(علة العراق..انعدام النخبة).. (لفقدان البيئة المنجبة لهم).. (فلدينا خطوط حمر.. وحيونة الاشرس)

. بسم الله الرحمن الرحيم

توصلنا بان (علة العلل بالعراق.. هو فقدان النخب).. فالانتخاب الطبيعي باي نشاط او اختصاص.. هو (انتخاب افضله ذاتيا ليقود المجتمع والدولة وقطاعاتها).. اي هناك مجموعة من الاعتبارات التي تؤهل صاحبها بان يصبح (منتخبا ذاتيا: اجتماعيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا ودينيا.. الخ).. بدون حتى ان يعرض نفسه، فابداعه ومهاراته وذكاءه واجتهاده وطموحه.. تبرزه .. لتؤهلة للتأثير .. اضافة للامكانيات الاقتصادية والعلمية والوظيفية.. التي يتحكم بها نتيجة مؤهلاته.. لتجعل منه نخبه.. (فالنخبة.. الطبقة التي تتميز بقدرتها على التاثير اكثر من غيرها مع جنيها لنتائج ملموسة بفعل هذا التأثير)..

بالمحصلة (النخبة) اقلية تتحكم بشرائح من المجتمع.. لتميزها بالقوة والقدرة على التأثير على الاخرين.. فتقنعهم وتحركهم بما ينفع المجتمع وينهض به.. ككيان قوي مؤهل ان يحيى.. فتتمركز النخبة وتتقوقع في مراكز سياسية واجتماعية و اقتصادية عليا داخل المجتمع تسمح لهم بصناعة القرارات في مختلف المجالات بما يدخل بمصلحة المجتمع..

اي طرحنا للنخبة.. بوجهة نظرنا.. هي طبقة نافعة.. تؤثر ايجابيا بالمجتمع.. فالقاموس العربي يعطي تعريف (لنخب الشيء).. (اخذ احسنه افضله .. اخذ نخبته اي ما هو مختار منه بعناية).. لنميزها عن (تعريفات تضيف للنخبة ايضا الاقلية التي تؤثر على صنع القرار والتحكم بالقوة بالمجتمع).. فهذا من وجهة نظرنا مافية وليس نخبة.. فنحن مع اضافة الايجابية للنخبة تميزا لها عن (العصابة).. و (الانتهازية والوصولية) .. فاذا كل مجتمع من الطبيعي ان يكون لديه نخبة بغض النظر عن درجة تطوره وتمدنه وثقافته تحضى باهمية كبرى على مستوى قيادة الحياة الاجتماعية او السياسية او الثقافية او العسكرية او الاقتصادية.. ولكن (اذا كان هؤلاء لا ينهضون بالدولة والمجتمع ولا يرقون البيئة التي حولهم) فهل نعتبرهم (نخبة)؟؟ ام (سراق وشقاوات)؟

بذلك (الانتخاب الاختيار والنخبة مثل النخبة والجمع نخب.. مثل نخب اصحابه اي في خيارهم)

ونسال.. (النخبة: الانتخاب الطبيعي).. بالمجتمع الحيواني .. تبرز بالصراع بين نفس الجنس كالثيران وصراعها على الاناث.. الذي يؤدي للتقاتل للحصول على (قيادة القطيع واناثه).. والكارثة ان (النخبة بالعالم الثالث المتخلف بالعراق تحديدا) نجد مثلا من يعتبر (زعيم مليشية تم فرضه كخط احمر.. يكون مصير من ينتقده او يرفض هيمنته .. القتل صكا او ذباحا).. هل هذه نخبة بالمجتمع؟؟ ام مجرمين ؟؟ هل (من يجني وجوده كأن يكون ابن مرجع او حفيد مرجع) ليتحكم بمصائر الناس الجهلة التي كانت تتبع ابيه او جده.. هل يعتبر هذا نخبة؟؟ ام (مافية عائلية) ؟ هل فرض (اجنبي كولي امر، وامام وقائد) وهو لا ينتمي اصلا للبيئة الديمغرافية للمجتمع مثار البحث، هل هو نخبة؟ ام (حاكم لدولة طامعة تفرض هيمنتها بالقوة الغاشمة من مرتزقة عملاء مجندين كمليشيات يعملون لصالح ذلك الحاكم الطامع)…

