفية النفس بالرياضات الحقة حتى تصير مؤثرة في الأمور التكوينية من المحرمات بل هو مطلوب في الشريعة المقدسة إذا كان بالإطاعة والتقوى, ومن المعروف المشهور
أن سلمان (رضي الله عنه) قد وصل بمجاهداته وتقواه وعظيم طاعته لمولاه إلى حد أن انقادت الأمور التكوينية لإرادته والتزمت فرض طاعته.

الثالث: الاستعانة بالأرواح الأرضية, واعلم أن القول بوجود الجن مما أنكره بعض المتأخرين من الفلاسفة والمعتزلة,
وأما أكابر الفلاسفة فإنهم لم ينكروا القول بوجود الجن ولكنهم سموها بالأرواح الأرضية, وهي بأنفسها مختلفة الأصناف, فإن منها خيرة ومنها شريرة, وقد شاهد أهل الصنعة والتجربة أن الاتصال بها يحصل بأمور خفيفة وبأفعال سهلة لا مشقة في ايجادها, كالبرق والدخن والتجريد,
وقد سموا هذا النوع بالعزائم وعمل تسخير الجن – انتهى حاصل كلام المجلسي في النوع الثالث.

أقول: لا ريب في خروج هذا النوع أيضا من السحر موضوعا وحكما, تعليما وتعلما, بل لا دليل على حرمته في نفسه
إلا إذا ترتب عليه عنوان محرم من إيذاء انسان والاضرار به, أو كانت مقدماتها محرمة فيحرم الاشتغال بها, وإلا فلا يحرم استخدام الجن وكشف الغائبات بواسطتهم, بل لا دليل على حرمة ايذاهم.

الرابع: التخيلات والأخذ بالعيون, وهذا النوع يتضح بأمور:

1- وقوع الأغلاط في البصر كثيرا, فإن الساكن قد يرى متحركا وبالعكس. كما أن راكب السفينة إذا نظر إلى البحر
يرى السفينة ساكنة ويرى الماء متحركا, والقطرة النازلة من السماء ترى خطا مستقيما, والشعلة الجوالة ترى دائرة من النار, والأشياء الصغيرة ترى في الماء كبيرة, وغير ذلك من أغلاط البصر.

2- أن المحسوسات قد يختلط بعضها ببعض إذا كانت مدركة بسرعة النظر, لأن القوة الباصرة إذا وقفت على محسوس
وقوفا تاما في زمان معتد به أدركته على نحو لا يشتبه بغيره كثيرا, وأما إذا أدركته في زمان قليل ثم أدركت محسوسا آخر وهكذا فإنه يختلط بعضه ببعض.

3- أنه قد تشغل النفس بشئ فلا تشعر حينئذ بشئ, وإن كان حاضرا عند الانسان كالوارد على السلطان فإنه قد يلقاه
شخص فيتكلم معه ولكن لا يلتفت إليه, والناظر في المرآة يرى القذارة في عينيه ولا يرى أكبر منها. إذا عرفت هذه الأمور اتضح لك تصوير هذا النوع من السحر, فإن المشعبذ الحاذق يشغل أذهان الناظرين بأمور ويأخذ بأبصارهم ثم يعمل شيئا آخر بسرعة شديدة وبحركة خفيفة, فيظهر
لهم غير ما انتظروه فيتعجبون منه.

أقول: هذا النوع هو المعروف بالشعوذة فلا يرتبط بالسحر, وسيأتي أنه لا دليل على حرمتها, فإنها ليست إلا الحركة
السريعة في الأعضاء فلا معنى لحرمتها في نفسها إلا إذا اقترنت بعناوين محرمة, نعم أطلق عليها السحر في خبر الاحتجاج المتقدم في الحاشية, فإنه قد ذكر الإمام (عليه السلام) فيه: ونوع آخر منه خطفة وسرعة ومخاريق وخفة, إلا أنه على سبيل المجازية, فقد عرفت الفرق بين السحر
والشعوذة وعدم صدق كل منهما على الآخر.

الخامس: الأعمال العجيبة التي تظهر من تركيب الآلات على النسب الهندسية, كراقص يرقص, وكفارسين يقتتلان, وكراكب
على فرسه وفي يده بوق كلما مضى ساعة من النهار ضرب البوق من غير أن يمسه أحد, ومن هذا القبيل الصور المصنوعة لأهل الروم والهند, بحيث يراها الناظر إليها انسانا على كيفيات مختلفة ضاحكة وباكية حتى يفرق فيها بين ضحك السرور وضحك الخجل وضحك الشامت. فهذه الوجوه كلها
من لطائف التخابيل, وكان سحر سحرة فرعون من هذا الضرب, ومن ذلك أيضا تركيب صندوق الساعات, وعلم جر الأثقال والأجسام العظيمة بآلات خفيفة, وهذا النوع في الحقيقة لا ينبغي أن يعد من السحر فإن لها أسبابا معلومة معينة, ومن اطلع عليها قدر على ايجادها وحيث لم يصل إليها
إلا الفرد النادر لصعوبتها عدها أهل الظاهر من السحر – انتهى ملخص كلامه.

أقول: إن ايجاد الصنايع المعجبة وتركيب الأمور الغريبة كما هو المعروف كثيرا في العصر الحاضر, كالطائرات
والقطارات والسيارات وسائر أدوات النقل والآلات العجيبة المعدة للحرب ليس من المحرمات بعناوينها الأولية إلا إذا انطبقت عليه عناوين محرمة أخرى, وليس من مقولة السحر كما اعترف به المجلسي, ولم يثبت كون سحر سحرة فرعون من هذا القبيل.

السادس: الاستعانة بخواص الأدوية, مثل أن تجعل في الطعام بعض الأدوية المبلدة أو المزيلة للعقل, أو الدخن
المسكر البخور, أو عصارة البنج المجعول في الملبس, وهذا مما لا سبيل إلى انكاره, فإن أثر المغناطيس شاهد – انتهى ملخص كلام المجلسي.

أقول: هذا النوع أيضا خارج عن السحر موضوعا وحكما, وإنما هي أسرار يكتشفها علم الكيمياء وقد يستعان بها في
علم الطب, ولو كانت الاستعانة بالأدوية محرمة للزم القول بحرمة علم الطب ولم يلتزم به أحد, بل وجوبه من الضروريات عند الملل وعقلاء العالم.

السابع: تعليق القلب, وهو أن يدعي الساحر علم الكيمياء وعلم الليمياء والاسم الأعظم, ويدعي أن الجن يطيعونه,
فإذا كان السامع ضعيف العقل قليل التميز اعتقد بذلك وتعلق قلبه به, ويلزم ذلك أن يحصل فيه الرعب والخوف ويفعل فيه الساحر ما يشاء, مع أن تلك الدعاوي ليس لها أصل, ومن جرب هذا المعنى وأهله علم أن لتعليق القلب أثرا عظيما من حيث الخوف والرجاء كليهما. وفيه: أنه لا وجه
لجعله من أقسام السحر, وإنما هو قسم من الكذب إذا لم يكن له واقع, على أن تعليق القلب لو كان سحرا لكانت الاستمالة بمطلقها سحرا محرما, سواء كانت بالأمور الواقعية أم بغيرها.

الثامن: النميمة. وفيه: أنها وإن كانت محرمة بالضرورة عند الفريقين بل عند العقلاء إلا أنها أجنبية عن السحر
وعن مورد الأخبار الدالة على كفر الساحر ووجوب قتله, فإن من البديهي أن النمام ليس بكافر ولا يجوز قتله. وعلى الجملة لم يتحصل لنا من الأقسام المذكورة ما يكون سحرا ومحرما بعنوانه, فانحصر السحر المحرم بما ذكرناه, أعني صرف الشئ عن وجهه على سبيل الخدعة والتمويه, وقد
تقدم أن هذا هو المورد للأخبار الدالة على حرمة السحر.

كل كتب السحر والشعوذة المتوفرة في الأسواق العربية لمؤلفين سنة وليس شيعة وتذكر اليكم جميع الكتب التي تباع
في الأسواق العربية والموجودة في المواقع الإلكترونية

هنا قائمة ببعض الكتب المستعملة في السحر :

شمس المعارف الكبرى.-أبو العباس أحمد البوني

شمس المعارف الصغرى.أبو العباس أحمد البوني

خمائر السرائر الالهية في بواهر ايات الجواهر الفوثية

شرح الملخص في الحيات

الدر المنظوم و خلاصة السر المكتوم

الاوفاق

كشف الكروب

الكهانة العربية قبل الإسلام

كشف الاسرار المخفية

تسخير الشياطين في وصال العاشقين.

السحر العظيم. عبدالفتاح الطوخي

المندل والخاتم السليماني والعلم الروحاني.

تسخير الجان لمنفعة الإنسان.

اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان

شرح العهد القديم.

منبع أصول الحكمة.أبو العباس أحمد بن على البوني المغربي

مرشد الإنسان إلى رؤية الجان.

السحر الأحمر عبدالفتاح الطوخي -الطبعة الاولى القاهرة

البداية والنهاية (ينبغي التفريق بين هذا الكتاب وكتاب ابن كثير “البداية والنهاية” ).

سحر الكهان في حضور الجان. بعد الفتاح الطوخي

سحر بارنوخ. عبدالفتاح الطوخي -الطبعه الاولى القاهرة

الفتوح الرباني.

اسم الله الأعظم. بعد الفتاح الطوخي -الطبعه الاولى القاهرة

سحر هاروت وماروت في الألعاب السحرية.-عبدالفتاح الطوخي -الطبعة الاولى القاهرة

إغاثة المظلوم في كشف أسرار العلوم.-عبدالفتاح الطوخي

السر المكشوف في طب الحروف.

رسائل ابن عربي وابن سينا.

منبع أصول الرمل المسمى “الدرة البهية في العلوم الرملية”

الأصول والوصول في علم الرمل.

نهاية العمل في علم الرمل.

بلوغ الأمل في علم الرمل.

مدهش الألباب في أسرار الحروف وعجائب الحساب.

هداية العباد في أسرار الحروف والأعداد. عبد الفتاح الطوخي

الولاية الإلهية والعلوم اللندنية.

شفاء العليل وتسهيل العسير في أسرار مزامير داوود.

أحكام الحكيم في علم التنجيم.

البيان في علم الكتشينة والفنجان.

القواعد الفلكية في عمل النتائج السنوية.

سر الأسرار في علوم الأخيار.

الكبريت الأحمر والسر الأفخر والدر الجوهر.

سحر الأنوار وجامع الأسرار.

شموس الأنوار وكنوز الأسرار الكبرى. -التلمساني المغربي

مجموعة ابن سينا.

الجواهر اللامعة في استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة.

الطب الروحاني للجسم الإنساني.

السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل, المسمى “الجواهر المصونة واللآلئ المكنونة”

مجموعة ساعة الخبر.

رسائل ابن سبعين.

مفاتيح الكنوز في حل الطلاسم والحروف.

الدر المنظوم وخلاصة السر المكتوم

الجفر الجامع والنور اللامع.

الرحمة في الطب والحكمة.

كتاب الأجناس آصف بن برخيا.

اعطوني اسم كتاب شيعي واحد من بين هذه القائمة الطويلة من عناوين كتب الشعوذة؟

لدى الشيعة عرفان وليس سحر

تعج المكتبات والمواقع الإلكترونية في شيوخ خليجيين بتعليم كتابة الطلاسم تجد موقع اسمه كيفية تعلم الطلاسم
شيخ روحاني في قطر على هذا العنوان gaterjew.wordpress.com

ايضا ننقل لكم من صفحة شيخ سني اسمه اشرف الجلاد كيف يعلم الناس تعليم الطلاسم فهل هذا شيعي؟

نضع اليكم رابط الموقع وتصفحوه تجدوه سني وليس شيعي

https://m.facebook.com/1511147362273906/posts/1668420326546608/

اشرف الجلاد للعلاجات الروحانية
ما هى الطلاسم وكيف تكتب وتقراء بسم الله الرحمن الرحيم بعون من الله ورسوله ومشايخنا ================= هذا هو بحثى عن الطلاسم والاوفاق واختراق الافاق بلا شروط ولا اتفقات مع احد واعرف ان هناك…
m.facebook.com

أن غالبية الشعوذة والسحر منتشرة في الأوساط السنية، وتنتشر عند الشيعة العرفان وكتابة إحراز آيات قرآنية
لابطال سحرة وشياطين قوم البعثي الكذاب علي الكاش من السحرة والدجالين.

العرفان الشيعي حسب أقوال السيد كمال الحيدري

الجانب النظري من التصوف يشابه إلى جانب كبير منه العرفان النظري. هذا التشابه جعل الكثيرين لا يميزون بين
العرفان والتصوف إلى حد جعلوهما أمراً واحداً. فالتصوف منهج وطريقة زاهدة، مبتنية على أساس الشرع وتزكية النفس، والإعراض عن الدنيا من أجل الوصول إلى الحق تبارك وتعالى والسير باتجاه الكمال. أما العرفان فهو مذهب فكري، وفلسفي، متعال وعميق، يسعى إلى معرفة الحق تبارك
وتعالى، ومعرفة حقائق الأمور، وأسرار العلوم، وليس طريقه هو منهج الفلاسفة والحكماء؛ بل هو منهج الإشراق والكشف والشهود.”

― السيد كمال الحيدري, العرفان الشيعي

18 likes Like

“حول تحديد مفهوم العرفان أو تعريفه بكلا قسميه النظري والعملي يقول يثربي:

(( العرفان هو عبارة عن العلم بالحق سبحانه من حيث أسمائه و صفاته ومظاهره، والعلم بأحوال المبدأ والمعاد
وحقائق العالم وكيفية رجوعها إلى الحقيقة الواحدة التي هي الذات الأحدية للحق تعالى، ومعرفة طريق السلوك والمجاهدة لتحرير النفس من علائقها وقيود جزئيتها ولاتصالها بمبدئها واتصافها بنعت الإطلاق والكلية)).”

― السيد كمال الحيدري, العرفان الشيعي

12 likes Like

“ليس العرفان منهجا غريبا وشاذا، بل له أسباب ودواع كغيره من العلوم وطرق المعرفة البشرية استنادا إلى سعي
الإنسان الحثيث والدائم عن حقيقة الوجود، وكذلك البحث عن كيفية الوصول إلى الحق عبر الوسائل المختلفة و الممكنة.”

― السيد كمال الحيدري, العرفان الشيعي

9 likes Like

“الدين يدعو إلى العرفان دعوة طريقية لا غائية، فالعرفان وسيلة وليس غاية في الدين”

― السيد كمال الحيدري, العرفان الشيعي

9 likes Like

“إننا لا نجد من أول القرآن إلى آخره موردا يُعبِّر فيه القرآن عن موجودات عالمنا بالمصنوعات ، أو الممكنات…
وإنما تعبيره دائما بأنها جميعا آيات الحق سبحانه وتعالى.”

― السيد كمال الحيدري, العرفان الشيعي

7 likes Like

“جميع ما في العالم لو نظرت إليه منعزلا عنه سبحانه لم تجده شيئا، أما لو نظرت إليه بما هي حاكية عنه سبحانه
وتعالى لوجدت أن لها شيئية، ولكن شيئيتها بالحكاية عن الغير، وليس لها أي شئ آخر.”

