معالجة وزير الداخلية الخاطئة لحادثة الاعتداء الإجرامية

بقلم مهدي قاسم

وفقا لبنود و مواد قانون العقوبات العراقي الخاصة بحماية
رجال أمن حفظ الأمن و النظام ( وهذا يشمل في بنود أخرى موظفي الدولة أثناء قيامهم بواجباتهم الرسمية ) إن أية عملية اعتداء تطالهم أثناء قيامهم بواجبهم الرسمي ، تُعد جريمة بالأساس و تسحب وراءها عواقب قانونية رادعة ، بعقوبة حبس لكذا سنوات في حالة وجود أدلة كاملة
تحت تصرف المحكمة ..

وتأتي عملية الاعتداء على ضابط شرطة منتسب إلى وزارة الداخلية
وهو يقوم بمهامه الرسمية عند إحدى السيطرات ، تأتي ضمن هذا السياق والوفاق القانونيين ، وقد جرت جرت عملية اعتداء بلطجية من قبل أحد سياسيي أحزاب الفساد الطائفية الفاشلة بصفته ” محافظا ” للديوانية !!، لأن حضرة جنابه الإمبراطوري العظيم انزعج بسبب تأخر موكبه الملكي
قليلا عند إحدى السيطرات بحكم الإجراءات الأمنية المشددة و المطلوبة ، خاصة في هذه الأيام بعد كثرة هجمات داعش و تفجيراته الإرهابية المتصاعدة يوما بعد يوم ، بينما في الحقيقة كان يجب أن يحدث عكس ذلك ـــ هذا ، إذا كان هذا ” المحافظ ” يفهم واجبه و يحترم منصبه وكذلك
جهود الآخرين ــ أي أن يقوم بالإشادة بجهود الضابط و تقدير حرصه الأمني على سلامة المواطنين ، بل و أن يقدم له شهادة تقديرية تثمينا و عرفانا ، لكونه لا يمّيز في مهامه اليومية بين مواطن ” عادي ” و بين مسؤول ( الذي هو من حيث المبدأ يُعتبر خادم المواطن ” العادي
“والمدافع عن حقوقه حسب الأعراف و التقاليد الديمقراطية والبرلمانية الحقة ) فضلا عن كونه يقف تحت شمس تموز الساخنة الحارقة طيلة ساعات واجبه الطويلة بغية توفير الحماية الأمنية للمواطنين ! ، ولكن من أين لخراتيت الزمن العراقي الرديء أن يستوعبوا مثل هذه الأمور
المفهومة أصلا من تلقاء نفسها ؟..

ومن هنا كان ينبغي على وزير الداخلية تحريك قضية جنائية
ضد هذا ” المحافظ ” المعصرم !!، بدلا من استقبال الضابط المعتدى عليه لأخذ الخاطر و الطبطبة على ظهره و …و السلام عليكم …………

فهذا المحافظ ارتكب جريمة و اعترف بارتكابها علنا ، بحجة
أنه كان ” غاضبا ،طبعا بسبب تأخر موكبه الملكي المعظم ” ؟!!..

( بالله عليكم ألا يستحق جنابه الكسيف زيجا طويلا على
الطريقة العراقية ــ عذرا للقارئ الكريم ) ! ..

و هذا الاعتراف بحد ذاته يجب أن يكون كافيا لتحريك قضية
جنائية ضده و كذلك كافيا للمحكمة لإدانته قاضيا أولا و من ثم تجريده من منصبه لكونه سيصبح ــ بعد الإدانة القضائية ــ مخلا بالشرف ثانيا ..

نقول كل ذلك لأن عملية الاعتداء الجائرة هذه على ضابط السيطرة
لا تُطال سلامته الجسدية و كرامته الإنسانية فقط ، إنما هي بالدرجة الأولى اعتداء سافر ووقح على كرامة و هيبة الدولة ( أعرف أن بعضا من القراء الكرام سيضحكون عند هذه الجملة ويتساءلون : أين هي كرامة وهيبة الدولة العراقية ؟ ) ..

وهو سؤال مشروع بالفعل : لأن خراتيت الزمن العراقي الردئ
و لصوصه وخونته المتبجين بعمالتهم علنا ، لم يتركوا ذرة واحدة من الكرامة والهيبة للدولة العراقية إلا و داسوا عليها من ناحية و جيّروها للهيمنة الأجنبية من ناحية أخرى !..

بطبيعة الحال : أن هذا الأعتداء على عناصر و ضباط السيطرات
و كذلك على شرطة المرور ليس الأول من نوعه و لا يكون الأخير بسبب تدخلات سياسية و حزبية وعشائرية ، و التي غالبا ما تؤدي إلى طمطمة ولملمة مثال هذا النوع من الاعتداء المنتشر و المتكرر والمتزايد يوما بعد يوم .

هاكش ذات صلة :

* ( بالصور.. وزير الداخلية يستقبل قائد شرطة واسط
والضابط الذي تم الاعتداء عليه

استقبل وزير الداخلية، ياسين الياسري، الاحد (14 تموز 2019)، قائد شرطة واسط، والرائد محمد رياض الذي تم الاعتداء عليه في سيطرة اللج، من قبل محافظ واسط.

وذكر المكتب الاعلامي للياسري، في بيان  إن “وزير الداخلية، ياسين الياسري استقبل في مكتبه اللواء علاء غريب قائد شرطة واسط والرائد محمد رياض الضابط في سيطرة اللج ( بغداد – واسط ) الذي وقع عليه الاعتداء من قبل محافظ واسط”.

واضاف البيان، أن “الياسري نقل تحيات رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة للرائد محمد ولجميع ضباط ومنتسبي شرطة هذه المحافظة”، مؤكداً “دعمه المطلق لهم في اداء واجباتهم ورفضه لأي تجاوز يطالهم لانهم يمثلون القانون وهيبة الدولة وحثهم على مواصلة العطاء لخدمة المواطنين”.

وكانت وكالة (بغداد اليوم) الإخبارية قد حصلت في وقت سابق من، أمس السبت (13 تموز 2019)، على مقطع فيديو يظهر قيام محافظ واسط محمد جميل المياحي، بالاعتداء على ضابط في احدى سيطرات المحافظة.

واثار قيام المحافظ بالاعتداء على ضابط برتبة رائد في احدى سيطرات المحافظة اثناء تأديته الواجب الرسمي، ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما اعتبره البعض إهانة الى المؤسسة العسكرية التي ينتمي اليها الضابط مطالبين بالوقت ذاته الجهات المعنية بمحاسبة المحافظ للحد من شيوع هذه الظاهرة نقلا عن صوت العراق) …

(مجلس واسط : وساطات سياسية وعشائرية لغلق قضية المحافظ مع ضابط الشرطة

كشف مجلس محافظة واسط ، اليوم الاحد ، عن وجود تحركات مكثفة من خلال وساطات سياسية وعشائرية لغلق قضية اعتداء المحافظ محمد المياحي على ضابط الشرطة في سيطرة “اللج” بالمحافظة ، فيما اشار الى ان المياحي يحاول اللعب على عواطف الناس بالقول انه كان في حالة غضب بسبب تأخير الناس في السيطرة رغم ان الحقيقة انه كان غاضب بسبب تأخير موكبه الشخصي فقطــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here