ان البيئة بالعراق لم تنجب نخب.. لانها غير مؤهلة لذلك.. فالنخب تبرز ببيئة حرة ينعدم فيها الخوف .. من مليشيات ودكتاتوريات وعصابات وفساد .. فهذه العوامل تقتل اي امكانية لبروز نخبه.. واخر عمليات قتل النخب بالمجتمع وباخطر فئة فيه (الطلاب خريجي البكالوريا بالسادس الاعدادي) هو (جعل الطلبة الكفوئين الذين يحصلون على درجات بالتسعينات) مضطرين بان يذهبون لمعاهد طبية او معاهد نفط من اجل الحصول على تعيين بعد التخرج. . ويفضلونها على الكليات العلمية الاخرى.. التي لا تعيين فيها بعد التخرج.. وهنا مخطط قذر لقتل النخب..

من ذلك يطرح سؤال .. (لماذا الامارات وتركيا وماليزيا وحتى البدو بالجزيرة العربية) كالشيخ زايد، واتاتورك، ومهاتير محمد، وابن سعود.. الذين اسسوا دول اليوم تعتبر من الدول الناهضة والمرفهة.. كالامارات والسعودية، والصناعية كتركيا، ولكن فشل العراق ومكوناته من انجاب نخب تنهض بالعراق، لماذا نجد نخب ككسنجر الذي كان موظف في وزارة الخارجية الامريكية.. ونظرا لكفائته ونضجه، وبحوثه.. تم ترقيته حتى اصبح وزيرا للخارجية يشار له بالبنان.. واثر على السياسة الدولية.. في حين نجد مواقع المسؤولية تعطى لشعيط ومعيد وجرار الخيط، كل مؤهلاته (تملقه لزعيم الحزب، او تاريخه بالفساد لصالح الحزب، او دعمه من دولة اقليمية اجنبية تتدخل بشؤون دولته)..

فالمجتمع الامريكي حسب (رايت ميلز) ركز على العلاقة بين النخبة وامتلاك الامكانية لاتخاذ القرار.. يحث توصل الى ان هناك مجموعة من المؤسسات تتحكم في مسار الولايات المتحدة حددتها المؤسسة العسكرية، المؤسسة السياسية،ـ مؤسسة الشركات الكبرى، من خلال نخبة تحتل امكانة مهمة داخل هرم اتخاذ القرار داخل هذه المؤسات.. فالنخب بالمحصلة (المشاركة في صياغة تاريخ جماعة معينة عبر وسصائل وسبل عديدة “اتخاذ القرارات، اقتراح الافكار، ابداء المشاعر).

فالعراق مجتمع بدائي بدوي.. (ريفي).. بمرجعيات ومشيخات دينية (مذهبية) ذات مصادر قرار (خارجية اقليمية).. فالشجاعة والفروسية والكرم والشعر والثروة وحدها تشكل قيم وامكانيات الصفوة.. والواقع الاجتماعي على الارض المفروض قسرا.. (تدجين المجتمع بالتخويف، وعسكرته.. والكرم للغريب، والفقر للقريب، والشعر بتمجيد الحاكم والمتنفذين…. والثروة بيد المعممين والسياسيين الفاسدين.. ).. اما في مجتمع اكثر تطورا وتحضر يصبح اهل العلم والراي والحكمة والفراسة هم صفوة المجتمع ويجري حل الامور تحت رعايتهم ومشورتهم.

من كل ذلك البيئات بارض العراق.. منجبة للمليشيات وداعش.. وليس للعلماء والقادة العظماء.. ففئة بالمجتمع تمتاز بالتشنج هي من تهيمن على اغلبية المجتمع، التي تمتاز بالنفرزة باقل علاقة اجتماعية، وبالعنف كرد فعل، ومضطربة نفسيا ولا نبالغ حتى فئات مضطربة عقليا.. التفت وراء شخصيات كمحمد صادق الصدر (الصدر الثاني) وابو بكر البغدادي، ومقتدى الصدر.. فالشيوعيين والاسلاميين والقوميين، لم يتبنون مشاريع للنهوض بالمجتمع والدولة بقدر الهيمنة وزج الدولة والشعب بصراعات وازمات ليس للعراق وشعوبه فيها ناقة ولا جمل.