― السيد كمال الحيدري, العرفان الشيعي

وخير ماكتب عن العرفان الشيعي الكاتب الكويتي الاستاذ أحمد مصطفى يعقوب

العرفان ومحاربة علوم أهل البيت عليهم السلام

احمد مصطفى يعقوب

قبل أقل من عام تقريبا زرت بعض المكتبات في منطقة بنيد القار لزيارة بعض أصحاب المكتبات لإرتباطي معهم بعلاقات
شخصية وصداقات منذ سنوات عديدة منذ أيام دراستي الجامعية عندما كنت اعمل في إحدى المكتبات عصرا كنوع من تضييع الوقت والإستفادة ودراسة حال سوق المكتبات في الكويت حتى وقت كتابتي لبعض الكتيبات حتى كتابة هذه السطور مما قوى معرفتي بأصحاب المكتبات , المهم أنني كنت جالسا
مع أحدهم فجاء اتصال من أحد زبائن المكتبة فطلب مني صاحبي أن أرد على طلبه للكتب فمسكت سماعة الهاتف واذا به يطلب مني طلبا غريب فقد قال : أريد كتبا تجعلني عارفا من العرفان !! وبعد أن سألته أسئلة بسيطة حول العرفان وأهل العرفان وجدت انه لا يفقه حتى معنى هذا المصطلح
ولا يعرف أهل العرفان ورجالاته انما هو فقط متأثر ببعض القصص التي سمعها وحركات بعض الذين يدعون أنهم من أهل العرفان والوقار والهدوء والمشي بطيئا جدا والكلام البطيء الهاديء المصطنع في أغلب الأوقات وبعض المصطلحات الصعبة التي لا يعرفها عامة الناس مثل بسيط الحقيقة
كل الأشياء والكشف والشهود والخ فقمت بنصحه لقراءة الكافي والبحار وبصائر الدرجات بدلا من الخوض في هذا الموضوع , وكثير من الناس من أمثال هذا المسكين يعتقدون أن العرفان أمر جميل جدا ولذيذ وهنا نقصد به العرفان البعيد عن أهل البيت ورواياتهم وعلومهم المختلط بالفلسفة
والتصوف (حتى لا يتصيد علينا جاهل متنسك فيظن أننا نخلط الأوراق فالذي نقصده في هذا المقال هو العرفان المختلط بالصوفية والمذاهب المخالفة والأفكار الكافرة لا عرفان من زاره عارفا بحقه ولا عرفان من عرفكم فقد عرف الله) وذلك لأن التصوف الذي نتج منه العرفان الشيعي
هو صنيعة خلفاء الجور الذين أرادوا ابعاد الناس عن أهل البيت عليهم السلام فهذه هي خطة خلفاء الجور في القضاء على أي ذكر لأهل البيت عليهم السلام عبر التصفية الجسدية والإغتيالات ومحاصرتهم وفرض اقامة جبرية عليهم كما يفعل حكام الظلم والجور بمعاونة مشايخ السلطان ومراقبة
أصحاب الأئمة عليهم السلام وادخال كتب الفلسفة الى العالم الإسلامي وصناعة مذاهب صوفية لسحب البساط من تحت أهل البيت عليهم السلام فيقول السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله المتوفى سنة 1112 في كتابه الانوار النعمانية ج2 ص256 : الدواعي لهم على اختراع هذا المذهب (مذهب
الصوفية) أمور : الأول : ما نقل أن خلفاء بني أمية وبني العباس لعنهم الله كانوا يحبون أن يحصلوا رجالا من أهل العبادة والزهادة والتكلم ببعض المغيبات وإن لم يقع , لأجل معارضات الأئمة الطاهرين عليهم السلام وعلمهم وزهدهم وكمالاتهم حتى يصغروا أهل البيت وأطوارهم في
أعين الناس فلم يجدوا أحدا يقدم على هذا سوى هذه الفرقة الضالة , فمن هذا مال اليهم سلاطين الجور لعنهم الله وبنوا لهم البقاع وحملوا إليهم الأموال وطلبوا منهم الدعاء في مطالب دنياهم وقاسوهم بأهل البيت عليهم السلام وأين الثريا من يد المتناول . وقد يقول البعض ما
علاقة هذا الكلام بالعرفان ؟ فنقول ان العرفان الذي نراه في هذه الأيام والموجود في الكتب هو تصوف بلباس شيعي لذلك تجد أنه بعيد عن روايات أهل البيت عليهم السلام ويعتمد على أقوال مميت الدين ابن عربي لعنه الله وأقوال الحلاج وأشعاره لعنه الله والبسطامي وغيرهم وتجد
انكباب البعض على دراسة الفتوحات المكية للزنديق ابن عربي وفصوصه التافهة بينما يتركون كتبنا وتفاسيرنا , وقد حذر الشيخ يوسف البحراني في كشكوله من خطر التصوف وخطر ابن عربي وذمه وهو قطب من أقطاب أهل العرفان كما حذر علماء الشيعة من خطر التصوف والعرفان الا أن أهل
العرفان لا يطلعون أتباعهم على هذه الأمور لأنهم يريدون أن يقودونهم كالخراف التائهة فقد صنف الحر العاملي كتابا بعنوان الإثنا عشرية في الرد على الصوفية والكتاب متوفر على شبكة الإنترنت بصيغة الكترونية جميلة فأتمنى منكم تحميلهم وقراءته , وقد دفع الشيخ الأوحد قدس
سره ثمن محاربته العرفان والتصوف فتم تشويه سمعته ومحاربة كتبه ومازال بعض الناس يكفرونه بجهالة وحماقة , ومازال بعض العلماء الذين يهتمون بانقاذ هذه الأمة الشيعية من خطر العرفان الممزوج بالتصوف كآل الشيرازي الكرام في أكثر من كتاب ومحاضرة منها ما ذكره سماحة المرجع
المظلوم السيد صادق الشيرازي حفظه الله في كتاب قبسات من وصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري ص25-26 تحت عنوان عبادة العارفين : روي عن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه أنه قال مناجيا الرب الجليل : ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك لكن
وجدتك اهلا للعبادة . ومثل هذه المعرفة هي التي يلزم أن يسعى إليها ولكن كيف يتسنى الحصول عليها ؟ إن لتحصيل هذه المعرفة طريقا واحدا وهو طريق أهل البيت سلام الله عليهم بينما الطرق الأخرى كافة هي طرق الشيطان وليست طرق معرفة الله تعالى حتى ما يصطلح عليه بالفلسفة
أو العرفان ليست طرقا موصلة . انتهى كلامه دام ظله . فعلينا أن لا ننخدع بالذين يدسون لنا السم في العسل فيذكرون لنا دعاء من أدعية أهل البيت عليهم السلام أو كلمة لامير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ثم يخلطونها بأقوال ابن الأعرابي لعنه الله , هذا وصلى الله على فاطمة
وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها

بقلم

أحمد مصطفى يعقوب

كاتب كويتي

الكويت في 6 مارس 2012

في ختام ردنا على هذه الشبهة نعم علم أئمة ال البيت ع في كتابة آيات واحراز من القرآن لابطال شعوذة السحارين
المحسوبين على الكذاب البعثي الوهابي الاشر علي كاش لابارك الله به والاحراز لاتتعارض مع كتاب الله سبحانه وتعالى

نكتفي في ذكر إحراز أصحاب الكساء فقط

1- حرز الرسول ( صلى الله عليه وآله)

(( بسم الله الرحمن الرحيم , لا اله الا الله , عليه توكلت وهو رب العرش العظيم , ماشاء الله كان , وما لم
يشألم يكن ,أشهد ان الله على كل شي قدير, وأن الله احاط بكل شي علماً , اللهم اني اعوذ بك من شر نفسي , ومن شر كل دابة انت آخذ بناصيتها, إن ربي على صراط مستقيم))

2-حرز الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام )

((اللهم بتألق نور بهاء عرشك من أعدائي استترت وبسطوة الجبروت من كمال عزك ممن يكيدني احتجبت وبسلطانك العظيم
من شرِّ كل سلطانٍ وشيطانٍ استعذت ومن فرائض نعمتك وجزيل عطيتك يا مولاي طلبت، كيف أخافُ وأنت أملي وكيف أضامُ وعليك متكلي أسلمت إليك نفسي وفوضت إليك أمري وتوكلت في كل أحوالي عليك صل على محمدٍ واشفني واكفني واغلب لي من غلبني، يا غالباً غير مغلوبٍ زجرت كل راصدٍ
رصد وماردٍ مرد وحاسدٍ حسد وعاندٍ عند ببسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحدٌ ألله الصمدُ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحدٌ، كذلك الله ربنا حسبنا الله ونعم الوكيل إنه قويٌ معينٌ.))

3- حرز الزهراء (عليه السلام)

(( بسم الله الرحمن الرحيم , يا حي يا قيوم , برحمتك استغيث فأغثني ولا تكلني الا نفسي طرفة عين ابدا , وأصلح
لي شأني كله ))

4 – حرز الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)

(( يا شديد القوى , ويا شديد المحال , يا عزيز , أذللت بعزتك جميع من خلقت , صل على محمد وال محمد , واكفني
مؤنة فلان بما شئت ))

5- حرز الامام الحسين(عليه السلام)

(( بسم الله وبالله , والى الله وفي سبيل الله, وعلى ملة رسول الله, اللهم اكفني بقوتك وحولك وقدرتك شر كل
مغتال , وكيد الفجار , فإني أحب الأبرار وأولي الاخيار وصلى الله على محمد وعلى ال محمد ))

بالله عليكم هل تتعارض هذه الأدعية العظيمة مع شرع الله سبحانه وتعالى؟

بالتأكيد يكون الجواب في كلا

المساجد وبيوت الحسين

عندما كتب هذا المفتري هذه الشبهة دليل على إفلاسه وسذاجته يوجد لدى الشيعة مساجد وتوجد حسينيات والمساجد
احكام معينة يجتمع عليها السنة والشيعة لايجوز تجاوزها من دخول أي شيء يخالف أحكام المسجد مثل دخول الحائض والحديث والكلام وتناول الطعام ….الخ أما في الحسينية فهي عبارة عن أرض طاهرة تصلح للصلاة وليس لها حكم مسجد يجوز الاكل والشرب والنوم للمضطر

لسؤال (تاريخ الحسينيات وسبب إنشائها) الحسينيات متى نشأت أول مرة؟

ما الفرق بينها و بين المساجد؟

فيما تتمثل مختلف الأنشطة المقامة بها؟

الجواب

إن الشيعة أسوة بسائر المسلمين لهم مساجد تقام فيها الصلوات الخمس ولهم جوامع تقام فيها بالاضافة الى الصلوات
اليومية صلاة الجمعة ويخرجون لمصلى خارج المدن وفي الساحات المفتوحة لإقامة صلاة العيد أو الاستسقاء مثلاً فكل ذلك هم فيه سواء مع غيرهم من المسلمين.

أما بالنسبة إلى الحسينيات، فهي عبارة عن قاعة أو مؤسسة أو مدرسة أنشأت لتقام فيها مجالس العزاء الخاصة بالإمام
الحسين (عليه السلام) وذكر مصيبة كربلاء والدروس والعبر المستوحاة من تلك الواقعة واحياء ذكر الحسين لاشعال جذوة التضحية في نفوس الناس وقلوبهم ليستمر خط الإمام الحسين (عليه السلام) فلا تخمد تلك الروح الفدائية التحررية التي نحتاج اليها كمسلمين في كل زمان ومكان
بسبب انتشار الظلم في ربوع بلادنا فنستمر بذلك في رفض الظلم والطغيان بشتى الوسائل.

وأول من أقام تلك المدرسة وأسس لهذه الحسينيات هو الامام زين العابدين (عليه السلام) حينما ارتقى المنبر
أمام يزيد وحزبه وفضح أمرهم وبين أحقية الامام الحسين (عليه السلام) ومظلوميته وصحة ما قام به وظلم يزيد وحزبه واشياعه، ثم تطور ذلك الى التكايا والديوانيات ومن ثم بنيت الحسينيات في الفترة الاخيرة.

وتتميز عن المساجد بأنها يجوز إقامة الصلاة فيها ايضاً بالاضافة الى مجالس العزاء او المحاضرات الدينية او
المناسبات الخاصة بأهل البيت (عليهم السلام) او العامة كاقامة مجالس العزاء والفاتحة لسائر الناس، وهي في نفس الوقت ليس لها احكام المسجدية لعدم وقفها كمسجد، وبالتالي فهي تفيد اكثر من المسجد من ناحية مشاركة عموم الناس دون ان يمنعهم شيء كما هو الحال في المساجد حيث
تحضر فتحضر الحائض والنفساء والمجنب والنجس والمتنجس والاطفال على نحو سواء مع غيره لاحياء مناسبة او لحضور مجلس او محاضرة وغير ذلك من الفوائد الجمة، فهي بالتالي ليست بديلاً عن المساجد عند الشيعة وإنما هي مكملة لها ومنفصلة عنها وعن سبب إنشائها وقد تنفع ايضاً في
مبيت الزائرين فيها او الطبخ وتقديم الخدمات والمسابقات والمهرجانات التجمعات الشعرية والادبية والفكرية وما الى ذلك.

اما تاريخ انشائها، فقد قال ابراهيم الحيدري في كتابه (تراجيديا كربلاء): وفي النصف الثاني من القرن التاسع
عشر بدأ شيعة العراق ببناء الحسينيات كمؤسسات دينية ثقافيه مثل التكايا لاقامة الشعائر والطقوس الدينية وبخاصة العزاء الحسيني ولذلك اتخذت اسم الحسين (عليه السلام) شعارا لها وسميت بـ (الحسينية). وكان اولى الحسينيات التي شيدت هي: (الحسينية الحيدرية) في الكاظمية
عام 1297 هـ/1876 م ثم ذكر، ان اول حسينية بنيت في كربلاء عام 1906،م واول حسينية شيدت في النجف هي الحسينية الشوشترية عام 1884 م. (تراجيديا كربلاء: 68).

وما يدعم القول بانها بنيت في حدود هذه التواريخ انها لم تذكر في كتب علمائنا المتقدمين الفقهية في باب الوقف
وانما ذكر عند علمائنا في القرنين المتأخرين، ولكنا نعتقد ان تاريخ انشائها كان اقدم من ذلك نعم ربما لم تكن معروفة مشهورة معلنة في العراق نتيجة القمع والمنع من اقامة الشعائر الحسينية في العهد العثماني في العراق فان المجالس الحسينية كانت تقام في البيوت واحياناً
بصورة سرية واقامة المجالس الحسينية في البيوت ومن الطبيعي ان بعضاً من أصحاب المجالس الدورية قد يوقف بيته على ذلك لظمان استمرار إقامة المجلس بعد وفاته ومن ثم فإن هذا البيت سيحتاج الى بناء وتعمير بمرور السنين فتدخل فيه تغييرات تخرجه عن تصميم البيت الى ما يوظفه
أكثر لخدمة المراسيم الحسينية الموقوف عليها وبالتالي يتحول الى حسينية.

فرية الامام علي ع يجهل الحكم الشرعي

محاولة الانتقاص من الامام علي ع من هؤلاء الجهلة سببها حقد طائفي بغيض لذلك ورد في باب مودة اهل البيت ع
مايلي

كتابه بيمينه، وتكتب له براءة من النار، ويبيض وجهه، ويكسى حلل من حلل الجنة ، ويشفع في مائة من أهل بيته،
وينظر الله عز وجل إليه بالرحمة، ويتوج من تيجان الجنة، والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب، فطوبى لمحبي أهل بيتي ” (1).

وواضح من هذا الحديث ومما تقدم من أحاديث هذا الفصل أن حب أهل البيت عليهم السلام يعني حب خصال الخير ومكارم
الأخلاق التي ندب إليها الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كالزهد، والورع في الدين، والرغبة في العبادة، والتوبة قبل الموت، وقيام الليل، وغيرها مما يؤدي بالعبد إلى منازل الأخيار والفوز بالرضوان.

ومن هنا يتضح أيضا أن إيجاب حبهم عليهم السلام يعني إيجاب التمسك بهم كقادة رساليين يمثلون إرادة الحق وسنة
سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم لإقامة دعائم الدين وتهذيب النفوس لتبلغ منازل الكمال التي أرادها الله تعالى لها.

وكذلك وجوب محبة شيعتهم والتبري من أعدائهم، لأن مجرد حبهم عليهم السلام دون العمل بما يقتضيه ذلك الحب لا
يغني عن صاحبه شيئا ولا يوصله إلى نيل المعطيات التي أشرنا إليها في هذا الفصل.

ولهذا ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: ” ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد أحدا يقول:
أنا أبغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتوالونا وتتبرأون من أعدائنا ” (2).

١) الخصال: ٥١٥ – ١. وروضة الواعظين: ٢٩٨.

٢) معاني الأخبار: ٣٦٥ – ١. وصفات الشيعة: ٩ – 17.

وقد أجاب الشيخ صالح الكرباسي على شبهة صلاة التراويح مخالفة لما أورده البعثي الوهابي الكذاب الاشر علي
كاش

ما هو موقف الامام علي من بدعة التراويح ؟

موقف علي ( عليه السَّلام ) من بدعة التراويح :

لما ولي الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) أمور المسلمين , حاول أن يزيل البدع التي
أدخلت في الدين , و منها صلاة التراويح .

يقول ابن أبي الحديد المعتزلي : و قد روي أن أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) لما اجتمعوا إليه بالكوفة ,
فسألوه أن ينصب لهم إماماً يصلي بهم نافلة شهر رمضان ـ أي التراويح ـ , زجرهم و عرّفهم أن ذلك خلاف السنة , فتركوه و اجتمعوا لأنفسهم , و قدموا بعضهم , فبعث إليهم ابنه الحسن ( عليه السَّلام ) , فدخل عليهم المسجد , و معه الدرة 1 , فلما رأوه تبادروا الأبواب و صاحوا
: وا عمراه 2 .

وَ رَوى عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عُثْمَانَ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ ، قَالَ : خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) ” … إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) يَقُولُ :

كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ ،
يَجْرِي النَّاسُ عَلَيْهَا وَ يَتَّخِذُونَهَا سُنَّةً ، فَإِذَا غُيِّرَ مِنْهَا شَيْ‏ءٌ قِيلَ قَدْ غُيِّرَتِ السُّنَّةُ ، وَ قَدْ أَتَى النَّاسُ مُنْكَراً ، ثُمَّ تَشْتَدُّ الْبَلِيَّةُ ، وَ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ ، وَ تَدُقُّهُمُ الْفِتْنَةُ كَمَا تَدُقُّ
النَّارُ الْحَطَبَ ، وَ كَمَا تَدُقُّ الرَّحَى بِثِفَالِهَا ، وَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَ يَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ ، وَ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِأَعْمَالِ الْآخِرَةِ .

ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ وَ حَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ خَاصَّتِهِ وَ شِيعَتِهِ فَقَالَ :

قَدْ عَمِلَتِ الْوُلَاةُ قَبْلِي أَعْمَالًا خَالَفُوا فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله )
مُتَعَمِّدِينَ لِخِلَافِهِ ، نَاقِضِينَ لِعَهْدِهِ ، مُغَيِّرِينِ لِسُنَّتِهِ ، وَ لَوْ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلَى تَرْكِهَا وَ حَوَّلْتُهَا إِلَى مَوَاضِعِهَا ، وَ إِلَى مَا كَانَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) لَتَفَرَّقَ عَنِّي جُنْدِي
حَتَّى أَبْقَى وَحْدِي ، أَوْ قَلِيلٌ مِنْ شِيعَتِيَ الَّذِينَ عَرَفُوا فَضْلِي وَ فَرْضَ إِمَامَتِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) .

أَ رَأَيْتُمْ لَوْ أَمَرْتُ بِمَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ( عليه السَّلام ) فَرَدَدْتُهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي
وَضَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ رَدَدْتُ فَدَكاً إِلَى وَرَثَةِ فَاطِمَةَ ( عليها السلام ) ، وَ رَدَدْتُ صَاعَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) كَمَا كَانَ ، وَ أَمْضَيْتُ قَطَائِعَ أَقْطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله
عليه و آله ) لِأَقْوَامٍ لَمْ تُمْضَ لَهُمْ وَ لَمْ تُنْفَذْ ، وَ رَدَدْتُ دَارَ جَعْفَرٍ إِلَى وَرَثَتِهِ وَ هَدَمْتُهَا مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَ رَدَدْتُ قَضَايَا مِنَ الْجَوْرِ قُضِيَ بِهَا ، وَ نَزَعْتُ نِسَاءً تَحْتَ رِجَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ فَرَدَدْتُهُنَّ
إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ ، وَ اسْتَقْبَلْتُ بِهِنَّ الْحُكْمَ فِي الْفُرُوجِ وَ الْأَحْكَامِ ، وَ سَبَيْتُ ذَرَارِيَّ بَنِي تَغْلِبَ ، وَ رَدَدْتُ مَا قُسِمَ مِنْ أَرْضِ خَيْبَرَ ، وَ مَحَوْتُ دَوَاوِينَ الْعَطَايَا وَ أَعْطَيْتُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (
صلى الله عليه و آله ) يُعْطِي بِالسَّوِيَّةِ وَ لَمْ أَجْعَلْهَا دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ ، وَ أَلْقَيْتُ الْمَسَاحَةَ ، وَ سَوَّيْتُ بَيْنَ الْمَنَاكِحِ ، وَ أَنْفَذْتُ خُمُسَ الرَّسُولِ كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فَرَضَهُ ، وَ رَدَدْتُ
مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ ، وَ سَدَدْتُ مَا فُتِحَ فِيهِ مِنَ الْأَبْوَابِ ، وَ فَتَحْتُ مَا سُدَّ مِنْهُ ، وَ حَرَّمْتُ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ ، وَ حَدَدْتُ عَلَى النَّبِيذِ ، وَ أَمَرْتُ بِإِحْلَالِ الْمُتْعَتَيْنِ
، وَ أَمَرْتُ بِالتَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ ، وَ أَلْزَمْتُ النَّاسَ الْجَهْرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَ أَخْرَجْتُ مَنْ أُدْخِلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فِي مَسْجِدِهِ مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
( صلى الله عليه و آله ) أَخْرَجَهُ ، وَ أَدْخَلْتُ مَنْ أُخْرِجَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) أَدْخَلَهُ ، وَ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلَى حُكْمِ الْقُرْآنِ وَ عَلَى الطَّلَاقِ عَلَى السُّنَّةِ
، وَ أَخَذْتُ الصَّدَقَاتِ عَلَى أَصْنَافِهَا وَ حُدُودِهَا ، وَ رَدَدْتُ الْوُضُوءَ وَ الْغُسْلَ وَ الصَّلَاةَ إِلَى مَوَاقِيتِهَا وَ شَرَائِعِهَا وَ مَوَاضِعِهَا ، وَ رَدَدْتُ أَهْلَ نَجْرَانَ إِلَى مَوَاضِعِهِمْ ، وَ رَدَدْتُ سَبَايَا فَارِسَ وَ سَائِرِ
الْأُمَمِ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، إِذاً لَتَفَرَّقُوا عَنِّي .

وَ اللَّهِ لَقَدْ أَمَرْتُ النَّاسَ أَنْ لَا يَجْتَمِعُوا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَّا فِي فَرِيضَةٍ ،
وَ أَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ اجْتِمَاعَهُمْ فِي النَّوَافِلِ بِدْعَةٌ ، فَتَنَادَى بَعْضُ أَهْلِ عَسْكَرِي مِمَّنْ يُقَاتِلُ مَعِي يَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ غُيِّرَتْ سُنَّةُ عُمَرَ ، يَنْهَانَا عَنِ الصَّلَاةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تَطَوُّعاً ، وَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ
يَثُورُوا فِي نَاحِيَةِ جَانِبِ عَسْكَرِي ، مَا لَقِيتُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْفُرْقَةِ وَ طَاعَةِ أَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ وَ الدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ ، وَ أَعْطَيْتُ مِنْ ذَلِكَ سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ … إِن
كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ … ﴾ 3 ، فَنَحْنُ وَ اللَّهِ عَنَى بِذِي الْقُرْبَى الَّذِي قَرَنَنَا اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ بِرَسُولِهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ تَعَالَى
: ﴿ … فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ … ﴾ 4 فِينَا خَاصَّةً ، ﴿ … كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ … ﴾ 4 ، فِي ظُلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ لِمَنْ ظَلَمَهُمْ رَحْمَةً مِنْهُ لَنَا وَ غِنًى أَغْنَانَا اللَّهُ بِهِ وَ وَصَّى بِهِ نَبِيَّهُ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ لَمْ يَجْعَلْ لَنَا فِي سَهْمِ الصَّدَقَةِ
نَصِيباً أَكْرَمَ اللَّهُ رَسُولَهُ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ أَكْرَمَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَنْ يُطْعِمَنَا مِنْ أَوْسَاخِ النَّاسِ ، فَكَذَّبُوا اللَّهَ وَ كَذَّبُوا رَسُولَهُ ، وَ جَحَدُوا كِتَابَ اللَّهِ النَّاطِقَ بِحَقِّنَا ، وَ مَنَعُونَا فَرْضاً
فَرَضَهُ اللَّهُ لَنَا ، مَا لَقِيَ أَهْلُ بَيْتِ نَبِيٍّ مِنْ أُمَّتِهِ مَا لَقِينَا بَعْدَ نَبِيِّنَا ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ” 5 .

1. الدِرة بالكسر : التي يضرب بها ، و الجمع دِرَر مثل سدرة و سدر ، مجمع البحرين : 3 / 301 .

2. راجع : شرح نهج البلاغة : 12 / 283 .

3. القران الكريم : سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية : 41 ، الصفحة : 182 .

4. a. b. القران الكريم : سورة الحشر ( 59 ) ، الآية : 7 ، الصفحة : 546 .

5. الكافي : 8 / 58 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى
سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .

ايضا سبق هذا الكذاب احسان الهي ومحب الدين الخطيب الفلسطيني بطرح شبهة أن الامام علي ع لايعرف حكم المذي

وقد أجاب الشيخ محمد صنقور ببحث راقي حول هذه الشبهة البائسة

عليٌّ (ع) لا يعرفُ حكمَ المذي؟!!

المسألة:

ما مدى صحَّة ما ورد في بعض كُتب السُنَّة من أنَّ الأمام عليَّاً (ع) كان لا يعلمُ بحكم المذي؟

الجواب:

وردتْ رواياتٌ عديدةٌ في طُرقِ العامَّة وفي طُرقنا مفادُها أنَّ الإمام عليَّاً (ع) أمرَ المقداد أنْ يسألَ
النبيَّ (ص) عن حُكمِ المذي لأنَّه يستحي أنْ يسألَ رسولَ اللهِ (ص) عن ذلك لمكانِ فاطمة (ع) وورد في بعضِ الروايات أنَّ عليَّاً (ع) كان مذَّاءً أي أنَّه كثيرُ المذي، وأنَّه كان يغتسلُ عنه في الشتاء حتى تشقَّق ظهرُه.

رواياتُ المذي موضوعة :

ولا ريبَ أنَّ هذه الرواياتِ موضوعةٌ أو مُصاغةٌ بما يُنافي الواقع، ويُمكن تأييد ذلك – مضافاً إلى الأدلَّةِ
القطعيَّةِ المقتضية لنقيضِ ذلك- بأمور:

الأمر الأول: انَّ نزولَ المذي ليس من الحالاتِ النادرةِ الوقوع، بل هي من الحالات التي يبتلي بها عمومُ
النّاس في كلِّ يوم، فليس من المعقول أنْ يظلَّ عليٌّ (ع) غيرَ عارفٍ بحكمِها إلى ما بعدَ زواجِه من السيِّدةِ فاطمةَ (ع) بزمن، فلو سلَّمنا أنَّ عليَّاً(ع) امتنع عن سؤال رسولِ الله (ص) حياءً لكونه متزوِّجًا من ابنتِه فاطمة (ع) فلماذا لم يكن قد سألَه عن حكم المذي
قبل زواجِه منها، إذ أنَّ نزولَ المذي لا يتَّفق وقوعُه بعد الزواج فحسب بل لعلَّ وقوعَه قبل الزواج أكثر، فمن المُستبعَد جدًا إغفالُ عليٍّ (ع) لهذه المسألة وعدمُ مبادرتِه لسؤال رسولِ الله (ص) عنها بعد أنْ كانت من المسائل التي تعمُّ بها البلوى ، كيف وقد ثبتَ عنه
(ع) أنَّه كان يقول: “إنَّ اللهَ وهبَ لي لساناً سَؤولاً وقلباً عقولاً”(1).

فحرصُ عليٍّ (ع) على التفقُّه في الدِّين وكونُ المسألةِ من المسائل الابتلائيَّة يُنتجانِ الإطمئنان بكذب
دعوى امتناع الإمام (ع) عن السؤال ولو بالواسطة عن حُكمِ المسألة إلى ما بعد زواجِه من السيِّدةِ فاطمة (ع) هذا لو كان لا يعلم بحكمِها.

وإذا سلَّمنا جدلاً أنَّ عليَّاً (ع) لم يسألْ عن حُكم المذي رغم أنَّها من المسائل الابتلائيَّة فكيف نتفهَّم
إغفالَ النبيِّ (ص) لذلك وعدم مبادرتِه لتعليم عليٍّ (ع) حكمَها وهو المتصدِّي لتنشأتِه وإعدادِه منذُ نعومةِ أظفاره ، وكيف نتفهَّمُ إغفالَ النبيِّ (ص) لبيان حكم هذه المسألة الابتلائية لعليٍّ (ع) خصوصاً بناءً على دعوى العامَّة بأنَّ المذيَّ نجسٌ وأنَّه من نواقضِ
الوضوء ؟! فهل يصحُّ القبولُ بأنَّ رسولَ الله (ص) تركَ عليَّاً (ع) يُصلِّي على غيرِ طهورٍ واقعيٍّ لسنين؟!.

على أنَّ ذلك منافٍ لِما ثبتَ مِن أنَّ عليَّاً (ع) كان يُبادرُ رسولَ الله (ص) بالسؤال ، فإذا سكت بادَره
رسولُ الله (ص) بالعلم ، وكان مُلازماً لرسولِ الله (ص) ينامُ معه في دارِه طوالَ العهد المكِّي ، وكان مجاوراً له في المدينة ، وكانت حجرتُه بين حجراتِ النبيِّ (ص) وكانتْ له معَه خلواتٌ في كلِّ يومٍ وليلة.

فممَّا ورد في ذلك ما رواهُ الحاكمُ النيسابوري في المُستدرَك بسندٍ وصفَه بالصحيح على شرط الشيخين البخاريِّ
ومسلم عن عمر بن هند الجملي قال سمعتُ عليَّاً (ع) يقول: “كنتُ إذا سألتُ رسولَ اللهِ (ص) أعطاني وإذا سكتُّ ابتدأني”(2).

وروى هذا الحديث الترمذيُّ ووصفَه بالحسن(3)، قال ابنُ حجر وأخرجَه ابن خُزيمة في صحيحه(4) وروى النسائيُّ
في السُننِ الكبرى بسندِه عن أبي البُختري عن عليٍّ (ع)، قال: “كنتُ إذا سألتُ أُعطيتُ وإذا سكتُّ ابتُدِيت”(5). ورواه أيضًا بسندٍ آخر عن زاذان(6).

وروى ابنُ عساكر في تاريخ مدينةِ دمشق بسندِه عن محمَّدِ بن عمر بن عليِّ بن أبي طالب عن أبيه أنّه قيل لعليٍّ
(ع) مالك أكثرُ أصحابِ رسولِ الله (ص) حديثًا، فقال: “إنِّي كنتُ إذا سألتُ أنبأني وإذا سكتُّ ابتدأني”(7). وروى ذلك ابنُ سعد في الطبقات(8) وغيرهما.

ومنها: ما رواه النسائيُّ في خصائص أميرِ المؤمنين بسنده عبد الله بن يحيى قال: قال عليٌّ(ع): “كان لي ساعةٌ
من السَحر أدخلُ فيها على رسولِ الله (ص) فإنْ كان في صلاتِه سبَّح ، وإنْ لم يكن في صلاتِه أذِن لي”(9)، وفي روايةٍ أخرى وردَ في ذيلِها “وإذا أتيتُه استأذنتُه ، فإنْ وجدتُه يُصلِّي سبَّح وإنْ وجدتُه فارغاً أذِنَ لي”(10) روى هذا الحديث بتفاوتٍ يسيرٍ في مسندِه
، ورواهُ البيهقيُّ في السُننِ الكبرى وكذلك النسائيُّ في السُنن الكبرى ، وأورده ابنُ حجر في الخيرات الحسان بتفاوتٍ يسير.

ومنها: ما رواه النسائيُّ أيضاً في الخصائص بسندِه إلى أبي يحيى قال: قال عليٌّ: ” كان لي من النبيِّ (ص)
مدخلان: مدخلٌ بالليل ومدخلٌ بالنهار، إذا دخلتُ بالليل تنحنحَ لي”(11). ورواه أيضاً في السُنن الكبرى ، ورواه ابنُ أبي شيبة في المُصنَّف وغيرهما.

ومنها: ما رواه النسائي أيضاً بسنده عن عبد لله بن بحر الحضرمي عن أبيه قال: قال عليٌّ (ع): “كانت لي منزلةٌ
مِن رسول الله (ص) لم تكنْ لأحدٍ من الخلائق ، فكنتُ آتيه كلَّ سحرٍ فأقولُ: السلامُ عليك يا نبيَّ الله فإنْ تنحنحَ انصرفتُ إلى أهلي وإلا دخلتُ عليه”(12).

ورواهُ أيضاً في السُنن الكبرى ، ورواه ابنُ خُزيمة في صحيحه ، ورواه المزِّي في تهذيب الكمال ، وأوردَه
الأربلي في كشف الغُمَّة، ورواياتٌ أخرى كثيرةٌ تُعطي نفس المفاد إلا أنَّنا أعرضنا عن ذكرها خشية الإطالة، ومعها كيف يتمُّ القبولُ بأنَّ عليَّاً (ع) لم يكن يعلمُ بحُكم المذي لأنَّه لم يسألْ رسولَ الله (ص) عنه حياءً ؟! وكيف يتمُّ القبولُ بأنَّ رسول الله (ص) لم
يتصدَّ لبيان حكمِه إليه وهو الذي إذا سكتَ عليٌ (ع) بدأَه، وهل يُتعَقل إغفاله بيان هذه المسألة الإبتلائيَّة وهو الذي كان يعلِّمه دقائقَ المسائل وعويصاتِها كما سنبيِّنُ ذلك فيما بعد.

على أنَّ دعوى امتناعِ عليٍّ(ع) عن السؤال للرسولِ (ص) حياءً إنَّما يتمُّ لو كان عرضُ المسألة مُنحصراً
بكيفيَّةٍ يظهرُ منها ابتلاءُ عليٍّ (ع) نفسَه بها فإنَّ ذلك قد يقتضي الامتناعَ عن السؤال حياءً إلا أنَّ عرض المسألة لا ينحصرُ بذلك فيُمكن أنْ يُصاغَ السؤال بنحوٍ لا يظهرُ منه ابتلاءُ السائلِ بما يسألُ عنه ، بل كثيراً ما يكونُ الأمر كذلك خصوصاً في مثل هذه المسائل،
وهل تنقصُ عليَّاً بلاغةٌ تمنعُه من بلوغ غايتِه مع التحفُّظ على كمالِ الأدبِ واللياقة وهو أميرُ البلغاء بإجماع الأمة. ثم إنَّه كيف لم يتَّفق تصدِّي أحدٍ الصحابة أو غيرِهم لسؤال الرسول (ص) في محضرِ عليٍّ (ع) والحال انَّ المسألة من المسائل الإبتلائيَّة، وقد كان
عليٌّ (ع) شديدَ الملازمةِ لرسول الله (ص) وهل منعَ الحياءُ كلَّ الصحابة عن السؤال؟! ، فلو كان الأمرُ كذلك لمَا بلغَنا شيءٌ من مسائل الحيض والنفاس والجنابة وغيرِها من المسائل التي هي أدعى للحياء من مسألة المذي ، وقد كان الصحابةُ ونساءُ الصحابة يسألونَ رسولَ
الله (ص) عن أخصِّ المسائل التي كانت أدعى للحياءِ من مسألة المذي.

