مشكلتنا ضعف الحكومة

نعم مشكلتنا ضعف الحكومة خوفها عدم قدرتها على التحرك ولو خطوة واحدة بالاتجاه الصحيح للأسف انها خائفة من هذا الطرف ومجاملة لهذا الطرف على حساب مصلحة الشعب على حساب تعبه وعرقه ودمه وروحه

والمشكلة الاكبر ان الطبقة السياسية بشكل عام فرحة ومسرورة لضعف الحكومة لهذا تعمل على استمرار هذا الضعف بل هناك من يعمل على زيادة هذا الضعف وأدخالها في متاهات لا تزيدها الا ضعفا وخوفا كل ذلك يصب في مصالحهم الخاصة ويملأ جيوبهم وحساباتهم التي لا تمتلئ ابدا المؤسف انهم في صراع في تنافس لم ولن تخف حدته من اجل الحصول على الهبرة الأكبر من ثروة العراق والعراقيين هذه هي مهمتهم وهذا هو هدفهم وما نسمع من عبارات الطائفة القومية الدين الا وسائل لتحقيق مآربهم الخاصة ومنافعهم الذاتية

هذه هي مشكلة العراق هذه هي مصيبة العراقيين لا يمكن حلها ولا يمكن انقاذ العراقيين الا بتغيير حال الطبقة السياسية وهذا صعب جدا الا بالقضاء على الطبقة السياسية وهذا ايضا صعب جدا يا ترى ما هو الحل

النظرة العامة على الاوضاع تقول ليس هناك حل فالعراق سفينة تقودها مجموعات كل مجموعة تريد توجيهها لناحية خاصة بها وبالتالي لم تصل الى اي جهة بل سيكون مصيرها القاع اي الغرق

منذ تحرير العراق في 2003 وحتى الآن لم يتغير شي لم نتقدم خطوة الى الامام لم نرتق درجة الى الاعلى بل أستطيع القول حدث العكس وهذا دليل واضح وبرهان ساطع على ضعف الحكومة على عدم قدرتها على تطبيق القانون الدستور وعندما تعجز الحكومة عن تطبيق القانون والدستور يعني سيادة الفوضى وبالتالي غلبة الفساد وسيطرت الفاسدين

وهذا يتطلب حكومة قوية لا تخشى في تطبيق القانون والدستور لومة لائم لا تجامل احد ولا تخاف من احد مهما كانت التحديات والتضحيات من هذا يمكننا القول ان هذه الفوضى وغلبة الفساد وسيطرت الفاسدين ورائها الحكومة الضعيفة الخائفة المجاملة وهذا يعني اننا بحاجة الى حكومة قوية لا تخاف ولا تجامل مهمتها تطبيق القانون والدستور بقوة وبتحدي لا تخشى في الحق لومة لائم

اي نظرة موضوعية للواقع الذي نعيشه يقول لا يوجد اي من عناصر الطبقة السياسية من يرغب من يسعى الى اقامة حكومة قوية لان كل مجموعة سياسية حكومة وهذه الحكومات ترغب ان تكون دائما اقوى من الحكومة العراقية حتى يمكنها ان تحقق اهدافها مراميها الخاصة والمخالفة للدستور والقانون لهذا هدف هذه الحكومات اضعاف حكومة بغداد لان الحكومة القوية سوف تتصدى لهم بقوة وتحاسبهم وتزيلهم

فلا يمكن للبرزاني النجيفي الكربولي المطلك الصدر الحكيم العبادي العامري ومن حولهم القبول بحكومة عراقية واحدة قوية لانها تقضي على مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية وبالتالي تنهي وجودهم فهم لا يحصلون على المال والنفوذ بحكم الدستور والقانون بل حصلوا ويحصلوا عليها في حالة الفوضى والفوضى لا تحصل الا بحكومة ضعيفة خائفة لهذا فهم يسعون بكل طاقاتهم وامكانياتهم على عدم تشكيل حكومة قوية

المعروف ان القوى السياسية رفعت شعار حكومة الاغلبية السياسية من خلال الكتلة الكبرى تشكل الحكومة والكتلة الأقل تشكل المعارضة اي الاغلبية تشكل الحكومة والاقلية تشكل المعارضة وتحرك الشعب وفق هذا الشعار وكان يعتقد انه بدأ ان يضع قدمه على الطريق لان حكومة الاغلبية السياسية هي الوسيلة الوحيدة التي تنهي حكومة المحاصصة واقامة حكومة قوية تطبق القانون والدستور

لهذا شعر زعماء الحركات السياسية الذين ذكرناهم سابقا بالخطر (على مواقعهم على الاموال والقوة و النفوذ)فأسرعوا الى الغاء فكرة حكومة الاغلبية السياسية والعودة الى حكومة المحاصصة وشكلوا حكومة ضعيفة خاضعة لرغباتهم وأهوائهم وهكذا سادت الفوضى وتفاقم الفساد وعاد الارهاب الوهابي الداعشي الصدامي

من هذا يمكننا القول نحن بحاجة الى حكومة قوية تطبق الدستور والقانون بقوة وتحدي ولم ولن تسمح لاي كان ان يخرق يتجاوز يقفز على الدستور والقانون مهما كانت التحديات و التضحيات

هذا هو الحل والا فلا حل

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here