مما يثبت وجهة نظر (الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرون ما بانفسهم).. فامريكا غيرت نظام دكتاتوري بالعراق ودعمت نظام انتخابي بعد عام 2003. .. ولكن الكارثة ان الشعوب بالعراق انتخبت الحرامية واللصوص من الاحزاب الاسلامية المحسوبة شيعيا الموالية لايران بفسادها.. والسنة احتضنوا داعش والقاعدة والبعث وطبقة سياسية سنية فاسدة متحالفة مع قوائم ايران بالعراق.. فماذا تريدون من امريكا ان تفعل لكم؟

ومثال ذلك ايضا.. (محافظ الكوت) محمد المياحي.. الذي اعتدى على ضابط بمفرزة امنية، وكان الضابط بمكان عمله.. وكان اعتداء (يعكس اخلاقية للهمج) . . فالمياحي لم ياتي ضمن انتخاب طبيعي لشخص كفوء مثلا.. بل لهيمنة (مافيات سياسية) حزبية للجهة التي ينتمي لها، وبضوء اخضر ايراني، وكلنا نعلم ذلك.. فاذا هكذا يتعامل مع ضابط ، فكيف يتعامل اذن مع المدنيين؟ فبس الله يستر من هذه العصابات التي تحكم العراق وشيعته العرب خاصة، فمليشة واحزاب فاشلة فاسدة مجرمة بوسط وجنوب.. وقاعدة وداعش واخوانجية وبعثية بالمثلث السني.. وعوائلتين دكتاتوريتان بكوردستان فماذا نتوقع النتيجة غير التي نعانيها اليوم.. وعجبا يقولون (دوام الحال من المحال).. في وقت بالعراق اصبح المحال هو الحال؟

ومثال اخر.. نجد الاقلية التي شاركت بالانتخابات عام 2018.. عندما تسائل منهم مثلا من انتخب هادي العامري، لماذا انتخبته.. يقول (لانه قاتل داعش)؟؟ تجيبه.؟. هل (انت انتخبته ليدخل ساحة معركة؟ ام لساحة البرلمان)؟؟ هل من يصلح (للحرب يصلح للسلم)؟؟ (اليس هو مع بدر قاتلوا العراق بصف ايران، وقتلوا جنود العراق المجندين قسرا لارضاء سيده حاكم ايران خامنئي).. اليس عندما كان وزيرا اثبت فشله.. وفساده وتنفذ ابنه الذي اعاد طائرة بالجو متجهة لبيروت لمجرد انه يريد الركوب فيها؟؟ ولم تنتظره؟ اليس هو (موالي لحاكم اجنبي علنا خامنئي، ويبايع نظام حكم اجنبي، نظام ولاية الفقية الايرانية وبدعتها)؟؟ فما هي صفات هادي العامري او قيس الخزعلي او اكرم الكعبي او امثالهم اصلا ليتم انتخابهم؟؟ وهم اصلا لا يملكون اي مؤهلات ليكونون نخب فكيف الحال ويصبحون حاكمين؟

وربطا بما سبق.. نشير (بان الانقلابات العسكرية، والتغيير من الخارج) و(الاحزاب المسلفنة التي اسستها دول اقليمية وارسلتها للعراق بعد ذلك).. كلها لم تحل اي ازمة.. فوصلنا لنعيد دراسة التاريخ واحداث..

ونقصد التقرير الذي اورده (نيكيتا خروتشوف ولادة الدولة العظمى) يروي سرغي نجل الزعيم السوفيتي خروتشوف انعكاس (فجر الرابع عشر من تموز عام 1958) وكيف كاد السوفيت يدخلون حرب عالمية ثالثة انذاك.. ما يهمنا هنا:

فالتقرير يجعلنا نعيد النظر.. بالتاريخ.. يطرح سؤال (هل فعلا كان انقلاب الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله) بالطريق الصحيح لحل ازمة العراق؟ وحل الصراعات القومية والمذهبية والمناطقية والعشائرية ونوع نظام الحكم.. الخ؟ الجواب/ كلا.. الواقع يثبت بان الزعيم قاسم لم ياتي بحل للازمة الكوردية لم ياتي لحل لازمة الاكثرية الشيعية العربية المهمشة لم ياتي لحل الازمة السنية المهيمنة على الجيش والسلطة لم ياتي لحل العلاقات الخارجية للعراق.. هو انسان اي قاسم.. طيب القلب عمل لصالح الفقراء.. نهض بالمشاريع الصناعية والزراعية..ولكن كل ذلك ان (بناء على رمال متحركة).. فهو لم يعمل بالتزامن مع ما قام به .. لوضع حلول للصراعات القومية والمذهبية والعشائرية والسياسية والحزبية.. والاديولوجية.. اؤكد علة العلل بالعراق .. فقدان النخب الواعية القيادية للمجتمع..

ان اخطر ما حصل بالعراق بان النخب التي تطرح بالعراق لا تنتمي لا قبليا ولا عشائريا ولا مدنيا للمكونات بارض الرافدين وخاصة للشيعة العرب، وللسنة.. فنجد الخميني وخامنئي وشهرودي وسليماني مثلا لا يمثلون نخب محلية بالعراق ولكن فرضوا قسرا عبر عشرات المليشيات والاحزاب الموالية لايران بالعراق على العراقيين، وجمال عبد الناصر وميشل عفلق مثلا اجنبيان احدهم مصري والاخر سوري.. وفرضوا قسرا على العراق.. وحسن البنا واسامة بن لادن والزرقاوي ايضا ليسوا من السنة العرب العراقيين وفرضوا عبر احزاب واديولوجيات ومنظمات مسلحة قسرا على المجتمع بالدم.. والعنف.. وهذا احد اهم اسباب عدم بروز نخب محلية بالعراق.

فنتج عن ذلك ان نجد (شيعة عراقيين) مجرد ينعقون مع ايران، وبفضل ربهم ايران التي تتدخل بشؤون العراق وسوريا واليمن والخليج ولبنان وغيرها، اضافة لدعم طهران للجماعات الاسلامية بشمال افريقيا، اصبحت الدول الشرق اوسطية في الكثير منها شملولة.. والقرار اصبح بيد انقرة وطهران واسرائيل.. وروسيا وقوى خارجية اخرى.. وما اكده روحاني بان اي قرار مصيري من بغداد للرباط لا يمر الا من طهران.. بكل غنجهية وغطرسة.. (فايران اشعلت الحروب داخل الدول التي تسمى عربية.. ففشلتها).. لتهيمن طهران على مقدراتها .. باعتراف حسن عباسي الضابط السابق بالاستخبارات الايرانية الذي صرح بان ايران هيمنت على قطاعات المعادن في سوريا ورهنتها بيد طهران، وتجني 14 مليار دولار من العراق.. مقابل تجميد كل القطاعات الصناعية والزراعية والاقتصادية الاخرى وخاصة الطاقة بالعراق ليرهن كل شيء ايرانيا. نظرا لان ايران فرضت (اشباه النخب) على العراق الذين يعملون لصالح ايران بالعراق و المنطقة وليس لصالح دول المنطقة وشعوبها.

وننبه:
بان اكثر مكون حورب لمنع بروز نخب واعية لديه، هو المكون الشيعي العربي، فنجد (الانظمة السنية العربية، والقوميين) من جهة الذين اجتثوا اي بروز لنخب للشيعة العرب تنهض بهم، وكذلك (ايران) التي عملت على فرض (اجنداتها) على الشيعة من جهة ثانية، وساهمت طهران ونظام ولاية الفقيه خاصة، بتصفية اي شخص يمكن ان يبرز كنخبة للشيعة العرب، فالسنة والقوميين وايران، كل منهم يريد فرض اجنداتها لمنع استقلال الشيعة العرب بكيان خاص بهم، ينهض بهم وينتشلهم من واقعهم المزري.

المحصلة:

(اشباه النخب تقود الاصلاح) (اشباه النخب تدير الدولة)، اشباه النخب تدير الثقافة والسياسية والاقتصاد والعسكر).

……………………….

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here