ثم إنَّه لو قَبِلنا بصحَّة هذه الرواية لكان علينا أنْ نرتابَ في الكثيرِ من الروايات التي اشتملتْ على
سؤالِ عليٍّ(ع) لرسولِ الله (ص) عن مسائلَ هي أدعى للحياءِ من مسألة المذي أو نقول إنَّ عليَّاً (ع) قد تخلَّى فيها عن خُلُقِ الحياء!!

كلُّ هذه المُبعِّدات تُؤكِّد ما ذكرناه من أنَّ رواياتِ المذي إمَّا أن تكون موضوعةً ومكذوبةً أو مصاغةً
بما يُنافي الواقع أو وقع في نقلِها اشتباهٌ.

اضطراب روايات المذي :

الأمر الثاني: اضطرابُ الرواياتِ الواردةِ من طُرق العامَّة، فبعضُها اشتملتْ على أنًّ عليَّاً (ع) كان مذّاءً
وكان يستحي أنْ يسألَ رسولَ الله (ص) عن حُكم المذي لمكان ابنتِه فأمرَ المقداد أنْ يسألَه، وفي بعضِها أنَّه أمرَ عمَّارَ بن ياسر أنْ يسألَه عن ذلك، وفي رواياتٍ أخرى أنَّه سألَه بنفسِه فأجابَه النبيُّ (ص) عن حُكم المسألة، ثمّ إنَّ الروايات اشتملتْ على اضطرابٍ
آخر فبعضُها أفاد انَّه أرسلَ المقداد ليسألَه عن حُكم المسألة وفي بعضها أنَّه أمرَ رجلاً جالساً إلى جنبِه فسألَه وعليٌّ يسمعُ الجواب، وأفاد بعضُها أنَّه أرسلَ رجلاً ليسألَه عن ذلك ولم يكنْ قد سمع الجوابَ من النبيِّ (ص) شفاهاً. وأفاد بعضُها الترديد بين عمَّارٍ
والمقدادِ ، وأفادَ بعضُها أنَّ كلاً منهما سألَ النبيَّ (ص) وفي بعضِها أنَّ الذي سألَه أحدُهما دون الآخر ، كلُّ ذلك والواقعة واحدة .

ثمّ إنَّ بعض الروايات أفادتْ أنَّ رسولَ الله (ص) هو مَن ابتدأَ عليَّاً (ع) ببيانِ المسألة دونَ أنْ يسألَه
بنفسِه أو يسألُه رجلٌ آخر أو يسألُه المقدادُ أو عمَّار، وأفادُ بعضُها الآخر إنَّ رسولَ الله (ص) رأى أثر الشُحوب على وجهِ عليٍّ (ع) فسألَ عليَّاً عن ذلك فأخبرَه فعلَّمه رسولُ الله (ص) حُكم المسألة، ثم إنَّ بعضَ الروايات اشتملت على أمرٍ مُستغرَب وهو أنَّ عليَّاً
بلغَ به الحرجُ من كثرةِ نزولِ المذي حدّاً دفعَه إلى أنْ يجعل فتيلةً في احليله ليمنعَ من نزولِ المذي، وكان يغتسلُ كلَّما نزلَ عليه المذي حتى تشقَّق ظهرُه من كثرةِ الغُسل في الشتاء.

هذا الاضطرابُ الشديدُ والتهافتُ الواقع في الروايات يُورثان الاطمئنان باختلاقِها ، وقد تصدَّى الكثيرُ
من علماءِ السُنَّة لمحاولة العلاج لهذا الاضطراب إلا أنَّهم لم يُفلِحوا في ذلك كما سيتَّضحُ ذلك إنْ شاء اللهُ تعالى.

محاولات لمعالجة الإضطراب في روايات المذي :

فقد ذكر ابنُ حجر في كتابه فتح الباري: إنَّ ابن حبَّان “جمع بين هذا الاختلاف بأنَّ عليَّاً (ع) أمرَ عماراً
أنْ يسأل ثم أمر المقداد بذلك ثمّ سأل بنفسِه” قال ابنُ حجر: وهو جمعٌ جيِّد إلا بالنسبة إلى آخره لكونِه مغايراً لقولِه استحيى عن السؤال بنفسِه لأجل فاطمة فيتعيَّن حملُه على المجاز، أُطلق أنَّه سأل لكونِه الآمر بذلك، وبهذا جزم الاسماعيليُّ ثم النووي، ويؤيِّد
أنَّه أمر كلاً من المقدادِ وعمار بالسؤال عن ذلك ما رواه عبدُ الرزاق من طريق عائش بن أنس قال: تذاكرَ عليٌّ والمقدادُ وعمار المذي، فقال عليٌّ: إنَّني رجلٌ مذَّاء فاسئلا عن ذلك النبيَّ (ص) فسألَه أحدُ الرجلين ، وصحَّح ابن بشكوال انَّ الذي تولَّى السؤال عن ذلك
هو المقداد، وعلى هذا فنسبة عمار إلى أنَّه سأل عن ذلك محمولةٌ على المجاز أيضاً لكونِه قصده لكن تولَّى المقدادُ الخطاب دونَه والله أعلم(13).

فشلُ الجمع الأول في معالجة الإضطراب :

والجوابُ عمّا ذكره ابنُ حجر من جودة الجمع الأول الذي أفاده ابن حبَّان وهو أنَّ عليَّاً أمرَ عماراً بأنْ
يسأل النبيَّ (ص) ثمّ أمرَ المقداد أنْ يسأل النبيَّ (ص) ثم سأل هو بنفسه. والجواب انَّ هذا الجمع لا ينفي الاضطرابَ من هذه الجهة ، وذلك لأنَّه إذا كان قد أمرَ الأولَ فما هو المبرِّرُ لأمر الثاني وإذا كان قد أمرهما بسؤال النبيِّ (ص) فما هو المبرِّر لسؤالِ النبيِّ
(ص) بعد ذلك بنفسِه والحال أنَّه قد اعتذر عن سؤالِه بالحياء.

فالمبرِّرات المحتملة لأمرِ الثاني بعد أمرِ الأول وللتصدِّي للسؤال بنفسِه بعد أمرِهما هي ما يلي:

الاحتمال الأول: إنَّ كلاً من عمَّارٍ والمقداد لم يسألا النبيَّ (ص) فتصدَّى عليٌّ (ع) لسؤال النبيِّ (ص)
بنفسِه، وهو يُنافي -كما أفاد ابن حجر- اعتذارُه عن سؤال النبيِّ (ص) بالحياء فكان ذلك يقتضي أنْ يأمرَ غيرَهما بسؤالِ النبيِّ (ص) بعد افتراض عدم سؤالِهما. على انَّ هذا الاحتمال ساقطٌ لأنَّ الروايات أفادت أنَّ عماراً سألَ النبيَّ (ص) فأجابه، وإنَّ المقدادَ سألَ
النبيَّ (ص) فأجابه، فأيُّ معنىً بعد ذلك لسؤالِ عليٍّ (ع) للنبيِّ (ص) وأيُّ معنىً لأمرِ الثاني بعد أمرِ الأول.

الاحتمال الثاني: إنَّ منشأ سؤالِ عليٍّ (ع) للنبيِّ (ص) بعد أمرِ عمَّار ثم أمرِ المقداد هو أنَّه بعث الأول
فأبطأ فأمرَ الثاني فأبطأ فاضطر للسؤال عن حكم المذيِّ بنفسِه، وهذا الاحتمالُ ساقطٌ أيضاً لأنَّه لو كان الأمرُ كذلك لاقتضى أنْ يؤكد عليهما الأمر أو يأمرَ ثالثاً ورابعاً ، وذلك لافتراض أنَّ ما يمنعُه من السؤال هو الحياء ولا يرفعه إبطاءُ عمارٍ والمقدادِ في السؤال
والرجوع بالجواب، على انَّ ذلك منافٍ لما يظهر من الروايات من أنَّه اعتمد على الجواب الذي جاء به عمَّار واعتمد على الجواب الذي جاءَ به المقداد وكان ينقلُ جوابَ النبيِّ (ص) عن المقدادِ تارةً وعن عمَّارٍ تارةً أخرى.

الاحتمال الثالث: أنَّهما لم يُبطئا ولكنَّه لم يثقْ بالجوابِ الذي جاء به عمارٌ فبعثَ المقداد، وبعد ما
جاءه بالجواب لم يثقْ بنقلِه فلجأ بعد ذلك لسؤال النبيِّ (ص) بنفسِه.

وهذا الاحتمال ساقط أيضاً لأمرين:

الأول: انَّه لم يكن مبرر لبعث كلِّ منهما على حدة لو لم يكن واثقاً بصدقِهما ولو كان واثقاً بصدقِهما، فما
هو المبرِّر لسؤالِ النبيِّ (ص) بعد مجيئهما له بالجواب إلا أنْ يكون منشأ عدم وثوقِه بالجواب الذي جاءا به هو التشكيك في فهمِهما له وهو مُستبعَد جداً لأنَّه لو لم يكن يثقُ بجودة فهمهما لما بعثَهما، على انَّ المسألة ليست من التعقيد بحيثُ يكون استيعابهما لها بحاجةٍ
إلى جودةٍ في الفهم، ثمّ إنَّ توافق الجواب الذي جاءا به ينبغي أن يدفع احتمال الخطأ في الفهم، فبعد أنْ كان الجواب متطابقاً وبعد أنْ لم تكن المسألةُ من المسائل المعقَّدة وبعد أنْ لم يكن الرجلان معروفين بسوءِ الفهم ولا بالتساهل في الدين بل المقطوع به خلاف ذلك
فأيُّ مبرِّرٍ بعد ذلك لسؤال النبيِّ (ص) إلا أنْ يكون قد أراد أنْ يسمعَ الجواب بنفسِه فكان عليه ان يُبادِرَ إلى ذلك من أول الأمر وإذا كان قد منعَه الحياءُ فهل تخلَّى بعد ذلك عن خُلق الحياء؟!

وإذا لم يكن قد تخلَّى عن خُلق الحياء ولم يكن قد وثِق بالجواب الذي جاءَ به المقدادُ وعمارُ ألمْ يكن يقتضي
ذلك أنْ يبعثَ رجلاً آخر ورجلاً آخر حتى يطمئنَ إلى الجواب.

الثاني: إنَّ الروايات صريحةٌ في انَّه اعتمدَ الجواب الذي جاء به عمَّار ورواياتٌ أُخرى صريحةٌ في انَّه
اعتمدَ الجواب الذي جاء به المقداد ، وذلك ينافي احتمال عدم الوثوق بالجوابِ الذي جاءا به.

الاحتمال الرابع: إنَّ الإمام عليَّاً (ع) وإنْ كان يثقُ بالجواب الذي جاء به كلٌّ من المقداد وعمار إلا
انَّ منشأ سؤالِه بعد ذلك هو انَّه نسيَ الجواب لذلك تصدَّى لسؤالِ النبيِّ (ص) بنفسِه.

وهذا الاحتمال ساقط قطعاً لأمور:

الأول: ما عُرِف عن عليٍّ (ع) -بقطع النظر عن عصمتِه- بأنَّه كان يتميَّز بحافظةٍ وذكاءٍ منقطعِ النظير.

الثاني: انَّ المفترض هو انَّ المسألة كانت مورداً لابتلائِه وكان بأمسِّ الحاجةِ إلى الجواب، وطبعُ ذلك
يقتضي عدم النسيان، على انَّها لم تكن من المسائل المتشعِّبة والمعقَّدة حتى يحتاجَ استيعابُها وحفظُها إلى عنايةٍ زائدة وتميِّزٍ في الفهم والحافظة.

الثالث: إنَّ نسيانه للجواب لا يقتضي التصدِّي بعد ذلك لسؤال النبيِّ (ص) بنفسِه، إذ انَّ المانع من سؤال
النبيِّ (ص) هو الحياء وهو لا ينتفي بنسيانِه للجواب، فكان مقتضى هذا الفرض هو مراجعةَ المقداد أو عمار أو بعثَ رجلٍ آخر لسؤال النبيِّ (ص).

الرابع: انَّ هذا الفرض يُنافي صريحَ الروايات التي أفادت انَّه اعتمد على ما جاء به المقداد وعمار من جوابٍ
وكان ينقلُ للناس جوابَ الرسول (ص) عنهما كلاً على حدة.

هذا فيما يتصل بالجمع الذي نقله ابنُ حجر عن ابن حبَّان وقد تبيَّن انَّه لا يصلحُ جمعاً لشتات الروايات
ولا ينفي عنها الإضطراب .

فشل المعالجة الثانية للإضطراب :

وأمَّا الجواب عن الجمع الثاني وهو انَّ الإمام عليَّاً (ع) لم يسأل النبيَّ (ص) عن حكم المسألة وإنَّما
قال: إنَّه سأل النبيَّ (ص) باعتباره كان قد أمرَ المقداد وعماراً أن يسألاه فكأنَّه قد سأله بنفسِه، وهذا هو ما صحَّح لعليٍّ(ع) أنْ يقولَ سألتُ النبيَّ (ص) أو ان الإمام لم يقل أنَّه سأل النبيَّ (ص) ولكن الرواة نسبوا السؤال إليه، وهذا الاحتمال الأخير نقلَه ابنُ
حجر عن الاسماعيليِّ وعن النووي وأفاد انَّ الاسماعيلي جزم به.

إلا انَّ هذا الجمعَ باحتماليه ساقطٌ جزماً فهو مضافاً إلى مخالفتِه لصريحِ الروايات التي أفادت أنَّ عليَّاً
سأل النبيَّ (ص) بنفسِه وانَّه أجابه عن حكم المسألة فإنَّه مضافاً إلى ذلك يكون مقتضى الاحتمال الأول هو اتِّهام عليٍّ (ع) بالتدليس، إذ أنَّه أوهم السامع بأنَّه سأل النبيَّ (ص) وتلقّى الجواب عنه بنفسِه والواقع انَّه لم يسأل ولم يتلقَ الجواب عنه بنفسِه. وإنما
تلقاه بواسطةٍ لم يذكرْها وهو من أقبح صُور التدليس، ولا أدري كيف يتجرأُ أحدٌ على نسبة ذلك لمثل عليِّ بن أبي طالب (ع) !!.

ولو صحَّ هذا الجمعُ لكان علينا ان نقبلَ من النساء اللاتي كنَّ يأمرن أزواجهنَّ بسؤال النبيِّ (ص) لكان
علينا أن نقبل منهنَّ نسبةَ السؤال لأنفسهنَّ دون الإشارة إلى الواسطة والحال انَّ أحداً لا يقبلُ بذلك لا من العقلاء ولا من علماء الرجال والأصول ويعتبرونَه من التدليس في النقل.

وأمَّا الاحتمال الثاني للجمع فهو لا يختلفُ عن الاحتمال الأول إلا من جهة إلقاء تُهمة التدليس لعليٍّ (ع)
على الرواة الذين نقلوا عن عليٍّ (ع) انَّه سأل النبيَّ (ص) بنفسِه، فحينما ينقلُ الرواة انَّ عليَّاً قال إنَّه سأل النبيَّ (ص) وهو لم يسئل واقعاً فهم قد اتَّهموا علياً بأنَّه دلَّس في نقله للخبر أو أنهم دلَّسوا فنقلوا عن عليٍّ (ع) غير ما سمعوا منه، فهم قد سمعوا
منه أنه أمر عماراً أو المقداد بأن يسأل فنقلوا عنه أنَّه هو مَن سأل النبيَّ (ص) بنفسه وتلقى منه الجواب .

وتبرير ذلك بأن المصحِّح لنسبة السؤال لعلي (ع) هو انَّه الآمر بالسؤال وإنَّهم قد نسبوا السؤال لعليٍّ مجازاً
لا يمكن قبولُه بعد أن لم تكن الروايات التي ذكرت انَّ علياً سأل النبي (ص) مشتملةٌ حتى على ما يُشعر بأنَّ السائل غيره وإنَّه لم يتلقَ الجواب شفاهاً أصلاً، فلم يذكروا مثلاً انَّ الإمام استحى أنْ يسألَ النبيَّ (ص) أو غير ذلك من القرائن وإنَّما ذكروا انَّ عليَّاً
سأل النبيَّ (ص) فأجابه، وهذا ليس من المجاز في شيء وإنَّما هو من التدليس المُستقبَح الذي لا ينبغي حمل الرواة عليه جزافاً فيتعيَّن من ذلك أنْ يكون عليٌّ (ع) هو المدلِّس وليبوء من جزمَ بذلك أو احتملَه بوزرٍ عظيم أو انَّ الرواة قد دلَّسوا وليقبلْ من جزم بذلك أو
احتمل بالتكلُّف والمجازفة والقولِ بغيرِ دليل أو نقبل بالاضطراب بين الروايات فبعضُها نسبت السؤال لعليٍّ (ع) وبعضُها الآخر نسبتْه لعمار وبعضُها نسبته للمقداد فنكون قد عُدنا إلى ما خرجنا عنه.

ثم إنَّ الاضطرابَ يظلُّ مرواحاً على أيِّ تقدير فمَن الذي بعثَه عليٌّ(ع) لسؤال النبيِّ (ص) فهل هو عمار
أو المقداد، ومَن الذي سأله وتلقّى الجوابَ من النبيِّ (ص) فما ذكره ابنُ حجر من انَّ السائل والمتلقِّي للجواب هو المقداد وانَّ نسبةَ السؤال لعمَّارٍ مجازيَّة لأن عمَّاراً قصد النبيَّ (ص) ليسألَه فسألَه المقداد، هذا الجمع يواجه نفس الإشكالات السابقة فبعضُ الروايات
صريحةٌ في انَّ علياً بعث عماراً وانَّ عماراً سأل النبيَّ (ص) وجاء لعليٍّ(ع) بالجواب، وبعضُها أفاد انَّ المبعوث هو المقداد وانَّه مَن سأل وهو مَن تلقّى الجواب وجاء به لعلي (ع).

فهنا احتمالات:

الاحتمال الأول: إنَّ الإمام عليَّاً (ع) بعث عماراً ولم يبعث المقداد وانَّ الذي سأل وجاءه بالجواب هو عمار
وليس المقداد وهذا الاحتمال لو صحَّ فهو يقضي بكذب الروايات التي أفادت انَّ المبعوث والسائل والمتلقِّي والجائي بالجواب هو المقداد ولو عكسنا الاحتمال لكان مقتضى ذلك هو تكذيب الروايات التي نسبت الأمر لعمَّار.

الاحتمال الثاني: أنَّه بعثهما معاً فكان السائل هو المقداد والجائي بالجواب هو المقداد أيضاً وان نسبة نقل
الجواب إلى عمار مجازيَّة، وهذا الاحتمال هو الذي استجوده ابنُ حجر إلا أنَّ مقتضاه نسبة التدليس لعليٍّ (ع) لأنَّه نسب نقل الجواب لعمَّار في بعض الروايات أو يكون المدلِّس هم الرواة الذين نسبوا القول لعليِّ (ع) بأنَّ عماراً هو مَن نقل الجوابَ إليه.

الاحتمال الثالث: إنَّ كلاً منهما بعثه على حدة وكلاهما جاءه بالجواب، وهذا الاحتمال ينافي أولاً ما ورد
من التصريح بأنَّ أحدهما جاءه بالجواب ولكن عليَّاً نسيه أو أن الراوي هو من نسي الجائي بالجواب.

وثانياً: هو منافٍ لما يظهر من بعض الروايات انَّ المبعوث والسائل والجائي بالجواب هو خصوص المقداد كما إنَّه
منافٍ لما يَظهر من بعضِها انَّ ذلك وقع لعمارٍ، وهو منافٍ أيضاً للروايات التي أفادت انَّه بعث رجلاً فجاءه بالجواب فإنْ حملنا الرجلَ على أحدِهما ولم نحملْه على شخصٍ ثالث فذلك يقتضي أنَّ المبعوث هو إمَّا عمار أو المقداد وإن الجائي بالجواب هو أحدهما، ودعوى أنَّ
الاختلاف في متن السؤال والجواب قرينة على أنَّه بعث كلاً منهما على حدة لا تصحُّ لأنَّ ذلك ليس مطرداً في تمام الروايات، على انَّ الاختلاف في بعضِها إنَّما هو في نقل الروايات بالمعنى كما هو المتعارف فالحاصلُ من مجموعِها واحدٌ أو أنَّه متلائم. فلا يصحُّ ذلك قرينةً
على تعدُّد الواقعة على أنه لا مبرِّر لتعدُّدها كما اتَّضح ممَّا تقدَّم.

الاحتمال الرابع: أنَّ عليَّاً(ع) لم يبعث واقعاً إلا أحد الرجلين إمَّا عماراً أو المقداد فوقع النسيان
من الرواة فبعضُهم ذكر أنَّه بعث عماراً وذكر البعضُ الآخر أنَّه بعث المقداد، وهذا الاحتمال ساقط أيضاً لاستبعاد أنْ يتَّفق النسيان لمجموعةٍ من الرواة، فلم يكن مَن نقل انَّ المبعوث والسائل هو المقداد واحداً أو اثنين وكذلك مَن نَقل أنَّه عمار، على أنَّ النسيان
يقتضي عادةً التفات الناسي إلى أنَّه قد نسي الاسم فإما أنْ يذكر الاسم بنحو الاحتمال أو الظن أو أنَّه يستعيض عن ذكر الاسم بعنوان يشمل المنسي كعنوان رجل أو شخص أو ما شابه ذلك أمَّا أن يُذكر الاسم بنحو الجزم فذلك لا يتَّفق للناسي ولو اتفق فهو نادر لا يصحُّ البناء
عليه خصوصاً مع تعدُّد مَن نقل الاسم بنحو الجزم فلو كان النسيان أو الاشتباه هو المتعيَّن واقعاً لاقتضى ذلك تعدُّد الأسماء لا أنْ ينسى جماعة من الرواة فينسبون لعليٍّ(ع) أنه أمر عماراً وينسب آخرون لعليٍّ(ع) أنه أمر المقداد فذلك يعزِّز الارتياب في مجموع هذه الروايات.

مناشئُ أخرى للارتياب :

ثمّ انَّ الارتياب لا يقفُ عند حدِّ ما ذكرناه من مناشئَ رغم كفايتِها ، فثمةَ مناشئُ أخرى للارتياب:

منها: ما ورد في بعض هذه الروايات مِنَ أنَّ علياً(ع) كان يُكثر من الغسل كلَّما أمذى حتى تشقَّق ظهرُه من
كثرة الغُسل في الشتاء، وفي ذلك إساءةٌ واضحةٌ لعليٍّ (ع) تناسب الإساءات التي توالت عليه من قبل أعدائِه والحاسدين له.

فما معنى أنْ يُكثرَ الغسل كلَّما أمذى ، فهل كان يعتقد أنَّ تلك هي وظيفتُه الشرعيَّة كيف والحال أنَّه
لم يسأل رسولَ الله (ص) بحسب الزعم عن حكم المسألة ولم يسمعْ منه حكمها، فلو قَبِل أحدٌ بهذا الاحتمال فإنَّه ينسبُ إلى عليٍّ (ع) الجهل المركب وهو أنَّه يجهلُ بحكم المسألة ويجهلُ بأنَّه يجهلُها وذلك لا يتَّفق إلا لذوي العقول الضعيفة جداً، فالعقلاءُ حينما يجهلون
بشيءٍ فأنَّهم يُدرِكون أنَّهم يجهلونه أو تقبلون على عليٍّ (ع) ابتداع حكمٍ لنفسه بعد القبول بأنَّه لم يسمعْ حكم المسألة من رسولِ الله (ص).!!

ويحتملُ أنْ يكون منشأُ الإكثار من الغُسل هو الاحتياط، فلأنَّه كان يستحي من السؤال لذلك رجَّح الاحتياطَ
بالغُسل على السؤال.

وهذا الاحتمال بعيدٌ غايته ولا يخلو في ذات الوقت من إساءةٍ للإمام عليٍّ (ع) فإذا كان المانعُ من السؤال
هو الحياء فذلك إنَّما يمنع عن مشافهةِ الرسول (ص) بالسؤال ، والأمر لا ينحصرُ بهذه الوسيلة فله أنْ يتوسَّل إلى معرفة حكمِ المسألة بإرسال مَن يسأل الرسول (ص) أما أن يتبرَّع من نفسِه فيغتسلُ حتى يصل الأمرُ به إلى حدِّ الحرج فيتشقَّق ظهرُه من كثرة الغُسل ثم يأمرُ
مَن يسألُ النبيَّ (ص) فهذا ما لا يصحُّ قبوله على عاقلٍ خصوصاً مع احتمال أنَّ ثمّة رخصةً ومندوحة، ثمّ ألمْ يكنْ عليٌّ(ع) في وسط الصحابة حتى يعرفَ ماذا يفعلون لو اتَّفق لهم ذلك أم لم يكن يُمذي في الخلائق إلا علي؟! وإذا كان يمنعه الحياءُ من سؤال الصحابة فما الذي
حصلَ بعد ذلك، فأخذ يُخبرُ عماراً والمقدادَ والرواةَ وعمومَ الناس أنَّه كان مذّاء بل أخبر عن ذلك بزعم بعضِهم وهو على المنبر!!. فهل يستقيمُ ذلك من رجلٍ كان يستحي من سؤالِ رسول اللهِ (ص) وسؤال مَن كان معه من الصحابة؟!!

ثمّ إنَّه قد نتفهَّم أنْ يغتسلَ المؤمن احتياطاً لدينِه في ظرفِ الجهل أمَّا أنْ يُكثر مِن الغسل مع قدرتِه
على التعلُّم بيسرٍ فذلك لا يمكن تفهُّمه من سُوقةِ الناس كيف والمدَّعى عليه ذلك هو مثلُ عليٍّ (ع) الذي كان شديدَ الملازمةِ لرسول الله (ص) وكان شديدَ الحرص على التفقُّه في الدين.

ثمّ ألمْ يكن يَحتمِل أنْ الغسل قد لا يكفي عن الوظيفةِ الشرعيَّة وأنَّ الوظيفةَ عند نزول المذي ليست هي
الغسل بل هي الوضوء – كما هي فتوى العامَّة- فيكون ما أراد الاحتياط به لم يكن احتياطاً بل هو تجاوزٌ للوظيفة الواقعيَّة شرعاً فيكون قد تجاوز الواقع وأسرفَ في الماء وأضرَّ بنفسِه وخالفَ السُنَّة القطعيَّة باستحباب أو وجوب السؤال.

فهل يصحُّ قبول كلِّ ذلك على مثل علي (ع)؟! سبحانك اللهمَّ هذا بهتانٌ عظيم.

ومنها: ما ورد في بعض هذه الروايات أنَّ عليَّاً(ع) كان مذَّاءً فكان يأخذ الفتيلةَ فيُدخلُها في احليله،
فقد بلغَ الحرجُ بعليٍّ -بناءً على هذا الزعم- غايتَه فلجأ إلى عملٍ لا يقبلُه أحدٌ من عاقل، ولا أدري كيف قبلوا نسبتَه إلى عليٍّ (ع) !! فلم يكن عليٌّ(ع) مضطراً إلى ذلك لو كان قد سألَ عن حكم المذي ، أيلجأ أحدٌ إلى ذلك ليتحاشى كثرة الاغتسال الذي تسبَّب في تشقق
ظهره وهو لا يدري بعدُ انَّ تلك هي وظيفتُه شرعاً أو لا، ألم يكن بوسعِه أن يسأل أحداً فيكفي نفسَه مؤنةَ الغُسل الكثير الذي أوقعَه في الحرجِ الشديد ويتحاشى بذلك ألمَ الفتيلة الذي أظنُّ أنَّه لا يُطاق. ألمْ يتناهى إلى سمعِه وهو الأذُنُ الواعيةُ كما وصفَه القرآن
أنَّه: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾(14).

ثمّ إنَّ هذه الروايات تتحدَّث عن عليٍّ (ع) وكأنه يعيشُ في منأىً عن موضع سُكنى رسولِ الله (ص) !! ألمْ
تكنْ حجرتُه ملاصقةً لحجراتِ الرسول (ص) قبل زواجِه وبعدَه؟! أَلمْ تصرِّحْ الرواياتُ المتظافرة أنَّ رسولَ الله (ص) سدَّ الأبوابَ عن المسجد إلا بابَه وبابَ عليٍّ (ع) فلِمَ لمْ يُلاحظ رسولُ الله (ص) من عليٍّ(ع) ما يُريبُه من كثرةِ الاغتسال وهو الفطن اللبيب وقد
تناهت فطنتُه إلى كمالِها، وهل يخفى على المربِّي ما ينتابُ عيالَه؟! وهل يخفى مثلُ هذه الحال الذي يصفها الرواة خصوصاً عند مَن يعيشُ في دارِه وكنفه وهو الرحيمُ الشفيقُ على عيالِه وذويه ؟! فلِمَ لمْ يبادرْه بالسؤال عن شأنِه وهو أحبُّ الناس إليه وأشدُّهم به لصوقاً
إلى أنْ لحِق الرسولُ (ص) بربِّه، ولا يتنكَّرُ لذلك إلا مكابر.

منافاة روايات المذي لمقتضيات الروايات المقطوعة الصدور :

الأمر الثالث:

نذكرُ فيه بعضَ ما وردَ من طُرق العامَّة من رواياتٍ كثيرة ومُعتبرةٍ وصريحةٍ في تميُّز عليٍّ (ع) في العلم
وشدَّة اتصالِه برسول الله (ص) ليتَّضح بذلك منافاةُ روايات المذي للروايات المقطوعةِ الصدور عن النبيِّ (ع) وهو ما يقتضي الجزمَ بسقوطِها عن الاعتبار:

منها: ما رواه الحاكمُ النيسابوريُّ بسندٍ وصفَه بالصحيح عن النبيِّ (ص): “أنا مدينة العلمِ وعليٌّ بابُها،
فمَن أراد المدينةَ فليأتِ الباب”(15). قال السيوطي: كنتُ أُجيبُ دهراً عن هذا الحديث بانَّه حسن إلى أنْ وقفت على تصحيح ابنِ جرير لحديث عليٍّ(ع) في تهذيب الآثار مع تصحيح الحاكم لحديثِ ابن عباس فاستخرتُ الله وجزمتُ بارتقاءِ الحديث من مرتبة الحسَن إلى مرتبةِ الصحيح(16).

ومنها: ما رواهُ الحاكم النيسابوريُّ بسندٍ وصفَه بالصحيح عن أنس بن مالك أنَّ النبيَّ (ص) قال لعليٍّ: “أنت
تُبيِّن لأمَّتي ما اختلفوا فيه مِن بعدي”(17).

ومنها: ما رواهُ الحاكمُ النيسابوريُّ بسندٍ وصفَه بالصحيح عن عبَّاد بن عبد الله عن عليٍّ (ع): ﴿إِنَّمَا
أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾(18) قال عليٌّ (ع): “رسولُ الله المُنذر وأنا الهادي”(19)، قال السيوطي في الدرِّ المنثور أخرج ابنُ جرير وابنُ مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي وابنُ عساكر وابنُ النجار لمَّا نزلت ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ
هَادٍ﴾ وضعَ رسولُ الله (ص) يدَه على صدره وقال: “انا المُنذر وأومأَ بيدِه إلى منكبي عليٍّ فقال: أنت الهادي يا عليُّ بكَ يهتدي المهتدون” قال: وأخرج ابنُ مردَويه عن أبي بُرزة الأسلمي قال : سمعتُ رسول الله (ص) يقول” إنَّما أنت منذرٌ ووضع يده على صدر نفسِه ثم وضعَها
على صدر عليٍّ ويقول ولكلِّ قومٍ هاد”(20).

ومنها: ما رواهُ الحاكمُ النيسابوري بسندٍ وصفَه بالصحيح عن أُمِّ سلمة قالتْ: سمعتُ رسولَ الله (ص): “عليٌّ
مع القرآن والقرآنُ مع عليٍّ لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض”(21). قال الخطيبُ التبريزي في كتابه الإكمال في أسماء الرجال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح ، وقد صحَّحه الذهبي والحاكمُ وحسَّنه السيوطي(22).

ومنها: ما رواه أحمد في مسندِه بسندِه إلى معقِل بن يسار قال: قال النبيُّ (ص) لفاطمة (ع): “أو ما ترضين
إنَّي زوجتُك أقدمَ أمتي سلماً وأكثرَهم علماً وأعظمَهم حلماً” رواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه أحمد والطبراني وفيه خالد بن طهمان وثّقه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات(23). وبهذا المضمون وردت رواياتٌ كثيرة وبطرقٍ متعدَّدة.

ومنها: ما رواه الزرندي الحنفي عن أبي الطُفيل قال: ” شهدتُ عليَّاً وهو يخطبُ ويقول: “سلوني عن كتابِ الله
عزّ وجل ما منه آيةٌ إلا وأنا اعلمُ بليلٍ أو نهارٍ أم سهلٍ نزلتْ أم بجبل”، قال وفي رواية قال: “ما نزلتْ آيةٌ إلا وعلمتُ فيما نزلتْ وأينَ نزلتْ وعلى مَن نزلتْ ، إنَّ ربِّي عزَّ وجل وهَبَ لي قلباً عقولاً ولساناً ناطقاً”(24)، ورواهُ ابنُ حجر في الإصابة قال: وقال
وهَب بن عبد الله عن أبي الطفيل(25)، ورواه القندوزي عن المناقب بسنده عن عامر بن واثلة إلا أنَّ فيها اختلاف يسير قال: خطَبنا عليٌّ (ع) على منبر الكوفة فقال: “أيُّها الناس سلوني سلوني فواللهِ لا تسألوني عن آيةٍ من كتابِ الله إلا حدثتُكم عنها متى نزلتْ بليلٍ أو
نهار وفي مقامٍ أو مسيرٍ في سهلٍ أم في جبلٍ وفيمَن نزلتْ في مؤمنٍ أو منافقٍ وما عنى اللهُ بها أو عام أم خاص”(26).

ومنها: ما رواه الترمذيُّ في سُننه بسنده عن الصنابجي عن عليٍّ (ع) قال: قال رسولُ الله (ص): “أنا دارُ الحكمة
وعليٌّ بابُها”(27).

ورُوي بسندٍ آخر عن مجاهد عن ابن عباس وعلّق أحمد بن الصديق المغربي على السند الأول فقال: قال ابنُ حجر
هذا خبر عندنا صحيح ، وقد يكون على مذهب آخرين سقيماً غير صحيح. قال المغربي: أصاب ابنُ حجر في تصحيح الحديث(28).

وقال الخطيب التبريزي في كتابه الإكمال في أسماء الرجال: هذا حديث حسن صحيح وقد حسَّنه ابنُ حجر والعلائي
وجماعةٌ وقد صحَّحه ابنُ جرير والحاكمُ والسيوطي والهندي(29)، وأخرج أحمدُ بن حنبل في المناقب بسندِه عن حميد بن عبد الله بن الزبير قال: ذُكر عند النبيِّ (ص) قضاء قضى به عليُّ بن أبي طالب فأُعجب النبيُّ (ص) فقال: “الحمد لله الذي جعل فينا الحكمةَ أهل البيت”(30).

ومنها: ما رواه الحاكمُ النيسابوري بسندٍ وصفَه بالصحيح عن ابن عباس قال: كان عليٌّ يقولُ في حياة رسولِ
الله (ص): “… والله إنِّي لأخوه ووليُّه وابنُ عمِّه ووارثُ علمِه فمَن أحقُّ به مني”(31).

وروى النيسابوريُ أيضاً بسندٍ وصفَه بالصحيح عن أبي اسحاق قال: سألتُ قثم بن العباس كيف ورِثَ عليٌّ رسولَ
الله (ص) دونَكم؟، قال: “لأنَّه كان أولُنا به لُحوقاً وأشدُّنا به لزوقاً”(32). قال الحاكم سمعتُ قاضي القضاة أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي يقول: سمعتُ أبا اسحاق القاضي يقول وذُكر له قولُ قثم هذا فقال: إنَّما يرث الوارث بالنسب وبالولاء ولا خلاف بين أهل العلم
انَّ ابن العم لا يرثُ مع العم فقد ظهر بهذا الإجماع أنَّ عليَّاً ورثَ العلم من النبيِّ (ص) دونَهم(33).

وروى المحبُّ الطبري في الرياض النضرة قال: عن معاذ قال عليٌّ (ع): “يا رسول الله ما أرث منك؟، قال: ما يرثُ
النبيُّون بعضُهم من بعض كتابُ الله وسنُّةُ نبيِّه” أخرجه الحضرمي(34).

وروى الطبري في المعجم الكبير بسندِه عن زيد بن أبي أوفى -بعد أنْ آخى رسولُ الله بين أصحابِه- قال رسولُ
الله (ص): “والذي بعثني بالحقِّ ما أخَّرتُك إلا لنفسي ، فأنت عندي بمنزلةِ هارون من موسى ووارثي”، فقال: “يا رسولَ الله ما أرثُ منك؟”، قال (ص): “ما أورثتِ الأنبياءُ”، قال (ص) لعلي: “وما أورثت الأنبياء قبلك كتابَ الله وسنَّة نبيهم وأنتَ معي في قصري في الجنَّة
مع ابنتي فاطمة” ثم تلا رسول الله الآية: ﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾(35) “الأخلاءُ في الله ينظرُ بعضُهم لبعض”(36).

ورواه السيوطي في الدرِّ المنثور وقال: أخرجَه البغوي في معجمه والبارودي وابن قافع والطبراني وابنُ عساكر
عن زيد بن أبي أوفى، ورواه ابن حبَّان في الثقات(37).

منها: ما رواه الحكامُ الحسكاني في شواهد التنزيل بسنده إلى ابن عباس قال: سمعتُ أسماء بن عميس تقولُ: سمعت
رسول الله (ص) يقول: “اللهمَّ إنِّي أقولُ كما قال موسى بنُ عمران اللهمَّ اجعلْ لي وزيراً من أهلي عليَّ بن أبي طالب اشدُد به أزْري -يعني ظهري- وأشركْه في أمري ويكون لي صهراً وختَناً”(38).

قال الحسكاني: وفي تثبيت الوزارة لعليٍّ وتحقُّقها له جاءت عدةُ روايات عن عدةٍ من الصحابة منها رواية ابن
عباس عن عليٍّ (ع)(39).

وروى قريباً منها في الرياض النضرة وقال: أخرجه أحمدُ في المناقب(40).

قال ابنُ الجوزي في تفسير قوله تعالى: ﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا﴾(41) قال: قال الماوردي: إنَّما سألَ اللهَ
أن يجعل له وزيراً لأنَّه لم يُرد أن يكون مقصوراً على الوزارة حتى يكون شريكاً في النبوَّة ، ولولا ذاك لجازَ أن يستوزر من غير مسألة(42).

ومنها: ما رواه الحاكمُ الحسكاني بسندِه عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال: كنتُ عند رسولِ الله (ص) فسُئل
عن عليٍّ (ع) فقال: “قُسِّمتِ الحكمةُ عشرةَ أجزاء، فأُعطي عليٌّ تسعةَ أجزاء وأُعطي الناسُ جزءاً”(43).

ورواه أحمد بن الصديق المغربي ولم يرتضِ بتضعيف الذهبي للسند وقال: لو وثَّقه كلُّ الناس لقال الذهبي: إنه
كذب(44)، ورواه ابنُ عساكر في تاريخ دمشق بسندين وأفاد أنَّ أحمد بن عمران بن سلمة الوارد في السند كان ثقة عدلاً مرضياً، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء، وابنُ المغازلي في مناقب أمير المؤمنين وغيرهم(45).

ومنها: ما رواهُ النيسابوري في المستدرَك بسندٍ وصفَه بالصحيح عن قيس بن أبي حازم قال: كنتُ بالمدينة فبينا
أنا أطوفُ في السوق إذ بلغتُ أحجاز الزيت فرأيتُ حواليه قوماً مجتمعين على فارسٍ قد ركب دابتَه وهو يشتمُ عليَّ بن أبي طالب والناسُ وقوفٌ حواليه إذ أقبل سعدُ بن أبي وقاص فوقفَ عليهم فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجلٌ يشتمُ عليَّ بنَ أبي طالب، فتقدَّم سعد فأفرجوا له حتى
وقفَ عليه فقال: يا هذا على ما تشتمُ عليَّ بن أبي طالب ألم يكن أولَ من أسلم؟ ألم يكن أولَ من صلَّى مع رسول الله (ص)؟ ألم يكنْ أزهدَ الناس؟، ألم يكن أعلمَ الناس؟ وذكر حتى قال: ألم يكنْ ختَن رسولِ الله (ص) على ابنتِه؟ ألم يكن صاحبَ رايةِ رسول الله (ص) في غزواتِه؟،
ثم استقبلَ القبلة ورفعَ يديه: اللهم إنَّ هذا يشتمُ وليَّاً من أوليائك فلا تفرِّقْ هذا الجمع حتى تُريهم قدرتَك، قال قيس: فواللهِ ما تفرَّقنا حتى ساختْ به دابتُه فرمتْه على هامته في تلك الأحجار فانفلقَ دماغُه ومات(46).

وقد صحَّحه الذهبيُّ في التلخيص على شرط البخاريِّ ومسلم(47).

ومنها: ما رواه الحاكمُ النيسابوريُّ في حديثٍ طويل بسندٍ وصفَه بالصحيح الاسناد عن عمرو بن ميمون عن ابن
عباس ورد فيه: “وخرجَ رسولُ الله (ص) في غزوة تبوك وخرج الناس معه قال: فقال له عليٌّ (ع) أخرجُ معك، قال: فقال النبيُّ (ص): لا، فبكى عليٌّ فقال له: أما ترضى أنْ تكونَ منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى إلا أنَّه ليس بعدي نبيٌّ، إنَّه لا ينبغي أنْ أذهب إلا وأنت خليفتي،
قال ابنُ عباس: وقال له رسولُ الله (ص): أنتَ وليُّ كل مؤمنٍ بعدي ومؤمنة، قال ابنُ عباس: وسدَّ رسولُ الله (ص) أبوابَ المسجد غير باب عليٍّ”(48).

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح
غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين(49).

ومنها: ما رواه أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: “إنَّ القرآن نزل على سبعةِ أحرف
ما منها إلا له ظهرٌ وبطنٌ وإنَّ عليَّ بن أبي طالب عندَه علم الظاهر والباطن”(50). ورواه أبو اسحاق الثعلبي في تفسيره ورواه ابنُ عساكر في تاريخ دمشق(51).

وعن الشعبي قال: “ما كان أحدٌ من هذه الأمَّة أعلم بما بين اللوحين وبما أُنزل على محمَّد (ص) من عليٍّ”
رواه الزرندي(52).

وروى ابنُ عبد البرِّ في الاستيعاب بسنده عن ابن عباس: “والله لقد أُعطي عليٌّ تسعة أعشار العلم، وأيمُ الله
لقد شاركَكم في العِشْر العاشر”(53).

وروى المتقي الهندي في كنز العمال قال: قال رسولُ الله (ص): “أعلم أُمَّتي من بعدي عليُّ بن أبي طالب” قال:
رواه الديلمي عن سلمان(54).

وروى البخاري في تاريخه عن عائشة: “عليٌّ أعلمُ الناس بالسنَّة”(55).

وروى الحسكاني بسنده عن ابن عمر: “عليٌّ أعلم الناس بما أُنزلَ على محمَّد”(56).

وروى المناوي في فيض القدير بسنده عن ابن عباس عن النبي (ص): “عليٌّ عيبةُ علمِي”(57).

قال المناوي في شرح الحديث: “أي مظنةُ استفصاحي وخاصتي وموضع سرِّي ومعدنُ نفائسي، والعيبةُ ما يُحرِز الرجلُ
فيه نفائسَة، قال ابنُ دُريد: وهذا من كلامِه (ص) الموجز الذي لم يسبقْ ضربُ المثل به في إرادة اختصاصه بالأمور الباطنة التي لا يطّلع عليها أحدٌ غيره، وذلك غايةٌ في مدحِ عليٍّ..”(58).

وروى ابنُ عساكر بسنده عن أنس بن مالك عن سلمان الفارسي قال: قالَ رسولُ الله (ص): “صاحبُ سرِّي عليُّ بن
أبي طالب”. ورواه القندوزي وقال: وأخرجه الديلمي ورواه المناوي القاهري في كنوز الحقائق(59).

هذه مجموعة من الروايات الواردة من طُرق العامَّة وهي بالقياس إلى ما وردَ في طُرقِهم ممَّا يتَّصلُ بموضوع
هذه الروايات ليستْ سوى نزرٍ يسير ورغم ذلك فهي تُكوِّنُ بمجموعها أعني مجموع ما ذكرناه فقط تواتراً إجمالياً يُنتجُ القطع بصدورِها في الجملة، على أنَّ فيها الصحيحَ والحسنَ والمتواترَ في نفسِه والمستفيضَ في نفسه، وهي مع ذلك مُعتضِدة بعشراتٍ مثلِها في المضمون أعرضنا
عن ذكرها خشيةَ الإطالة أكثر.

وبأدنى تأمُّلٍ في مضامين هذه الروايات يحصلُ الجزم بكذب ما وردَ في رواياتِ المذي والتي لا تعدو أن تكون
روايات آحاد مضطربةً في نفسِها ومنافيةً للمضامين الواردة في هذه الروايات، إذ من غير المُمكن أن يكون عليَّاً بابُ مدينةِ علمِ النبيِّ (ص) والمبيِّن لأمَّته ما تختلفُ فيه من بعده ثم نقبلُ عليه الجهل بحكم مسألةٍ ابتلائية ميسورةِ الفهم والتحصيل.

وكيف يصحُّ أن نقبل على عليٍّ(ع) ذلك بعد أنْ شهد النبيُّ (ص) باستيعابِه لدقائق ما ورد في القرآن، كما هو
مقتضى قوله: “عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليٍّ”، ألا تتنافى هذه المعيَّة التي لم تتفق لأحدٍ مع مثل هذه الروايات الآحاد، ثمّ هو المعنيُّ بقوله تعالى: ﴿لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ كما روى ذلك النيسابوري وغيره عن النبيِّ (ص) بأسانيد صحيحة.

فإذا كان عليٌّ أعلم الأمَّة كما هو مقتضى صحيحة معقل بن يسار وغيره وهو أعلم الناس كما في صحيحة سعد بن
أبي وقاص وهو وراثُ علم النبيِّ (ص) كما في صحيحة ابن عباس وغيرِه وهو الذي ورَّثه النبيُّ (ص) علم الكتاب والسنَّة كما في رواية زيد بن أبي أوفى ومعاذ بن جبل وهو أعلمُ الناس بالسنَّة كما في رواية البخاري عن عائشة، وهو أعلمُ الناس بما أُنزل على محمَّد (ص) كما في
رواية ابن عمر وهو أعلم بما بين اللوحين كما في رواية الشعبي ، فإذا كان عليٌّ كذلك فهل ينتظرُ حتى يبتلي بمسألةٍ ثم يسألُ عنها، وهل شأنُ العلماء أن يبتلوا أولاً بشيءٍ حتى يتعلَّموه؟!، على أنَّ روايات المذي زعمت أنَّ عليَّاً رغم طول ابتلائه لم يتصدَّ للتعلُّم
إلى أنْ تزوَّج واشتدَّ ابتلاؤه بعثَ من يسأل له عن حكم المذي!! وكأنَّه ورثَ علم النبيِّ (ص) في يومٍ أو يومين أو سنةٍ أو سنتين ولم تكن هذه الوراثة مقتضية للتحصيل الدؤوب والملازمة الشديدةِ للرسول (ص).

وإذا كان رسول الله (ص) اختار عليَّاً أخاً أفلا يكون له ملازماً فهو أخوه بالتواتر وهو وزيره كما عن ابن
عباس وغيرِه وقد صرَّح أنَّ منزلته منه منزلةَ هارون من موسى في مواطن عديدة وصلتنا بالأسانيد الصحاح والمتواترة وهو صاحب سرِّه كما في رواية سلمان وغيره وهو نجيُّه الذي قال: “ما أنا انتجيته ولكنَّ الله انتجاه”(60)، وهو عيبةُ علمِه كما عن ابن عباس وهو مَن عاش معَه
في داره وقد سدَّ الأبوابَ إلا بابه كما ثبت بالتواتر فإذا كان عليٌّ (ع) كذلك وهو كذلك دون ريبٍ فكيف يصحُّ القبول برواياتٍ آحاد مفادها أنَّ عليَّاً ابتُلي بالمذي حتى اشتدَّ بلاؤه وكثر غسلُه فلم يتفطَّن الرسولُ (ص) لذلك حتى بعد زواج عليٍّ (ع) من فاطمة (ع).

فعليٌّ الذي أُعطي تسعةُ أعشار العلم وتسعةُ أعشار الحكمة وشارك مَن سواه في العُشر العاشر، وكان بابَ الحكمة
وكان من أهلِ بيت مُنحت لهم الحكمة كما أفاد الرسول (ص) ثم يظلُّ متحيِّراً لا يدري أيَّ شيء يصنعُ في بلاء هو أحقر شيء يبتلي به مكلَّف، فلا يسعُه إلا أن يُكثر من الغسل حتى يتشقق ظهرُه ويُدخل الفتيلة في احليله!!، وكان أهون عليه أنْ يتجاوزَ حياءَه أو يبعثَ من يسألُ
له عن حُكم هذه المسألة أو يصوغها بما لا يظهر منه ابتلائِه بها فلا يختار شيئاً من ذلك ويظلُّ في غُسله وعنائه سنين متطاولة!!

أيصحُّ أن نقبل ذلك على رجلٍ أعدَّه رسول الله (ص) ليكون وراثاً لعلمِه والمبيِّنَ لأمَّته ما اختلفوا فيه
من بعده والهاديَ الذي يهتدي به المهتدون والوليَّ لكلِّ مؤمن ومؤمنة بعده ووصفَه بأنه كنفسه.

ثمّ إنَّ ذلك كلَّه إنَّما هو بقطع النظر عن دلالاتِ حديث الثقلين وحديث السفينة وحديث الغدير وآية التطهير
وآية المباهلة وآية الولاية وغيرها من الآيات والروايات.

فبأدنى تأملٍ في دلالات هذه الآيات والروايات المتواترة ومقتضياتها يحصلُ القطع بكذب رواياتِ المذي وأنَّها
اختُلقت لغرض النيل من المقام السامي لعليِّ بن أبي طالب (ع). كما اختُلف غيرها، فلا حولَ ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم، واللهُ المستعانُ على ما يصفون.

وأما الروايات الواردة من طُرقنا فهي أيضاً ساقطةٌ عن الحجيِّة، فلا يصحُّ التعويل عليها لأنَّها إمَّا أن
تكون قد صدرت تقيةً لمجاراة العامة أو أنَّها قد دُسَّت في كتب أصحاب الأئمة (ع) باسنادها، والجزمُ بذلك ينشأ عن استلزامها لبقاء عليٍّ دون علمٍ بحكم المذي برهةً من الزمن ليست بقصيرة رغم ابتلائه بالمسألة، فمقتضى ما ورد في رواية اسحاق بن عمار من أنَّ عليَّاً (ع)
كان مذّاء وإنَّه استحى أنْ يسألَ رسولَ الله (ص) لمكان فاطمة (ع) فأمر المقداد، مقتضى هذه الرواية أنَّ عليَّاً لم يتعرَّف على حكم المسألة إلا بعد زواجِه من فاطمة (ع) فيكون من حين بلوغِه إلى حين سؤالِه للنبيِّ (ص) بواسطة المقداد غيرَ عارفٍ بحكم المذي والحال أنَّ
الرواية أفادت أنَّه كان مذَاءً وذلك يقتضي أنْ يكون كذلك قبل الزواج، فماذا كان عليٌّ (ع) يصنع حين ابتلائه بنزول المذي، فهو إمَّا انْ لا يعتني به ولا يبالي بنزولِه أو انَّه يغتسل وهو يستلزم كثرة الغُسل أو يتوضأ أو يطهر الموضع دون أنْ يغتسل أو يتوضأ.

وكل هذه الفروض ساقطةٌ جزماً، وذلك لانَّ الافتراض الأول لو قبلنا به فمقتضاه أن نقبل على عليٍّ(ع) عدم المبالات
بالدين، لأن نزول المذي يستوجبُ احتمال أن يكون للشريعة فيه حكمٌ فإذا لم يكن يعلمُ به فهذا يستوجبُ السؤال عنه مباشرةً أو بالواسطة، فعدم الاعتناء تهاونٌ بلا ريب.

وأما الفروض الثلاثة فيردُ عليها ما أوردناهُ على بعض روايات العامَّة فلاحظ، وبذلك يتعيَّن فرضٌ خامس هو
أن عليَّاً كان يعلمُ بحكم المذي من حين شرَّع الله له حكماً أو على أقلِّ تقدير من حين ابتلائه به. فإمَّا أنْ يكون قد سأل رسولَ الله (ص) حينذاك أو يكون رسولُ الله (ص) هو من بادرَه ببيان حكم المسألة، وذلك ما ينافي ظاهر رواية اسحاق فيلزمُ إسقاطها عن الحجِّية والاعتبار.

وأما رواية محمد بن اسماعيل عن الرضا (ع) فهي كذلك ساقطة الحجيَّة لعين ما ذكرناه في رواية اسحاق بن عمَّار،
فهي وإنْ لم تذكر أنَّ عليَّاً (ع) كان مذّاءً إلا أنَّ مقتضاها أنَّ عليَّاً ظلَّ غيرَ عارفٍ بحكم المذي إلى ما بعد زواجِه من فاطمة (ع) وذلك ما لا يصحُّ قبولُه جزماً لاستبعاد أنْ لا يكون قد ابتُلي بنزول المذي ولو لمرَّةٍ واحدة، فما الذي يمنعُ عليَّاً (ع) حينذاك
من سؤالِه لرسول الله (ص) إذا لم يكن قد تزوَّج من فاطمة (ع)، والقبولُ بأنَّه لم يبالِ قبولٌ بعدم مبالاة عليٍّ (ع) بالدين ، وافتراض أنَّه توضَّأ أو أنَّه طهَّر الموضع دون أنْ يغتسل منافٍ لمقتضى الاحتياط لاحتمال أنَّ الواجب هو الغُسل وإذا افترضنا أنَّه توضَّأ
واغتسل عنه فلم يسأل بعده ولو بالواسطة إلى أنْ تزوَّج فذلك ينافي ما هو معلومٌ بالقطع من حرص عليٍّ (ع) على التفقُّه في الدين، وافتراض أنَّه لم يبتلِ قبل زواجِه بالمذي وإنْ كان مُستبعداً إلا أن افتراض عدم سماعه عنه طوال هذه الفترة الزمنيَّة الطويلة أيضاً يُعزِّز
الاستبعاد إلى مستوى القطع بعد العلم بأنَّ عليَّاً (ع) كان بين الناس وكان شديدَ الملازمة لرسول الله (ص) فإذا كان قد سمع عنه وكان شديد الحرص على التفقُّه في الدين فما هو المبرِّر لتأخُّر علمِه بحكمه إلى ما بعد زواجِه وسؤال المقداد لرسولِ الله (ص)؟!.

هذا كلُّه بقطع النظر عن الروايات الواردة من طُرقِنا التي تفوقُ مستوى التواتر بمراتب والتي تحَّدَّثت عن
مقامات الأئمة (ع) فإنَّه بمجرَّد الوقوف على هذه الروايات لا يبقى مجالٌ لتوهُّم مطابقة رواياتِ المذي للواقع، فهي إمَّا أن تكون قد صدرت مجاراةً للعامَّة نظراً لظروف التقيَّة والتي اقتضتْ في أحيانٍ كثيرة المجاراة لهم فيما يروون أو أنَّها اختُلقت ودُسَّت في كتب
أصحاب الأئمة (ع) وكلٌّ من الاحتمالين له مصاديقُ كثيرة في الروايات الواردة من طُرقِنا ويتمُّ تمييزها بعددٍ من الضوابط التي ثبتتْ حجَّيتها بالأدلَّة القطعية أو المعتبرة عندنا، ومن هذه الضوابط منافاة مدلول ومقتضى روايات الآحاد للروايات القطعيَّة الصدور والتي
ثبت صدورُها بالتواتر.

وعليه فلأنَّ رواياتِ المذي والتي هي رواياتُ آحاد منافية لصريح ما دلَّت عليه الروايات المتواترة والقطعية
الصدور والتي تصدَّت لبيان مقامات الأئمة (ع) والتي منها ما ورد في مثل موثَّقة محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر (ع) قال : ” فَلَمْ يَعْلَمْ واللَّهِ رَسُولُ اللَّه (ص) حَرْفاً مِمَّا عَلَّمَه اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَّا وقَدْ عَلَّمَه عَلِيّاً ثُمَّ انْتَهَى
الْعِلْمُ إِلَيْنَا” .

لذلك لزم طرح روايات المذي والبناء على سقوطِها عن الحجيَّة. إذ أنَّها وإنْ كان بعضُها معتبراً سنداً بحسب
الضوابط الرجاليَّة إلا أنَّ ذلك لا يُصحِّح اعتمادَها بعد أن كانت منافيةً لصريح ما قام الدليلُ القطعيُّ على ثبوتِه.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور

15 / رجب / 1429

1- شواهد التنزيل -الحاكم الحسكاني- ج 1 ص 45، كنز العمال -المتقي الهندي- ج 13 ص 128، تاريخ مدينة دمشق
-ابن عساكر- ج 42 ص 398.

2- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج 3 ص 125.

3- سنن الترمذي -الترمذي- ج 5 ص 301.

4- تهذيب التهذيب -ابن حجر- ج 5 ص 297-298.

5- السنن الكبرى -النسائي- ج 5 ص 142.

6- السنن الكبرى -النسائي- ج 5 ص 142.

7- تاريخ مدينة دمشق -ابن عساكر- ج 42 ص 378.

8- الطبقات الكبرى -محمد بن سعد- ج 2 ص 338.

9- خصائص أمير المؤمنين (ع) -النسائي- ص 110.

10- السنن الكبرى -النسائي- ج 1 ص 360، تلخيص الحبير -ابن حجر- ج 4 ص 116.

11- خصائص أمير المؤمنين (ع) -النسائي- ص 111، السنن الكبرى -النسائي- ج 1 ص 360.

12- سنن النسائي -النسائي- ج 3 ص 12، السنن الكبرى -النسائي ج 5 ص 142.

13- فتح الباري ?ابن حجر- ج1 ص326.

14- سورة الحج/78.

15- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج 3 ص 126-127.

16- كنز العمال -المتقي الهندي- ج 13 ص 149.

17- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج 3 ص 122.

18- سورة الرعد/7.

19- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج 3 ص 130.

20- الدر المنثور -جلال الدين السيوطي- ج 4 ص 45.

21- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج 3 ص 124.

22- الإكمال في أسماء الرجال -الخطيب التبريزي- ص 156.

23- مسند احمد -الإمام احمد بن حنبل- ج 5 ص 26، مجمع الزوائد -الهيثمي- ج 9 ص 101.

24- نظم درر السمطين -الزرندي الحنفي- ص 126.

25- الإصابة -ابن حجر- ج 4 ص 467.

26- ينابيع المودة لذوي القربى -القندوزي- ج 1 ص 223.

27- سنن الترمذي -الترمذي- ج 5 ص 301.

28- فتح الملك العلي / 53.

29- الإكمال في أسماء الرجال -الخطيب التبريزي- ص 111.

30-المناقب ?أحمد بن حنبل- ().

31- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج 3 ص 126.

32- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج 3 ص 125.

33- المستدرك – الحاكم النيسابوري – ج 3 ص 126.

34- الرياض النضرة ?المحب الطبري- ().

35- سورة الحجر/47.

36-المعجم الكبير – الطبراني – ج 5 ص 221.

37-الدر المنثور – جلال الدين السيوطي – ج 4 ص 370.

38- شواهد التنزيل – الحاكم الحسكاني – ج 1 ص 483.

39- شواهد التنزيل – الحاكم الحسكاني – ج 1 ص 485.

40-الرياض النضرة ?المحب الطبري- ().

41- سورة طه/29.

42- زاد المسير -ابن الجوزي- ج 5 ص 196.

43- شواهد التنزيل -الحاكم الحسكاني- ج 1 ص 135.

44- فتح الملك العلى -أحمد بن الصديق المغربي- ص 69.

45- تاريخ مدينة دمشق -ابن عساكر- ج 42 ص 384.

46- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج 3 ص 499-500.

47- التلخيص -الذهبي- ().

48- المستدرك -الحاكم النيسابوري- ج 3 ص 133-134.

49- مجمع الزوائد -الهيثمي- ج 9 ص 120.

50- حلية الأولياء ?أبو نعيم- ().

51- تاريخ مدينة دمشق -ابن عساكر- ج 42 ص 400.

52- سعد السعود -السيد ابن طاووس- ص 228، نظم درر السمطين -الزرندي الحنفي- ص 128.

53- الاستيعاب -ابن عبد البر- ج 3 ص 1104.

54- كنز العمال -المتقي الهندي- ج 11 ص 614.

55- التاريخ الكبير -البخاري- ج 2 ص 255.

56- شواهد التنزيل -الحاكم الحسكاني- ج 1 ص 39.

57- فيض القدير شرح الجامع الصغير -المناوي- ج 4 ص 470.

58- فيض القدير شرح الجامع الصغير -المناوي- ج 4 ص 470-471.

59- تاريخ مدينة دمشق -ابن عساكر- ج 42 ص 317، ينابيع المودة لذوي القربى -القندوزي- ج 2 ص 77.

60- شواهد التنزيل -الحاكم الحسكاني- ج 2 ص 325، تاريخ مدينة دمشق -ابن عساكر- ج 42 ص 315-316، كنز العمال
-المتقي الهندي- ج 13 ص 139، المعجم الكبير -الطبراني- ج 2 ص 186.

وقد أورد العلامة الاميني رحمه الله مصدر سنية بلغ عددها ١٥٠ مصدرا سنيا اكتفي بنقل ،،31 مصدر اختصارا للكتابة

حديث مدينة العلم

وقال رسول الله: إني مدينة * من العلم وهو الباب والباب فاقصد

قد أسلفنا الكلام حول علم أمير المؤمنين عليه السلام في الجزء الثالث ص 95 – 101 وأوعزنا هناك إلى أن حديث
هذه الأثارة صححه الطبري وابن معين والحاكم والخطيب والسيوطي، وهنا نفصل القول فيه وأنه أخرجه جمع كثير من الحفاظ وأئمة الحديث، فإليك جم غفير ممن ذكره في تلكم القرون الخالية محتجين به، مرسلين إياه إرسال المسلم، مدافعين عنه قالة المزيفين، وجلبة المبطلين.

1 – الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفى 211، حكاه عنه بإسناده الحاكم في ” المستدرك ” 3
ص 127.

2 – الحافظ يحيى بن معين أبو زكريا البغدادي المتوفى 233، كما في ” المستدرك ” الحاكم وتاريخ الخطيب البغدادي.

3 – أبو عبد الله (أبو جعفر) محمد بن جعفر الفيدي المتوفى 236، رواه عنه ابن معين.

4 – أبو محمد سويد بن سعيد الهروي المتوفى 240، أحد مشايخ مسلم وابن ماجة، نقله عنه ابن كثير في تاريخه 7:
358.

5 – إمام الحنابلة أحمد بن حنبل المتوفى 241، أخرجه في ” المناقب “.

6 – عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي، أحد مشايخ البخاري والترمذي وابن

الصفحة 2

ماجة، يروي عنه الحافظ الكنجي في ” الكفاية ” من طريق الخطيب.

7 – الحافظ أبو عيسى محمد الترمذي المتوفى 279، في جامعه الصحيح.

8 – الحافظ أبو علي الحسين بن محمد بن فهم البغدادي المتوفى 289، روى عنه الحاكم في ” المستدرك ” 3: 127.

9 – الحافظ أبو بكر أحمد بن عمر البصري البزار المتوفى 292، صاحب المسند الكبير.

10 – الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310، في ” تهذيب الآثار ” وصححه حكاه عنه غير واحد من
أعلام القوم.

11 – أبو بكر محمد بن محمد بن الباغندي الواسطي البغدادي المتوفى 312، رواه عنه الفقيه ابن المغازلي في ”
المناقب “.

12 – أبو الطيب محمد بن عبد الصمد الدقاق البغوي المتوفى 319، أخرجه عنه بإسناده الخطيب البغدادي في تاريخه
2: 377.

13 – أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي النيسابوري الأصم المتوفى 346، رواه عنه الحاكم في ” المستدرك ” 3:
126.

14 – أبو بكر محمد بن عمر بن محمد التميمي البغدادي ابن الجعابي المتوفى 355، أخرجه بخمسة طرق كما في مناقب
ابن شهر آشوب 1: 261.

15 – أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى 360، أخرجه في معجميه الكبير والأوسط.

16 – أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي المعروف بالقفال المتوفى 366 حكاه عنه الحاكم في ” المستدرك
” 3: 127.

17 – الحافظ أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان الاصبهاني المعروف بأبي الشيخ المتوفى 369، أخرجه في كتابه
(السنة) حكاه عنه السخاوي في المقاصد الحسنة.

18 – الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المعروف بابن السقا الواسطي المتوفى 173 رواه عنه ابن المغازلي
في ” المناقب “.

19 – الحافظ أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي الحنفي المتوفى 379، كما في

الصفحة 3

كتابه (المجالس).

20 – الحافظ أبو الحسين محمد بن المظفر البزاز البغدادي المتوفى 379، كما في مناقب ابن المغازلي.

21 – الحافظ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي ابن شاهين المتوفى 385، أخرجه بأربعة طرق.

22 – الحافظ أبو عبد الله عبيد الله بن محمد الشهير بابن بطة العكبري المتوفى 387، أخرجه من ستة طرق.

23 – الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفى 405، أخرجه في ” المستدرك ” 3: 126
– 128.

24 – الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني المتوفى 416، حكاه عنه جمع كثير.

25 – الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني المتوفى 430، في كتابه (معرفة الصحابة)

26 – الفقيه الشافعي أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار المتوفى 441، رواه للفقيه ابن المغازلي سنة 434 كما
في مناقبه.

27 – أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الشافعي الشهير بالماوردي المتوفى 450، حكاه عنه ابن شهر آشوب
في ” المناقب ” 1 ص 261.

28 – الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى 458، كما في مقتل الخوارزمي 1 ص 43

29 – أبو غالب محمد بن أحمد الشهير بابن بشران المتوفى 462، رواه عنه ابن المغازلي في ” المناقب “.

30 – الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى 463، أخرجه في (المتفق والمفترق) وتاريخ بغداد
4 ص 348، ج 2 ص 377، ج 7 ص 173، ج 11 ص 204.

31 – الحافظ أبو عمر ويوسف بن عبد الله ابن عبد البر القرطبي المتوفى 463، في

الصفحة 4

(الاستيعاب) ج 2: 461.

العصمة

النبوة عند الشيعة يعتقد الشيعة أن الرسول صلى الله عليه وآله معصوم عصمة كلية من ولادته وحتى مماته، فلا
تجوز عليه الكبيرة ولا الصغيرة لا بالعمد ولا بالسهو ولا بالتأويل ولا بالنسيان..

ودليلهم على ذلك أنه لو عهد منه خطيئة لتنفرت العقول من متابعته فتبطل فائدة البعثة.. (1).

وتتجلى عصمة الرسول في مراحل ثلاث:

– مرحلة تلقي الوحي وحفظه وأدائه إلى الأمة.

– مرحلة القول والفعل، وعلى ذلك فهو من عباده المكرمين الذين لا يعصون الله ما أمرهم وهم بأمره يعملون..

– مرحلة تطبيق الشريعة وغيرها من الأمور المربوطة بحياته صلى الله عليه وآله لا يسهو ولا يخطئ في حياته الفردية
والاجتماعية.. (2).

ويقول الشيخ محمد جواد مغنية: الأنبياء معصومون عن الذنوب، كبيرها وصغيرها، قبل النبوة وبعدها. لا يصدر عنهم
ما يشين لا عمدا ولا سهوا.

وأنهم منزهون عن دناءة الآباء وعهر الأمهات، وعن الفظاظة والغلظة، وعن الأمراض المنفرة كالبرص والجذام، بل
وعن كثير من الأعمال المباحة المنافية للتعظيم والتوقير كالأكل في الطريق ونحوه (3).

وقد اشتغل علماء الإمامية بالنصوص القرآنية التي توهم مناقضتها للعصمة الكلية والتي استند إليها أهل السنة
في موقفهم منها. وقاموا بشرحها ومناقشة

(١) النكت الاعتقادية.

(٢) معالم النبوة في القرآن للشيخ جعفر السبحاني – ط. بيروت.

(3) معالم الفلسفة الإسلامية

الشيعة قالوا بعصمة أربعة عشر شخص فقط بينما العالم السني أعطى عصمة الى آلاف الصحابة بحيث لا يجوز نقدهم
والذي ينتقدهم يتم تكفيره وان الصحابي وأن قتل آلاف الصحابه فهو معذور وله الجنة وهذا تناقض يرفضه العقل والمنطق والحق الى ما ذهب إليه الشيعة.

شبهة الكاش الشيعة لا يجاهدون

من السهل شخص يطلق اتهامات لكن من الصعب إقناع الناس بهذه الأكاذيب عندما تكون مصاديق عملية على أرض الواقع
لجهاد فئات شيعية قاتلت وهزمت الاعداء، في لبنان شيعة لبنان هزموا الاحتلال الصهيوني للجنوب اللبناني وهذا دليل على كذب الكاش، بالعراق فتوى الجهاد الكفائي هزمت داعش وانصارهم البعثيين وداعميهم من الجيران والدول الكبرى، في مقاومة الاحتلال البريطاني للعراق بالحرب
العالمية الأولى وقف الشيعة لجانب الدولة العثمانية الظالمة لهم بينما وقف مفتي المسلمين السنة الشريف علي مفتي مكة لجانب القوات الغازية المحتلة وأرسل ابنائة لاحتلال دمشق وتسليم مفاتيحها للقوات الفرنسية الغازية، نفس هذه الشبهة تثار ضد الشيعة على مرور العقود والقرون
الماضية، موسى جار الله ايضا أثارها بعصر العلامة شرف الدين ورد عليه بهذه الكلمات

الرد على مسائل جار الله

الجهاد عند الشيعة

شبهة جار الله

المسألة السابعة: قال: تعتقد الشيعة أن جهاد الامم الاسلامية لم يكن مشروعاً وهو اليوم غير مشروع، إلى ان
قال: الجهاد مع غير الامام المفترض طاعته حرام عند الشيعة مثل حرمة الميتة، وحرمة الخنزير إلى آخر كلامه.

والجواب: أن هذا الرجل في كل ما ينقله عن الشيعة كراكب عمياء، في ليلة ظلماء، فان الجهاد ينقسم من جهة اختلاف
متعلقاته خمسة أقسام.

احدها الجهاد لحفظ بيضة الدين إذا أراد أعداء الله مسّها بسوء، وهموا بأن يجعلوا كلمتهم أعلا من كلمة الايمان
بالله، وان يكون الشرع باسمهم مناقضاً لدين الله عز وجل.

ثانيها الجهاد لدفع العدو عن التسلط على دماء المسلمين بالسفك واعراضهم بالهتك.

ثالثها الجهاد للدفاع عن طائفة من المسلمين التقت مع طائفة من الكفار فخيف من استيلائهم عليها.

رابعها الجهاد لدفعهم عن ثغور المسلمين وقراهم وأرضهم أو لا خراجهم منها بعد تسلطهم عليها بالجور، أو لجبر
بيضة المسلمين بعد كسرها، واصلاحها بعد فسادها، والسعي في انقاذ المسلمين وبلادهم من أيدي الكفرة بالله عز وجل.

ويجب الجهاد في هذه الأقسام الاربعة باجماع الشيعة وجوبا كفائياً على معنى انه يجب على الجميع، إلى أن يقوم
به منهم من فيه الكفاية، فيسقط عن الباقين سقوطاً مراعى باستمرار القائم به، إلى أن يحصل الغرض المطلوب شرعاً، وتختلف الكفاية بحسب الحاجة، بسبب كثرة العدو وقلته، وضعفه وقوته. ومن قتل في كل من هذه الأقسام الأربعة من المؤمنين فهو من الشهداء السعداء، وله في الآخرة
ـ مع الاخلاص في النية ـ ما أعده الله للشهداء بين يدي خاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم من الدرجات الرفيعة، والمساكن الطيبة والحياة الدائمة والرضوان الخالد، ويسقط عن الأحياء وجوب تغسيله وتحنيطه وتكفينه، إذا لم يكن عاريا فيدفن في ثيابه ودمائه، ولا ينزع عنه
شيء سوى الفرو والجلد، وما كان بقاؤه عليه مضراً في حال الوراث، هذا إذا قتل في المعركة، ولم يدركه المسلمون وفيه رمق من الحياة. ولا فرق في وجوب الجهاد في كل هذه الأقسام الأربعة، بين حضور الامام وغيبته، و وجود المجتهد وعدم وجوده، فيجب على الحاضرين من المسلمين
والغائبين ـ إن لم يكونوا مرابطين في الثغور ـ أن ينفروا للجهاد تاركين عيالهم وأشغالهم وسائر مهماتهم، ويجب على من كان ذا مال أو جاه أو سلاح أو رأي أو تدبير أو حيلة أن يبذل مالديه من ذلك، وتجب في هذا المقام طاعة الرئيس الناهض بهذه المهمة، العارفب بتسريب العساكر
وتدريب الحرب، وإن لم يكن اماماً، ولا نائباً خاصاً، ولا مجتهداً ـ لتعذر رياستهم في هذه الأيام ـ وله أن يأخذ من أموال المسلمين ما يتوقف عليه الأمر؛ ويجب القيام بهذه الرئاسة على كل من له الأهلية لها، وجوبا عينياً إذا انحصر الأمر فيه، وإلا كان الوجوب عليه كفائياً،
وفقه الامامية، وحديثهم صريحان بهذا كله.

الخامس من أقسام الجهاد، ابتداء الكفار بجهادهم في سبيل دعوتهم إلى الإيمان بالله عز وجل، وغزوهم لأجل ذلك
في عقر ديارهم، وبحبوحة قرارهم، وهذا المقام عندنا من خواص النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الامام النائب عن رسول الله نيابة صحيحة، أو المنصوب الخاص من احدهما فلا يتولاه المجتهدون النائبون عن الامام أيام غيبته ولا عيرهم. وقد اختلط الأمر على موسى جارالله فلم
يعلم ان الممنوع من الجهاد عندنا في هذه الأيام إنما هو القسم الخامس دون الأربعة فانها واجبة، بحكم الضرورة من الدين الاسلامي، والمذهب الامامي، وجوبا كفائياً كما سمعت.

والحرب قد بانت لها الحقائق * وظهرت من بعدها مصادق

وشهدت يوم دارت رحاها الحرب العالمية، بآن علماء الامامية، كانوا في ساحتها من أرسخ المجاهدين قدماً، وأعلاهم
همما، وأمضاهم عزيمة وأشدهم شكيمة؛ قد لبسوا يوم القرنة في العراق لحرب لا متها وادّرعوا لها بدرعها، وكان في مقدمتهم الامامان المجاهدان الشيخ فتح الله المدعو شيخ الشريعة الاصفهاني، والشريف الوحيد السيد محمد سعيد الحبوبي الحسيني، وهما يومئذ من أجل مجتهد الشيعة
في العراق، ومن أكبر شيوخ الاسلام على الاطلاق، وكان الشيخ قد أربى على الثمانين، والسيد قد ذرف عليها، فلم يمنعهما ضعف الشيخوخة؛ ودقة عظمها، ورقة جلدها، عن قيادة ذلك الجيش اللهام، المحتشد من العلماء الاعلام، والفضلاء الكرام، والأبرار الأخيار من أهل السوابق في
نصرة الاسلام، وقد أبلوا في الجهاد بلاء حسناً لم يكن له نظير، حتى جاءهم من العدو مالا قِبَل لهم به، فتحرّفوا للقتال، وتحيزوا إلى فئتهم يستنفرونها للكفاح؛ فكان ما كان من سقوط العثمانيين وانجلائهم عن العراق، فقضى الشيخ والسيد نحبهما أسفاً ولهفا، وماتا وجداً وكمداً،
فلحقا بالشهداء، وكانا من السعداء في دار البقاء، رفع الله درجتهما كما شرف خاتمتهما.

اقول إلى البعثي علي الكاش في اعتراف الامريكان أن الفصائل الشيعية جيش المهدي وعصائب اهل الحق كانوا أكثر
الفصائل المسلحة التي استهدفت القوات الأمريكية الغازية والمحتلة للعراق

يقول البعثي الكاش اقوال الامام علي ع متضاربة حول حيرة

الناس بعد غيبة المهدي

ما كتبه هذا الكذاب الاشر ليس بجديد سبق لاسلافه أن قالوا هذه الشبهة لكن في أشكال مختلفة ورحم الله الشيخ
محمد جواد مغنيه قال في كتابه الشيعة والحاكمون ( الكذب له حدود إلا الكذب على الشيعة ومعتقداتهم فليس له حدود)

الشيعة لايقولون بصحة جميع أحاديثهم وما أورده من كلام فهو مجرد هراء لا اكثر لم يأتي بجديد قضية الغيبة
أمر ثابت وقد اكده ائمتنا عليهم السلام

الروايات في ذكر غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) كثيرة وهي متواترة معنى.

فمن الرواية ما يذكر انه يغيب عن شيعته وأولياءه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن قلبه
للإيمان (كمال الدين للصدوق ص253).

أو منها ما تذكر أنه يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون (كمال الدين ص345) ومنها ما يذكر ان التاسع من ولد الحسين
يغيب عنهم.

ومنها ما تذكر ان الحجة يغيب غيبة طويلة (بحار الأنوار ج36 ص327).

ومنها ما تذكر ان له غيبتان وهي روايات كثيرة وبصيغ متعددة (الكافي ج1 ص329).

ومنها ما تذكر انه يغيب عن الناس إمامهم. (مستدرك الوسائل ج12 ص279) ومن الناحية العلمية إثبات التواتر لغيبته
على درجة علمية من طلب رواية واحدة صحيحة إذ التواتر أعلى من رتبة من خبر الآحاد, ومع ذلك نورد لك روايات صحيحة الإسناد تثبت الغيبة للإمام, ففي الكافي عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام للقائم غيبتان
إحداهما قصيرة والأخرى طويلة, الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه.

وفي (الكافي) عن الكليني عن العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي ايوب الحزاز عن محمد بن مسلم قال
سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها.

ورواية ثالثة في الكافي وهي موثقة سنداً: عن العدة عن أحمد بن محمد عن أبيه محمد بن عيسى عن أبن بكير عن
زرارة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان للقائم غيبة قبل ان يقوم انه يخاف واوما بيده إلى بطنه ـ يعني القتل.

وفي كمال الدين عن أبيه وابن الوليد وابن المتوكل جميعاً عن سعد والحميري ومحمد العطار جميعاً عن ابن عيسى
وابن هاشم والبرقي وابن ابي الخطاب جميعاً عن ابن محبوب عن داود بن الحسين عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام عن آباءه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : المهدي من ولدي اسمه اسمي كنيته كنيتي اشبه الناس بي خلق وخلقاً تكون له غيبه وحيرة حتى يضل الخلق عن اديانهم
فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلاً وقسطا كما ملئت ظلماً وجورا.

وفي (كمال الدين) عن أبيه عن الحميري عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن أبي
عبد الله عليه السلام قال يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فقلت ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟ قال يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم .

مهما قلنا وكتبنا يبقى خصوم الشيعة يفترون ويكذبون لان أعدائنا يفتقرون للأخلاق والقيم والإنسانية

ونختتم حلقة ردنا هذه على العتل الزنيم الكذاب الاشر البعثي الوهابي علي كاش بقول رائع لشاعر عربي شيعي وهو
أبو الطيب المتنبي والذي قتل بسبب مولاته الى ال البيت ع ولازال قبره في قضاء النعمانية في محافظة واسط العراقية شامخا ليومنا هذا

وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ

فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ

أبو الطيب المتنبي

ونختتم حلقة ردنا على الكذاب الاشر بمقولات لشاعرنا ابو الطيب المتنبي

من اقوال أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

وهكَذا كُنتُ في أهْلي و في وَطَني إنّ النّفِيسَ غَريبٌ حَيثُما كَانَا ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

عدوُّك من صديقِكَ مستفادٌ فلا تستكثرَنَّ من الصحاب . ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

وَإِنَّما الناسُ بِالمُلوكِ وَما تُفلحُ عُربٌ ملوكُها عَجَمُ لا أَدَبٌ عِندهُم وَلا حَسَبٌ وَلا عُهودٌ
لَهُم وَلا ذِمَمُ بِكُلّ أرضٍ وَطئتُها أُمَمٌ تُرعى لِعَبدٍ كَأَنَّها…

أبو الطيب المتنبي

لا تحسبنّ رقصي بينكم طرباً فالطير يرقص مذبوحاً من شدة الألمِ ! ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

إذ ساء فعل المرء ساءت ظُنونه، وصَدَق ما يعتادة من توهمِ. ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ. ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

لا افْتِخارٌ إلاّ لمَنْ لا يُضامُ مُدْرِكٍ أوْ محارِبٍ لا يَنَامُ . ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

وحلاوةُ الدنيا لجاهِلها ومرارةُ الدنيا لمن عقَلا ~ أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

تكمن الشجاعة الحقيقية في ان تكون الشخص الوحيد الذي يعرف انه خائف . ~ أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

وحالاتُ الزّمانِ عَلَيكَ شتى، وحالُك واحدٌ في كلّ حالِ ! ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

قد تكون أفضل الطرق أصعبها ولكن عليك دائما اتباعها ،إذ أن الاعتياد عليها سيجعل الامور تبدو سهلة . ~ أبو
الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

وأكثر ما تكلّفني الليالي سكوتٌ عندما يجبُ الكلامُ! ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

وإني وأن كنت الأخير زمانه لأت بما لم تستطعه الأوائل . ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

شجاعة الموقف هي أندر أنواع الشجاعة . ~ أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ
صغارُها وَتَصْغُرُ في العَظيمِ العَظائِمُ ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ ما لجُرْجٍ بمَيّتٍ إيلام ُ ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

جَمَحَ الزّمانُ فَلا لَذيذٌ خالِصٌ ممّا يَشُوبُ، ولا سُرُورٌ كامِلُ . ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

فَما أُبالي بالرّزايا لأنّني ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ تجرِي الّرياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ ~أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي

إذا كنتَ ترضى أن تعيشَ بذلةٍ .. فلا تسعَّدنَّ الحُسامَ اليمانيا فلا ينفعُ الأسد الحياءُ من الطَّولا ..
ولا تُتقىَ حتي تكونَ ضواريا ~أبو الطيب…

أبو الطيب المتنبي

أظْمَئتْنيَ الدّنْيا فَلَمّا جِئْتُهَا مُسْتسقيِياً مَطَرّتْ

مع خالص التحية والتقدير لكل القراء الباحثين عن معرفة الحقيقة وخاصة نحن في زمن كثر به المنافقين و الكذابين
والمدلسين

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here